وكانت قد نشرت تسجيلات صوتية على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع منسوبة إلى رئيس الحركة بالإنابة منذر الونيسي اتهم فيها بعض المسؤولين في حزبه بالسعي للسيطرة على الحزب وبتلقي تمويلات غير مشروعة.
وكشف حسام الحامي، منسق إئتلاف صمود التونسي، أن هناك العديد من قادة حركة النهضة الذين ألقي القبض عليهم في الفترة الماضية مثل الهاروني ورئيس الحركة بالإنابة منذر الونيسي ومحمد الجبالي ولكن الآخير خرج بعد إلقاء القبض عليه، وهو صراع بين حكومة قيس سعيد وحزب النهضة.
وأكد "الحامي" في تصريحات خاصة لوكالة فرات، أن الحديث بالتسريبات يدور حول بقاء حركة النهضة في شكلها القديم أم المطلوب شكل جديد، ومناضليها والتخوف من السلطة القائمة والذهاب في منحى صدامي أم التعايش مع السلطة الجديدة ، مشيرًا أن ما يقال أن بعض القيادات تريد التضحية بقيادات أخرى داخل الجماعة من أجل التقرب من النظام ولذلك خرجت تلك التسريبات.
وأضاف منسق إئتلاف صمود التونسي، أن منظومة الإخوان عندما دخلت إلى تونس قدمت نفسها كحركة طهورية وسوف تنفذ العدل وتعيد الإسلام الحقيقي، ولكن تبين أن تلك الحركة كغيرها من الحركات السياسية تتعامل بطريقة برغماتية، بل في كثير من الأحيان نفعية، ووصلت لطريقة تشوبها العديد من الشوائب بعد تعاملها مع لوبيات فساد، وعلاقتها مع الإرهاب، وبالتالي فقدت هذه الطهورية وأصبحت حركة كغيرها من الحركات وفقد التونسي كل الثقة بأن تكون كما تصورها في بداية الثورة.
وبين "الحامي"، أن تلك الحركة تتحمل مسؤولية جزائية في الجو الذي عاشه التونسيون في عام 2012 ، 2014، 2015، 2016، من عمليات إرهابية وإعتيالات سياسية وتسفير إلى سوريا وتفجيرات واستهداف مدنيين وعسكريين في تونس، وهذا يجعل التونسيين يرونها جزء من المشكلة ولن تكون جزء من الحل.
بينما كشف الهادي الزهواي، القيادي في تيار القوميون العرب في تونس، والمحلل السياسي التونسي، أن الإسلام السياسي في تلاشي ، أمريكا أسندت له دور في المنطقة العربية، الاخوان في مصر، داعش في سوريا والعراق، الاخوان و توابعهم في ليبيا، والاخوان النهضة في تونس ، و كان هذا الدور تخريبي لكل الاقطار العربية، و لكن حدثت مقاومة كبيرة لهذا التيار الاخواني الهدام حيث وقع الاطالة بحكم الاخوان في مصر عن طريق الانتفاضة الشعبية و الجيش، و كذلك وقع هزيمة داعش هزيمة نهائية في تونس في منطقة بنقردان على حدود ليبيا . و بدا انهيار المشروع الإخواني بصفة عامة.
وأكد "الزهواني" في تصريخ خاص لوكالة فرات، أنه بحكم ان طبيعة النظام في تونس هو مدني لذلك سقوط الاخوان - حركة النهضة - كان لابد له من وقت وبصفة مدنية وبالقوانين، و بحكم ان الاخوان إبان حكمهم لتونس مارسوا تفتيت المؤسسات و افرغها و القضاء عليها تمهيدًا لبناء مؤسسات إخوانية صرفة لبدء مشروع حكمهم الذي سيمتد لخمس مائة سنة ، لذا دمروا و قتلوا و سرقوا و شوهوا الناس و الشخصيات، و لذلك كان ولابد من حصر هذه الجرائم و توثيقها و تمكين القضاء منها.
