كالكان: استراتيجية النظام العالمي الجديد التي طرحتها أمريكا هي جزء من مشروع طريق الطاقة-تم التحديث

قال عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني دوران كالكان، إن السبب وراء دخول أمريكا الحرب ضد داعش في كوباني وتحالفها مع الشعب الكردي هو في الواقع إنشاء وتأمين منطقة طريق الطاقة، وكانت خططهم ومشاريعهم متمثلة على هذا النحو.

تحدث عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني دوران كالكان، لوكالتنا وكالة فرات للأنباء بخصوص التطورات السياسية والخطط والمشاريع المتمثلة بتهيئة الأرضية المناسبة لإفساح المجال أمام طريق الطاقة الذي يجري العمل عليه منذ عقود في خضم المتغيرات والصراعات القائمة في المنطقة والعالم ولا سيما في الشرق الأوسط.

فيما يلي الجزء الثاني من المقابلة التي أجرتها وكالة فرات للأنباء ANF مع عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني دوران كالكان:

هل يمكننا القول إن "استراتيجية النظام العالمي الجديد" التي طرحتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة تفكك الاتحاد السوفييتي كانت استراتيجية لإعداد طريق طاقة من هذا القبيل؟

نعم، لقد أفسحوا المجال أمام العراق لاحتلال الكويت ثم أظهروا ذلك على أنه بمثابة مبرر، وأرسلوا الجنود إلى الخليج، وحاولوا فرض سيطرتهم على الخليج العربي من البر والجو على حد سواء، ولم يكتفوا بذلك، بل شنوا هجمات الاحتلال على أفغانستان والعراق بذريعة الهجوم على برجي التجارة العالمي في 11 أيلول 2001، وأرادوا عبر المملكة العربية السعودية توسيع ساحاتهم في الخليج امتداداً إلى العراق وأفغانستان، وبذلك حاولوا فرض سيطرتهم العسكرية على الخليج وجواره، ومن المفترض أن هذا هو جزء من تأمين مشروع الطريق المقترح، ومن أجل القيام بذلك، اختلقوا لأنفسهم ذريعة، وكان غزو صدام للكويت ذريعة لذلك، لكنهم لم يهزموا صدام حسين في حرب الخليج التي أقدموا على شنّها ضد العراق، وأبقوا على صدام حسين في بغداد لأكثر من عشر سنوات، وعاشوا معاً، ونظراً لأنهم لم يكونوا مستعدين، لم تكن لديهم القوة، وكانوا خائفين، والأهم من ذلك كله أنهم كانوا خائفين من التطورات في كردستان، وفي مثل هذا الوضع، وخشيةً من أن النضال التحرري الذي تطور في شمال كردستان سيتنقل إلى جنوب كردستان ويؤثر على العراق من هناك، ورغم أنهم لم يكن لديهم بديل عن الاتحاد السوفييتي، الذي كانوا يخشونه وما زالوا يواجهون الخطر، فإنهم سيواجهون وضعاً أكثر خطورة من خلال كردستان، وبناءً على ذلك، أبقوا صدام حسين على قيد الحياة.

وأنشأوا في عام 1991 إدارة هولير بجنوب كردستان بالتزامن مع عملية "قوة المطرقة" التي كان هدفها تطويق بغداد من الشمال، ولكن بشكل أساسي للحيلولة دون دخول حزب العمال الكردستاني إلى جنوب كردستان، وكان ذلك لمنع توحيد شمال كردستان وجنوبها على خط الحرية، وفي عام 1991، أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية إدارة هولير من خلال عملية "قوة المطرقة"، وأراد القائد أوجلان إنشاء كردستان حرة مع ساحتي بوطان-بهدينان المحررة والقيام بخطوة تتصور إرساء الديمقراطية في تركيا والعراق، حيث كان هناك مشروعان متعارضان، وجرى تطبيق المشروع الأمريكي، ولم يتم تنفيذ المشروع الذي تصوره القائد أوجلان عملياً على أرض الواقع، وقد تصادما مع بعضهما البعض في ذلك الوقت، وقد حالت إدارة هولير وعملية قوة المطرقة دون دخول حزب العمال الكردستاني إلى جنوب كردستان، فشكّلوا إدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني-حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، ومن المفترض أنهم منحو الكرد الاعتراف، وهكذا، قطعوا الطريق عليه، والتالي خلقوا قوة بديلة في مواجهة حزب العمال الكردستاني، وإلا لما كان هناك لا الحزب الديمقراطي الكردستاني ولا الاتحاد الوطني الكردستاني.

وكانوا في عام 1988، قد تفرقوا جميعاً وغادروا، حيث كان البعض منهم في شرق كردستان، وبعضهم في شمال كردستان، وبعضهم أيضاً في أوروبا، ولم يكن هناك أحد في جنوب كردستان، وكانت هذه أيضاً في الوقت نفسه بداية المؤامرة، فقد كانت تحضيراً لتطويق حزب

