آكر: العمال الكردستاني حزب للتآخي

قال المقاتل في صفوف قوات الدفاع الشعبي ريدور آكر: إن فكر القائد آبو هو بمثابة الحل الجذري للوضع المتأزم في الشرق الأوسط، لذا توجهت إلى صفوف حزب العمال الكردستاني.

تحدث المقاتل في صفوف قوات الدفاع الشعبي ريدور آكر عن سبب التحاقه بحزب العمال الكردستاني وعن كيفية معرفته لنهج قائد الأمة الديقراطية عبدالله أوجلان، قائلاً: "في البداية كانت معرفتي بالحزب ضئيلة، ولكن بعد أن خاضت قوات الحماية الشعبية المقاومة العظيمة في كوباني التي لفتت انتباه العالم أجمع بما يتم تسطيره من ملاحم بطولية أمام وحشية القوات الظلامية والداعمة لها. قررت بأن انضم إلى قوات الحماية الشعبية بدافع الدفاع عن الأرض والوطن".

وأضاف "حينها تعرفت على فكر وفلسفة قائد الأمة الديمقراطية عبدالله أوجلان أكثر من خلال النقاشات التي كنا نقوم بها مع الرفاق وقراءة كتب القائد. وبدأت انطلاقتي هذه من مدينتي منبج التي هلهلت للمقاتلين أثناء تحريرهم لها".

الحرب الضبابية

وأوضح: "الوضع الذي كان يمر به الشرق الأوسط في الحقيقة بشكل عام وسوريا بشكل خاص كان غير مطمئناً، بسبب تكاثف القوات المشاركة في الحرب والمرتبطة بالأجندة الخارجية. لذا كانت هذه الحالة هي حالة حرب ضبابية من غير الممكن للمرء أن يتخذ القرار بالوقوف ضمن أي جبهة أو صف. ولكن جذور البحث عن طريق جديد بقيت حية في الشرق الأوسط في محاولة بأن ترسوا على بر الأمان".

وتابع: "هذه القوات تقاتل اليوم بالوكالة تحت اسم الديمقراطية والحرية، في الحقيقة هذه كلها خدع وأكاذيب لم يصدقها إلا القليل إثر ما نتج عن إرتكاباتهم على أرض الواقع وهذا يشير إلى ما يهدف إليه النظام الرأسمالي في تجزئة الشرق الأوسط وصهر ثقافات الشعوب ضمن بوتقة العنصرية والتوجه الأحادي". 

وأكد: "طبعاً في السابق لم نكن نعلم شيئاً عن ماهية النظام الرأسمالي، سياساته وتطبيقاته على أرض الواقع. كان إدراكنا ضعيف للغاية بالنسبة لهذه الأمور، لكن بعد تعرفي على نهج قيادتنا أدركت هذه الأمور بشكل واضح".

حياة الجبال لا مثيل لها

ورداً على سؤالنا عن الحياة في الجبال واختلافاتها عن المدن قال: "منذ مجيئي إلى الجبال الكردستانية في البداية تلقيت تدريبات فكرية وعسكرية أغنتني عما كنت أفتقر إليه. وأصبحت أعلم لماذا علي أن أحمل السلاح وأمام من يجب أن أقاتل. في الواقع إن حملنا للسلاح هو من أجل الدفاع عن الأرض والوطن وبهدف إنشاء مجتمع قادر على الدفاع عن نفسه وتأسيس نظامه الديمقراطي الحر دون تدخلات خارجية أو إدارات سلطوية تتحكم بها. إن الحياة في الجبال تختلف عن الحياة في المدن بعدة أوجه. فالطبيعة الخلابة هنا تبعث في المرء روحاً مليئة بالحيوية". 

