أصدرت لجنة الصحافة في حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK) بياناً بشأن استهداف الدولة التركية للصحفيتين كلستان تارا وهيرو بهاء الدين في السليمانية يوم أمس.
جاء في نصه:
"تنتهك دولة الاحتلال التركي كافة القيّم الاجتماعية لشعبنا في كافة أنحاء كردستان بطريقة وحشية وغير إنسانية وفاشية وديكتاتورية ولا تكترث للقوانين والقيم الإنسانية، وتهاجم دولة الاحتلال هذه كريلا حرية كردستان ومقاتلي حرية روج آفا ووحدات الدفاع الإيزيدية في شنكال، ليلاً ونهاراً براً وجواً دون توقف، ومن خلال مهاجمة البلديات والاستيلاء على إرادة الشعب، مهاجمة الثقافة الكردية والمبادئ والأعراف الديمقراطية في شمال كردستان، تسعى لإخضاع الشعب الكردي لسياستها الشوفينية اللاإنسانية، وإجباره على التخلي عن نضاله ومقاومته من أجل حقوقه.
وفي جنوب كردستان، ومن خلال عائلة بارزاني وحماية ومساعدة شبكة من المخابرات والمرتزقة تحت إشراف الاستخبارات التركية (MIT) ومخابرات الحزب الديمقراطي الكردستاني (باراستن)، بدأوا من جهة، بشن هجوم كبير لاحتلال أراضي جنوب كردستان، ومن ناحية أخرى، بدأوا باغتيال واستهداف الشخصيات السياسية والتحررية والوطنية والأممية والديمقراطية والصحفية والثورية من خلال العملاء والجواسيس والجحوش والطائرات الحربية والمسيّرة، وعلى المستوى الدولي، يحاولون تجديد الاتفاقيات الدولية مع الدول المحتلة لكردستان ضد شعبنا، وفي هذا السياق تتعرض المناطق الجبلية في شارباجار يومياً للقصف من قبل الطائرات الحربية التابعة للدولة التركية الفاشية.
وفي هذه الهجمات الاحتلالية التي تشنها دولة الاحتلال التركي على مكتسبات شعبنا، وبحسب الوثائق، يتضح أن الحزب الديمقراطي الكردستاني أصبح مرشد الجنود الأتراك والمتواطئ والمساعد الرئيسي لهذه الدولة الشوفينية والديكتاتورية، حليفة داعش، ويسهل استهداف ومهاجمة كريلا حرية كردستان ومقاتلي الحرية وأبناء شعبنا في شنكال وجنوب كردستان وحتى الشخصيات التحررية والوطنية، وبنفس الطريقة أصبح أداة في يد هذه الدولة القمعية والجشعة لاحتلال أرض ومياه وهواء وطبيعة كردستان، وحتى أنه لا يكتفي بذلك، ففي الاتفاقيات والتفاهمات الدولية ضد شعبنا، أصبح شريكاً حقيقياً لدولة الاحتلال التركي، ومن ناحية أخرى، فهو خادم وأجير لنظام الاحتلال الإيراني، وهذا أيضاً يدخل في نطاق الخيانة الوطنية ولا مبرر لها.
وتستهدف دولة الاحتلال من خلال هجماتها الوحشية واللاإنسانية، العاملين في الصحافة الحرة، الذين يقفون بفدائية وطواعية ضد المحاولات الاحتلالية والقذرة، وينددون بسياسة الاحتلال والمجازر والإبادة بحق الشعب الكردي، وتسعى من خلال هذه الممارسات إلى التستر وإخفاء هزيمتها في ساحات الحرب.
