حمل بيان اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني (PKK) عنوان "معاً في الذكرى الخمسين لانتصار الحركة الآبوجية".
يسلط هذا البيان الضوء على مرحلة الولادة القيادية ويلخص مسيرة النضال الشاق الذي امتد لـ 49 عاماً مضت؛ مشيراً إلى أهم التطورات والمنعطفات والانجازات التي تحققت.
وتناشد اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني (PKK) عبر بيان الذكرى الخمسين، الجميع إلى تولي مسؤولياتهم وأداء واجباتهم، لتتويج حملة (حان وقت الحرية) بالنصر في الذكرى السنوية الخمسين للقيادة والحزب.
نشهد في حركة التحرر الوطني الكردستاني والشعب الكردي نوروزاً جديداً؛ حيث نوروز هو عيد الوحدة والمقاومة والحرية، ويتميز بكونه أحد أقدم أعياد الحرية في تاريخ الإنسانية، ومع بزوغ فجر القيادة وحزب العمال الكردستاني، أصبح نوروز أكثر إشراقاً ورونقاً، و ذو معانٍ أعمق تتناسب وجوهره الأساسي، و كما تمتلئ الطبيعة بالزهور في كل ربيع، فإننا نعيد تشكيل أنفسنا من جديد في كل نوروز بوعي وروح مفعمة بالوحدة والمقاومة والحرية.
نحن كـ حركة وشعب وأصدقاء الشعب الكردستاني، نعيش هذا الشعور والفكر في نوروز 2022 وكذلك نستقبل عاماً جديداً، حيث تقام الاحتفالات في الأجزاء الأربعة من كردستان وكل أنحاء العالم، و حيثما يوجد كردي وطني يتم الاحتفال بعيد نوروز، هكذا يبدأ العام الجديد مع نوروز على الدوام، نؤمن بأن نضالنا من أجل الحرية والديمقراطية سوف يتطور باستمرار إذا جعلنا كل أيامنا نوروزاً جديداً.
وعلى هذا الأساس بداية نبارك للقائد آبو وجميع الرفاق الحزبيين وشعبنا الوطني وأصدقاءنا الثوريين الديمقراطيين، قدوم نوروزٍ جديد؛ ونوجه التحية إلى النضال العظيم من أجل الحرية بقيادة المقاومة التاريخية في إمرالي والتي تتصاعد في قمم جبال كردستان الحرة ومقاومات السجون التي لا تهدأ لأجل حرية القائد آبو.
نستذكر بكل إجلال وإكبار كل شهدائنا الأبطال في شخص شهداء نوروز الأوائل مظلوم دوغان وزكية آلكان، كما نتوجه بالتحية إلى احتفالات شعبنا بِـ "أسبوع البطولة الوطنية" ونستذكر كل شهدائنا الوطنيين الأبطال مرة أخرى في شخص الشهيدين البطلين مظلوم دوغان ومعصوم قورقماز، وندعو شعبنا بهذه المناسبة إلى جعل كل يوم من أيام هذه السنة نوروزاً جديداً.
كلنا نعلم أن نوروز 2022 يصادف الذكرى الخمسين لبزوغ فجر القيادة و إرساء أسس حزب العمال الكردستاني، حيث نحتفل في العام الجديدة لنوروز بالعام الخمسين لولادة حزب العمال الكردستاني الذي سار على نهج القائد آبو، فقد كانت الولادة القيادية الأولى في نوروز 1973، حيث تشكلت المجموعة الايديولوجية الأولى واللبنة الأساسية لحزب العمال الكردستاني في اجتماع سد جوبوك في أنقرة للوقوف في وجه قمع وظلم الانقلاب العسكري الفاشي في آذار 1971، ومن ذلك الاجتماع برز الواقع النضالي النير لحركة التحرر الوطني الكردستاني بقيادة حزب العمال الكردستاني.
