قبل عدة أيام، بدأ العاملون في مجال الصحة في إيران وشرق كردستان بحملات مقاطعة ومظاهرات في العديد من الأماكن تنديداً بالانتهاكات القانونية والظروف الصعبة والقاسية للعمل.
أدلت لجنة الصحة في حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK) ببيان في هذا الصدد، وقدمت من خلاله دعمها لحملات المقاطعة واحتجاجات العاملين في مجال الصحة.
وجاء في نص البيان:
"لجنة الصحة في حزب الحياة الحرة الكردستاني
نحن ندعم انتفاضة العاملين في مجال الصحة في إيران
في القرن الحادي والعشرين، أصبحت ثقافة الاعتداء والعقلية الذكورية تستهدف قيم المجتمع ومقدساته في كافة مجالات الحياة من خلال مهاجمة النساء، منذ بداية تاريخ البشرية وحتى اليوم، كانت النساء دائماً المالكات الحقيقيات للحياة، ويستهدف نظام الحداثة الرأسمالية المجتمع في شخص النساء ويحاول بناء مجتمعه الخاص بسياسة التصميم، في كل مجتمع، مقياس الأخلاق والضمير تمثله المرأة، وإن ما يبني الحياة ويوجه ويحمي أخلاق المجتمع هو في الأساس وجود المرأة، لذلك، يجب على النساء تنظيم أنفسهن ضد العقلية الذكورية، وينبغي لجميع مجالات الحياة أن تعزز التنظيم الذاتي للنساء في إطار الوحدة والتضامن، والدفاع الذاتي وتطوير الحماية الجوهرية هو الأساس ضد هذا النظام، إن الاعتداء على النساء هو ضد وحدة وتماسك التنظيم الذاتي للنساء؛ لأنهم يخافون من إرادة المرأة المقاومة، ومن الأمثلة البارزة على ذلك مقتل الشابة الكردية "جينا أميني" في إيران بتاريخ 16 أيلول 2022، والتي كانت من ضحايا العقلية الذكورية، وزرع المجتمع منذ البداية، البذور الفكرية للحياة الحرة بفلسفة "المرأة، الحياة، الحرية"، وبهذا ينتعش علم الاجتماع وينتشر في جميع أنحاء العالم، ومما لا شك فيه أن النظام الذي يدعم عقلية التمييز الجنسي، التعصب الديني هو قوة منظمة تعتبر النساء الخطر الأعظم بالنسبة له، لأنه يستهدف المرأة في كافة مجالات الحياة، وفي هذه الأيام القليلة الماضية، ونتيجة لعقلية الاعتداء، قُتلت طبيبة في الهند، وأظهرت العقلية الذكورية في شخص جينا أميني في إيران وتلك الطبيبة في الهند، وجهها القبيح مرة أخرى".
وأضاف البيان: "وكما قال قائد الشعوب، القائد آبو: "القرن الحادي والعشرين سيكون قرن المرأة"، فإن ذلك دليل على هذه الحقيقة، ولا يمكن ضمان لون ووجود المرأة إلا من خلال هوية المرأة نفسها، والمرأة الهندية التي قُتلت كانت طبيبة مجتمعية، إن العمل الذي كانت تقوم به لخدمة المجتمع لم يكن إلا بمثابة استجابة لمعاناة المجتمع وآلامه، وتم استهدافها بوحشية.
إن المجتمع العلمي الحر لا يستطيع أن يحدد مصيره إلا من خلال بناء سياسة صحية؛ لأن العاملين في المجال الصحي مسؤولون أمام المجتمع، ولهذا السبب من الضروري أن يكون لدينا موقف موحد تجاه كافة ديناميكيات وقوى المجتمع خارج نظام الحداثة الرأسمالية.
وفي إطار الحداثة الديمقراطية، تحمي المرأة وكافة المجتمعات الحياة الحرة وفلسفة تحقيق الديمقراطية وحرية المرأة، الهوية الطبية هي هوية عالمية، تريد الحداثة الرأسمالية أن تنشر ثقافة الاعتداء كالسرطان ضمن كل شرائح المجتمع، وتطبق وتنفذ هذا الأمر على أجساد النساء بشكل خاص، بداية، من الضروري أن يقف العاملون في المجال الصحي ضد هذه العقلية وهذا الهجوم غير الأخلاقي من أجل مجتمع سليم، وسيتم ضمان الوعي الاجتماعي جسدياً وعقلياً من خلال نضال العاملين في مجال الصحة، لأن النظام جعل المجتمع في خضم معركة جسدية وروحية كبيرة وضارية في شخص المرأة، والمسؤولية والريادة الأولى تقع على عاتق العاملين في مجال الصحة، ولهذا السبب فإن قَسَم أبقراط يرتكز على حماية صحة وأخلاق المجتمع.
و بصفتنا لجنة الصحة في حزب الحياة الحرة الكردستاني، فإننا ندعو جميع النساء إلى التجمع من خلال فلسفة "المرأة، الحياة، الحرية" وتنظيم أنفسهن من خلال تبني هوية المرأة الحرة وبناء مجتمع بثقافة الإلهة الأم ومجتمع صحي سليم، ولذلك يجب على جميع المنظمات والمؤسسات الصحية أن تظهر موقفها ضد الإبادة الجماعية للمرأة والمجتمع وأن تتبنى كدح وقيم مجتمعها، وفي الوقت نفسه، نعرب عن دعمنا لاحتجاجات العاملين في مجال الصحة في شرق كردستان وإيران ونطالب الكادحين والعاملين في المجال الصحي برفع مستوى مطالبهم وتبني مقاومة زملائهم في سجون النظام الإيراني ودعمهم والقيام بواجبات المجتمع الأساسية ضد قتل النساء وإعدامهن وسجنهن".