قره يلان: لن ينجحوا في مخططاتهم

أوضح قره يلان أن أعياد نوروز ومقاومة كارى أثبتت أن " خطة التركيع" قد فشلت، وقال" لن تنجح مخططاتهم في إبادة الشعب الكردي والقضاء على حركته التحررية، على الجميع أن يعلم ذلك".

دعا عضو اللجنة التنفيذية في حزب العمال الكردستاني مراد قره يلان جميع الأحزاب السياسية والمؤسسات والهيئات الكردستانية وقال" علينا جميعاً مراعاة العملية الحساسة التي نمر بها وتحمل مسؤولياته من أجل تعزيز الوحدة الوطنية، في هذا الصدد، يجب على الجميع بذل قصارى جهدهم، نحن في حزب العمال الكردستاني هذا هو تقييمنا لهذه المرحلة، وسنفي بمسؤولياتنا في تطوير سياسة مشتركة ووطنية وتحقيق الوحدة الوطنية".

وأجاب عضو اللجنة التنفيذية في حزب العمال الكردستاني (PKK) مراد قره يلان ‏على أسئلة إذاعة (Dengê Welat)، وبدورنا سننشر لكم هذا اللقاء كاملاً.

بعد مقاومة كارى تغير موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني حيال حركة التحرر الكردستانية، فهل جرت لقاءات بينكم وبين الحزب المذكور...؟

انتصار مقاومة كارى هو نصر كبير لعموم الشعب الكردي، لن العدو كان يسعى الى السيطرة على كارى وحكم المنطقة، هذا لم ينجح، والشيء الثاني هو أن الدولة التركية كانت ترى في نفسها بأنها متى ما أرادت تستطيع السيطرة على أية منطقة تريدها والحكم فيها دون أن يقف أحد في وجهها، هزيمة الدولة التركية في كارى أثبتت عكس ذلك، فإذا كانت هناك إرادة قوية في وجهها، لن تفيدها قوتها العسكرية والتكنيكية، هذه الحقيقة توضحت في انتصار مقاومة كارى، كما قوّت السياسة الكردية ايضاً، كما انهزمت الدولة التركية في 2008 في زاب وازدادت قوة السياسة الكردية، حدث نفس الشيء في انتصار مقاومة كارى، بدون شك الجميع يتحدث عن مقاومة كارى، ليس الشعب الكردي فقط، بل كافة القوى في المنطقة تتحدث عنها وتناقشها، حيث يكشف الجميع عن سياساته بعدها ويأخذها بعين الاعتبار، ليس فقط من أجل نتيجة مقاومة كارى، بشكل عام نمر جميعاً بمرحلة مهمة وحساسة، فأنا واثق بأن المرحلة التي نمر بها سوف تخلق جو إيجابي، وبخصوص ما سألتم عنه، ليس هناك وضع من هذا القبيل، لأن نقوم مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بالتقييم حوله، المهم ليست اللقاءات والعلاقات، بل المهم هو ما هي مواقفهم، ويجب على الجميع أن يفهم حقيقة الوضع الحالي، ونحن على ثقة بأنه سيتحقق شيء في هذا الشأن.

بعد مطالباتكم من أجل الوحدة الوطنية، قام الحزب الديمقراطي الكردستاني بالهجوم على مناطق الكريلا، كيف تقيمون ذلك...؟

قبل كل شيء يجب أن نقيم بشكل صحيح هذه المرحلة التي نحن فيها، اليوم هناك حرب عالمية ثالثة في منطقة الشرق الأوسط، تستدعي هذه الحرب تغيير النظام السياسي للقرن العشرين واستبداله بالنظام السياسي للقرن الواحد والعشرين، مثلما هو معروف أن الكرد لم يكن لهم مكان في النظام السياسي للقرن العشرين، وتم انكار حقوق الشعب الكردي في معاهدة لوزان، بدون شك لم يبقى شعبنا صامتاً حيال ذلك، ونتيجة ذلك تشهد كردستان حروباً منذ مائة عام، سالت الدماء، وشهدت أحداث تراجيدية عظيمة، وبرغم ذلك لا يزال شعبنا يقاوم.

والسؤال المهم هو، هو هل سيحتل الشعب الكردي مكانه في النظام السياسي في القرن الواحد والعشرين أم لا...؟ فمن أجل ألا يحتل الشعب الكردي مكانه في هذا النظام، تسعى القوى المحتلة لكردستان والمستبدة للحيلولة دون تحقيق هذا الشيء، وهذا يتم بقيادة الدولة التركية، بالطبع نحن لم نقف صامتين حيال هذا الشيء، ليس من الصحيح أن تتخلى الحركات الكردية عن النضال والتحرك من دون استراتيجية، نحن الشعب الكردي يجب ان تكون لنا استراتيجية مشتركة، ونكون نحن ايضاً ضمن المحاولات ضدهم، فلو كان هناك لوزان أخرى، فلن يبقى أي من مكتسبات الشعب الكردي لا في جنوب كردستان ولا في روجافا.