الآن تدخل حقيقة المسيرة النضالية التي رسخها القائد آبو عامها الـ ٥٠، ومن الواضح أن حقيقة القائد آبو هي حقيقة قيادة نوروز، لأن حزب العمال الكردستاني وُلد من رحم نوروز، ويواصل الشعب الكردي نضاله التحرري على مر الأعوام الــ49 الماضية، بقيادة القائد آبو وحزب العمال الكردستاني النضال للوصول إلى هذه الحقيقة؛ ولأول مرة في تاريخ كردستان، تمكنت حركة تحرر وطنية من السير بلا كلل وملل وتحقيق كل هذه الانجازات التاريخية.
وعلى هذا الأساس نحيي الذكرى الخمسين لولادة القيادة الآبوجية وحركة الحرية، كما نحيي الشعب الكردي، المرأة والشبيبة الذين يواصلون نضالاً لا هوادة في خضم تلك الظروف الصعبة، كما نستذكر بمزيد من الاكبار والامتنان، الشهداء الأبطال في مسيرة الحرية المقدسة هذه في شخص كل من الرفاق الشهداء الأوائل حقي قرر، مظلوم دوغان، محمد خيري دورموش، كمال بير، ساكينة جانسيز ، محمد كارا سونغور، معصوم قورقماز ، بيريتان وزيلان، ونتعهد بمواصلة المسيرة النضالية حتى تحقيق آمالهم وتطلعاتهم في نصر القضية.
مما لا شك فيه أن القائد آبو بذل جهداً عظيماً حتى آتت مسيرة الحرية المقدسة هذه المستمرة منذ نصف قرن ثمارها، بدأ القائد آبو بهذا النضال من جهة ومن جهة أخرى تمكن من التخلص من العقبات التي شكلت العبء الأكبر طوال هذه الفترة وأنجز المهام الأصعب، وتمكن كمناضل من إنقاذ حزبنا وشعبنا من نظام الإبادة الجماعية الرجعية ومهد لنا الطريق إلى حياة حرة؛ ولهذا فإننا مدينون للقائد وما قام به، فمهما أثنينا على هذه الحقيقة، لن نوفيه حقه وتبقى الكلمات عاجزة عن وصفه، ومن الواجب علينا فهم حقيقة القائد بعمق وتطبيقها بنجاح؛ نحن على دراية تامة بذلك ونؤكد السير على هذه الحقيقة طوال العام الخمسين للنضال التحرري.
مرة أخرى، خلال هذه المسيرة المباركة لأجل الحرية الممتدة لنصف قرن، قدم شهداؤنا الأبطال الدعم والتأييد الأكبر لحقيقة القيادة، فقد كان واقع الشهداء هو الذي جعل النضال لا رجوع فيه وضَمَنَ الانتصار، كل الفضل كان لشهدائنا الأبطال في تدريبنا وتنظيمنا وتوحيدنا مع حقيقة القائد آبو؛ حقيقة الشهداء أوجدت ثباتنا وعزمنا على النجاح. بدونهم لم نكن قادرين على فعل شيء، ولا حتى اتخاذ خطوة واحدة. كحركة وشعب، نحن هنا في يومنا هذا بفضل الشهداء، لذلك من الضروري فهم حقيقة الشهادة والشهداء وتطبيقها بنجاح.
مما لا شك فيه أن قوات الكريلا البطلة، غدت قوة مقاومتنا الرائدة التي حاربت وعاشت على خط التضحية والفداء بناءً على تضحيات وشجاعة المرأة والشبيبة الكرد، حيث سار الشعب الكردي على طريق الوطنية وخلق هذه المسيرة البطولية التي استمرت على مر خمسين عاماً مضت، وفي المقابل قدمت الشعوب التركية، الفلسطينية العربية والأرمنية، الآشورية- السريانية على وجه الخصوص، وجميع الشعوب المضطهدة والعالم الديمقراطي، مساهمة فاعلة ودعماً قيماً للغاية لمسيرة الحرية المقدسة هذه، ولهذا نتقدم بالتحية لكل من ساهم في هذه المسيرة.