 العمال الكردستاني، وقبل احتلال أفغانستان والعراق، كان عليهم الإطاحة بإدارة صدام حسين بالكامل لإحكام السيطرة على الخليج بشكل أكثر، ولتحقيق ذلك، أرادوا تقييد حزب العمال الكردستاني والقائد أوجلان، وإذا ما أمعنا النظر، فقد انتابهم الخوف بشكل متزايد إلى هذا الحد، حيث كانوا يقولون إنهم قد يصبحون قوة بديلة وسنكون ضعفاء في مواجهتهم، وتصرفوا بخوف شديد، ولم يكن لديهم تجربة من هذا القبيل في الحرب العالمية الأولى، ولم يكن لديهم أي خوف، وفي الواقع، ولدت ثورة تشرين الأول جزئياً بسبب تلك الفجوة، فقد استولى البلاشفة على السلطة في روسيا بقوة ضعيفة، لأن الفرص كانت ملائمة لذلك الأمر، ولم يكن هناك بديل لهم في مواجهتهم، ومن هذا المنطلق، لم يكن النظام خائفاً منه، لذا فقد كان يخلق فجوة، وبدورهم، استفاد البلاشفة أيضاً من تلك الفجوة، ولكن بعد فترة التسعينيات لم يرغب النظام في حدوث أي ثغرة من هذا القبيل، وقام بتقييد أي شخص يمكن أن يكون بديلاً، وأدرج المؤامرة الدولية على جدول الأعمال قبل مهاجمة بغداد لتقييد بديل حزب العمال الكردستاني، وأراد القضاء على القائد أوجلان، وتقييد حزب العمال الكردستاني ومهاجمة بغداد، ولم يتمكنوا من القضاء عليه، ولكنهم وضعه تحت نظام التعذيب والإبادة في إمرالي، ومن ثم شنوا الهجوم على بغداد.    

وبهذه الطريقة، أخضعوا الخليج ومحيطه لسيطرتهم خلال العشرين سنة الأولى، وبعد عام 2010، أرادوا بشكل متزايد السيطرة على شرق البحر الأبيض المتوسط من أجل استغلال الانتفاضات الشعبية المسماة "الربيع العربي"، وهي المعارضة الاجتماعية المناهضة لديكتاتوريات الدول القومية العربية بما يتماشى مع مصالحهم الخاصة، وبالإضافة إلى ذلك، توجهوا نحو الجماعات الإسلامية المتطرفة والدولتية، وتجاوزوا إدارة حسني مبارك ووضعوا مصر وجنوب أفريقيا تحت سيطرتهم إلى حد ما من خلال سيطرة جماعة الإخوان المسلمين، ولقد أرادوا مع داعش تقسيم وإضعاف العراق وسوريا وأظهروا أنفسهم في هذه الأماكن، وكل هذه كانت في الواقع السيطرة على شرق البحر الأبيض المتوسط، وبينما كانت الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال في خضم البحث عن هذا الطريق ولم توضحه بعد، إلا أنها كانت لديها خطة لإيصال هذا الطريق إلى حدود العراق ومن شمال سوريا إلى البحر الأبيض المتوسط، وكان السبب وراء دخولها الحرب ضد داعش في كوباني وتحالفها مع الشعب الكردي هو في الواقع إنشاء وتأمين منطقة طريق الطاقة، وكانت خططهم ومشاريعهم متمثلة على هذا النحو، إلا أن تركيا كانت عائقاً أمام ذلك، وشنت الهجوم على جرابلس واحتلت إدلب ومارست الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية، ولم تتمكن من التطور وإحداث تأثير بسرعة عسكرياً في نضال روج آفا، وفي مثل هذه الحالة، أحبطت تركيا خطة الولايات المتحدة الأمريكية هذه، وبناءً على ذلك، وضعوا تصورهم للبحر كطريق أكثر أماناً، وبالمحصلة، أعلنوا عن مشروع الطريق هذا في قمة مجموعة العشرين في الهند عام 2022.

وأبرموا اتفاقاً مع الأوساط ذات الصلة، وأمّنوا جانب الخليج بالكامل، كما تم التوصل إلى الاتفاق بين إسرائيل والعرب، وتم إبرام اتفاقيات مع مصر وألمانيا وبلدان أخرى، كما تم إبرام اتفاقيات بين مصر وإيران والسعودية وإيران، وقد ضمنوا أمن الخليج جزئياً على أساس تلك الاتفاقيات، وأرادوا إزالة العقبات المتبقية من خلال التطهير، كما قاموا بإعداد اليونان وقبرص الجنوبية، وعلى مدى سنوات، تقوم الولايات المتحدة وألمانيا بإعداد اليونان خصيصاً لمثل هذا المشروع، فقد عملوا على تقديم المساعدة لها من الناحية العسكرية وتهيئة موانئها. 

لماذا تريد تركيا تخريب مشروع الطريق المعلن عنه؟ وما الذي تهدف إلى تحقيقه من خلال ذلك؟

لقد شعرت تركيا بعد الإعلان عن مشروع الطريق هذا، أنه يجري استبعادها وإقصاءها، واعترضت على ذلك، وأرادت تركيا في البداية تطوير بديل من خلال الحرب الأذربيجانية الأرمينية، وأرادت ربط أذربيجان بتركيا عن طريق البر وإنشاء طريق سريع مباشر من آسيا الوسطى، وفي مقابل ذلك، مارست إيران وإسرائيل ضغوطاً على أذربيجان في ممر زنغزور، وبالتالي أحبطتا خطط تركيا هناك.

