رئيس "الشعوب الديمقراطي": أهالي مخمور لا يقبلون العيش بلا كرامة، لذا فهم دائمًا هدف للهجمات

ذكّر الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطي(HDP)  لمدينة أمد الكردستانية زياد جيلان، بأن أهالي مخمور أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب ضغوط دولة الاحتلال التركي.

يقع مخيم الشهيد رستم جودي (مخمور) على بعد 60 كم من هولير وقريبًا من مدينة الموصل، ويخضع لحظر شديد منذ عامين، ويقيم في المخيم أشخاص من قرى شرناخ وهكاري وماردين و وان، حيث أُجبر حوالي 18 ألف كردي في سنوات 1990على الفرار من موطنهم والهجرة بسبب سياسات الحرب التي تنتهجها دولة الاحتلال التركي.

وصل نحو 12000 منهم إلى منطقة مخمور في عام 1998 بعد مسيرة طويلة من اللاجئين، منذ ذلك الحين، تمكن الناس في مخيم الشهيد رستم جودي للاجئين (مخمور) من إدارة أنفسهم بكل الطرق الممكنة. وفي هذا السياق قال الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطي(HDP)  لمدينة أمد الكردستانية زياد جيلان "إن أهالي مخمور هم دائمًا هدف الهجمات لأنهم لا يقبلون العيش بلا كرامة".

وقد أقام الكرد الذين تم تهجيرهم من أراضيهم، مخيمات في مناطق نينوى، زيلي، بيهري، شرانيش، بسيفي، إتروش، نهدار، ولكن حتى في هذه المخيمات، لم ينجوا من ضغوط تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني(PDK) والحكومة العراقية، أرادت الحكومة العراقية طرد الكرد من تلك المخيمات. كما إنه المسؤولون في الحكومة الاتحادية لجنوب كردستان لم تعطيهم أماكن للتمركز بها، ومؤخرا تمركزوا في مخيم مخمور الذي كان يديره حكومة صدام حسين، يُعتبر مخيم مخمور هو المخيم الثامن للاجئين الكرد،  تم بناؤه عام 1998 ويقطنه حوالي 12000 شخص، منذ اليوم الذي تم فيه بناء المخيم وحتى الآن يواجه مصاعب وضغوط تركيا.

وعلى الرغم من الحظر والحصار المفروض على مخيم الشهيد رستم جودي للاجئين(مخمور)، مجدداً في 2 حزيران هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستهدف المخيم، قائلاً: "إذا لم 'تنظفها' الأمم المتحدة ، كعضو في الأمم المتحدة نحن سنقوم 'بتنظيفها' "، وبعد تهديدات اردوغان بـ 3 أيام، قامت الطائرات التركية المسيرة بقصف المخيم.

وقام الرئيس المشترك للحزب الشعوب الديمقراطي لمدينة آمد  زياد جيلان بتحليل الحظر والهجمات الأخيرة على مخيم الشهيد رستم جودي للاجئين (مخمور).

مسافرو الكرامة

أكد زياد جيلان بإنه في عام 1990، لأن أهالي مخمور لم يقبلوا العار، فقد بقوا لاجئين على أرضهم قرابة 28 عامًا وقال: " قبل كل شيئ، يجب أن يعرف المرء رحلة الشرف جيدًا، أُجبر سكان مخمور على الفرار من أراضيهم في عام 1990 بسبب قمع الدولة وفرض سلطة حراس القرى وحرق منازلهم أُجبر سكان على الفرار من موطنهم، لم يقبل هذا الشعب العيش بلا كرامة،  نقول أن كردستان جزء واحد مهما حاول الأعداء تجزءتها، عندما يكون الكرد في مكان ما في ظروف قاسية، يجب أن يكونوا قادرين على التنفس في جزء آخر وأن يكونوا قادرين على العيش بحرية، لهذا السبب ذهب شعبنا من بوطان إلى المنطقة الفيدرالية لجنوب كردستان،  ولكن مع الآسف، عانى شعبنا العديد من الصعوبات،  شروط اللجوء من جهة وهجمات حزب الديمقراطي الكردستاني PDK وتركيا من جهة أخرى، بدأت الرحلة من شمال كردستان وحتى مخمور ، قام شعبنا بتغيير العديد من المخيمات بسبب الهجمات والضغوط،  قتلوا في كل رحلة، يجب على المرء أولاً أن يعرف هذا التاريخ المجيد والمؤلم".