1- كيف حصلت الولادة القيادية الأولى
إن الولادة القيادية في كردستان لم تنشأ فجأة أو بمحض الصدفة، كما أن ظهور حزب العمال الكردستاني لم يكن بهذا اليسر، بل على العكس تماماً، فقد جرى كل شيء وسط ندرة الفرص والصعاب، حيث أن الظروف لعبت دوراً سلبياً من جميع النواحي وازداد الوضع سوءاً يوماً بعد يوم، حيث انغمس الشعب الكردي بالكامل في عملية إبادة وطنية، وعمل نظام الإبادة الجماعية والمجازر بشكل لا تشوبه شائبة؛ كما عبر عنها القائد آبو حينما قال: لم يكن قد تبقى كردي واحد لم يخن نفسه"، ووسط كل هذا القمع والسلبية، حدثت الولادة القيادية وظهر حزب العمال الكردستاني، وبالرغم من أن الشعب الكردي كان في مرحلة واهنة، إلا أن هذا الشعب تمكن من خلق القيادة وحركة الحرية.
من المعروف، كعامل رئيسي، أن التنشئة الاجتماعية كانت متطورة ضمن جغرافية كردستان، حيث يعد الشعب الكردي من أقدم الشعوب في التاريخ، كما عدت ثورة العصر الحجري الحديث، الثورة الزراعية القروية بقيادة المرأة الأكثر تطوراً على هذه الجغرافيا، وقد كشفت بيانات هذه الثورات التاريخية عن الشعب الكردي أكثر من غيرها؛ وكانت ولادة نظام السلطة والدولة من أسوأ الانحرافات التي شهدها الترايخ البشري على هذه الجغرافيا، ولهذا السبب واصلت القوى الاستعمارية شن هجماتها على جغرافية كردستان، ولطالما كان يتوجب على الكرد مقاومة هذه الهجمات والتصدي لها، بصفتهم صناع الحياة المجتمعية، ونتيجة لكل ذلك ارتبط تاريخ كردستان بالمقاومة الشعبية ضد دعاة الحرب والاحتلال والنهب.
لن نخوض في التفاصيل التاريخية كثيراً، ولكن لأجل أن يكون لديك المقدرة على فهم الصديق من العدو تمام المعرفة، من الضروري أن يكون لديك معرفة تاريخية ومعرفة الخطوات الأساسية لتطور المجتمع التاريخي لتتمكن من تصعيد النضال وتحقيق النصر من أجل نيل الحرية؛ ففي العصور الأولى وبالرغم من عمليات النهب والسلب والاحتلالات الكبيرة التي تعرضت لها المنطقة نتيجة أشرس الهجمات الاستعمارية، إلا أن المجتمعات التي ظهرت لاحقاً باسم الكرد، لم تضعف أبداً وحافظت على قواها من نواحٍ متعددة، وهذا الأمر ينطبق على بدايات العصور الوسطى أيضاً، إلا أن المشاكل في كردستان أخذت في التطور بشكل رئيسي في الفترة الثانية من العصور الوسطى، على الرغم من وجود امتياز يعرف باسم "المخلصين للأمة" في ظل الدولة العثمانية وهذه الشعوب كانت لها بعض الفرص والإمكانات، إلا أن الوضع تغير وأصبح أكثر سلبية بعد منتصف القرن السابع عشر.
بدأ أول تقسيم دائم في كردستان بين الدولتين العثمانية والإيرانية عام 1639 بتوقيع اتفاقية (قصر شيرين)، والذي تسبب في إضعاف ومنع وحدتهم، حيث أن الإمارات الكردية مهما تطورت داخل الدولة العثمانية إلى أن عدم وحدتها كان عاملاً للفرقة والتواطؤ؛ ولكن السقوط الأكبر في كردستان جرى مع توجه الحداثة الرأسمالية الأوروبية صوب الشرق الأوسط في بدايات القرن التاسع عشر، حيث لجأت الدولة العثمانية التي أضعفتها الحداثة الرأسمالية إلى كردستان لأجل تحصيل المزيد من الضرائب وتجنيد القوات العسكرية، واشتبكت نتيجة ذلك مع الأمراء الكرد، مما تسبب بإعادة احتلال كردستان، وفي عهد السلطان العثماني عبدالحميد، تم دمج الأمراء المهزومين من الكرد مع النظام بطرق وأساليب متعددة.