واستطرد: "كما أن الروح الرفاقية التي يتحلى بها كافة مقاتلو الكريلا ليس لها مثيل على وجه المعمورة، فكل رفيق يعمل جاهداً من أجل أن يسعد رفاقه وأن يشاركهم بكل شيء، كما أنه مستعد للتضحية بنفسه من أجل رفاقه لهذا السبب فإن العلاقة بين الرفاق هنا تبقى في بنيان متماسك رغم جميع محاولات العدوان في التفرقة والحرب الخاصة التي يمارسها ضدنا في سبيل إبعاد المجتمع عنا وتشويه صورتنا لديهم. لكن مجتمعنا يعلم هذه الحقيقة ولا يرضخ لجميع هذه السياسات".

مرتبة مختلفة للمرأة

نوه ريدور آكر بدور المرأة ضمن صفوف حزب العمال الكردستاني وشدد على دورها الريادي وتابع: "إن تقربات الحزب من مسألة المرأة أيضاً تختلف كثيراً عن جميع الحركات الداعية للديمقراطية والحرية. فتقرب حزبنا يفوق تقربات كل الحركات بمستويات عالية. فهم لا يختلفون فكرياً أو بشكل كامل عن التقرب السلطوي بالنسبة للمرأة. أما أيديولوجية حزب العمال الكردستاني تعتمد في الأساس على نهج المرأة الحرة والمساواة بين الجنسين، كما أن للمرأة مرتبة مختلفة بين صفوفنا فهي طليعية في ثورتنا". 

وأكمل: "هذا على عكس النظام الرأسمالي الذي أوصل المجتمع إلى مستوى يفتقر إلى الأخلاق والسياسة. أي أننا نعيش في هذه الجبال ضمن مجتمع خارج عن الدولة وعقليتها ونهدف إلى إعادة المجتمع إلى مساره الطبيعي والأخلاقي والسياسي عبر حرية المرأة والمجتمع".

شرق أوسط ديمقراطي

وقال: "إن فكر قائدنا عبدالله أوجلان لا يشمل تحرير الشعب الكردي وإيصاله إلى شواطئ الحرية فقط، في الواقع إن الشعب الكردي هو الذي بدأ بهذا النضال إلى جانب ثوريين أتراك أمنوا بالقضية حتى يومنا الحالي عبر تقديم الآلاف من الشهداء. لكن نهج قائدنا يعتمد على التعايش المشترك بين الشعوب والتآخي، فهذه أرض الأجداد الذين عاشوا فيها متكاتفين دون تفرقة عرقية أو طائفية أو غيرها". 

وشدد على أن "التفرقة الموجودة اليوم واستصغار الشعوب الأخرى هي مرض رأسمالي يجب علينا التخلص منه والصمود أمامه. كما أن نهج قيادتنا يعتمد على بناء شرق أوسط ديمقراطي حر، وكما هو معلوم فإن الشعب العربي يمثل النسبة الأكبر في الشرق الأوسط لهذا وبدوري كشاب عربي اتخذت مكاني ضمن هذه الصفوف لأناضل في سبيل ما نهدف إليه".

دعوة إلى التكاتف

وأكمل: "إن ندائي للشبيبة العربية والشبيبة بشكل عام بأن يدركوا خطورة الحرب الدائرة اليوم في الشرق الأوسط وعدم الانخراط مع المجموعات التي تمتص قدرات الشرق لصالح الغرب والتي تنادي بالإسلام وهي بعيدة عنه ولا تمثله أبداً".

وأردف: "في المقابل عليهم أخذ مواقعهم في خنادق المقاومة ضمن حزب العمال الكردستاني والتعرف إلى ما يهدف إليه. فإن فلسفة قائدنا عبدالله أوجلان هي بمثابة الحل الجذري للوضع المتأزم في الشرق الأوسط والتي سوف تمكننا من تحرير الشرق الأوسط أجمع من أيدي المهيمنين". 

واختتم حديثه قائلاً: "ها هي الثورة في شمال وشرق سوريا خير مثال على مشروع الأمة الديقراطية رغم جميع المؤامرات ومحاولات إفشالها، لذا علينا التكاتف والوقوف جنباً إلى جنب".