فاضل شفكر: قفزة 15 آب كانت في الوقت ذاته ضد العمالة والتواطؤ-تم التحديث

قال فاضل شفكر، أحد قادة قوات الدفاع الشعبي (HPG): "على الرغم من أن قفزة 15 آب كانت قد نُفذت ضد العدو، إلا أنها أيضاً كانت ضد المتواطئين مع العدو الذين كانون يفرضون القمع والفقر على الشعب الكردي".

ذكر فاضل شفكر، أحد قادة قوات الدفاع الشعبي (HPG)، أن الأمل في حياة حرة وُلد من جديد مع قفزة 15 آب، وأكد أن هذه القفزة لها أهمية كبيرة ليس فقط من الناحية العسكرية والمسلحة، ولكن أيضاً من الناحية الأيديولوجية والفلسفية والثقافية والتنظيمية.

وتحدث فاضل شفكر، أحد قادة قوات الدفاع الشعبي (HPG)، بمناسبة حلول الذكرى السنوية الـ 40 لقفزة 15 آب، لوكالة فرات للأنباء (ANF).

كيف كان الوضع في كردستان قبل قفزة 15 آب؟ وبأي أسلوب تم استخدام السلاح؟

قبل الإجابة على سؤالكم، في البداية، أهنئ القائد أوجلان وجميع أبناء شعبنا ومقاتلي ومقاتلات حرية كردستان بحلول الذكرى السنوية الـ 40 لعيد انبعاث 15 آب، وأستذكر في شخص القيادي العظيم عكيد (معصوم قورقماز) جميع شهداء 15 آب بكل احترام وامتنان، وأنحني إجلالاً أمام ذكراهم، ونجدد عهدنا بتحقيق النصر ونقول إننا حتماً سنهزم العدو الفاشي والمستبد.

لكي يفهم المرء الآن قفزة 15 آب، لا بد له من معرفة ما الذي كان يجري في كردستان في ذلك الوقت، فعندما ننظر إلى تاريخ البشرية بشكل عام، سنرى أنه إذا كان هناك أي تهديد بالفناء على الوجود البشري بأي شكل من الأشكال، فلم يكن هناك سبيل أمام الإنسان سوى خوض المقاومة، وكان الشعب الكردي أيضاً في وضع مماثل، خاصة خلال المائة عام الماضية، حيث كان في دائرة من الإبادة الجماعية من كل الجوانب، وكان الجميع يغض الطرف عن هذا الوضع القائم، ومما لا شك فيه، أن الشعب الكردي كان دائماً منخرطاً في مقاومة كبيرة ضد هذه الهجمات، لكن لم يتمكن قائد استراتيجي من الظهور بين الكرد، لأنه كان لديهم افتقار من الجانب الوطني والفلسفي والأيديولوجي، وعلى الرغم من حصول الكثير من المقاومات العظيمة، لكن للأسف، لم تكن انتفاضات الشعب الكردي ناجحة، وبعد هذا القدر الكبير من الانتفاضات، مر الشعب الكردي في فترة أصبح فيها العدو يقول: "لقد دفنا الشعب الكردي تحت الأرض وقمنا بصب الخرسانة عليه"، وفي مثل هذه الفترة بدأ القائد أوجلان بخوض النضال، وقام بتطوير الشعب الكردي فكرياً وفلسفياً وتنظيمياً، وكشف التاريخ المفقود للشعب الكردي والمنطقة والعالم، وهذا التنظيم، الذي انطلق مع مجموعة من الشبيبة، لم يكن بمقدور أحد الصمود أمامه وبدأ هذا التنظيم بالصعود يوماً بعد يوم، وأحدث ضجة كبيرة وبات يُنظر إليه على أنه بمثابة أمل جديد لدى الشعب، وزاد الإيمان به، وأصبح أكثر جماهيريةً وقوةً يوماً بعد يوم، ولهذا السبب، كان العدو يرى فيه خطراً كبيراً في مواجهته، وكان يتعين عليه سد الطريق أمام الحركة التحررية، لكي ينجح في خططه للإبادة الجماعية، وكانت دولة الاحتلال التركي تستخدم كافة الأساليب القذرة ضد الشعب الكردي والحركة الآبوجية، وبناءً على ذلك، تدخلت قوات حلف الناتو-غلاديو وتشكل المجلس العسكري لانقلاب 12 أيلول الفاشي، وفي مواجهة ذلك، لم يكن هناك سوى طريق واحد، وهو الكفاح المسلح، وقد رأى القائد أوجلان ذلك عن كثب.