خلال الحرب العالمية الأولى، تعرض المجتمع الكردي للرضوخ والقمع مثل باقي المجتمعات الأخرى على يد إدارة جمعية الاتحاد والترقي، كما أن السياسة والوعي الإسلامي التركي الحاكم، بدأ بعملية الإبادة الجماعية ضد الكرد إلى جانب الشعوب الأرمنية والرومية والسريانية، وبعد الحرب العالمية الأولى تأسس نظام الدولة القومية في الشرق الأوسط من قبل بريطانيا وفرنسا، حيث قسمت كردستان إلى أربعة أجزاء، وتم وضع كل جزء تحت حكم نظام دولة قومية مختلفة، وبهذه الطريقة أرادوا صهر الشعب الكردي في بوتقة الإنكار، لتعميق عملية الإبادة الجماعية الحالية.
ونتيجة هذا الواقع، حدثت مجازر في كردستان خلال الربعين الثاني والثالث من القرن العشرين. أطلقت تركيا ودول إيران والعراق وسوريا، خطة إبادة جماعية تقوم على إنكار وجود الكرد؛ إلا أن الشعب الكردي انتفض ضد سياسات الإبادة هذه في جميع أجزاء كردستان، ولكن المقاومة تم قمعها وبالتالي فشلت كل المقاومات ضد هجمات الإبادة الجماعية هذه وطمست، وفي عام 1975 فشلت أيضاً مقاومة الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، وبهذه الطريقة اضمحلت كل الفرص لتصعيد المقاومة من جديد في كردستان التي ارتبطت بالقوى الحاكمة المتخلفة، وبالتالي تم إخضاع كردستان بالكامل لهيمنة الدكتاتورية والإبادة الجماعية الهادفة إلى إبادة الشعب الكردي.
انطلقت القيادة الآبوجية من فكرة "كردستان مستعمرة" وبدأت بنضالها الوطني، ولكن مع مرور الأيام اتضح جلياً بأن الواقع الاستعماري في كردستان يختلف كثيراً عن واقع الاستعمار الكلاسيكي في العديد من المستعمرات، ولهذا السبب تم التركيز على مفهوم الإبادة الجماعية، ولكن هنا أيضاً تبين أن الإبادة الجماعية في كردستان لا تتشابه مع سياسات الإبادة الجماعية في باقي أنحاء العالم، فعلى سبيل المثال: جرت عمليات الابادة للأرمن والآشور والسريان والروم، حيث تعرضوا للقتل والتهجير، ولكن هويتهم الوطنية لم تتم إنكارها، ولكن في الحالة الكردية، أرادوا إنكار الهوية القومية الكردية من خلال الإبادة الجماعية للكرد بارتكاب المجازر وفرض النفي والتهجير القسري وإحداث تغييرات ديموغرافية بالإضافة إلى الإبادة الثقافية، لتغييب الحِس الوطني، ومثل هذا الشكل من الإبادة لم تجري إلا في كردستان.
من المعروف أن الإبادة الجماعية الثقافية هي واحدة من أخطر أشكال الإبادة الجماعية، كما أن هناك شكل آخر للإبادة الجماعية التقليدية يتضمن الاستغلال والنهب الاقتصادي على أساس الهيمنة السياسية والعسكرية، بالإضافة إلى وجود شكل آخر غير الشكل التقليدي المتعارف عليه الذي يعتمد على استقطاب الموارد الاقتصادية من خلال ممارسة مختلف الانتهاكات من الإبادة ،المجازر، الاستغلال، النهب والسلب، وهي إبادة القيم الثقافية والقومية للكرد التي تتضمن اللغة، الثقافة، التاريخ، الوعي وجميع القيم الإنسانية والوطنية واستبدالها بقيم مختلفة؛ بمعنى آخر، اتباع سياسة التتريك واستبدال الهوية القومية للكرد الذي يعد من أقدم الشعوب في التاريخ بالهوية التركية من خلال صهر قيم الأمة الكردية، وجعل الشخصية الكردية مجردة من هويتها، وغير قادرة على تقرير مصيرها ومستقبلها وبالتالي تقبع في غياهب الجهل والعبودية.
