كانت عملية إغتيال الشيخ صالح العاروري ضربة إسرائيلية جديدة لحركة حماس كونه الرجل الثاني في مكتبها السياسي من داخل العاصمة اللبنانية بيروت، مما يثير التساؤلات حول التداعيات لتلك الضربة القاتلة والرسالة التي تريد تل أبيب إيصالها عبرها، خاصة مع ضربتين متزامنتين واحدة لأحد قيادات الحرس الثوري في دمشق والأخرى تفجير في كرمان أثناء ذكرى مقتل قاسم سليماني.
كشف سراج بهجت السياسي اليساري اللبناني، أن عملية اغتيال الشيخ صالح العاروري كانت معدة قبل أشهر لاغتيال عدد من قياديي حماس، يمكن أن تكون مقدمة لتصفيات لقيادات أخرى فلسطينية في لبنان.
وأكد بهجت في تصريح خاص لوكالة فرات، أن عملية الاغتيال لا يدخل ضمن وجهة الهجوم بين إسرائيل وحزب الله كونه استهدف شخصية فلسطينية مهمة، مشيراَ إلى أنه سقطت مقولة الحرب الشاملة وسيبقى الأمر على ما كان عليه قبل عملية الاستهداف
وأضاف السياسي اليساري اللبناني، أن حزب الله ليس بوارد فتح جبهة الجنوب على مصراعيها بسبب حسابات إيرانية بحتة، ولو كان هناك عملية رد لكانت تم في اليوم التالي للعملية، ولكن الحزب لحسابات إقليمية سيكتفي برد هامشي جداً تحت مسمى الرد.
وتطرق بهجت للفصائل الفلسطينية في لبنان مبيناً أنها ستلتزم الصمت، لأن من يتحكم بقواعد اللعبة في الجنوب الثنائي الشيعي ولا اظن يسمحوا للفصائل الفلسطينية الرد من الجنوب.
بينما كشفت اورنيلا سكر الصحفية اللبنانية المتخصصة في العلاقات الأمريكية - الخليجية ومديرة موقع أجيال قرن الـ 21، أنه لا شك أن العملية عملية أمنية واستخباراتية تم تنفيذها بتواطؤ عملاء في الداخل اللبناني متورطين في العمق الاستراتيجي لحزب الله، لأن الضاحية بما ترمز إليه من رمزية أمنية ومحصنة من الصعب خرقها، والسؤال كيف حدثت تلك العملية أما أن يكون طرفا من حزب الله أعطى احداثيات لإسرائيل أو أن هناك عملاء تم بثها داخل الضاحية الجنوبية يخدمون الأجندة الإسرائيلية.
وأكدت سكر في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن العملية وظروفها وتوقيتها وكيفية رصد تحركات قيادي مثل الشيخ صالح العاروري يطرح عمليات استفهام كبيرة، مبينة أن هناك 3 استهدافات حدثت في توقيت متزامن وهو اغتيال رضا موسوي القيادي الإيراني المسؤول عن العمليات في دمشق من قبل الحرس الثوري واغتيال العاروري ببيروت مما يعنيه من رمزية وقيادة عمليات لحماس، وعملية التفجير التي حدثت في إيران، والتي جاءت في توقيت متزامن لأن اسرائيل تقف خلفها جميعاً، ولو أن الأمريكيين يتنصلون بمعرفتهم بتلك العمليات، وربما لا يعرفون لأن واشنطن كانت لا تريد أن تحدث تلك الحوادث، لأنها لا تريد جر المنطقة إلى حرب.
وأضافت الصحفية اللبنانية المتخصصة في العلاقات الأمريكية - الخليجية ومديرة موقع أجيال قرن الـ 21، أن إسرائيل تريد عبر تلك العمليات إعادة هيبتها من جديد في المنطقة ورد اعتبارها بعد هزيمتها في غزة على المستوى العسكري والمعنوي وصورتها وهيمنتها الأمنية والاستخباراتية، وتريد جر إيران لحرب واسعة، والمقاومة على وعي كامل بهذا المخطط.
وبينت اورنيلا سكر، أن تل أبيب أوصلت رسالة واضحة إلى الخصم أو إلى محور إيران وحزب الله وحماس بأنها قادرة على خرق منظومته ورصدهم أمنيا والتجسس عليهم، ولإعادة هيبتها بأنها لا تزال تتمتع بالتفوق الأمني وأنها قادرة على ضربهم واغتيالهم متى تريد وتشاء، والهدف كله سياسي بأنه لا أحد يستطيع إعاقة عملية استهداف أي قيادة فلسطينية.
وأوضحت الصحفية اللبنانية المتخصصة في العلاقات الأمريكية - الخليجية ومديرة موقع أجيال قرن الـ 21، أن قواعد الاشتباك لم تتغير بين إسرائيل وحزب الله فقد صرح نتنياهو مرارا أنه سوف يلاحق ويستهدف قادة حماس أينما تواجدوا سواء في قطر تركيا أو لبنان او دمشق أو الضاحية، فقد كانت المعارك قبل عملية الاغتيال الأخيرة عمود مقابل عمود مدني مقابل مدني وغيرها غير أن الخروقات والرسائل التي وجهتها إسرائيل عبر عمليات الاغتيال ليست بالجديدة في سلسلة الاغتيالات لها قديمة ومعروفة من الجانب الاسرائيلي منذ عمليات ميونيخ عبر اغتيال القادة الفلسطينيين أو القادة الايرانيين او لدى حزب الله من خلال استهداف القنطار وسليماني وعلماء نوويين في ايران، ولكن السؤال المتجدد هو في نوعية الرد الذي يناط به الموقف لدى حزب الله هنا بيت القصيد.
وأشارت اورنيلا إلى أن التداعيات هو مزيد من قتل الأبرياء وتدمير لبنان وغزة لتصبح دول أشباح لا يوجد فيها أبسط مقومات الحياة والأنسنة، وعسكريا سوف يكونون الرد إما بتسخير أدوات مباشرة عبر تعميق وتكثيف العمليات المباشرة عبر ضرب العمق الاسرائيلي، أو توظيف أدوات غير مباشرة مثل الحوثيين عبر إطلاق مسيرات وخطف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
وأردفت الصحفية اللبنانية المتخصصة في العلاقات الأمريكية - الخليجية ومديرة موقع أجيال قرن الـ 21، أنه يمكن لحزب الله الاكتفاء بالاستنكار والوعيد والتخلص من المواجهة و الاكتفاء بالشعارات والاحتكام بمعاملة المردوع لا الرادع من خلال القول بأن الاستهداف هو قيادي فلسطيني وحماس عليها بالرد عبر تسخير الفصائل الفلسطينية بهدف الرد على العدوان الاسرائيلي مشيرا الى ان لبنان وضعه حساس لا يسمح بانزلاق نحو حرب عبثية الأمر الذي سوف يثير الكثير من ردود الفعل الداخلية و اختلافات وصراعات بين حزب الله والداخل اللبناني الذي يريد التخلص من حزب الله وسلاحه غير الشرعي من جهة..
كما تطرقت اورنيلا سكر إلى أن التوترات سوف تنعكس على العلاقات بين حزب الله وحماس وقد عبرت التصريحات عن ذلك سواء ما صرح به أسامة حمدان او خالد مشعل أو موقف هنية بالقول أن حزب الله وإيران قاموا بخذلان حماس، كما أشارت وكالة رويترز إلى لقاء بين هنية والمرشد الأعلى خامنئي بأن العملية تمت بدون علمهم وبالتالي لن يسلموا بدعم حماس إلا معنوياً واعلامياَ..