بعد سلسلة من الاجتماعات مع القيادات الكردية في السليمانية، بما في ذلك بافل طالباني، رئيس الحزب الوطني الكردستاني، ونائب رئيس حكومة إقليم كردستان، قوباد طالباني، وعضوة المكتب السياسي للحزب، شاناز إبراهيم، زار الوفد قبر مام جلال، مؤسس الاتحاد الوطني الكردستاني، في خطوة رمزية لتكريم الدور التاريخي له في عملية السلام والمصالحة الكردية.

في بيان صادر عن وفد إمرالي بعد سلسلة من الاجتماعات في مدينة السليمانية، أكد كسكين بايندر، عضو وفد إمرالي، أن عملية السلام في المنطقة تشهد تطوراً كبيراً بفضل المبادرة المستمرة من القائد عبد الله أوجلان.

وفي مؤتمر صحفي عقده بعد اجتماع مع قيادات بارزة من الحزب الوطني الكردستاني، شدد بايندر على أن اللقاءات كانت مثمرة، وأكد أن الجميع ملتزم بدعم مسار السلام وتعزيز التعاون بين القوى السياسية الكردية في إقليم كردستان.

التعاون الكردي الموحد وتحقيق الأهداف الكبرى

وقال بايندر في تصريحه: “إن عملية السلام تتطلب العمل المشترك بين جميع الأطراف الكردية، ونحن واثقون بأن جهودنا ستؤدي إلى حل شامل وعادل للقضية الكردية في المنطقة.” وأضاف: "رؤية أوجلان تمثل الأساس لحل هذه القضايا، ونحن نؤمن بأن التنسيق السياسي بين الأطراف الكردية هو المفتاح لنجاح هذه العملية".

كما تحدث عن أهمية دور الأحزاب الكردية الفاعلة في عملية السلام، قائلاً: “نحن ممتنون للأطراف الكردية، مثل بافل طالباني وقوباد طالباني، الذين يظهرون دعماً قوياً لعملية السلام والمصالحة، وهم يساهمون بدورهم التاريخي في هذه العملية.” وأكد أن جميع الأطراف الكردية في إقليم كردستان تدعم هذه المبادرة من أجل تحسين الأوضاع السياسية والإجتماعية.

وفي حديثه خلال الزيارة، أكد كسكين بايندر أن رسائل القائد عبد الله أوجلان وصلت إلى بافل وقوباد طالباني، وأن اللقاء الذي جمعهم استمر لمدة ساعة ونصف تم خلاله مناقشة مستقبل الشعب الكردي ومصير غرب كردستان، إلى جانب البحث في السلام الداخلي في كردستان وتركيا. وقال بايندر: “لقد كان دور مام جلال في تحقيق السلام والمصالحة بالغ الأهمية في السابق، واليوم نرى أن بافل وقوباد طالباني يظهران اهتماماً كبيراً لهذا المسار.”

دعم كامل لمبادرة أوجلان وتنسيق سياسي مستمر

وأكد كسكين بايندر أن جميع القوى السياسية في جنوب كردستان أبدت دعماً كاملاً لمقترحات القائد عبد الله أوجلان فيما يتعلق بمسيرة السلام، مشيراً إلى أن هذا الدعم يعكس توحيد الموقف الكردي في مواجهة التحديات. وأضاف: "لقد أجرينا محادثات مع العديد من الأطراف الكردية خلال الأيام الماضية، وعبّر الجميع عن دعمهم لمقترحات أوجلان من أجل وحدة الصف الكردي وتحقيق سلام مستدام".

وأشار بايندر إلى أن وفد إمرالي كان يأمل في اللقاء مع جميع الأحزاب السياسية الكردية، إلا أنه لم تتاح الفرصة لذلك خلال هذه الزيارة. ومع ذلك، أكد على أن القائد أوجلان أرسل سلامه وتقديره لجميع الأحزاب السياسية الكردية، مشدداً على أهمية دور كل فرد في حل القضية الكردية.

ختام الزيارة والعودة إلى هولير

في ختام زيارته إلى السليمانية، شكر كسكين بايندر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، ولا سيما بافل طالباني وقوباد طالباني، على استقبالهما وحسن التعاون. كما أعلن أن الوفد سيعود إلى هولير ومن ثم إلى تركيا لمتابعة مراحل عملية السلام. وأكد على أنه سيتم إطلاع الرأي العام على نتائج المحادثات التي جرت خلال الأيام الثلاثة الماضية في مؤتمر صحفي لاحق.

وأشار بايندر إلى أن وفد إمرالي سيسعى لاستمرار التنسيق مع الأطراف الكردية كافة، بما في ذلك الجهات السياسية والإعلامية، لضمان نجاح عملية السلام والمصالحة الشاملة في المنطقة.