كان هذا هو الوضع في كردستان عندما ولدت القيادة الآبوجية، وكانت الظروف الموضوعية سلبية ومضادة تماماً لأية محاولة قومية كردية؛ حيث تطورت القومية التركية والعربية والفارسية في ظل التوسع الرأسمالي الاستعماري والإبادة الجماعية، ولكن دون أن يحدث أي تطور للقومية الكردية في كردستان؛ فقد كان الهدف هو تدمير وجود الشعب الكردي تدريجياً ومحوه من التاريخ، و يكاد لا يوجد كردي واحد لم يتأثر بهذا الوضع؛ باختصار شديد، رغم هذا الوضع السلبي والمعيق لأي انطلاقة كردية، إلا أن القيادة الآبوجية ولدت في تلك الظروف الصعبة ولم تستند إلى الظروف الموضوعية السائدة آنذاك، بل ناقضتها وصارعتها، وطورت من نفسها بناء على الوعي والتنظيم وحقيقة القيادة.
كما أن شخصية القائد آبو منذ طفولته، هي شخصية قيادية رافضة للواقع الحاضر، شخصية مفكرة محبة ودائمة البحث، حيث انه كان دائم البحث عن الأشياء الجديدة كان يراوده الشك حول الواقع، واصل مراقبة قضايا الأسرة والمجتمع عن كثب ، وأراد أن يطور حلًا وفق منظوره، بناءً على النهج الديني في أمارا ونزيب، وتعرّف على الأفكار اليسارية في أنقرة أثناء دراسته في الثانوية المهنية- قسم المساحة، وتعمق فيها وتبنى النهج الاشتراكي؛ كما أنه تعرف عن قرب على الواقع الاجتماعي والسياسي للمجتمع الكردي في آمد (ديار بكر)، و واتته الفرصة لمراقبة ومعرفة الواقع التركي والحراك الديمقراطي الثوري في اسطنبول.
بعد نيسان 1972 ، لعب القائد آبو دوراً محورياً في سجن ماماك في أنقرة، حيث أمضى فيه سبعة أشهر، وفي تلك واصل تركيزه الفكري في المنزل الذي أقام فيه مع حقي قرر وكمال بير في شتاء 1972-1973 ، وعندما توصل القائد إلى نتيجة عبر عنها بجملة "كردستان مستعمرة"، أغمي عليه قليلاً..! وكان كل من الرفيقين حقي قرر وكمال بير أول من سمعوا هذه العبارة من القائد وأيدوه ووافقوا على المضي قدماً في هذا الدرب، وعلى هذا الأساس تم التوصل إلى عقد اجتماع سد جوبوك، حيث تأسست المجموعة الآبوجية التي تألفت من خمسة من الشبيبة الكرد من ضمنهم الرفيق فؤاد (علي حيدر قيتان)، وهكذا حصل كل التطورات في كردستان على أساس متين من المعرفة والعمل.
عندما نمعن النظر نرى أن ظهور القيادة يعد انبعاثاً وولادة جديدة، جوهرها التدريب الذاتي والتعمق في التفاصيل الفكرية والشعور، والانفصال عن النظام الحالي وظهور شخصية حرة، عندما توصل القائد آبو إلى هذا الشعور وهذه المعرفة بالحرية انفصل بشكل أساسي عن نظام الحداثة الرأسمالية البالغ من العمر خمسمائة سنة ونظام الدولة والسلطة البالغ من العمر خمسة آلاف عام، وبدأ في بناء نظام جديد للحياة الحرة على أساس الحرية الكردية، إن الانفصال عن النظام الحالي ضروري للانضمام إلى الحركة الآبوجية؛ وهذا الأمر بحد ذاته يعني البدء بثورة ذاتية، وهكذا بدات الحركة الآبوجية بتحرير الشعب الكردي واحداً تلو الآخر بناء على ثورة الشخصية.
