كلار: فوضى المنطقة تزول من خلال الإدارة الذاتية للشعوب

أوضح عكيد كلار أحد القادة الميدانيين لـ HPG في شنكال, أن السياسات التي تدار في جنوب كردستان غير مقبولة من قبل الشعب و إن فقدان الكثير من أراضي جنوب كردستان و الانتفاضة الشعبية هي نتاج هذه السياسة.

عكيد كلار وفي حديثة إلى مراسل وكالة فرات للأنباء أشار إلى التطورات الأخيرة في شنكال و جنوب كردستان بشكل عام, موضحاً ان الأنظمة السياسية في جنوب كردستان و العراق والتي لا تلبي مطالب الشعب مجبرة على التراجع, مؤكداً ان حكومة الإقليم و الحكومة المركزية العراقية لا يملكان أي مشروع يخدم مصالح الشعب في شنكال.

على حكومة إقليم جنوب كردستان الخروج من تحت مظلة قوى الاحتلال

كلار وفي بداية حديثة قال: الذين يعتمدون على قوى الاحتلال لا يستطيعون تلبية مطالب الشعب, إنما يصبحون أدوات في يد قوى الاحتلال و يحققون مطالبها. كلار أضاف: بمناسبة عيد راس السنة وفي شخص القائد أوجلان قائد الشعب الكردي نهنئ عموم أبناء شعبنا في كل مكان. عام 2017 كان عاماً مهماً بأحداثه بالنسبة لكردستان, في جنوب كردستان حصلت تطورات كبيرة, اجري الاستفتاء, ثم سلمت الكثير من أراضي كردستان التي تحررت من داعش إلى القوات العراقية و الحشد الشعبي. انطلاقاً من هذا يجب ان نفهم هذا جيداً الاستفتاء لم يلقى دعماً من جميع الكرد. كذلك لم يكن مطلب الجميع و بقرار مشترك. لهذا كانت نتائجه عكسيه وظهر هذا الانقسام على الساحة من قبل بعض القوى. انسحاب PDK  من هذه المناطق و تسليمها للحشد الشعبي وضع الكثير من التساؤلات أمام الشعب وهذا الانكسار احزنه كثيراً.

كلار أضاف: هذه الأحداث تؤكد ان الشعب لا يدعم القرارات السياسية للحكومة, وهذه الحكومة لم تراعي باقي المكونات العرقية مثل السريان, التركمان و باقي المعتقدات في كردستان. الحكومة اعتمدت في سياساتها على قوى الاحتلال والتي هي الأخيرة تعمل من اجل حفظ مصالحها. الإدارة في جنوب كردستان ممارسة سياسة التوازنات إلى حد ما و حققت بعض المكاسب, لكن ما هو اكبر من هذه التوازنات لأنها لم تعتمد على نفسها كانت مجبرة على مواجهة هذه التوازنات في مراحل أخرى. كلار أوضح ان الشعب في جنوب كردستان ورغم كل شيء كان يؤيد الاستفتاء لكن الذين قرروا و اجروا الاستفتاء لم يوفوا بوعودهم و لم يكونوا على قدر من المسؤولية. لم يحركوا قواتهم ولو فعلوا هذا لوقف الشعب مرة أخرى إلى جانبهم. كلار أشار إلى المظاهرات التي حصلت في جنوب كردستان مؤخراً والتي طالبت باستقالة الحكومة. وقال: لان الحكومة لم تلبي مطالب الشعب فموقف الشعب تجاه الحكومة بات أكثر حده.

كلار أوضح انهم يولون هذه الأحداث أهمية كبيرة و يدعمون مطالب الشعب مؤكداً على ضرورة تصاعد وتيرة الحراك الشعبي حتى تظهر حقيقة النظام الذي يدير حكومة إقليم كردستان. لكن مع هذا لا تزل السلطة الحاكمة تظهر نفسها على انها محقة ولم تفشل في تلبية مطالب الشعب. كلار أضاف: ان حكومة إقليم جنوب كردستان و بعد فشلها في المراحل التي تلت الاستفتاء كان عليها ان تنتقد نفسها, لكنها لم تفعل و لا تزال بانتظار قوى الاحتلال لتدخل أرضها و تحررها من محتل أخر. وهذه طريقة أخرى مصيرها الفشل و خطوة تضر بمصالح الشعب الكردي بشكل كبير.