وتريد تركيا الآن القيام بذلك مع العراق، وتحاول تحت مسمى "مشروع طريق التنمية"، إنشاء طريق بديل يمتد من الخليج نحو تركيا وصولاً إلى أوروبا، ولا يصدرون في مواجهة ذلك صوتهم، لكنهم يقومون بتنفيذ مشاريعهم الخاصة، ولقد أرادت تركيا تنظيم طريق التنمية مع العراق وجعلها بديلاً، وإحباط مشروع الطريق الذي أُعلن عنه في الهند، وذلك من خلال حركة حماس، وكان هجوم حماس على إسرائيل مرتبطاً بهذا الأمر، وقد كانت تركيا بالتأكيد تقف وراء الكواليس أيضاً؛ ولقد فعلوا ذلك على بيد طيب أردوغان نفسه، ومن المفترض أنهم كانوا سيجعلون إسرائيل منطقة غير آمنة، في الواقع، كانت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل هما من أرادتا ذلك، فقد كانوا يريدون إيجاد ذريعة وخلق حالة حرب من شأنها أن تزيل العقبات التي تعترض طريقهما، يعني حركة حماس وحزب الله، وهذا ما فعتله حركة حماس؛ وتركيا هي التي دفعت حماس إلى ذلك، ويقولون إن إيران هي من دفعت حماس للقيام بأمر من هذا القبيل، ولكن لا علاقة لإيران بهذا الأمر، فيما يقول البعض إن "إيران كانت قد توافقت معهم منذ البداية"، أنا لا أعتقد ذلك، فإيران على الرغم من ذلك منخرطة في خضم اتفاق في الخليج العربي، ولهذا السبب، فهي ليست في خضم حرب كهذه، الأمر الذي من شأنه أن يحبط هذا الطريق، وهذا ما تدعيه العديد من الأوساط اليسارية؛ خاصةً الدولة التركية، وحكومة حزب العدالة والتنمية تفعلان ذلك، والجميع يسير على خطاهم، إلى درجة أن طيب أردوغان أصبح الآن زعيم الجبهة المعادية للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وكان يتحدث في الأيام الأخيرة قائلاً: ”نحن القادة والجميع سيتبعنا“، ولكن كل هذه الأمور مجرد افتراءات وأكاذيب، حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تستخدمان طيب أردوغان كعميل، ففي البداية، وجهوا طيب أردوغان من أجل سحق حماس، وسحقت إسرائيل حركة حماس، ثم استفزوا حزب الله قائلين إن حزب الله يقاتل في لبنان هكذا، وأن إيران ستقاتل هكذا، وبالنتيجة، افتعلوا الحرب اللبنانية، فتركيا ناجحة في افتعال الحروب، لماذا تفعل تركيا كل هذه الأمور؟ إنها تريد تعطيل مشروع الطريق من هذه البقعة، وتريد إبقاء الحرب مستمرة هنا وأن تحول دون قدوم دور الحرب إلى تركيا، ولأن طريق الطاقة سيمر عبر شرق البحر الأبيض المتوسط، فإن كل هذه الحروب هي لخلق الأمن في شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث يقع جزء كبير من شرق البحر الأبيض المتوسط على حدود تركيا.     

وسيكون أكبر ميناء في شرق البحر الأبيض المتوسط هو جنوب قبرص، وعندما يصل ذلك إلى جنوب قبرص، سيضمون شمال قبرص إلى جنوب قبرص؛ ولن يبقى أحد في شمال قبرص، وإذا ما أصبحت تركيا عقبة هناك، فيمكنهم أيضاً ضرب تركيا، لأن تركيا أصبح خارج طريق الطاقة، فقد أصبح تركيا عقبة أمام مرورها عبر شمال سوريا حتى لا يستفيد منها الكرد، وبهذه الطريقة باتت هي نفسها أيضاً خارج الطريق، فحتى الآن، كانت جميع طرق الطاقة تمر عبر تركيا، فقد كانوا يقولون: "نحن بمثابة الجسر الذي يربط بين آسيا وأوروبا، وموقعنا الاستراتيجي مهم للغاية، وكل شيء يمر من خلال تركيا"، في الواقع، كانت تمر عبر تركيا من الشرق إلى الغرب، ومن الجنوب إلى الشمال، وكانت تمرّ عبر تركيا؛ وكانت جميعها تمرّ عبر مضيق البوسفور، والآن تم استبعاد مضيق البوسفور، وتم استبعاد تركيا بأكملها، وبالتالي، تتلاشى أهمية تركيا الاستراتيجية، أولاً، كانت مهمة في مواجهة الاتحاد السوفيتي، وقد اتفقوا في لوزان، وتم القضاء عليها، ثانياً، كانت طريقاً للتجارة وكانت مهمة، وبالتالي تم إلغاء ذلك الأمر عبر هذا المشروع أيضاً، فالدولة التركية لم يعد لها أهمية خاصة بالنسبة لنظام الحداثة الرأسمالية.

ومن ناحية أخرى، فإن مركز الحرب هو تركيا، فقد بدأت الحرب العالمية الأولى على الإمبراطورية العثمانية، وتركيا هي استمرارية للإمبراطورية العثمانية، وفي الواقع، حدث انقسام وتقاسم التحالف البريطاني-الفرنسي-الروسي في الشرق الأوسط والعثمانيين على جانبي فرنسا وإنجلترا؛ فيما لم يحدث في الطرف الروسي، فقد تأسست الدولة التركية في المناطق التي أُعطيت لروسيا.

وهناك وضع قائم من هذا القبيل: إن دولة الجمهورية التركية غير مناسبة مع خطة الهيمنة العالمية للحداثة الرأسمالية؛ بل على العكس من ذلك، فإن الدولة الأكثر معارضة لها هي الدولة التركية، لأنه وفقاً لتلك الخطة، لم تكن هناك دولة من هذا القبيل، وفي النهاية، حتى بعد انسحاب روسيا، أبرموا معاهدة سيفر، ولم يمنحوا الأتراك حتى مكاناً صغيراً لا المضائق ولا بحر إيجة ولا كردستان، ففي الواقع، قبل ذلك، ربما لم تكن تركيا موجودة على الإطلاق في تقسيمات روسيا-بريطانيا-فرنسا، وكان تحولها إلى دولة كهذه أمراً ظرفياً بحتاً؛ فهي لم تكن متماشية مع خطة الهيمنة العالمية للحداثة الرأسمالية، وقد أدى وجود ثورة تشرين الأول والاتحاد السوفييتي إلى حدوث هذا الأمر، أما الآن، وفي غيابها، فإن الحداثة الرأسمالية تعيد هيكلة نفسها من جديد باعتبارها نظاماً عالمياً للهيمنة، آخذة في الاعتبار التطورات الحالية، وأيضاً إزالة تلك الجوانب التي تتعارض معها.

