تردد صدى القفزة من جبال كردستان
يُقال في مثل فرنسي "الإيمان يستطيع تحريك الجبال حتى"، هذا ما حققه مقاتلو ومقاتلات حرية كردستان على الرغم من الصعوبات والمستحيلات.
يُقال في مثل فرنسي "الإيمان يستطيع تحريك الجبال حتى"، هذا ما حققه مقاتلو ومقاتلات حرية كردستان على الرغم من الصعوبات والمستحيلات.
يحتفل مقاتلو ومقاتلات حرية كردستان بالذكرى السنوية لقفزة 15 آب هذا العام في جبال كردستان بحماس ومعنويات كبيرة، وهذا الحماس نابع من حقيقة أن وجهة بندقية الكريلا موجهة نحو العدو دائماً، وإن الترحيب بالذكرى السنوية الأربعين لقفزة تاريخية من هذا النوع في جبال كردستان يحظى بروح معنوية وله معنى كبير، وعلى وجه الخصوص، أن تكون شاهداً على حماس وتصميم الكريلا لهو أمر يدعو إلى السعادة والحماس.
وقد تركت قفزة 15 آب، التي تُعتبر القفزة الأولى للتحرر من الظلام وتغيير المصير المفروض على الشعب الكردي، 40 عاماً وراءها، ومنذ ذلك اليوم تقدم مقاتلو ومقاتلات حرية كردستان نحو الأمام على هذا الأساس، ويواصلون قفزة الانتصار بالتعمق والمضي فيها قدماً على خطى القيادي الخالد القيادي عكيد في الذكرى السنوية للقفزة التاريخية، وهذه القفزة التاريخية للمقاومة، التي تطورت بقيادة مقاتلي ومقاتلات حرية كردستان، حررت الشعب الكردي من الإبادة الجماعية وجعلته يضمن وجوده في التاريخ.
وعندما قام القائد أوجلان بهذه القفزة، حرر الكُردايتية التي كانت على وشك الانقراض، أي العقل الكردي الذي وقع فريسة للعدو، من الظلام، بخوضه نضال لا هوادة فيه، وشدد القائد أوجلان على أن مجتمعاً فقد إيمانه بنفسه، لا يمكنه إنقاذ نفسه من الانقراض إلا باستعادة رشده، كما بذل جهوداً حثيثة لتحظى هذه القفزة بأساس أيديولوجي وفلسفي، وأحدث مقاتلو ومقاتلات حرية كردستان، الذين تطوروا تحت قيادته، تغييرات كبيرة اليوم، وأوصلوا قفزة الحرية إلى هذا المستوى وجعلوها تنمو أضعاف مضاعفة، واستمرت القفزة بالمضي قدماً نحو الأمام دائماً بفضل ميل قوات الكريلا إلى قراءة المرحلة بشكل صحيح والرد الفوري على جميع الهجمات.
وتُعتبر قفزة الأول من حزيران، وملحمة حرب الشعب الثورية لعام 2011، ومرحلة مقاومة كارى لعام 2021 التي توجه ضربات تاريخية للعدو في عامها الرابع، والمقاومة الشاملة للكريلا هي أمثلة ملموسة على ذلك.
ويمكن تقييم قفزة الأول من حزيران بمثابة القفزة الثانية لـ 15 آب من بعض الجوانب، لأن هذه القفزة برزت كحركة ملحمية ومقاومة ضد التصفية الداخلية والخارجية في ذلك الوقت، وأصبحت قفزة جسدت روح ملحمية كبيرة، وكانت ملحمة حرب الشعب الثورية لعام 2011، التي قامت بقيادة الشهيد رشيد سردار، والشهيد آزاد سيسر، والشهيدة جيجك بوتان، هي الملحمة التي نقلت نضال الكريلا من الجبال إلى السهول والقرى والمدن، وقد تم تطبيق استراتيجية حرب الشعب الثورية للقائد أوجلان عملياً لأول مرة تحت قيادة هؤلاء الأبطال الخالدين وألحقت الهزيمة بالعدو، وعندما اتحدت روح الملحمة ضمن صفوف الكريلا مع مستوى التطور بما يتماشى مع المرحلة، أحدثت تأثيراً كبيراً، على عكس حركات المقاومة في التاريخ الحديث، جعلت حركة التحرر الكردية تسير على أساس متين.
