هل مثلت نتائج انتخابات مجالس المحافظات العراقية في كركوك ونينوى صفعة جديدة لتركيا وأدواتها في البلاد
كشفت نتائج انتخابات المحافظات العراقية عن مفاجآت ولا سيما في تقدم القوى الوطنية الكردية وتراجع الحزب الديمقراطي والكتلة التركمانية.
كشفت نتائج انتخابات المحافظات العراقية عن مفاجآت ولا سيما في تقدم القوى الوطنية الكردية وتراجع الحزب الديمقراطي والكتلة التركمانية.
أظهرت نتائج الانتخابات الأخيرة في العراق وخاصة في مجالس المحافظات هزيمة كبيرة لكل من الأدوات التركية مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني والكتلة التركمانية وهي أدوات المشروع التركي في العراق وخاصة في محافظات نينوى وكركوك المحافظة النفطية الغنية، مما يستوجب قراءة أعمق في نتائج تلك الانتخابات في كركوك ونينوى.
كشف هوزان زبير، الباحث والإعلامي الكردي من إقليم كردستان العراق، أن الكرد كانوا مشاركين في الانتخابات والتي كانت على مجالس المحافظات العراقية ولا تشمل الأربع محافظات التي تكون إقليم كردستان العراق، مما يعني أن الكرد دخلوا في هذه الانتخابات للحصول على مقاعد في المناطق المتنازع عليها والتي توجد في 4 محافظات هي صلاح الدين وكركوك ونينوى وديالى.
وأكد زبير في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه كانت أحلام الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة بارزاني أن يحصل على عدد كبير من المقاعد في محافظة نينوى ولكنه حصل على 4 مقاعد فقط ولذلك لن يستطيع فرض نفوذه القوي على مجلس المحافظة كما كان في الماضي، ويجب عليه أن يدخل في تحالف مع الأحزاب العربية، بينما حزب الاتحاد الوطني الكردستاني حصل على 5 مقاعد وهو أيضا يحتاج للتحالف مع قوى أخرى لتنصيب محافظ للمحافظة، أما بالنسبة لمحافظة ديالى فكان هدف الحزب الوطني الكردستاني السيطرة على قائمقامية بعض الأقضية المحاذية للمنطقة الكردية وخاصة قضاء خانقين وبالفعل عبر أصوات سكان خانقين نجحت في السيطرة على مجلس القضاء وتعيين قائمقام لها هناك.
وأضاف الباحث والإعلامي الكردي من إقليم كردستان العراق، أن الكتلة التركمانية المدعومة من تركيا هذه الانتخابات اظهرت حقيقة حجمها، وخسرت في الانتخابات وهي نتيجة منطقية لأن هذا هو حجمهم الطبيعي في الانتخابات.
وبيّن زبير، أن تركيا خسرت نفوذها السياسي في كركوك بهزيمة الجبهة التركمانية ولكن بقي لها نفوذها الاقتصادي في العراق كمجمل، تركيا كانت تستهدف كركوك وهناك صراع سياسي بين السليمانية وتركيا وأي نجاح للجبهة التركمانية كان سيكون نجاح لتركيا وخصم من الوطني الكردستاني ولذلك المشروع التركي هزم هزيمة كبيرة في كركوك، ولكن لا تزال أنقرة حاضرة بالغزو الاقتصادي والملفات العالقة بين العراق وتركيا عموماً كملف المياه.
وأوضح الباحث والإعلامي الكردي من إقليم كردستان العراق، أن مشروع الكرد في المحافظات العراقية سيؤثر على الكابينة الحكومية في كردستان العراق، لأن هناك سجال بين الحزبين الكبيرين في إقليم كردستان سواء الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني وعلى سبيل المثال من أجل أن يدعم حزب الديمقراطي الكردستاني حزب الاتحاد الوطني فيجب أن يقدم تنازلات مع كردستان العراق التي هم مشتركين فيها مع الديمقراطي الكردستاني لكي يسانده في محافظة كركوك، سيخضع الحزب الوطني الكردستاني لإملاءات وشروط الديمقراطي الكردستاني.
وأردف زبير، أن الكرد لم يحققوا النتائج التي تمثلهم على الأرض لأنهم لو اتحد الحزبين الكبار في الإقليم والكتل الكردية الإسلامية في قائمة واحدة كانوا يحققون أكثر من ٥٠٪ من المقاعد وبالتالي يكون المحافظ كردي ولكن التشتت كان له رأي آخر.
بينما كشف الشيخ مزاحم الحويت، المتحدث باسم القبائل العربية في المناطق المتنازع عليها، أن نجاح الانتخابات بالنسبة للأحزاب في كل من كركوك ونينوى كان الإطار التنسيقي في محافظة نينوى هو الأغلبية، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني حصل على سبع مقاعد مقعدين في نينوى وفي كركوك 5 مقاعد.
وأكد الحويت في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني تراجعت نسبة مقاعده إلى أقل من النصف في نينوى كان له 11 مقعد تقلصوا ل 4 مقاعد وفي كركوك كان مقعدين بفارق 3 مقاعد، الكتلة التركمانية خسرت مقعدين أو ثلاثة وهم يعتبرون القومية الثالثة ولكن سيتم إشراكهم ضمن التوافقية.
وأضاف المتحدث باسم القبائل العربية في المناطق المتنازع عليها، أن الحزب والقوى التي لديها خدمات أكبر ومن تقدم للجمهور ومن لديه مواقف هو الحزب الذي نجح في تلك الانتخابات.
وأردف الحويت، أن هناك بعض الشخصيات العربية لديها ارتباطات بتركيا وليس الكتلة التركمانية فقط ولكن اليوم نينوى وكركوك رحبت بالتدخل الإيراني وإيران لها دور في سيادة العراق والحفاظ على استقراره، مشيراً إلى أن 90% من المكون السني أصبحوا يرون أن إيران أصبحت جزء مهم من حماية المكون السني، وهم يطالبون بالتدخل الإيراني.
وأشار المتحدث باسم القبائل العربية في المناطق المتنازع عليها، أن المكون السني كان يعتمد على الغرب، ولكنه خدع من واشنطن وأوصلوه للوضع الذي هو فيه، حيث ساحات الأنبار كانت بدعم أمريكي، ولكنه أصبح لا يمكن أن يثق بها بعد أن أدخلت داعش عبر قيادات في المكون السني، وظهر ما للمكون السني من قتل وتهجير بسبب أمريكا ودعم الإرهابيين، وفي الانتخابات الأخيرة عاقب أمريكا.
وبيّن الحويت، أن إيران تتحالف مع المكون السني منصفة وهناك ندم كبير عند المكون السني كان المفترض أن يقوي علاقاته، واليوم المكون السني والمكون الشيعي وأغلبية المكون السني موالي لإيران.