إن تركيا هي الدولة الأكثر تورطاً في الصراعات، وفي هذا الصدد، فإن تركيا هي في الواقع مركز الحرب؛ وستنتهي الحرب في تركيا، وستحدث المعركة الكبرى في تركيا، وسيكون هذا هو الحال عليه بالنسبة لإعادة بناء النظام من جديد في الشرق الأوسط وكذلك بحكم طريق الطاقة الذي يجري إنشاؤه حالياً، وقد فهم المسؤولون الأتراك ذلك، ولو متأخراً بعض الشيء، ورأوا طريق الطاقة متأخراً، وأدركوه عندما أُعلن عنه، وسرعان ما أدرج طيب أردوغان حرب كاراباغ على جدول الأعمال لإحباط هذا الطريق، وفي الآونة الأخيرة، أدركوا قليلاً، لذا، فهم يفعلون كل شيء لتحويل الحرب إلى حرب بين إيران وإسرائيل-الولايات المتحدة الأمريكية لإبقاء أنفسهم خارج نطاق الحرب، حيث تقول تركيا إنه يجب أن تكون هناك حرب بين إيران والولايات المتحدة، وبهذه الطريقة لا ينبغي أن تصل الحرب إلى تركيا ويجب الحفاظ على موقع تركيا، فكما تم تأسيس تركيا تحت مظلة بريطانيا-وفرنسا-الاتحاد السوفييتي، يقولون الآن إنه يجب أن تندلع الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران و ألا يمسوا تركيا أو أن يكون النظام الرأسمالي العالمي محتاجاً لتركيا، إنهم يريدون حماية تركيا الحالية، لكن الأمر لن يكون على هذا النحو، فقد قامت تركيا بكل أنواع الاستفزازات من أجل ذلك، ولا بد من رؤية هذه الحقيقة. 

ما هو هدف نظام الحداثة الرأسمالية من الحرب في غزة ولبنان؟ ماذا تريد إيران أن تفعل؟ وما هي مراحل هذه الحرب؟ أين تركيا من هذه الحرب وكيف ستؤثر على تركيا ؟

لقد تصرفت الإدارة الإيرانية بحكمة في حرب غزة ولم ينضم إلى الحرب، لكن حزب الله مختلف ويمكن النظر إلى حزب الله على أنه قوة لديها مكانتها وتم تنظيمها من قبل إيران وكانت العلاقات بين حماس،إيران وحزب الله ،إيران مختلفة وكنا نقول إن إيران لن تعطي الفرصة لحرب كهذه في لبنان ولن تكون إلى جانب الحرب؛ فأنها تحاول عدم التعامل مع الوضع الحالي؛ وأقوالهم تدل على ذلك ولا تزال إيران تقول: "لن نخوض حرباً مع إسرائيل" لكنها كانت تستطيع حماية حزب الله، فلماذا لم تستطيع حمايته؟ على سبيل المثال يمكنها الانسحاب؛ فلم يقاتلوا في خليج البصرة، لماذا أدخلوا حزب الله الحرب في لبنان، هل أرادوا أن تكون هكذا؟ ويقول البعض: «إيران اتفقت وباعت قيادة حزب الله» هل هذه هي الحقيقة أم أن ليست لديها القوة الكافية؟ وبسبب الاستفزازات، كانت هناك الكثير من محاولات التحريض وبالأخص لدى دولة الاحتلال التركية لذا لم تستطيع وقف هذا التحريض فدخلت في الحرب؟ لا نعرف بالضبط إلا أن هذا كان واضحا؛ بعد غزة سيكون دور لبنان ثم سوريا ثم قبرص وتركيا و هذه هي الطريقة التي كانت ستسير وفقاً لها .

تعمل الصحافة الحرة على نشر تقييمات القائد آبو حول إسرائيل وعلى هذا الأساس تتم مناقشة إنشاء دولة إسرائيل، نعم إنهم يحاولون بناء مجتمع يهودي ويجمعونهم ويحضرونهم من جميع أنحاء العالم؛ في الواقع دولة إسرائيل هي مركز رأس المال العالمي في الشرق الأوسط.

 والرأس المال اليهودي له تأثيره أيضًا إنهم يريدون أن يكون له تأثير على هذا الأساس، ففي الحالتين يقومون على ضمان أمن إسرائيل وجعله مركزاً لطريق الطاقة وبهذه الطريقة سيبنون الشرق الأوسط بالتحالف العربي الإسرائيلي.

 ومن الواضح أن الإيرانيين هم أيضاً جزء من هذا التحالف وقد وافقوا، الاتفاق الإيراني السعودي، والإيراني المصري، جعل ذلك ممكنا ومن الواضح أنهم لم يتفقوا مع الولايات المتحدة، لكن اتفاق إيران مع السعودية ومصر كان اتفاقاً مع هذا النظام

وحتى لو كانت تركيا جزءًا من الناتو فهي في صراع مع هذا النظام و حرب إسرائيل هي حرب النظام وخلفها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي"الناتو" قررت الولايات المتحدة جلب قوات عسكرية وبحرية جديدة، لقد زادت من قوتها العسكرية في كل خطوة وعندما غزا العراق الكويت وبدأت أزمة الخليج نشرت الولايات المتحدة 150 ألف جندي في المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة في الشرق الأوسط في غضون ثلاثة أشهر والآن بدأت حرب غزة، فجلبت قواتها البحرية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وهذه المرة تسيطر على الشرق الأوسط من جهة البحر وكما سيطرت على بعض المناطق الأساسية من جهة البر؛ الآن تسيطر من جهة البحر وإسرائيل تقاتل باسمهم .