إن استهداف العاملين في الصحافة الحرة هو عمل غير إنساني وغير أخلاقي ويتنافى مع كافة الأعراف والمبادئ الدولية وحقوق الإنسان، وهو عمل قذر ومخز، ولذلك فإننا في لجنة الصحافة في حزب الحياة الحرة الكردستاني، ندين بشدة الهجمات الاحتلالية لدولة الاحتلال التركي، وبشكل خاص قوة المرتزقة تلك التي تفرح باغتيال وقتل أبناء شعبنا، وتواطأت مع الاستخبارات التركية لتستهدف الصحفيتين كليستان تارا وهيرو بهاء الدين، ونستذكر هاتين الرفيقتين في الصحافة الحرة، ونتقدم بتعازينا لعائلتيهما ونشاركهما أحزانهما، كما نقدم تعازينا لجميع الرفاق العاملين في الصحافة الحرة، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
وفي الوقت نفسه، استشهد مراسل وكالة أنباء هاوار، عصام عبد الله، في مدينة ديرك بتاريخ 20 تشرين الثاني 2022، وتم استهداف العاملين والعاملات في قناة (Jin TV) على الطريق الواصل بين قامشلو وعامودا في 23 آب 2023، واستشهد إثر ذلك نجم الدين فيصل حاجي، كما استشهد العامل في إذاعة جرا (Çira FM)، مراد ميرزا إبراهيم، وأصيبت مديا حسن وخلف خضر، بعد أن استهدفهم الطيران الحربي لدولة الاحتلال التركي بتاريخ 8 آب 2024، وفي داخل تركيا وشمال كردستان، تعتقل الدولة التركية المئات من العاملين في الصحافة والإعلام الحر في سجونها وتهاجم العاملين في الصحافة الحرة يومياً.
وتظهر هذه الهجمات التي تشنها دولة الاحتلال التركي على الصحافة الحرة، مدى خوفها وخوف الحزب الديمقراطي الكردستاني من الصحافة والإعلام الحر، لأنهما يعلمان جيداً أن الإعلاميين والصحفيين الوحيدين الذين يمكنهم الكشف عن سياساتهم القذرة والبشعة وممارساتهم ضد المجتمع، هم الإعلاميون والصحفيون الذين يناضلون من الصميم من أجل حرية الشعب والإنسانية.
وعلى الدولة التركية وقوى المرتزقة والعملاء والمتواطئين معها أن يعلموا أنه لا يمكن لأي ضغط أو تهديد أن يحيد الصحفيين عن درب الحقيقة ويسكتهم؛ لأن هؤلاء الصحفيين والإعلاميين يعلمون جيداً أن حرية الصحافة هي أحد الركائز الأساسية للمجتمع الديمقراطي الحر، وواجب الصحافة الحرة هو تنبيه وتنوير الشعب من الاستيلاء وانتهاك الحقوق والحريات والوقوف ضد الاحتلال، ولهذا السبب تقوم السلطات الشوفينية دائماً باستهداف الصحافة الحرة وتريد أن تجعلها ضعيفة وبلا إرادة، ولكن يجب على كل من دولة الاحتلال التركي وجميع محتلي كردستان وعملاء ومرتزقة هؤلاء المحتلين أن يعلموا جيداً أن بحثنا عن الحقيقة سيستمر بقوة أكبر، ولا يمكن لأي هجوم أو ضغوط أن تمنعنا من العمل والمقاومة والبحث عن الحياة الحرة.
والسبب وراء استهداف واستشهاد الصحفيتين كلستان تارا وهيرو بهاء الدين، هو أنهما كانتا تنقلان الحقيقة لشعبنا والرأي العام العالمي، ولهذا السبب يسمي أبناء شعبنا هاتين الرفيقين، وفي نفس الوقت الرفاق الأوائل للصحافة، بشهداء الصحافة الحرة، لأن كل واحد من هؤلاء الرفاق استشهد أثناء تأديته لواجباته وعمله الصحفي بشكل فدائي، ولهذا نطلب من كافة الإعلاميين، وخاصة أصحاب الضمائر الحية من أبناء شعبنا، تبني درب الشهيدتين كلستان تارا وهيرو بهاء الدين ومواصلة عمل شهداء الصحافة وتعزيز نضال المجتمع ونضال الصحافة الحرة والثورية حتى تتحقق آمال وأحلام الشهداء، لأن هذا هو الطريق الوحيد لضمان انتصار الحرية والديمقراطية".