بالطبع، حدث المخاض الأول وسط صعوبات جمة، شكلت عائقاً حقيقياً أمام الفكر وكان من الصعب التغلب عليها، وواصلت الاستمرار حتى عملية تطوير المجموعة الآبوجية وحزب العمال الكردستاني، لطالما عرّف القائد آبو أسلوبه في العمل بأنه "الخروج عن المألوف والبدء من الصفر" في إزالة العقبات، كمن يحفر بئراً بالإبرة، وقد كان للرفيق كمال بير مقولة شهيرة حول ضم الأشخاص إلى الحركة، حيث قال: سوف نناقش الشباب كيف ينضموا إلينا حتى إذا استدعى الأمر نقاش ثلاث ساعات أو حتى ثلاثنمائة ساعة"، وهذا بالتأكيد إدراكاً منه بأنها محاولة وتضحية لأجل إنقاذ الناس من الظلمات إلى النور؛ ومما لا شك فيه ان فصل المرء عن النظام الحالي كان يتطلب مجهوداً كبيراً.
في تركيا، كانت التيارات التي تحمل الفكر الشوفيني والاشتراكية الشوفينية تتعالى على المجموعة الآبوجية الفتية التي كانت في طور التكوين وتتطاول عليها بالتنابذ والتحدث بأسلوب ساخر، في حين سعى القوميين الكرد الرجعيين والإصلاحيين إلى البحث عن عميل لتشويه سمعتنا؛ وفي أحد الأيام قال والد القائد آبو له: "لقد سمعت أنك تعمل لأجل القضية الكردية، وهذا أمر خطير ومن الأفضل لك أن تعود للعمل مع الحزب اليساري"، لقد تطورت ولادة القيادة وتشكلت المجموعة ضد شتى انواع الإبادة الثقافية هذه عبر تصعيد النضال والتغلب على كافة الصعوبات.
2- كيف مرت الأعوام الـــ49
وتظهر ظروف الولادة بوضوح كيفية تطور مسيرة القيادة التاريخية منذ 49 عاماً في مواجهة العقبات والصعوبات التي اعترضت طريقها فيما بعد الخطوة الأولى، يرى المرء أن سياسة وعقلية الإبادة الجماعية والقمعية والفاشية قد حشدت كل قواها وبذلت قصارى جهدها في سبيل إجهاض الولادة الجديدة للحرية. وبطبيعة الحال، تطورت الهجمات الأولية على الجانب الأيديولوجي، وعلى هذا الأساس سعت إلى دحض الأيديولوجية الحرة التي كانت لا تزال في طور التشكيل وقمعتها.
شُنت الهجمات ضد حركة الحرية الأيديولوجية التي أرساها القائد آبو على محورين، حيث ارتبطت إحدى هذه الهجمات بسيادة الدولة التركية الاشتراكية الشوفينية على كردستان. أما الأخرى فهي مرتبطة بالسيادة العشائرية الفوضوية التي تعد الركيزة الأساسية في تطور القومية الكردية الرجعية والمرتبطة بالبرجوازية الصغيرة في كردستان، وتطور الهجمات القومية الكردية الإصلاحية التي خلقت رأسمالية استعمارية، واعتبرت هذه الحركات نفسها مالكة لكردستان والمجتمع الكردي، وهاجمت أيديولوجية القائد الجديدة للحرية بكل الطرق، مما أدى إلى تعمق الصراع الأيديولوجي في بعض الأحيان بشدة، والدخول في صراع، وإفساح المجال لظهور مجموعة القائد آبو التي اتخذت من التنظيم والنضال التحرري ركيزة أساسية، ولهذا كان لها بالغ الأثر وتمكنت من تحقيق النصر في متابعة النضال الأيديولوجي التحرري.