إيران و أمريكا تحاولان توزيع المنطقة وفق مصالحهم

كلار أوضح ان المشاكل و الخلافات ستكون اكبر في المراحل القادمة والانتخابات لن تكون حلاً لهذه الخلافات و أضاف:" ستكون هناك انتخابات في العراق, لا شكل ان هذه الخلافات في العراق ستكون اكبر في المراحل التالية, فكل من ايران و أمريكا تحاولان إجراء بعض التغيرات وفق مصالحها. اعتقد ان الانتخابات ستجرى بصعوبة, كما انها ستجلب معها الكثير من المشاكل الأخرى. كذلك فمن الممكن ان تندلع حرب داخلية بسبب هذه الانتخابات. كذلك مع القضاء على تنظيم داعش في العراق لن تنتهي الصراعات لان الكثير من القوى التي شاركت في محاربة داعش ليست تحت حكم الحكومة العراقية. فبعضها من لبنان, ايران و سوريا. فالحشد الشعبي الذي شارك في محاربة داعش لن يعود إلى بلادة و يخرج من العراق بسهولة.

الشعب حذر حكومة الإقليم

كلار شدد على ضرورة فهم الحراك الشعبي في جنوب كردستان و أهميته وقال: الشعب ومن خلال هذه الانتفاضة رفع صوته ضد النظام الحاكم. أوصل رسالة إلى القوى التي تحكمه منذ 30 عام, كانت رسالة تحذيرية حتى تعود الحكومة إلى رشدها و تعود إلى مسارها الصحيح و تقطع علاقاتها مع الاحتلال. هذا الحراك الشعبي يجب ان يتم دعمه و تأييده بشكل يخلوه لان يحدث فارق في المجتمع, ترشيده و تنظيمه إلى حد تحقيق الأهداف و المطالب الشرعية. يجب ان يضع هذا الحراك في إطار منظم و يكون له برنامجه. هذه الانتفاضة يجب ان تعتمد على الشعب و يكون بقيادة الشعب وان يصل إلى عموم العراق.

لشنكال الحق في الإدارة الذاتية الديمقراطية

كلار وفي حديثة عن شنكال قال: يجب إيلاء مسألة الحكم الذاتي الشرعي أهمية خاصة لان الحكومة العراقية و حكومة إقليم كردستان لا تملكان مشروعاً بالنسبة لشنكال. مؤكداً ان نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية هي ضمان حقوق جميع الشعوب في المنطقة إضافتاً إلى خصوصية شنكال.

كلا أوضح ان العراق والى الآن لم تضع برنامجاً بالنسبة لشكال التي اختارت نظام الإدارة الذاتية. حتى الآن البنى التحتية مدمرة في شنكال. لا تزال الأحياء مدمرة و لم يتم إعادة إعمار و ترميم للمدينة. كذلك القرى العربية و التركمانية المحيطة أيضاً تعاني نفس الإهمال من قبل الحكومة العراقية و حكومة الإقليم .

كلار أضاف: هناك ضرورة إلى مرحلة تشارك فيها جميع شعوب المنطقة, وهذا المشروع هو الإدارة الذاتية. حكومة العراق لم تعترف بالإدارة الذاتية في شنكال لكنها في نفس الوقت لم تعاديها و تعمل ضدها , أيضاً لم تخصص لها ميزانية من الموازنة العامة لعام 2018. لهذا يجب الاهتمام بمسألة الإدارة الذاتية في شنكال و ضمان مستقبلها يجب ان تكون بيد أبناء شعبها. دون هذا فالمخاطر التي تهدد شعب شنكال ستزداد و تكون نتائجه أكثر ضرراً.

كلار وفي ختام حديثة شدد على ضرورة دعم هذه الإدارة الذاتية من قبل أهالي شنكال. والتي بمقدورها جمع جميع الشعوب تحت سقف واحد و يجلب لهم الحرية وقال: نحن ومن اجل هذا ندعم مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال, وهذا ليس فقط من اجل الشعب اليزيدي بل من اجل جميع مكونات المنطقة .