إننا نقترب من الذكرى السنوية لقفزة 15 آب، ما الذي جعل هذه الحملة تحظى بهذا القدر من المعنى وترسي الأساس للتغييرات الكبرى حتى يومنا الحالي؟

عندما تشكل المجلس العسكري لانقلاب 12 أيلول الفاشي، شعر القائد أوجلان بهذا التدخل مبكراً من خلال بصيرته الثاقبة، وتوجه إلى خارج الوطن لإلحاق الهزيمة به، واستمر النضال هناك أيضاً، إلا أن السحب الداكنة كانت تحوم فوق كردستان مرة أخرى، وتم وضع خطط قذرة ومؤامرات كبيرة موضع التنفيذ، وفي وضع من هذا القبيل، كان خوض النضال في كردستان بمثابة حفر بئر بإبرة، ومع وصول المجلس العسكري، كان قد تعرض العديد من رواد الحركة التحررية للاعتقال، حيث أن نضال القائد أوجلان في خارج الوطن والمقاومة في السجون أحبطت مخطط العدو وأنقذت الحركة والشعب الكردي من براثن الإبادة الجماعية، وعلى وجه الخصوص، إن المقاومة التي بدأت في سجن آمد، بقيادة الرفاق مظلوم وفرهاد وكمال ومحمد خيري وعاكف وعلي جيجك، كانت قد وصلت إلى الذروة وأرضخت العدو ، ورغم كل أساليب التعذيب اللاإنسانية التي مُورست ضد المعتقلين، إلا أنهم لم يتمكنوا من القضاء على إرادتهم وإيمانهم، حيث كان يُمارس في سجن آمد تعذيب لا مثيل له في التاريخ، ومع ذلك أيضاً، لم يتمكن المجلس العسكري الفاشي من كسر مقاومة الرفاق، وقد أحدثت هذه المقاومة الأمل والشجاعة في كل مكان لدى الشعب الكردي، ويمكننا القول إنها بداية حياة جديدة للحركة والشعب الكردي.

ولقد عززت المقاومة في السجون الحركة التحررية من كافة الجوانب، ولكن كان من الضروري أيضاً أن تنطلق المقاومة في الخارج، وكان القائد أوجلان يعلم جيداً، إذا لم تكن لدينا القوة للدفاع عن أنفسنا، فلن نتمكن من حماية شعبنا والحركة والإنسانية في مواجهة هجمات الإبادة الجماعية، لأن العدو كان يستخدم كافة أنواع الأساليب القذرة والأسلحة لتدمير الحركة، حيث جاءت قفزة 15 آب في وقت كان الجميع يعتقد فيه أن حزب العمال الكردستاني قد تمت تصفيته، وكانت العديد من الأطراف تعتقد أن العدو سيواصل تنفيذ عجلة الإبادة الجماعية ضد الشعب الكردي بسهولة، ووفقاً لهم، بعد تصفية حزب العمال الكردستاني، لن تبقى هناك أي قوة يمكنها أن تكون عقبة أمامهم، فقد كانت القوى المتواطئة على رأس عملهم منذ اليوم الأول، وكان خط التصفية يسعى إلى وضع القائد أوجلان والحركة تحت سيطرته، وآمن الكثير من الأشخاص بذلك، ولكن القائد أوجلان ومجموعة من الرفاق مؤمنين بفكر القائد أوجلان وفلسفته، قاموا بتنفيذ عمليات باستعداد كبير في 15 آب 1984، في دهي وشمزينان وأعلنوا عن قوات تحرير كردستان (HRK)، وكانت هذه الحملة التي تم اتخاذها بقيادة الرفيق عكيد شيئاً جديداً في التاريخ، وعلى الرغم من أن هذه الحملة تم اتخاذها ضد العدو، إلا أنها كانت في الأساس قد حطمت عقلية الكرد الخونة الذين أجبروا الشعب الكردي على الخضوع والفقر والصمت لآلاف السنين، وجعلت الشعب يتعلم طريق المقاومة من جديد، ووُلد الإيمان والأمل من جديد بالحياة الحرة والنضال، وأخرجت قفزة 15 آب الكرد الأحرار الذين كانوا مدفونين تحت الخرسانة إلى وجه الأرض، وكسرت كل قيود العبودية، ولهذا، فإن هذه الحملة ليست مهمة فقط من الناحية المسلحة والعسكرية، ولكن أيضاً هي مهمة للغاية من الناحية الأيديولوجية والفلسفية والثقافية والتنظيمية، إنها بداية جديدة وحياة جديدة، أي أنه يمكننا القول إنه انبعاث من جديد.