ثانياً؛ القيادة العسكرية الإسرائيلية تشبه إلى حد ما داعش في تحركاتها، حيث تستخدم اسلوب الضربات القوية التي تصعق بها أعدائها، لقد فعل الشيء نفسه في غزة لكنه فعل ذلك أكثر ضد حزب الله وفي هذا السياق قام بتفجير أجهزة الاتصال ودمر مركز اتخاذ القرار لديهم بمعلومات استخباراتية من الجو

يريد أن يصدم خصومه ويصدم الجميع، فهو يريد أن يخلق جواً ليظهر فيها للعالم حقيقة أنه "لا أحد يستطيع أن يحارب إسرائيل ولا أحد يستطيع أن يوقف إسرائيل" وبهذا يريد أن يفرض سيادته .

يستخدم مهاراته الفنية -التكنيكية والاستخباراتية وهذا هو أسلوب الحرب الجديدة والآن بدأ بالعملية البرية وقد يفرض نزع سلاح حزب الله؛ أما إذا لم يحدث فإنه سيتم فرض منطقة عازلة على الحدود الإسرائيلية من الجانب اللبناني والمطالبة بنزع سلاح في هذه المنطقة.

 وفي أوائل الثمانينيات كانت هناك قوة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة وكانت مكونة من قوات العديد من الدول، لقد أنشأوا منطقة عازلة بين الفلسطينيين وإسرائيل وفي وقت لاحق، مع هجوم عام 1982، عندما انسحب المقاتلون الفلسطينيون من لبنان انهوا مهمة تلك القوة وقد ملئ حزب الله هذه الفجوة وقد ملئ حزب الله الفراغ الناجم عن انسحاب قوات حفظ السلام وأيضاً الفراغ الناجم عن انسحاب المسلحين الفلسطينيين و الآن سوف يدفعونهم جميعًا إلى الوراء.

سيفعلون هذا: أولاً، لن يكون هناك أيَّ تهديدٍ عسكري لإسرائيل من لبنان، ثانياً؛ لن يشكل لبنان تهديداً للتجارة في شرق البحر الأبيض المتوسط بل على العكس سيكون منسجما معها وستنضم إليها و ربما يمكنهم إنشائها في فترة قصيرة والنتيجة التي حققوها ضد حزب الله تظهر أنهم سيفعلون ذلك، لقد تلقى حزب الله ضربة قوية ،كيف تلقت، لماذا لم يكن مستعداً؟ لا يدرك المرء أسباب ذلك جيداً، ولكننا نعرف ذلك: فالحوار والاعلام مهمٌ جداً في العلاقات التنظيمية وهذا يرتبط بمستوى عالٍ مع التقنية، فكان يتم السيطرة على تلك المنطقة بشكل دائم عن طريق العمليات الاستكشافية وبعد قطع اتصالهم بالتكنولوجيا بتفجير الأجهزة، لم يتمكن حزب الله من السيطرة على نفسه ودخلت الاستخبارات حيز التنفيذ في ذلك الوقت بشكل أكبر وبسبب هذا الانقسام في الاتصالات والهجوم الفني التقني، استهدفوا القيادة بأكملها بعدة خطوات وكان حزب الله يقوي ظهره بإيران ويشتد بها الحقيقة أنه كان يؤيد حماس ويدعمها ولكن لم تكن هناك حرب ضد إسرائيل في تصريحات حسن نصر الله ؛كان يصرح وفق السياسة الإيرانية ومع مرور الوقت زادت الاستفزازات ودخلوا في حالة حرب ولم يتوقعوا مثل هذا الهجوم ،كانت الدبلوماسية جارية وكانت فرنسا ودول مماثلة تشارك في الجهود الدبلوماسية؛ على ما يبدو كانت هناك فجوة واستغلت إسرائيل تلك الفجوة وضرب حزب الله وهو لا يستطيع أن يقاوم بقدر حماس وفي وقت ما هُزمت القيادة بالكامل وفي الواقع كان حزب الله يسيطر على منطقة مثل حماس كان جنوب لبنان بأكمله في أيدي حزب الله وكان له قاعدته الاجتماعية الخاصة بصرف النظر عن الطائفة الشيعية وقد أظهر تفوقه في تنظيم الانفاق تحت الأرض .

والآن ما زالوا يقولون إنهم سيقاومون العملية البرية ولكننا لا نعرف إلى أي حد سيكون قادراً على المقاومة، قد تكون هناك مقاومة إلى حد ما لكن بعد هزيمة القيادة سيكون من الصعب القيام بالمقاومة ولو لم تضرب القيادة لكانوا قادرين على المقاومة أكثر من غزة، لأن لديهم مناطق يسطرون عليها  وإذا كانوا قد هيأوا الأرض بشكل جيد وهو ما ظهر لعمل حزب الله كنموذج يحتذى به، فقد شاركوا في الحرب السورية؛ وكانت هناك تجربة لهم .