وإن الطريقة الأساسية لفهم مقاومة الكريلا في الوقت الحالي، تكون برؤية هذا الواقع في أبسط صوره، والتقدم الذي أحرزته الكريلا في غضون السنوات الثلاث الماضية تعادل التقدم الذي حصل خلال السنوات العشرين الأخيرة، فالروح والرغبة في خوض النضال اللتان خلقتهما مقاومة الكريلا، تثيران حماساً ومعنويات كبيرة لدى الناس، وإن عدم رؤية هذا، وعدم اختباره، وعدم إدراكه، هو أقل ما يقال عنه أن تكون أعمى عن القلب والعقل، وقد احتفل مقاتلو مقاتلات حرية كردستان الذين يناضلون بإيمان الحرية والروح الفدائية الآبوجية في مناطق الدفاع المشروع، بعيد الانبعاث لـ 15 آب بحماس ومعنويات كبيرة، وكان الاحتفال الأكبر بتوجيههم للضربات الموجعة للعدو ولا زالوا يقومون بذلك، ونرى في الاحتفالات التي تُقام في ساحات الكريلا، أن بذور الحرية التي نُثرت قبل 40 عاماً في الأرض، قد تجذرت ونمت بقوة وتحولت إلى أشجار ضخمة.
وتنفذ الكريلا يومياً عمليات ناجحة بتصميم كبير في ظل المئات من عمليات القصف، وفي الوقت نفسه، تعمل على دحر تكتيكات الحرب الخاصة للعدو، وتزعم دولة الاحتلال التركي أنه تم الانتهاء من الكريلا في تركيا وكردستان خلال السنوات الأخيرة، وأنه حتى شخصين لا يمكن أن يجتمعا معاً، وتريد خلق تصور كما لو أنها جعلت الكريلا غير قادرة على التحرك في أي مكان، وبالتالي، تريد قطع العلاقة القائمة بين قوات الكريلا والمجتمع، ولكن هناك شيء تتناسه؛ وهو أن قوات الكريلا تظهر تواجدها في كل شبر من جبال كردستان من خلال توجيه ضربات قوية لجنود جيش الاحتلال التركي، لأن هذا العدو لا يفهم من الكلام، بل من الحرب، حيث أن العمليات تثمر أكثر من الكلام، وها هي احتفالات وعمليات 15 آب لهذا العام المؤشر الأكثر وضوحاً على ذلك، ويُعتبر مستوى التصميم والحزم الذي ظهر في الاحتفالات هو المؤشر الأكثر وضوحاً للروح الفدائية الآبوجية والتعبير عن التزام مقاتلي ومقاتلات حرية كردستان بالنضال.
وهذه هي الروح التي لا يستطيع العدو هزيمتها منذ 40 عاماً ويصبح أكثر شراسة ويشن الهجمات في كل مرة، وهناك مقولة فرنسية تقول "الإيمان يمكنه حتى تحريك الجبال من مكانها"، وقد تمكن مقاتلو ومقاتلات حرية كردستان من النجاح في ذلك على الرغم من كل الصعوبات والمستحيلات، وحققوا المستحيل بإيمانهم وروحهم النضالية، فلا يوجد مثيل على ذلك في العالم، ولن يكون هناك مثيل عليه من الآن فصاعداً، ويجب على الشعب الكردي أن يكون ملتزماً بهذا الإيمان وهذه الروح وهؤلاء الأبطال وأن يسير على هذا الدرب، ويجب أن تمتد حلقة دبكة الثورة التي تُقعد في جبال كردستان إلى كل مكان وتوجه ضربة تاريخية للفاشية، ويجب أن يكون معلوماً، أنه مع تنامي حلقة الثورة هذه، سيتقلص العدو ويتلاشى.