عندما رأت الدولة القومية التركية أن الشوفينية الاجتماعية، والقومية الكردية الإصلاحية قد باءت بالفشل و وصلت حد الانهيار، رأت من الضروري تكثيف الهجمات الحالية إلى مستوى الاستخبارات بعد ربيع عام 1977. وعلى هذا الأساس، نفذت الهجمات في عنتاب وأنقرة،
وعلى الرغم من استشهاد أحد الكوادر القيادية في المجموعة حقي قرر في عنتاب في 18 أيار 1977، إلا أن القضاء على المجموعة الآبوجية لم يكن بالأمر السهل حيث أن مخططها للقضاء على الحركة فشل فشلاً ذريعاً،. في هذا السياق، شن حزب الحركة القومية التي تعد بمثابة قوة شبه عسكرية فاشية في تركيا هجمات على حركة الشبيبة الثورية، و في الوقت نفسه شنت هجوماً على حركة آلتحرر الكردستانية التي لاقت صدى واسع في كردستان وتمكنت من التطور والتقدم بسرعة وعلى أساس مقاومة حلوان وسيورك تم تصعيد النضال الثوري ضد وكالات الاستخبارات ومؤسساتها وأفرادها، وبناء عليها تمكنت من تفكيك بنية الوكالات الاستخباراتية و الوصول إلى الشعب، و مهدت الطريق لظهور قيادة حزب العمال الكردستاني والمقاومة الجديدة للشعب الكردي.
من المعروف أن مواجهة هذا التقدم، كان رد النظام الفاشي الغاشم بمثابة الانقلاب الفاشي العسكري في 12 ايلول 1980. وعلى هذا الأساس، أرادوا سحق حزب العمال الكردستاني بقيادة كنعان إيفرين، وكانت خطة الفاشية تمثل خيانة جديدة في سجن آمد من خلال فرض الاستسلام على قيادات حزب العمال الكردستاني، وبالتالي كسر روح وشعور وإرادة الحركة الآبوجية وضرب حزب العمال الكردستاني، في عام 1982 ، إلا أنه تم وأد هذه الخطة بفضل مقاومة السجون الكبرى وقيادة القائد آبو، بالإضافة إلى الفعاليات التي كانت تحدث خارج الوطن والتي مهدت للحملة الثورية لقوات الكريلا، وبذلك تم إحباط مخططات الفاشية بالكامل.
هذه التطورات التي حصلت مع بدء الكفاح المسلح، جعل حلف شمال الأطلسي (ناتو) يلجأ إلى تطبيق المادة الخامسة من مواد الحلف، وبدأت في كردستان حرب إبادة شاملة بقيادة حلف شمال الأطلسي بعد عام 1985؛ وعلى هذا الأساس، تم إنهاء الحرب الإيرانية العراقية في تموز 1987، ومع إعلان "حالة الطوارئ"، ، ونظموا "قضية دوسلدورف" في أوروبا، وسعوا إلى إعادة تفعيل الدور الخياني بين صفوف الكرد، وخططوا لشن هجوم دولي واسع يستهدف حزب العمال الكردستاني خلال أعوام 1987-88، وذلك من خلال محاولة سحق الكريلا والتقليل من تأثير القائد آبو وذلك بفتح دعاوى قضائية في ألمانيا، وكذلك استهدفوا حزب العمال الكردستانية من خلال عمليات التضليل الإعلامي ومحاولات تشويه السمعة والترويج لأمور سلبية عن الحزب؛ إلا أن كل هذه الهجمات الدولية الواسعة بقيادة حلف شمال الأطلسي باءت بالفشل بفضل القيادة الحكيمة للقائد آبو وكفاح الكريلا ومقاومات السجون التي لم تهدأ.
أما الخطة الهجومية الثانية لحلف شمال الأطلسي كانت حرب الجنوب في تشرين الأول لعام 1992. وعلى أساس عملية "قوات المطرقة" حيث تأسست إدارة جنوب كردستان وانضمت الدولة التركية إلى هذا التحالف، وشن هجوم مشترك من قبل الجيش التركي بالتواطؤ مع البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، وأرادوا منع حزب العمال الكردستاني من دخول جنوب كردستان، وسعوا إلى تدمير قدراته ومنعه من إنشاء مناطق محررة كما حاولوا تطويق حزب العمال الكردستاني وتضييق الخناق عليه في شمال كردستان؛ واستنادا إلى هذه المعطيات تعرض حزب العمال الكردستاني لبعض الضربات الموجعة إلا أن هدفهم النهائي في سحق الكريلا والقضاء على حزب العمال الكردستاني لم يتحقق.