لو هاجم إسرائيل لبنان مثلما هاجم غزة، لكان الأمرُ صعباً عليه  ولو هاجم في البداية بأسلوب الاحتلال لكان قد هُزم هناك وسيظل حزب الله يقاوم بقوة، في الواقع التكتيكات الإسرائيلية كانت فعالة للغاية قاموا بقطع الاتصال أولاً ثم استهدفوا القيادة و حتى لو كانت القوة المقاتلة لديها في الانفاق تحت الأرض فلن يتمكنوا بعد تلقيهم هاتين الضربتين من إدارة أنفسهم ولن يتمكنوا من التواصل ولن يتمكنوا من القيادة ، وبالتالي لن يكون الحزب قادراً على المقاومة ومع ذلك لا يستطيع المرء أن يقول أي شيء ملموس، لكن الحرب في لبنان قد لا تدوم طويلاً مثل الحرب في غزة و بهذه الطريقة يمكن للمرء أن يُقيِّم.

لا نستطيع أن نقول أي شيء عن الخط الذي ستتخذها سوريا وهنالك حقيقة هي أن روسيا موجودة في سوريا بشكل أساسي وستكون نهاية الحرب الروسية الأوكرانية في سوريا أو أنَّ أوكرانيا ستكون مختلفة، سوريا ستكون مختلفة أيضاً، العالم لا يعرف بذلك وهذا أحد صراعات النظام العالمي الداخلية وهي حرب المصالح، كما ترون فإن روسيا ستقاتل في أوكرانيا لكنها ستوافق في سوريا على عدم الخروج عن النظام العالمي، تم تنفيذ العمليات الأمريكية الروسية في سوريا في إطار التحالف وكان هذا هو الحال حتى حرب "الطرق". بعد الحرب في أوكرانيا تدهور هذا الوضع قليلاً لكن ذلك الخط لم يتضرر بالكامل.

 إن وضع إدارة الأسد والوضع في سوريا ووجود روسيا في البحر الأبيض المتوسط بشكل أساسي، سيكون الأمر واضحًا هناك؛ سيكون الأمر صعبًا إذا قاتلوا مع روسيا فتركيا هي إحدى القوى التي ستستفز روسيا للقتال ضد الولايات المتحدة وإذا حدث ذلك فإن تركيا ستعمل على حماية أمنها وإذا حدث حرب بين الولايات المتحدة وروسيا فكما اعتمدت الدولة التركية على الحرب الأميركية السوفييتية وأسست دولتها، فهي الآن تريد النجاة من الحرب الأميركية الروسية و يمكن أن يبقى على هذا النحو.

لكن لا نعرف على وجه اليقين الآن إذا اتفقوا مع روسيا حتى لا تكون سوريا عائقاً أمام التجارة في شرق البحر الأبيض المتوسط فسيكون الدور على تركيا وسينفذون عملية على تركيا وقبرص و سيتم ربط تركيا من خلال الطاقة وسيطلبون منها الاستسلام التام والتحول إلى دولةٍ تابعة لهم.

 لن يسمحوا بأن يسير الوضع بهذا الشكل إذا لم تفعل تركيا ذلك فسوف يقومون بتقسيمها، هناك خطة لمعاهدة سيفر.. وقبل ذلك كانت هناك معاهدة بريست ليتوفسك عام 1918 وسوف يقومون بتقسيم تركيا على أساس هاتين المعاهدتين، لقد كتب القائد آبو هذا قبل 15 عامًا وحذر منه عدة مرات و قال: «إن الأشياء التي تؤمنون بها سوف تمزقكم قطعاً قطع» لكنهم لم يستمعوا، لقد وضعت فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية تركيا في مثل هذه الكارثة .

وقال القائد آبو: "تركيا الحالية ليست جزءاً من هذا النظام، تركيا ليست جزءاً من الهيمنة الرأسمالية العالمية لذلك لا يمكن لتركيا أن تستمر في الوجود ضمن هذا النظام إلا بنظام بديل وهذا حتى لو أصبحت كردستان حرة وأصبحت تركيا ديمقراطية"، وإذا أخذ الديمقراطيون القيادة في إنشاء كونفدرالية ديمقراطية في الشرق الأوسط عندها تستطيع تركيا الحفاظ على وجودها".

 كان هذا مشروع القائد آبو وكانت تحذيراته مبنية على هذا وبدلاً من الاستماع إلى ذلك حاولوا تصفية حزب العمال الكردستاني والقضاء على القائد آبو من خلال ممارسة سياسة نظام الإبادة والتعذيب وأن لا يكون للقائد أي دور أوتأثير، لقد أرادوا قمع الشعب الكردي من خلال ممارسة نظام الإبادة والتعذيب والهجوم على حزب العمال الكردستاني وهذا يعني أن حزب العدالة والتنمية-رجب طيب أردوغان-وحزب الحركة القومية -دولت بهجلي قد راهنا ولعبا لعبة القمار واعتمدوا جزئيًا على روسيا واستفزوا في بعض المناطق ونفذوا الهجمات الاحتلالية واعتقدوا أنه بهذه الطريقة سيكونون قادرين على البقاء على قدميهم.

 ولكن على العكس، لقد أعطوا الإذن لهم بشن الهجمات الاحتلالية على روج آفا وجنوب كردستان، لقد فعلوا ذلك حتى يتمكنوا من تنفيذ عملية أكبر في تركيا ولذلك فإن الوضع في سوريا يعتمد على موقف روسيا و إذا اندلعت الحرب هناك فإن مركز الحرب سيكون تركيا؛ سوف تشتد حدة الصراع والحرب في تركيا ويجب أن نرى ذلك بكل تأكيد وإن وجود الدولة التركية الحالية سوف ينتهي .