في أي وضع كانت دولة الاحتلال التركي في مواجهة هذه القفزة، وما هي الجهود التي بذلتها السلطة الحاكمة في ذلك الوقت لكسر تأثير القفزة؟

عندما تم تنفيذ هذه القفزة في دهي، أصيب العدو الفاشي بالصدمة كما لو أن سُكب على وجهه إناء من الماء البارد، وبعد تلقف العدو وتجاوزه لهذه الصدمة الأولى، كان يتعامل هذه المرة أيضاً مثل الانتفاضات السابقة وكان يقول سوف نقضي عليهم في غضون 72 ساعة، لأن جميع الحركات السابقة التي قامت، كان قد تم تصفيتها خلال فترة قريبة بالإبادة الجماعية، وقد كان القائد أوجلان يرى كل تلك التقصيرات في التاريخ وكان يعرف العدو جيداً، فقد كانت بداية الحركة الآبوجية مختلفة عن جميع الحركات الأخرى، حيث أن الرفاقية مع حقي قرار وكمال بير قد بددت كل الأفكار العنصرية التي كانت تؤلب الناس ضد بعضهم البعض وتجعلهم أعداء، فالعدو كان ينفذ الإبادة الثقافية ضد الشعب الكردي، وكان الشعب الكردي قد تُرك بدون فكر وأيديولوجيا وقد خلق شخصيات مستعبدة ومسحوقة، ولكي يتمكن شخص كهذا من خوض النضال التحرري، كان لا بد أولاً بناء شخصيات حرة، ولهذا السبب، طوّر القائد أوجلان فلسفة الشخصيات الحرة، وبالتدريب والنضال أخرج الفرد من تحت الأرض ورفعه إلى السماء، ولقد رأى قضية المرأة منذ البداية، ولم يتعامل مع هذه القضية بالفكر الاشتراكي البنيوي، ولم يضع قضية المرأة في نهاية الأولويات، بل طوّر خط حرية المرأة، وانتاب النظام الفاشي الخوف كثيراً من هذا الأمر، ولهذا السبب، شن العدو المحتل بالهجمات غير المحدودة.

