الحرب ضد الإرهاب في الصومال..كواليس نيران المعارك المشتعلة بين مقديشو وحركة الشباب

قاد الجيش الصومالي، في إطار الحملة الثانية، هجوماً قوياً ضد معاقل تنظيم حركة الشباب في وسط وجنوب البلاد، قابلها هجمات للتنظيم ضد أهداف مدنية شملت فنادق في العاصمة مقديشو، وكان آخرها تفجير مسجد بولاية هير شبيلي.

كشف خالد محمد، الإعلامي الصوماليلاندي  والخبير في شؤون القرن الأفريقي، أن الحركة مازالت تسيطر علي بعض المناطق في جنوب ووسط الصومال، ليست مدن إنما بالأحرى قرى ومناطق نائية، حتى انهم حاليا يطوقون مدينة بايدوا جنوب غرب الصومال وعاصمة ولاية جنوب غرب، ويمنعون المؤن والمواصلات البرية عن هذه المدينة الهامة
وأكد محمد في تصريحات خاصة لوكالة فرات، انه يمكن القول أن حكومة الرئيس حسن شيخ محمود تجرأت وقامت بما لم تستطعه الحكومات السابقة، ومن السابق لأوانه الحديث عن نجاح أو فشل الحملة فهي مازالت في بداياتها، إنما يمكن القول أنها تسير بخطى ثابتة إلى الأن.

وأضاف  فشلت الحكومات السابقة في محاربة الشباب، وأقرب مثال علي ذلك حكومة الرئيس الأسبق محمد عبد الله فرماجو الذي ظل في الحكم مدة ٥ سنوات دون إطلاق رصاصة واحدة ضد الشباب، وكان جل اهتمام حكومته منصبا طوال فترة حكمه على محاربة الولايات الصومالية وادخالهم في دوامة من الفوضي.

وأضاف الإعلامي الصوماليلاندي والخبير في شؤون القرن الأفريقي، أن عمليات حركة الشباب الأخيرة ضد المدنيين خاصة التي هاجمت الفنادق في مقديشو تأتي كرد على الحملة التي تشنها الحكومة الحالية ضدها، خاصة وأن الحركة كانت تفرض ما يسمى بالزكاة والعشور على جميع تجار الصومال تقريبا، ولكن نجحت الحكومة الحالية بقيادة الرئيس حسن شيخ محمود في تحرير تجار مقديشو من سيطرة وسطوة الشباب .

وأوضح محمد، منذ مدة أعلن تجار مدينة بوصاصو إغلاق محلاتهم نتيجة عدم تمكنهم من دفع الضرائب للحكومة والزكاة لحركة الشباب في نفس الوقت، ومازالت حركة الشباب تفرض وتجمع هذه الضرائب والزكوات من المناطق التي تسيطر عليها حاليا أو المناطق التي تضعف فيها سيطرة الحكومة .

بينما يرى أحمد سلطان، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية أن حركة الشباب في الصومال حافظت على ولائها لتنظيم القاعدة لأنها تستمد زخمها من ارتباطها بحركة الجهاد العالمية وهي لا تريد أن تفقد هذا الزخم، رغم أن تنظيم القاعدة لا يقدم لها أي دعم حقيقي.

وأكد سلطان في تصريح خاص لوكالة فرات، أن داعش في الصومال نشأ كنوع من الانشقاق عن حركة الشباب الأم وهي مجموعة عبد القادر مؤمن التي انشقت من الحركة وأعلنت مبايعتها لابو بكر البغدادي في العراق.

وأضاف أن الحركة تسيطر على قطاعات من جنوب ووسط البلاد، كما تمتلك خلايا أمنية تنشط داخل العاصمة الصومالية مقديشو نفسها، وهي نجحت في إقامة شبه إمارة في الأراضي الصومالية، وتعدت عمليات جماعة الشباب الصومال، فهي نفذت بعض العمليات في كينيا وتنزانيا وحتى قامت بعمليات في إثيوبيا، وهي تعتبر إثيوبيا عدوا لدودا لها.

وبين سلطان، أنه من ناحية أخرى شن الجيش الصومالي مصاحباً للقوات الأفريقية والقوات الأمريكية حملة ضد جماعة الشباب، ربما في الحملة الأخيرة كانت مختلفة عن الحملات الأخرى للجيش الصومالي والقوات الأفريقية وغيرها لانها شهدت مشاركة واسعة لأبناء العشائر الصومالية.  

وأوضح الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن الحركة استعادت زخم هذه الهجمات وبدأت في اله‍جمات المضادة، وذلك لأن حركة الشباب كانت تستقطب قادة العشائر فتخلصت من عبء محاربة العشائر الصومالية.

وأردف سلطان، أن الحركة تستهدف الأهداف المدنية مثل الأسواق والفنادق لعدة أسباب أولها الفكر الأيدلوجي للحركة، وثانيا الجانب العملياتي الذي يرى أن كل متعاون مع قوات الجيش هو هدف مشروع لها، كما أن الحركة تدعي أن بعض تلك الفنادق هي مراكز إستخباراتية للجيش الصومالي.