 

ويبدو أن النظام متخوف من المحاولات المبذولة في تركيا بسبب وجود حزب العمال الكردستاني وهل بسبب هذا الخوف سمح لدولة الاحتلال التركي بتنفيذ الهجمات الاحتلالية خارج حدودها ؟

عندما احتلت الدولة التركية إدلب وتمركز جيشها في جرابلس وحاولت احتلال جنوب كردستان عسكرياً ومناطق الدفاع المشروع افرغت بذلك لوزان من محتواها لإنه وفقاً لمعاهدة لوزان لم تكن تسمح تركيا لتدخل هذه الحدود وبمحاولة الاحتلال أزالت تلك الحدود.

 لهذا السبب انتهكت تركيا معاهدة لوزان والآن يتم إعادة رسم بناء الخريطة على خط الطاقة، إذا تم حل المشاكل في لبنان وسوريا فإن المشكلة العربية الإسرائيلية ستحل أيضا وستكون هذه الخطوة الأولى نحو المصالحة الإسرائيلية العربية وسيتم بناء الشرق الأوسط الجديد على هذا الأساس وعلى الأغلب سيتعين على إيران أن توافق على ذلك لأن إيران لا يتمكن  من تقسيمها في الحرب العالمية الأولى؛ وفي اندماج الهيمنة العالمية للنظام الرأسمالي كان هناك اندماج لإيران .

لقد تم تقسيم الإمبراطورية العثمانية ولم تكن تركيا موجودة بعد ولذلك من المحتمل جدًا أن يمارسوا ضغوطًا على النظام الإيراني وبهذه الطريقة سيبقونها في النظام ومع ذلك فإنهم سيعيدون تصميم تركيا؛ أنَّ المرحلة ستسير وفقاً لذلك.

وقد تتأخر هذه المرحلة ويعود الدور الرئيسي للتأخير إلى وجود حزب العمال الكردستاني ونظرًا لوجود حزب العمال الكردستاني، فإنهم ما زالوا لا يحاولون بذل الجهود والمحاولات الرامية ضد تركيا ولهذا السبب دعموا دولة الاحتلال التركية في تنفيذ الهجمات الاحتلالية.

وقد قاموا بانضمام الحزب الديمقراطي الكردستاني أيضًا  والآن يتم محاولة ضم العراق أيضًا، كل هذا يقوم به النظام الرأسمالي العالمي إنهم يفعلون ذلك لإضعاف حزب العمال الكردستاني .

مددت لجنة وزراء مجلس أوروبا عاماً أخر لأجل إضعاف حزب العمال الكردستاني، عندما يكون حزب العمال الكردستاني قوياً، فإنهم يخشون التدخل في تركيا وكان هناك مثال على ذلك في روسيا، كانت هناك فجوة في النظام تولت مجموعة من البلاشفة القيادة والآن يخشون من تكرار ذلك أي أنه إذا اندلعت حرب في تركيا فسيصبح حزب العمال الكردستاني قويًا جدًا وسيتولى السيطرة على تركيا، إنهم يحاولون إضعاف حزب العمال الكردستاني ودفعه إلى التسوية في روج آفا وإذا نجحوا هنا فسوف ينشرون الحرب في تركيا سينفذون العملية في تركيا وبعد ذلك ماذا سيحدث لتركيا وماذا سيكون مصير الكرد، ليس واضحا .

وكان البديل هو "تركيا الديمقراطية، الشرق الأوسط الديمقراطي" الذي يعتمد على حرية الكرد، تم إنشاء هذه الصيغة من قبل القائد آبو وقال: "كردستان الحرة، شرق أوسط الديمقراطي" ثم عرّفها بعبارة "كونفدرالية الشرق الأوسط الديمقراطية". لقد كان مشروع الكونفدرالية الديمقراطية والأمة الديمقراطية هو الذي سيمنع هجمات الحداثة الرأسمالية على الشرق الأوسط، وحرب المصالح والانقسام، ويخلق الشرق الأوسط الحر والديمقراطية وأخوة الشعوب.

 ولم يسمحوا للقائد آبو بتنفيذ ذلك ،لقد تم وضع تركيا في وضع جيد للقتال ضد القائد آبو وحزب العمال الكردستاني ولم تكن "خطة الهزيمة" مجرد خطة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، بل كانت أيضًا خطة تلك القوى التي تقتل الكرد وينبغي أن ينظر إليه بهذه الطريقة ولذلك فإن الوضع حرج للغاية و كلما كان هناك هجوم على القيادة والحركة كنا نقاوم إلى حد ما، لكننا لم نتمكن من خلق تأثير لكسر هذه الهجمات و إذا تمكنا من هزيمة إدارة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية قريبًا، فإن الوعي بالحداثة الديمقراطية وتنظيمها سينتشر بشكل أكبر في الشرق الأوسط و لكان من الممكن منع تلك الهجمات.

 لكن هذا لم ينجح ولا يزال طيب أردوغان ودولت بهجلي في السلطة ويواصلان مشاريعهما، إنهم يتظاهرون بأنهم ضد النظام العالمي ولكنهم جزء من هذا النظام، الاتصال مع روسيا وبعض القوى الأخرى ليس خارج النظام ولذلك فإنهم يؤثرون على إسرائيل من خلال تنفيذ مخططات القوى الرأسمالية العالمية وبعد لبنان ستشارك الولايات المتحدة في العملية القبرصية.

لقد أبرمت الولايات المتحدة الاتفاقية الأمنية مع قبرص الجنوبية وأبرمت إسرائيل الاتفاقية أيضاً وأجرت مناورات عسكرية مشتركة؛ قاموا ببناء بعض الموانئ للتجارة وسوف تتدخل الولايات المتحدة والقوى الأخرى التابعة لها على الفور .