ولجأت الدولة التركية إلى أساليب وحشية لكسر تأثير القفزة السياسي والاجتماعي وغيرها، كما شن حرباً غير أخلاقية ضد الحركة التحررية والشعب الكردي، وتعرض آلاف الأشخاص للاعتقال، وكانت عمليات التعذيب التي جرت في المذابح النازية أقل مقارنة بعمليات التعذيب في السجون التركية وأسوأ منها، حيث ارتكبت الدولة الآلاف من جرائم القتل المجهولة، وأحرقت آلاف القرى، وهجرت قسراً مئات الآلاف من الأشخاص، وتركت الشعب الكردي أمام طريقين لا ثالث لهما؛ إما أن يكون مرتزقاً لدى حراس القرى ومتواطئ معها، أو سيتم قتله أو اعتقاله أو تهجيره، وبالطبع، كان هناك من وقع واستسلم، لكن الأمل الذي طورته الحركة التحررية في قلوب الشعب الكردي حال دون تصفية الشعب الكردي، واستعاد الشعب الروح من جديد وانتعش، وأفرز من شعب ميت شعب يحارب من أجل الحرية كل يوم، فالروح التي خلقتها القفزة، أحبطت حسابات احتلال الدولة التركية والقوى الهيمنة، لنقولها مرة أخرى؛ في مواجهة هذا القدر من النكسات وهجمات الاحتلال، بدأ التاريخ من جديد بالنسبة للشعب الكردي مع قفزة 15 آب، وانطلقت الانتفاضة مرة أخرى في قلب بوطان أي بلاد الحوريين والميديين، ومرة أخرى سيسطر التاريخ ملحمة كاوا في مواجهة الضحاك، وقد أمهل العدو 72 ساعة للانتهاء من الحركة، لكن الحركة كبرت يوماً بعد يوم، واليوم وصلنا إلى الذكرى السنوية الأربعين لقفزة 15 آب.

عندما حدثت هذه القفزة، كانت هناك قوى مختلفة في كردستان، ما هو الموقف الذي اتخذتها هذه القوى، وكيف كانت مواقفهم تجاه هذه القفزة التاريخية؟

لقد أثارت قفزة 15 آب الخوف في قلوب المتواطئين والخونة بشكل أكبر، لأنهم كانوا قبل القفزة في كردستان يركضون بخيولهم كيفما يشاؤون، وكانوا يعلمون أن القفزة هي على الأغلب الرد على خط الخيانة والتواطؤ مع العدو الجذري للشعب، ولهذا، أرادت تلك القوى في البداية سد الطريق أمام الحركة، ولم يكن يريدون أن تنتشر الحركة في كردستان، ولسد الطريق أمام الحركة، جربوا كل الأساليب، وبعد انطلاق الكفاح المسلح، الذين أرادوا في البداية إيقاف التنظيم، كانوا من اتباع هذا الخط مرة أخرى، حيث كان الحزب الديمقراطي الكردستاني وعائلة البارزاني على وجه الخصوص يتزعمون قيادة هذا الأمر، ومثلما خانت عائلة البارزاني جمهورية مهاباد في التاريخ، فقد صعدت على المسرح مرة أخرى بنفس الدور والمهمة، ومثلما قتلت أبناء الشعب الكردي مثل سعيد ألجي والدكتور شفان وغيرهم من خلال المؤامرات؛ شنّوا الهجمات بنفس الأسلوب في مواجهة رواد الحركة التحررية، ويستمر الدور والمهمة الموكلة لهم حتى يومنا هذا دون انقطاع. 

منذ ذلك اليوم وحتى يومنا الحالي، حدثت تغييرات كثيرة ضمن حركة مقاتلي حرية كردستان، ما هي هذه التغييرات وأي نتيجة أفرزتها؟