وأضاف القيادي في تيار القوميون العرب في تونس، أنه لما تحرر القضاء في تونس بعد حركة 25يوليو 2021 على يد الشعب و الرئيس قيس سعيد، تمكن القضاء ولونسبيا من البت في ملفات الإرهاب والاختلاس و السرقات والتشويه والخيانة العظمى لفترة حكم الاخوان الذين تعاملوا مع أشخاص و منظمات استعملوها لضرب المجتمع والدولة .
وبين "الزهواني"، أن القيادات الإخوانية وغيرها قد وقع ايقافها في السجن نتيجة ما اقترفوه في حق الدولة و المجتمع ، و سيسمع العالم قريبا كم درجة الاجرام الإخواني و من تعامل معهم في حق تونس و شعبها و في حق سوريا و شعبها و الدور القذر لتركيا و لقطر في هذا الموضوع.
بينما كشفت سامية شرايبي، الإعلامية التونسية، ومراسلة جريدة الأهرام في تونس، أن جماعة الغنوشي أغرقت تونس في الهم والفقر و تركوا للتونسيين ديونا بآلاف المليارات وضعوها في جيوبهم وهربوها للخارج.
وأكدت "شرايبي" في تصريح خاص لوكالة فرات، أن حزب النهضة يدعم الإرهاب ودبروا الإغتيالات ولازالت تونس ترزح تحت مؤامراتهم الدنيئة لتجويع الشعب وإذلاله.
وأضافت الإعلامية التونسية، أنه سيندثر الحزب الإخواني ولن ير النور ثانية، وذلك لأن قيس سعيد والشعب التونسي كشف آلاعيبهم وسرقاتهم ولن يسامحهم.
بينما كشف عبد الخالق بدران، الباحث المتخصص في شؤون جماعة الإخوان، للتسجيلات الصوتية المسربة لرئيس حركة النهضة بالنيابة منذر الونيسي، كشفت الغطاء عن الصراع المحتدم حول قيادة الحركة، وتركة راشد الغنوشي، بعد سجنه، والذي تقوده أطرافا في الداخل والخارج.
وأكد "بدران"، أنه يمثل معاذ نجل الغنوشي، المتواجد في تركيا، وصهره رفيق عبد السلام وأحمد قعلول، أحد الأطراف المتصارعة الرئيسية، والتي تريد السيطرة على الجماعة وتوجيهها من الخارج، بينما تسعى قيادة الصفّ الأول إلى إعادة الإمساك بالجماعة وفرض إرادتهم عليها، وإدارتها من داخل السجن، مثل علي العريّض ونور الدين البحيري.
وأضاف الباحث المتخصص في شؤون جماعة الإخوان، أنه رغم المعارضات إلا أن الحركة ماضية في عقد مؤتمرها الـ 11 المقرر في أكتوبر 2023، والذي من المتوقع أن يثبت القيادة الحالية، ويؤجل التغيير الشامل.
وبين "بدران"، أنه على غرار الانقسامات والانشقاقات التي حدثت في جماعة الإخوان الأم، يسير الصراع في حركة النهصة، فبعد25 جويلية، شهدت الحركة انشقاق قيادات من الصف الأول مثل سمير ديلو وعبد اللطيف المكي وعبد الحميد الجلاصي ومحمّد القوماني، بينما الانقسام الجديد يتركز بالأساس حول اغموال الحركة والرغبة في السيطرة على مصادر التمويل.
وأوضح الباحث المتخصص في شؤون جماعة الإخوان، أنه على الجانب السياسي فيأتي ذلك في ضوء تعدد الأدوار، حيث يقود الونيسي تيارا يسعى للتفاوض وتقديم التنازلات مهما كانت مؤلمة للحفاظ على الحركة، بينما هناك تيار آخر لجبهة الخلاص، يسعى للإطاحة بقيس سعيد، في حين تستخدم السلطة وسائل السجن والإقامة الجبرية والمنع من السفر، لعرقلة الجماعة عن أي دور من الممكن أن يلقي بظلاله على الانتخابات المقرر لها العام القادم.
ويرى رفيق عبد السلام في نفسه الوريث لقيادة حركة المهضة، خاصة على مستوى العلاقات الدولية والمالية، وبحسب مصادر هو من وقف وراء التسريبات، بحسب "بدران".