التقى رئيس حكومة جنوب كردستان نيجرفان بارزاني، اليوم السبت، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة بين بغداد وأربيل، فيما أعلنت القنصلية الإيرانية في أربيل، اليوم السبت، عن زيارة مرتقبة لبارزاني ونائبه قوباد طالباني إلى العاصمة الإيرانية طهران بدأ مساء اليوم.

وأفادت وسائل إعلام عراقية وكردية محلية بأن بارزاني اجتمع مع العبادي، للمرة الأولى بعد 4 أشهر من اندلاع الأزمة بين جنوب كردستان والحكومة العراقية، إثر الاستفتاء الذي أجراه الإقليم للانفصال عن العراق في سبتمبر الماضي.

ونقلت قناة "السومرية نيوز" العراقية،عن مصدر مطلع قوله إن "رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني وصل إلى العاصمة بغداد، وعقد اجتماعا مع رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي فور وصوله".

وأضاف المصدر أن "العبادي وبارزاني بحثا قضايا عدة من بينها تسوية القضايا العالقة بين بغداد وأربيل وإيجاد حلول للمشاكل بين الطرفين". وبحسب مصادر في جنوب كردستان مقربة من الحزب الديمقراطي الكردستاني فان رئيس حكومة جنوب كردستان ، نيجيرفان بارزاني، ونائبه قوباد طالباني زارا العاصمة العراقية على رأس وفد رفيع المستوى، واجتمع مع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وبحث العديد من القضايا المهمة، بينها المنافذ الحدودية والطاقة والحظر الجوي.

وتاتي الزيارة في وقت يتم فيه الحديث عن محاولات جهات واطراف سياسية عراقية تأجيل الانتخابات العراقية والمقرر اجراؤها في ايار المقبل.

الى ذلك قال مدير عام شؤون العلاقات بين جنوب كردستان والجمهورية الاسلامية الايرانية عبد الله اكرة اي ان بارزاني سيصل اليوم إلى طهران على رأس وفد رفيع.

في تصريح لمواقع ايرانية، اوضح اكره اي انه " بدعوة رسمية من المسؤولين الايرانيين سيتجه رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني، يرافقه نائبه قباد طالباني إلى طهران اليوم السبت. واردف ان "نيجيرفان وخلال زيارته لطهران التي تستغرق يومين سيجري مباحثات مع رئيس الجمهورية الشيخ حسن روحاني، ورئيس مجلس الشوري الاسلامي، الى جانب كبار المسؤولين في المجلس الاعلى للامن القومي والمؤسسات ذات الصلة في ايران"، مضيفا انه "سيتم بحث موضوع اعادة افتتاح الحدود مع الجمهورية الاسلامية وتنمية العلاقات بين الجانبين في جميع المجالات".

وكانت مصادر كشفت انه وقبل حوالي شهر اجرى قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني سلسلة اجتماعات سرية اربيل قيادات الديمقراطي الكردستاني، من بينهم رئيس حكومة الاقليم نيجرفان بارزاني. وفيما اكد تلك المعلومات مدير جهاز الامن والاستخبارات في جنوب كردستان لاهور شيخ جنكي والذي اكد في حوار مع وكالة "فرات نيوز" المعلومات حول لقاء جمع سليماني مع رئيس الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني وان الاخير اعتذر من اقدام اربيل على اجراء الاستفتاء فيما تعهد سليماني بحل الخلافات بين اربيل وبغداد".

ونقل موقع اخبار العراق عن مصدر رفض ان يتم الكشف عن اسمه بان "الاجتماعات بين سليماني وقيادات الديمقراطي الكردستاني نتج عنها الاتفاق على بدء حوار شامل مع بغداد على مختلف القضايا"، مبينا ان "سليماني طلب منهم ان يتكون الجانبين من وفود فنية تابعة للحكومة الاتحادية واقليم كردستان، ويتم التوصل لاتفاق حاسم ونهائي يُوقع في بغداد بين العبادي ونيجرفان بارزاني".

واشار الى ان "بدء الحكومة الاتحادية بصرف بعض الدوائر وطلب القوائم من وزارات اخرى في الاقليم وارسال حصة الفلاحين والوقود الى الاقليم كان جزء من المبادرة الايرانية التي بدأت عبر الاتصالات منذ اكثر من اسبوعين شاركت فيها السفارة الايرانية في بغداد وركزت هذه المرة على الحزب الديمقراطي الكردستاني".

وتابع ان "هنالك اطراف داخل الديمقراطي بدأت تغير سياستها باتجاه تقوية العلاقة من جديد مع ايران على حساب واشنطن التي تخلت عن علاقاتها التاريخية مع مسعود بارزاني والشعب الكردي".

وفي نوفمبر 2017 كشف مصدر في الاتحاد الوطني الكردستاني، ان رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني بعث بـ"رسالة سرية" إلى قائد فيلق القدس في حرس الثورة الإسلامية اللواء قاسم سليماني.

وافاد رنج طالباني في تغريدات على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن "بارزاني بعث برسالتين إلى قاسم سليماني، الأولى كانت رسالة تعزية بمناسبة وفاة والده وقد اعُلن عنها، اما الثانية فكانت سرية". وبحسب طالباني فإن "بارزاني (توسل) سليماني لتشجيع بغداد على الحوار مع اربيل تجنبا لاراقة المزيد من الدماء"، مشيرا إلى أن "بارزاني قال لسليماني في رسالته: إن الأميركيين خانوا الكرد من جديد كما فعلوا في اتفاقية الجزائر عام 1975".

يشار إلى أن القنصلية الإيرانية في اربيل أعلنت وقتها عن إرسال بارزاني رسالة تعزية إلى اللواء قاسم سليماني بمناسبة وفاة والده.