ويبدو أننا في مرحلة مهمة للغاية، حالة الحرب في كردستان هي بهذا لشكل وهكذا تنتشر الحرب العالمية الثالثة في شرق البحر الأبيض المتوسط وتشير الأحداث في لبنان إلى هذا الوضع، فهل سيمتد هذا إلى إيران أم لا؟ وهناك من يقيم هذا الوضع ؛ هذا صعب للغاية، بالنسبة للبنان قلنا أن هذا لا يمكن أن يحدث، لكن ما قلناه لم يحدث، لأنه تم  استفزازهم وتحريضهم و لا ينبغي للمرء أن يقول أن هذا الأمر سيحدث على هذا النحو بنسبة 100%، لكن الاتجاه السائد في إيران هو أنها تريد الاتفاق مع النظام والبقاء خارج الحرب ومع ذلك، يجب أن نرى إمكانية الحرب؛ انظر أيضًا إمكانية البقاء في الخارج أثناء الحرب وعلينا أن نتابع الوضع في سوريا و إذا جاء دور تركيا فماذا يجب أن يحدث، علينا أن نعمل حتى نتمكن من مواصلة نضالنا .

ماذا يجب القيام به في مثل هذا الوضع مثل حركة حرية كردستان ؟

وبالطبع لم نتمكن من تنفيذ خطنا بشكل فعال ومرضي وعلى مستوى النجاح، لقد أرادوا تدميرنا؛ نعم، لقد توقعنا هذا ولكنهم لم يتمكنوا حتى من التأثير على هزيمة خطط الجانب المنافس والآن يريدون إضعافنا بالكامل وجعلنا مثل حزب الله وحماس والسيطرة على كردستان بالكامل و إذا تمكنا من هزيمة هذا الأمر تمامًا فيمكن إدراج الوضع الذي يعرّفه القائد آبو بـ "الحلول الوسيطة" على جدول الأعمال.

يمكن أن ينتشر الوضع في روج آفا على هذا النحو ويجب أن نكون مستعدين لهذا ويجب علينا تقييم الممارسة في شمال وشرق سوريا بشكل جيد وبطريقة أكثر دقة، تقيمها بطريقة أكثر تخطيطا وكفاءة ولا ينبغي للشعب أن يرتبطوا كثيرًا بأماكن معينة، بل يجب أن ينظروا إلى وضعهم الحقيقي ولا يقولون إننا سنكون قادرين على البقاء هناك بمفردنا وسوف تقوم بنشر هذا في كل مكان.

ثابروا في كردستان وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط الأخرى على إظهار قوة الشعوب والديمقراطية واعتمدوا عليها وأن تكونوا على اتفاق وإلا فلن تتمكنوا على البقاء بهذا الشكل ولذلك فإن تقاربات الاستسلام والخضوع خاطئة، كما أن التقاربات البعيدة عن الحقيقة خاطئة أيضاً ولا ينبغي لنا أن  نقبل بمثل هذا الوضع ولهذا علينا أن نرى هذه الحقيقة ووفقاً لهذا ما زلنا نرى وننفذ خططاً وتنظيمات واتفاقيات وتحالفات ويجب أن نستمر بها ولا ينبغي للمرء أن يفشلها وينهيها؛ وهي خاطئة بتلك الطريقة .

وينبغي أن يكون النضال أكثر فعالية وعلى أساس الحملة العالمية من أجل الحرية وأكثر انتشارا في المنطقة والعالم؛ وفي مواجهة هيمنة نظام الحداثة الرأسمالية العالمية ويجب علينا أن نتقدم ببديل الحداثة الديمقراطية وهناك فرص لذلك ويجب أن يتم فهمها بشكل صحيح ويجب أن يتم النضال من خلال تنظيم وطريقة إبداعية وطالما أننا نفعل ذلك فسوف ننجح ،المؤامرة هي عملية متشابكة مع الحرب العالمية ويمكن تقييمها بطريقة مختلفة ومن أجل مقاومة المؤامرة بنجاح، يجب فهم أحداث هذا الزمن، ويجب فهم حقيقة الحرب العالمية التي تشابكت مع المؤامرة بشكل صحيح .

ثم يتم تحقيق النصر بالنضال وتم إحباط العديد من المؤامرات ،لقد تم هزيمتها عدة مرات والآن أصبحت حملة الحرية العالمية هي نهاية هذا الأمر ،إنه لكسر  نظام التعذيب في إمرالي ولضمان الحرية الجسدية للقائد آبو؛ ويمكن القيام بذلك.

 إن دروس 26 سنة من النضال تظهر لنا ذلك وخلال الصراع الذي دام 26 عاما تم هزيمة مخططات الهجوم الخاصة بالمؤامرة الدولية، مما يدل على أن المؤامرة يمكن أفشالها وانهائها بشكل كامل.

في ذلك الوقت إذا تم النضال بشكل صحيح وفعال فيمكن تحقيق النتيجة ،لقد وصلنا إلى هذا المستوى و يجب أن نرى هذه الحقيقة ولهذا السبب يجب أن يظل لدينا الإيمان والأمل في النضال و ما زلنا بحاجة إلى التخطيط والتنظيم.

 لا يزال يتعين علينا أن نكون مبدعين؛ أن نكون شُجعان وفدائيين وبالفعل وصلنا إلى مستوى الاستنتاج و يجب أن نرى هذه النتيجة ونعلم أننا نستطيع تحقيقها ونؤمن بها وأن نستمر في الأنشطة والفعاليات حتى يتم تحقيقها .