عمر معاهدة لوزان أصبح مائة عام، وبعد عامين، أي في عام 2023 لن يبقى تأثير لهذه المعاهدة، كان اردوغان يقول سابقاً" لا نقبل بهذه المعاهدة، ففيها تم تجاهل حقوقنا"، الآن ايضاً يعقد اجتماعات حزبه ويستعد للمرحلة الجديدة، والأصح أن الدولة التركية تهيئ أردوغان لهذه المرحلة، لماذا...؟ لأنهم يعلمون بأنه في عام 2023 تنتهي مدة هذه المعاهدة، بهذا يريدون إعادة احتلال حدود الميثاق الملي، إنهم يستعدون لهذا، الآن كل استعداداتهم على هذا النحو، بالطبع هذه قضايا مهمة واستراتيجية، لهذا، يجب أن تفكر السياسة الكردية بشكل استراتيجي، في هذه المرحلة على الجميع وضع قبعته أمامه وألا يتعامل مع القضية بأفكار ضيقة، هجمات دولة الاحتلال التركي لن تضر بالشعب الكردي فحسب، بل ستضر بالشعوب العربية والآشورية والسورية والشعوب الأخرى، يجب على كل من الشعب الكردي والشعوب الأخرى في المنطقة أن تدرك هذا الوضع وتتصرف بالطريقة الصحيحة، لا ينبغي لأحد أن يتعامل مع مفهوم "فلتكن صغيرة ولتكن لي"، هذا ليس الموقف الصحيح، هذا ليس وقت تحرير بعض الأشياء حسب مفاهيم ضيقة وصغيرة، الوضع أمامنا يتعلق بكل شيء دون استثناء، إذا كنت تريد فقط بعض الأشياء لنفسك فسوف تفقد تلك الاشياء، هذا هو ذاك العصر، لهذا السبب نقول "يجب على الجميع تقييم هذه العملية بشكل جيد".

من ناحية أخرى ذكرت بعض الهجمات، صحيح، هناك بعض الهجمات في يوم نوروز، تعرضت مجموعة صغيرة للهجوم في برده صور، لكن من الجيد أن الحادثة لم تكبر، باستثناء بعض الأماكن، تم إغلاق الطرق ولكننا ننظر إلى المشكلات من نافذة واسعة ونريد من الجانب الآخر أن ينظر إليها بنفس الطريقة، في مثل هذه المرحلة التاريخية، إذا لم نحصل على فكرة شاملة، فسوف ننهزم جميعاً، هناك بعض الحسابات تجري على ارض كردستان، لهذا يجب أن نبني الوحدة في مثل هذه المرحلة، وإذا لم تتحقق الوحدة، على الشعب الكردي ألا تقدم مساعدة للعدو، وعدم محاربة بعضهم البعض، على الأقل يحتاج شعبنا لأشياء من هذا القبيل، إذا حدثت الوحدة فهذا شيء جيد، ولكن إذا لم تتشكل الوحدة فلا ينبغي أن يحارب أحدهما الآخر، لا ينبغي أن تحدث حالة إضعاف بعضنا البعض، هذا مهم، ادعو جميع الاحزاب السياسية والمؤسسات والهيئات في كردستان، يجب أن نراعي هذه المرحلة الحساسة التي نمر بها ونتحمل مسؤولياتنا من أجل بناء الوحدة الوطنية، في هذا الصدد، يجب على الجميع بذل قصارى جهدهم، نحن في حزب العمال الكردستاني هذا هو تقييمنا في هذا الشأن، كما سنفي بمسؤولياتنا لتطوير سياسة مشتركة ووطنية من أجل تحقيق الوحدة الوطنية.

بعد الانتخابات الامريكية، كيف ستؤثر علاقات أمريكا وتركيا وعلاقات روسيا وتركيا على روجافا...؟

