مجالس عوائل الشهداء: سياسات دولة الاحتلال التركي القذرة تذكرنا بممارسات تنظيم "داعش" الإرهابي

أكدت مجالس عوائل الشهداء في إقليم الجزيرة ومدينة حلب أن نبش قبور الشهداء في مقاطعة عفرين المحتلة من قبل دولة الاحتلال التركي تتطابق مع الجرائم الشنيعة لمرتزقة داعش.

وأصدرت مجالس عوائل الشهداء في نواحي تربه سبيه وكركي لكي وتل تمر ومدينة قامشلو، بيانات مشتركة إلى الرأي العام، شجبت فيها ممارسات الفاشية التركية في مدينة عفرين المحتلة، إذ وصل بها الحد إلى نبش أضرحة الشهداء.

وتمارس قوات الاحتلال التركي أبشع الجرائم بحق أهالي مقاطعة عفرين منذ احتلالها عام 2018، ولم تسلم من جرائمها مزارات الشهداء وأضرحتهم.

وقبل عدة أيام نشرت وسائل إعلام تركية مقطع فيديو، يظهر فيه عدة أشخاص من مرتزقة الاحتلال التركي وهم ينبشون قبور الشهداء في مدينة عفرين المحتلة، وزعمت تلك المحطات بأنها "مقابر جماعية" ارتكبتها وحدات حماية الشعب.

وبيّنَ البيان المشترك أن الفاشية التركية بزعامة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وأمام أنظار العالم تضرب كل القرارات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وقيمه المادية والمعنوية بعرض الحائط، وتستخدم كافة أساليبها القذرة في وجه تطلعات شعبنا نحو بناء وطن يعيش فيه الجميع بهويتيه وكرامته".

وتابع البيان "لم نجد في التاريخ نموذجاً أقذر من هذا النظام الفاشي الذي بلغ به الأمر التطاول على مزارات الشهداء كما فعلها سابقاً في عدة مزارات في شمال كردستان وفي سري كانيه، واليوم يعيد تلك الأساليب للمرة الثالثة في عفرين، حيث لم يكتفِ بتحويل مزار شهدائها إلى ثكنات عسكرية والتخريب الممنهج لمزارات شهدائنا، حيث وصل به الحد إلى نبش أضرحة الشهداء".

وأضاف "هذه الممارسات تذكرنا بممارسات تنظيم داعش الارهابي في منطقتنا بين عامي 2014و2015 من تخريب وقتل وتهجير وقطع الرؤوس والتمثيل بالجثث، وهذا يثبت أنه لا فرق بين ذهنية داعش والدولة التركية التي كانت تساند داعش بقوة".

وأكد البيان أن تركيا تمارس تلك الأساليب ضد إرادة الشعب منذ مئات السنين وفي العقود الأخيرة بشكل أكبر، والتي تعتبر عقود النهضة للشعب الكردستاني في الأجزاء الأربعة وتحقيقه مكاسب وطنية قيّمة، لا سيما في روج آفا، حيث استطاع جنباً الى جنب مع باقي المكونات بناء نظام اجتماعي سياسي يدار من قبل الشعب وكل ذلك يصب في مصلحة الاستقرار والسلم العالمي.

وناشد البيان "كافة منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني ومحبي الديمقراطية والسلام وأصدقاء الشعوب المظلومة في العالم التدخل لوقف انتهاكات الدولة التركية ومرتزقتها من حثالة الشعب السوري ومخلفات الغوطة والذين وجدوا ضالتهم في الفاشية التركية"، مؤكداً أنهم سيكونون أكثر إصراراً على متابعة النضال خلف راية الشهداء والقائد عبد الله أوجلان "حتى عودة جميع أراضينا المحتلة بدءاً من عفرين وصولاً إلى سري كانيه وكري سبي.

وتابعت مجالس عوائل الشهداء في ختام بيانها: "في شمال وشرق سوريا من الكرد والعرب والسريان وجميع الأحرار والمناضلين من أبناء المجتمع "سنعمل بشتى الطرق وبكل ما أوتينا من قوة على مجابهة آلة الحرب الخاصة القذرة لدولة التركية ومرتزقتها وسنفضح سياساتها القذرة".

حلب

كما أصدر مجلس عوائل الشهداء في حلب، بياناً، جاء في مستهله "إن دول الجوار لم تسلم من سياسة تركيا الإرهابية والتدميرية بالتدخل بشكل مباشر ومستمر في والمنطقة والاحتلال المباشر لجغرافيتها واستهداف جميع مكوناتها وخاصة الكرد".

وأشار البيان إلى أن "الاحتلال التركي يتقصد استبعادهم وإبادتهم جسدياً وثقافياً في محاولة بائسة لاستعادة الامبراطورية العثمانية الحالمة، التي ما تزال تفوح منها رائحة الموت والتخلف والإجرام والاستخفاف بحياة الشعوب وكرامتهم".

أما عن استهداف مقابر الشهداء فقال البيان "انطلاقاً من تلك الذهنية الشوفينية قامت الدولة التركية بارتكاب جرائم حرب ومجازر بحق أهالي عفرين أثناء اجتياح واحتلال عفرين في آذار 2018، وليعلم العالم أن هذه المقابر تعود للشهداء المدنيين الذين لم يتمكن ذووهم أو الإدارة الذاتية من دفنهم في مقابر القرى أو مقبرة الشهداء نتيجة القصف العشوائي على المدينة".

وتابع البيان بالتأكيد على أن "أهالي عفرين يعرفون جيداً أن كثيراً من المدنيين تم دفنهم على عجالة، يوم التهجير القسري من مدينة عفرين، وأن هذه ليست المقبرة الأولى التي يتم جرفها وربما لن تكون الأخيرة، فالاحتلال التركي حاقد على البشر ابتداء من عفرين وسري كانيه وتل أبيض بقصد ضرب المكتسبات التي حققتها مكونات شمال وشرق سوريا".

وانتهى البيان مؤكداً على "أن إرهاب الدولة التركية لا حدود له وعلى الجميع تحمّل المسؤولية الأخلاقية اتجاه هذا الإرهاب الأسود المنظم من قبل الدولة التركية بحق الأموات والأحياء".