أرسلان: موقف تركيا من أوجلان يُحدد مصير السياسة 

أوضح الرئيس المشترك لحزب الأقاليم الديمقراطية محمد أرسلان أن موقف تركيا من القائد أوجلان سيحدد مصير إن كانت ستتجه البلاد نحو الديمقراطية أو إلى المزيد من الفوضى. 

وتحدث الرئيس المشترك لحزب الأقاليم الديمقراطية (DBP) محمد أرسلان عن الأوضاع في تركيا بعد إضعاف نظام العزلة المفروض على إمرالي وهزيمة تحالف العدالة والتنمية-الحركة القومية في انتخابات 31 آذار وانتخابات بلدية إسطنبول 23 حزيران/يونيو.

وأشار أرسلان إلى حملات الإضراب عن الطعام بجميع أشكالها التي دامت 200 يوم احتجاجاً على العزلة المشددة المفروضة على القائد أوجلان، مستذكراً شهداء الحملة الثمانية.

وقال: عندما بدأ الكرد بممارسة نشاط السياسة الديمقراطية في تركيا، فعليه مراعاة فصل شروط وظروف العيش وسلامة أوجلان عن المساومات السياسية، بهذا فقط يستطيعون التخلص من تهديدات وضغوط السلطة التركية في الساحة السياسية.

وأوضح أرسلان أن نضال القائد أوجلان يرتكز على الديمقراطية، وتابع: "أوجلان منذ العام 1993 وهو يقدم الحلول الديمقراطية لحل القضية الكردية، وبالنسبة له لم يكن حل القضية الكردية مرتبط بمنطقة ما بل حل القضية الكردية في ذلك مكان يتواجد فيه الكردي ويطرح الحلول لينال الكرد حقوقهم السياسية والثقافية، وهذا ما أدى إلى أن يكون مستهدفاً من قبل الجميع".

وأضاف "في هذه المرحلة الحساسة وبعد فرض عزلة مطلقة عليه لمدة طويلة لم يتخل عن موقفه وفي أول فرصة دعا مرة أخرى إلى حل القضية الكردية بالطرق الديمقراطية، مُذكراً الدول بمهامها ومسؤولياتها من ناحية ومن ناحية أخرى حركة السياسة الكردية". 

ولفت إلى أن القائد أجلان شدد على أن الجميع عليه أن يتحمل مسؤولياته وواجبه، كما شدد على أهمية الاتفاق المجتمعي، السلام والحل الديمقراطي، العقل بعيداً عن الشدة والعنف، داعياً كل الدول والسياسة الكردية إلى النقاش والحوار.

وتطرق أرسلان إلى تصريح القائد أوجلان حول روج آفا، موضحاً أن أوجلان لا يفصل بين جزء وآخر من كردستان في مسألة حل القضية الكردية، وهذا لأن أي تغيير وتطور في أي جزء من كردستان يؤثر على باقي الأجزاء، كما هو الحال بالنسبة لـ روج آفا وشمال كردستان. 

وبالحديث عن نتائج انتخابات بلدية إسطنبول قال: إما أن يفهم حزب العدالة والتنمية AKP رسالة الكرد بشكل صحيح ويدير الدفة نحو الديمقراطية وإما أن يُصر على موقفه ويُواصل سياسات القمع بحق المجتمع والكرد بشكل خاص وهذا يؤدي إلى تعميق الأزمة وزيادة الفوضى.

وأوضح: "من وجهة نظري، موقف تركيا من أوجلان هو الذي سيحدد إذا ما كانت تركيا ستتجه نحو الديمقراطية أو إلى المزيد من الفوضى. بمعنى أن حزب العدالة والتنمية AKP إذا أراد تصحح المسار فعليه أن يُبقى أبواب إمرالي  مفتوحة لعائلة أوجلان، المحامين والوفود السياسية". 

وتابع: وإذا لم يفهم حزب العدالة والتنمية AKP رسالة الكرد في 23 حزيران/يونيو، فمؤكد أن الأوضاع في تركيا ستكون أكثر تعقيداً. لأن الكرد هم الذين أسقطوا العدالة والتنمية في الانتخابات. على الحكومة أن تمنح الفرصة لـ أوجلان لأن الوحيد القادر على تخفيف الأزمات في تركيا وعليها أن تسمح للوفود السياسية، ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والجهات القانونية والحقوقية بالذهاب إلى إمرالي.

وأضاف أرسلان، أن الاستراتيجية التي تم اتباعها في الانتخابات منحت المزيد من الفرص على الساحة السياسية لحزبي الأقاليم الديمقراطية والشعوب الديمقراطي ومهدت لتوسيع إطار العلاقات السياسية بالنسبة للكرد. 

وأوضح محمد أرسلان في ختام حديثه أن عجلة السياسة في تركيا لن تدور بشكل مؤثر ما لم يتم التعامل بشكل صحيح مع الحركة السياسية الكردية، وعليه يجب أن لا تكون الحركة السياسية الكرية قيد المرحلة والتطورات بل عليها أن تواظب على أن تكون القوة القادرة على تغير السياسة في البلاد وتحديدها.