ضاربةً صميم المحتلّين "دوغا زيلان" باتت فصلاً في تاريخ كردستان

باتت فصلاً في تاريخ كردستان، ضاربةً صميم المحتلّين من عَلٍّ كطائرٍ أزرقَ العينينِ حرّ، لذا لن ينسى الطرفان العدو ورفاقها، "دوغا زيلان" مهما طالت الحياة.

ولكردستان كذلك، التي لا تنسى شيئاً ولا أحدَاً. فلتكن طرق الأرض والسماء كلها سالكةً أمامكِ ورفيقةَ سفرك أيّتها المقاتلة دوغا.

يفصحُ الاسم ويعبّر عن عديد الأمور بين صفوف الـكريلا. "تُرى أيّ اسمٍ سأختار ليليق بكردستان وشعبها والقضيَّة؟" هكذا يفكِّر المقاتل أو المقاتلة.

تيكوشَر أي المناضل، ريبر هو القائدُ والدليل، آزيمة أي العازمة، زلال هي الصافية وميهريبان الرحيمة، والصديقُ الأنيسُ هو هوكر، بَسى، زَريفه، هَورَمان، جانفَدا هم الفدائيُّون، والمتجوِّلُ في الجبال هو جياكَر، آلافُ الأسماء والمعاني الأُخرى.

المقاتلة دوغا زيلان طالما اختارت هذه الأسماء الضاجَّةِ بالمعاني وطالما كانت تليقُ بالقضيَّة.

حين حملت أفكارها براحة يدها وبدأت مسيرة الحريَّة كان اسمها ديروك أو التاريخ، حيَّةٌ دائماً خالدة لا تموت وتكبر معنا.

الكريلا ديروك، كالتاريخِ لا يتوقّف، كدحت في ميادين دروب الحرية العديدة، أنشأت ذاتها بكدحها ومواظبتها، خلقت نفسها لتمسي ميراثاً للتاريخِ كاسمها، جميعنا يتذكَّر خلال عامي 2015 و 2016 كيف أنَّ الشبيبة سطَّرت ملاحمَ المقاومة وذكرياتٍ للثورة وجراح ما آنَ لها أن تندملَ بعدُ، آنذاك برز اسمٌ آخر نفّذ عمليةً أنقذت الجرح وآمال شعبٍ بكامله، ورشّ ماءً زُلالاً على أنفاسه، دوغا جيان أو الطبيعةُ الحياة، الكريلا ديروك، لإحياء روح دوغا جيان والمشي على إثر أفكارها، أخذت اسم دوغا بكمشَة يدها، استمرَّت في دربها ذاك، الكريلا ديروك، حياةٌ وحَّدت فدائيِّتَين، أمست مذهباً، أو ربمَّا واقعَ نساءٍ يتجدَّدُ بأسماءَ تاريخيَّة مختلفة بين الحين والآخر. هكذا اتّخذت اسم دوغا زيلان ليكون لائقاً بها ولائقةً به واستمرّت في دربها. أمست مقاتلة الحريَّة، كريلا، تحتضنُ التاريخَ وتحيّيه بذاتها.

أصبحت دوغا زيلان أولى مقاتلات الجويَّة في الكريلَّا لـحزب العمال الكردستاني، لـكردستان، للكرد، وأولى المقاتلات في الشرق الأوسط، دوغا زيلان وصلت لمرتبة الشرف هذه والمجد والعلياء باذلَةً ذاتها، أرَتنا معنى وقوَّة المرأة الكرديَّة، امرأة حزب العمال الكردستاني. مقاتلةٌ جعلت قلبها سالكاً للجديد والتجديد، احتضنت التجديد بعقلها وأودعته إيَاه في حياتها وواقعها، الكريلَّا بأسلوب ونمط حياتهم وقتالهم أكبر قوَّةٍ للتغيير وتبديد أُطُر التفكير الرجعيّ القذر.

حياةُ دوغا زيلان أو ديروك وممارستها، كانت جمعاً لفدائيّتين في حركة تحرُّر المرأة الكردستانيَّة وتجسيداً لروحهما وفكرهما.

باتت المقاتلة ديروك اسماً يجمع ثلاثَ فدائيَّات. حقَّقت أمراً طالما تخيّلته مقاتلاتُ الـ كريلَّا، عانقت النجومَ لتكون أولى شهيدات قوات الـ كريلَّا الجويَّة.

  هي فصلٌ في تاريخ كردستان، ضاربةً صميم المحتلّين من عَلٍّ كطائرٍ أزرقَ العينينِ حرّ. لذا حتى لو ارتكبت ذاكرة كردستان، الأرض، وذاكرتنا خيانةً ونسَت دوغا زيلان؛ ثمَّة قوَّتان لن تنسيا دوغا زيلان مهما طالَت الحياة: العدو ورفاقها من مقاتلي ومقاتلات الكريلا.