لقد بدأت الحرب في العام 1984 أيضاً رغم انعدام كل الإمكانات والفرص، وبما أن الكريلاتية كانت أسلوباً جديداً للحرب في الشرق الأوسط، فقد كان الافتقار إلى الخبرة هائلاً بشكل متزايد، فالكريلا كانت تستمد القوة والإيمان من القائد أوجلان وتستند على أبناء شعبها، وكان الشعب يرى في الكريلا كجزء لا يتجزأ من روحه وكان يدعم الكريلا بكل وجوده، وعلى الرغم من عدم توفر الإمكانيات المادية للحركة الآبوجية، إلا أن فكر القائد أوجلان وفلسفته كانت إمكانية عظيمة بالنسبة للكريلا، ونجحت الحركة التحررية الكردستانية في إحباط جميع هجمات العدو، ومُني العدو بالفشل في مواجهة الكريلا، وأصبحت الكريلا خطوة جديدة، وانتشرت في الأجزاء الأربعة من كردستان، وتوجهت شابات وشبان الكرد في كل مكان نحو الجبال الحرة، وقد حدثت تلك القفزة بقيادة القائد الخالد عكيد، بأنجح التكتيكات، فمع تطور العلوم والتكنولوجيا، بدأ عصر جديد في الحرب، وكان لزاماً على المقاتلين أن يتجددوا وفقاً لهذا العصر، ولم تعد هناك أية حروب على الطريقة القديمة، كما أعادت الكريلا خلق نفسها على مبادئ الحداثة الديمقراطية، تعمقت في الجانب الإيديولوجي، وأصبحت أكثر ثراء تكتيكياً وأداء، وأصبحت خبيرة في الجانب التقني، اليوم، نقل مقاتلو حرية كردستان مستوى أدائهم إلى مستوى أسمى، تعمق المقاتلون في التخفي المموه، لقد أبطلوا تقنية العدو في التجسس براً وجواً، ومع أسلوب حرب الأنفاق والفرق المتنقلة اليوم، تمكنت الكريلا من سحق العدو براً، هناك حرب في العالم اليوم، الحرب بين روسيا وأوكرانيا وحماس وإسرائيل تلوح في الأفق، لكن الدولة التي تتمتع بكل قوة حلف شمال الأطلسي خلفها، لم تكن قادرة على انتزاع التلة من أيدي مقاتلي الحرية لمدة ثلاث سنوات، هذه الحرب هي حقبة جديدة في تاريخ البشرية، بسبب العدو في الشمال والجنوب وجميع أجزاء كردستان الأربعة، يتم شن حرب غير أخلاقية ضد القائد آبو وحركتنا وشعبنا، يديرون نظام العزل على القائد آبو منذ عشر سنوات، لمدة 40 شهراً، لم يسمحوا بخروج أي معلومات حول القائد آبو، في تاريخ البشرية، لم يُرى مثيل لهذا الشيء غير الأخلاقي، إنهم لا يسمحون للقائد آبو بقول كلمة واحدة، إنهم خائفون جداً من تأثير القائد آبو على العالم، لقد تجاوزت مقاومة القائد آبو ضد جميع الهجمات والتعذيب والعزلة في إمرالي مستوى الكلام، أي أنه لا توجد كلمات للتعبير عن ذلك، لأن أي وصف يقال سيكون قليلاً، بشكل عام، تلتزم المؤسسات الأوروبية لحقوق الإنسان الصمت إزاء حالة العزلة هذه، ويعني أيضاً أن القوى الأوروبية جميعها شركاء في عزلة وجرائم دولة الاحتلال التركي، لقد انتشرت عزلة القائد آبو بالكامل في الشمال، وتجري حالياً عملية العزل في كردستان، يتم تطبيق كافة الأساليب القذرة والمعادية للإنسانية على الشعب الكردي، الشعب الكردي في خضم الانتفاض كل يوم بقيادة الشباب والنساء، في جبال كردستان، يستخدمون ضد مقاتلي الحرية التكتيكات الكيماوية والحرارية والنووية كل يوم، لكنهم ما زالوا عالقين في جبال كردستان، ولا يستطيع أن يخطو خطوة، لقد حققت الكريلا تقدما كبيرا على مستوى الحرب، وخاصة على مستوى مهاجمة العدو، فقد أصبحت أكثر قوة في ذلك الوقت على مستوى الدفاع عن الساحات، مرة أخرى، تم إفشال تقنية العدو وتم ابتداع تقنية العصر للثورة.