"حكومة اقليم كردستان والعراق والأمم المتحدة هم المسؤولين تجاه الهجمات"

صرح زياد جيلان أن الهجوم على مخمور لم يتوقف بأي شكل من الأشكال، وتابع: "منذ تاريخ الهجرة وحتى الآن لم يتوقف ابداً الهجوم على اللاجئين، كما ازدادت الهجمات على مخمور في الآونة الأخيرة، حيث شن تنظيم داعش الإرهابي هجوماً ضد مخيم مخمور، وأبدى اللاجئون مقاومة لا مثيل لها وصدوا هجوم عناصر تنظيم داعش الإرهابي، لقد وضعوا خسائر في الأرواح ودفعوا ثمناً باهظاً، لكنهم لم يتراجعوا عن قضيتهم العادلة ودافعوا دائماً عن كرامتهم، لقد هنئ مسعود بارزاني وحتى كل المسؤولين في حكومة جنوب كردستان أهالي مخمور على بطولتهم ضد تنظيم داعش الإرهابي،. حتى زار مسعود بارزاني مخمور وجلس معهم على مقعدهم وهنأهم، ما حدث بعد ذلك هو أن شعبنا منذ ما يقارب العامين يخضع للحظر والحصار.

بما أن القضية الكردية في شمال كردستان لا يمكن حلها وأن تركيا تريد حل القضية الكردية بأسلوب العسكري، وبهذه الغاية تشن هجومها على مخيم مخمور،  يُعتبر مخيم مخمور تحت سيادة حكومات جنوب كردستان والعراق والأمم المتحدة، تعتبر الجهات الثلاثة المذكورة هي المسؤولة عن الهجوم على مخمور، ولكن عندما ينظرون إلى حالة حكومة الأقليم  وحكومة العراقية والأمم المتحدة يرون أنهم يغضون أعينهم عن هذه الهجمات ولا يستجيبون حسب الضرورة الملحة، أو يقولون في الحالة العملية لاتوجد اية قيمة لكلمتنا.

نحن نعلم جيدًا أن هدفهم في العامين الماضيين ممارسة الجوع على أهالي مخمور، والسبب في ذلك هو الاضطرابات في شمال وجنوب كردستان والقضية الكردية التي لم توضع لها الحل بعد،  شعبنا في مخمور ليسوا سبب لهذه المشاكل، هم ليسوا سبب الحرب في كردستان، لقد لجأ شعبنا في مخمور من أرضه نتيجة الحرب القذرة في كردستان".

"حافظواعلى واجبكم الأخلاقي والإنساني"

وفي ختام حديثه، شدد زياد جيلان على رفضه للحصار والهجمات على مخمور ومناطق المجاورة لها وقال: "يجب على أولئك الذين يتحلون بالأخلاق والكرامة  أن ينتفضوا ضد هذه الهجمات ويجب أن يقفوا ضد هذا القمع  ويتمركزوا في مكان أهلنا اللاجئين، لذلك أناشد الأمم المتحدة بالوفاء والتزام وتنفيذ واجباتها تجاه أهالي مخمور، كما أناشد حكومة العراق إلى الوفاء بمسؤولياتها الضميرية والأخلاقية والإنسانية، دعوتنا الأخيرة والأكثر أهمية هي أن تفي حكومة جنوب كردستان الفيدرالية بمسؤوليتها تجاه مخمور من ناحية الأخوة والأخلاق والإنسانية".