لقد قام ضمن حزب العمال الكردستاني الآلاف من الأبطال، وانطلق ضمن الشروط والظروف القاسية والصعبة وخلقوا النصر، وضحوا بأنفسهم بدون أي تردد واستمروا في هذا النضال المقدس، وكان عكيد غرزان واحداً من بين هؤلاء الأبطال.
وُلد عكيد غرزان في العام 1975 بناحية قاخيزمان التابعة لمدينة قارس، ونشأ في كنف عائلة وطنية، واضطرت عائلته للنزوح نحو أنقرة بسبب الضغط والقمع الممارس للعدو على الشعب الكردي، وعلى الرغم من بقاء عكيد غرزان في المدن الكبيرة لتركيا، لكنه لم يتخلى أبداً عن ثقافته، حيث بنى في ذاته وشخصه الثقافة الوطنية والمقاومة لسرحد، ولم يقبل بأي شكل من الأشكال حياة العبودية التي كانت تُفرض عليه، وانخرط في البحث عن حياة مشرفة، وتعرف على حزب العمال الكردستاني، بعد ازدياد ظلم وقمع الدولة التركية على الشعب الكردي في العام 1990، وتصاعد نضال الشعب الكردي.
حارب من غرزان حتى كارى
انضم عكيد غرزان في العام 1993 بمنطقة غرزان إلى صفوف الكريلا، ولهذا السبب جعل من كنيته الحركية غرزان، وبدأ في منطقة غرزان بحياة الكريلا، وطور نفسه في تلك الساحة من الناحية العسكرية وأيضاً من الناحية الإيديولوجية، ونفذ العمليات الناجحة على مدى السنوات الطويلة في غرزان، وبعد غرزان كانت زاغروس بالنسبة له الساحة الأخرى للنضال، حيث وجه في زاغروس ضربات قوية للعدو على مدى 18 عاماً، وسطر الملاحم من خلال تحقيق الانتصارات، ومن ثم أصبحت زاب وقنديل وكارى شاهدة أيضاً على تحقيقه للانتصارات، ولعب درواً مهماً في معركة زاب، وأظهر مع القائد رشيد سردار مقاومة عظيمة، حيث كان في البداية مقاتلاً لدى القيادي رشيد سردار، ومن ثم أصبح قيادياً ماهراً.
النضال المتواصل على مدى 27 عاماً
ولقد أكد على حقيقة التضحية بالنفس من أجل رفاق دربه خلال الممارسة العملية ضمن حزب العمال الكردستاني، وشارك في الحرب بدون تردد في العديد من العمليات من أجل إنقاذ رفاقه الجرحى، وبعد سنوات طويلة وبعيدة في جبال زاغروس انتقل إلى بوطان، وكون أن حلمه الكبير كان الذهاب إلى بوطان، اعتبر هذا الأمر بالنسبة له كـ جائزة، ووصل بحماس كبير إلى بوطان وبدأ بالعمل في هذه الساحة.
وكانت منطقة خاكورك محطته الأخرى بعد بوطان، وخلال وجوده على مدى 27 عاماً ضمن صفوف الكريلا، جالَ خطوة بخطوة في هذه الأرض المقدسة، وخطى كل خطوة من خطواته من خلال عشق الحرية، وأُصيب بجروح في العديد من المرات، لكنه لم يترك ولو للحظة الجبال الحرة، فأينما كان الخظر كان حاضراً فيه.
كان يتخذ دائماً من الوحدة الوطنية أساساً بالنسبة له
لقد كان ولاءه للقائد وللشهداء وللشعب الكردي عظيماً جداً، حيث اتخذ من فلسفة القائد أوجلان وخط الشهداء أساساً في حياته، وأصبح دائماً بالنسبة لرفاق دربه مصدراً للقوة والروح المعنوية، ولم يتنازل أبداً عن الوحدة الوطنية الكردية، وانضم إلى قافلة الشهداء أثناء قيامه بواجبه في آب 2020، خلال هجوم للدولة التركية بالتعاون مع عملاء من الكرد الخونة.