اليوم نرى أن الخيانة تُفرض على الشعب الكردي، كما كان الحال في الماضي، ومما لا شك فيه أن الحزب الديمقراطي الكردستاني وعائلة بارزاني هم من كانوا رائدين في هذا التعاون والخيانة، ما هو الموقف الذي يتخذه الحزب الديمقراطي الكردستاني تجاه تغيير الكريلا ونضالها؟

إن خط الخيانة والعملاء في تاريخ الشعب الكردي متجذر في أصله، لقد لعب الوجه الخفي الدور السلبي الأكبر في أي مقاومة، منذ بداية حركة الحرية وحتى اليوم، كانوا دائماً يقفون إلى جانب العدو ويهاجموننا، أول من هاجمنا كان النجمة الحمراء Stêrka Sor، لقد استشهد الرفيق حقي قرار على يد هؤلاء الخونة وعديمي الضمير، لكن القائد آبو بطريقته الخاصة أزال أقنعة كل هذه القوى الغادرة وعديمة الضمير وفك شفرتها، إن خط الخيانة بين الكرد مُدان، وتم القضاء على جميع القوى الخائنة، وموقف عائلة البرزاني في تشكيل الحزب الديمقراطي الكردستاني هو نفسه، وأرسل القائد آبو رسائل واتصل عشرات المرات بعائلة البرزاني، قال القائد آبو لا تقف ضدنا، ما هي المساعدة التي تريد منا أن نفعلها، أو دعونا نقاتل معا، لكن عائلة البرزاني لم تأخذ وقتاً من أجل الوحدة الوطنية، لقد عمل دائما ضد الوحدة الوطنية، وأخذ مكانه مع العدو، لأن تحالفهم موجود بالفعل، وكانت المهمة القضاء على الحركات الكردية، وأقسموا أنهم لن يسمحوا لأي شخص بإطلاق النار على الدولة التركية الفاشية، جاء ذلك في الرسائل التي بعث بها الملا مصطفى البرزاني إلى رئيس وزراء الدولة التركية، وما زالوا متجذرين بعمق في علاقتهم باليهود وإسرائيل، إذا نظرنا إلى التاريخ، في كل الثورات الكردية، كان مكانهم إلى جانب العدو، وقد تم توثيق ذلك في تاريخ كردستان، وكانت هذه العائلة أول من مارس أعمال اللصوصية أو الحراسة أو قطع الطرق في كردستان، أيديهم حمراء من دماء الأطفال الكرد، وقتلوا العديد من قادة الشعب الكردي على أيديهم.

على مدى السنوات الثلاث الماضية، كانت هناك مقاومة تاريخية في مناطق الدفاع المشروع وشمال كردستان، إن قائد هذه المقاومة، المقاتلون، الذين قاتلوا بشدة ضد هجمات الاحتلال وضد خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني، كيف يمكنهم إحداث الكثير من التغييرات والتقدم الكبير في الحرب؟