بالطبع هذا مهم، هدف الدولة التركية هو القضاء على ثورة روجافا، فهو لا يقضي على ثورة روجافا فحسب، بل يفعل كل شيء لضمان عدم وجود اسم أو حقوق للكرد في الدستور السوري الجديد، كل محاولاتهم لتحقيق هذا الشيء، في هذا السياق، تعتمد أحياناً على الولايات المتحدة الامريكية، وأحياناً على روسيا، تركيا تضع كرامتها وكافة استراتيجياتها في مزاودات، الدولة التركية تفعل كل شيء للقضاء على الشعب الكردي وكسب دعم القوى الدولية.
يجب علينا أيضاً اتباع سياسة قوية ضد هذا الشيء، والعمل في السياسة والدبلوماسية، واعلام العالم كله بآلامنا، ومن أجل منع السياسات القمعية والقاتلة للدولة التركية، علينا أيضاً بذل جهد سياسي في العالم، الأهم من ذلك، نحن بحاجة إلى أن نكون واثقين من أنفسنا ومعتمدين على أنفسنا، واليوم أن يتحد الشعب والمقاتلون في روجافا وشمال وشرق سوريا، ويوحدون إرادتهم، ألا يتراجعوا ويقاومون، الشعب والمقاتلون يقاتلون في كل مكان، وسينتصرون، هذه العصر هو كذلك، على المرء أن يكون ذو إرادة، وأن يعتمد على قوته الذاتية، وأن يكون واثقاً من نفسه ، وأن يدير السياسة على هذا الأساس، إذا لم تُظهر إرادتك وقلت:" لا يمكنني تحقيق النتائج إلا من خلال السياسة" فلن تتمكن من تحقيق نتيجة، يجب ألا يخطئ أحد في هذا الصدد، يحتاج على المرء أن يكون صاحب قوة وإرادة في ساحة المعركة، طريقة القيام بذلك هي ألا  يتخلى الشعب والمقاتلون عن بعضهم وألا ينسحبوا، لاحظ، في اليوم الثاني من معركة كارى الرفاق هناك يقولون "إما نحن أو العدو"، وهذا يعني إما أننا سنكون هنا أو أن العدو سيكون هنا، لذلك يجب علينا إخراج العدو من هنا، هذا هو موقفهم، وبحسب آخر المعلومات التي تلقيناها، قتل في اليوم الأخير من المقاومة العميد نجمي آرمان منسق قوات العدو، بهذه الطريقة يصابون بالإحباط ويهربون من الميدان، سياسة ثورة روجافا وشمال وشرق سوريا مهمة من هذه الناحية، يجب على الشعب الكردي والشعوب العربية والآشورية والسورية أن تساند بعضها البعض، وتظهر إرادتها، وتؤمن بقوتها وتنتهج سياسة قائمة على ذلك، إذا فعلوا ذلك، فسيكونون قادرين على إحباط كل محاولات دولة الاحتلال التركي، وسيتمكن شعبنا في روجافا وشمال وشرق سوريا من هزيمة هؤلاء البرابرة، نحن على ثقة بأنها ستبني سياساتها على هذا الأساس الصحيح، وتنظم نفسها وتجعل من نفسها قوة.

خلال احتفاليات 8 آذار وأعياد نوروز، كانت هناك دعوات من أجل حرية القائد أوجلان، كيف يمكن تقييم هذا الشيء، وكيف يجب تقييم المشاركة العارمة في نوروز هذا العام...؟

قبل كل شيء أحيي كافة النساء المطالبات بالحرية اللواتي رفعن راية الحرية عالياً في 8 آذار، كما أحيي شعبنا الوطني والديمقراطيين وأصدقاء شعبنا الذين رفعوا راية نوروز عالياً وخرجوا الى ساحات الاحتفال ورددوا شعار" يعيش القائد آبو"، فأنا فخور بموقفهم وإرادتهم، اليوم يوجد في شمال كردستان نظام فاشي يفرض القمع والتعذيب والظلم، كما كانت هناك إرادة في وجه الهجمات على المؤسسات في كل مكان من شمال كردستان وعلى رأسها في آمد، حيث أن المشاركة في أعياد نوروز قد وضح هذا الموقف التاريخي، فلو حييناها مائة مرة فلن يكون ذلك كافياً، لم يقف أي شيء عائقاً أمام شعبنا، لا الظلم ولا تهديدات الدولة التركية ولا فيروس فاشية حكومة تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية ولا فيروس كورنا، لقد أظهر شعبنا في الأجزاء الأربعة من كردستان وفي خارج الوطن وبالأخص في شمال كردستان موقفاً تاريخياً، بدون شك، رسالة حرية القائد أوجلان من قبل شعبنا واضحة، مهما تعرض للضغوطات، فهو يطالب بحرية قائده، وقد توضح هذا مرة أخرى في نوروز.

هناك العديد من معاني نوروز هذا العام، فاشية حكومة تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية تستخدم في كردستان "خطة التركيع"، من الواضح أن هذه الخطة لم تحقق نتائجها، وموقف شعبنا هذا يدل على انهم لم يحققوا أية نتائج، كما أن هناك ضغوطات كبيرة على السياسة الديمقراطية، الأحزاب السياسية القانونية ايضاً تتعرض اليوم الى ضغوطات كبيرة، اليوم وفي شخص حزب الشعوب الديمقراطي يقود الشعب الكردي نضال ديمقراطي في تركيا، نرى بأن فاشية حكومة تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية ‏تمارس القمع والظلم ضده، وشعبنا قد أظهر في نوروز موقفه تجاهه، وتضامن مع حزب الشعوب الديمقراطي، لماذا...؟ لأنه هناك ظلم، يريدون القضاء على إرادة الشعب الكردي وكافة القوى الديمقراطية في تركيا، لا يكتفون بإغلاق حزب الشعوب الديمقراطي فحسب، بل يريدون القضاء على الديمقراطية في تركيا، هذا هو مشروعهم، يريدون تنظيف طريقهم، موقف فاشية حكومة تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية ‏تجاه حزب الشعوب الديمقراطي هو في نفس الوقت موقفه تجاه المعارضة التركية بشكل عام، على هذا الاساس يريدون ان ينتصروا مرة أخرى، وإعادة احياء نظامهم، للأسف المعارضة في تركيا لا تنتبه لهذا الشيء، في هذا الصدد أوضح شعبنا موقفه في وجه هذا الشيء.
يتبع....