نحن نخوض حرباً ضخمة منذ عام 2015، لقد كنا في حرب متواصلة في أجزاء كردستان الأربع على مدى السنوات التسع الماضية، ، نحن نقاتل بكل كياننا من أجل حماية شرف وكرامة شعبنا، لقد هاجمتنا الدولة التركية بكل قوتها، بالطبع كان لدينا استشهادات ولكننا دافعنا عن أرض كردستان بدماء شهدائنا ولم ينجح العدو حتى الآن، كل الساحات التي أراد العدو دخولها ما زالت تدور رحاها بين مقاتلي العدو، وكانت نتيجة السنوات التسع الماضية هي هزيمة الزمرة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، إنهم يهاجمون بكل الأسلحة المتطورة في تلك الفترة والأسلحة المحظورة، لكنهم ما زالوا غير قادرين على التقدم ضد مقاتلي القائد، وأخيراً، الدولة التركية اليائسة تريد أخيراً الحصول على نتائج مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وداعش، ولو لم يقدم الحزب الديمقراطي الكردستاني المساعدة، لكانت الدولة التركية قد قبلت انهيارها منذ فترة طويلة، وفي السنوات التسع الماضية استشهد العشرات من الرفاق، يقومون بحجب خطوط الكريلا ويحاصرون مناطق الكريلا، ولأننا أبناء هذه الأرض، فإن جيش الدولة التركية لا يستطيع الدفاع عن نفسه ضد المقاتلين في جبال كردستان، والآن أصبح الحزب الديمقراطي الكردستاني جزءاً من خطة الإبادة الجماعية للكرد، حركتنا تصدر بيانات حول هذه القضية كل يوم، أصبح الحزب الديمقراطي الكردستاني وعائلة البرزاني المتحدثين الرسميين باسم أردوغان وبهجلي الفاشيين، أصبح جهاز Parastin جزءاً من جهاز الاستخبارات التركي، لقد أصبحت الصحافة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني هي الصحافة الحربية الخاصة لنظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، أي أنهم سلموا إرادتهم بالكامل للدولة التركية، إنهم يريدون تدمير حزب العمال الكردستاني بكل قوتهم، يريدون تشويه حزبنا، لكن في نضالنا منذ 51 عاماً، تعلم الشعب الكردي، فهو يعرف الحقيقة والخطأ جيداً، وفي سجلات التاريخ، عند الحديث عن بيت البرزاني، سيذكر في الصفحات على أنه وضيع، ومن الضروري على أهلنا (وخاصة أهلنا في بهدينان) أن يقفوا ضد بيت البرزاني في كل منطقة، ويقطعوا الطريق أمامهم، لا تسمحوا لعائلة البرزاني ببيع البلاد لمرتزقة داعش والاحتلال التركي، لا تسمحوا لهم بملأ جيوبهم بدماء أبناء الكرد.

في مواجهة الحرب الشاملة ضد الكريلا والشعب الكردي، ماذا سيكون موقف مقاتلي حرية كردستان من الآن فصاعدا؟

اليوم، أخذت حركة الحرية على عاتقها دوراً ومهمة كبيرة جداً، لقد رفع دور الحرية المجتمعات المضطهدة بأكملها، كما يعرف المقاتلون دورهم ومهمتهم، وهم واثقون من أنهم سينجحون في هذه المهمة التاريخية، إن عيون البشرية جمعاء تتجه نحو مقاومة القائد آبو ومقاتلي حرية كردستان، عدونا يعلم أننا إذا كسرنا الوحدة العامة للشعب المظلوم فإن كافة القوى والمؤسسات والمنظمات المهيمنة لما يسمى بحقوق الإنسان تدعم دولة الاحتلال التركي، ولكي يتمكن مقاتلو حرية كردستان من التغلب على هذه المهمة قريباً ورفع العزلة عن القائد آبو، يجب على جميع الشبيبة النهوض من أجل الجبال الحرة، يجب على كل الشعب الكردي وشعوب الشرق الأوسط والعالم والحركات الثورية والحركات النسائية والعمال والفنانين وجميع الشعوب المحبة للحرية أن تجتمع حول القائد آبو.

ما هي رسالتكم الأخيرة للشعب الكردي؟

لقد شرحنا أعلاه كيف وصلنا إلى هذه الأيام، يعلم الجميع كيف بدأ القائد آبو النضال من لا شيء ووصل به إلى يومنا هذا، لقد أنقذ الشعب الكردي من الإبادة، وجعل منهم مقاتلين كثر، وجدد فكرة الحرية بين الإنسانية، ومن أجل تحقيق أهدافنا التاريخية، وتحرير القائد آبو جسدياً، فإننا نقاتل بكل الطرق، نحن نستعد لهزيمة العدو الفاشي والإبادة، نحن كمقاتلي القائد آبو، مهما كانت الظروف، وحتى لو انهار العالم كله علينا، سنبني ثورة الشعب الكردي ونعيش مع القائد آبو على الأرض الحرة، نهنئ الجميع بـ 15 آب، ونستذكر جميع شهداء الثورة بامتنان، ونكرر العهد بالنصر، نقول؛ يعيش الخامس عشر من آب، ويعيش القائد آبو.