أما الهجوم الأخير الذي خطط له حلف شمال الأطلسي ضد حزب العمال الكردستاني وقيادته، كانت المؤامرة الدولية التي بدأت في 9 تشرين الأول عام 1998 ولا تزال مستمرة إلى يومنا، حيث تم التخطيط للهجوم وتنسيقه على الفور من قبل الإدارة الأمريكية، التي استهدفت القائد آبو بشكل مباشر، واستخدمت دعم جميع قوات الدول وسلطاتها استخدمت كل ما لديها من فرص سياسية ودبلوماسية وعسكرية واقتصادية لتحقيق سياسة الإبادة الجماعية، في محاولة منها للقضاء على القائد آبو وتصفية حزب العمال الكردستاني بطرق سرية تستند إلى أهداف الإبادة وتنفيذها داخل نظام امرالي. وسعوا إلى ممارسة سياسة الإبادة الجماعية عبر تصفية حزب العمال الكردستاني في تركيا، من قبل حكومات مسعود يلماز وبولنت أجاويد وطيب أردوغان، وبشكل أساسي في مؤامرة 15 شباط 1999، إلا أن شعبنا وأصدقاءنا وحزبنا خاضوا نضالاً لا هوادة فيه ضد عملية الهجوم هذه على مدى 24 عاماً تحت قيادة القائد آبو من اجل إرساء الديمقراطية والحرية، وكان الهدف الرئيسي من هذه المؤامرة الدوالية، هو القضاء على القائد آبو في غضون ابام معدودة، إلا انه مر 24 عاماً وقد فشلت تلك المؤامرة فشلاً ذريعاً.
بالطبع، لعبت هذه المقاومة التي عدت المقاومة الأكثر أهمية في التاريخ الكردي والإنساني دوراً بارزاً ضد المؤامرة الدولية بفضل القائد آبو تطورت المقاومة الفدائية التي لا تزال مستمرة منذ 24عاماً وبفضل شهدائنا الذين فاق عددهم عشرات الآلاف وحولوا أنفسهم حلقة من نار حول القائد تحت شعار "لن تستطيعوا حجب شمسنا" وضحوا بأرواحهم في سبيل هزيمة المؤامرة القذرة، حيث قاتلت قوات الكريلا ببطولة اسطورية، وحركاتنا النسائية والشبابية، وشعبنا الوطني وأصدقائنا الثوريين الديمقراطيين، جميعهم ناضلوا لأجل إلحاق الهزيمة بالمؤامرة الدولية والقضاء على نظام العزلة والتعذيب المفروض في إمرالي.
لقد لعبت المقاومة دوراً كبيراً في عدم تمكينهم من القضاء على خط حركة التحرر الكردستانية وحزب العمال الكردستاني في امد ودوسلدورف، فيما بعد، أرادوا مقاضاة وإدانة خط حركة التحرر الكردستانية وحزب العمال الكردستاني في إمرالي من خلال المؤامرة الدولية القذرة التي استهدف القائد آبو، و السعي وراء المقاومة الشاملة وعلى أساس نظرية الحداثة الديمقراطية بأن القائد آبو طور نظام الدولة وقوتها التي يبلغ عمرها 5000 عام ونظام الحداثة الرأسمالية التي تعود إلى 500 عام.، كما حوكمت السياسات والذهنية التي تنتهج الإبادة الجماعية والاحتلال والفاشية والسيادة الذكورية وتمت ادانتها من خلال مقاومة امرالي وبالتالي ألقيت في مزبلة التاريخ.
كما نرى حركة التحرر الكردستانية واجهت صعوبات جمة كما ان تطورها الذي واصلت في الانماء على مر 49 عاما بالرغم من تعرضها لصراع لا هوادة فيه وان هذا الصراع واصل في الازياد اكثر من ذي قبل حيث يتم تصعيد الكفاح المسلح ، وفي كل عام ترتبط مسيرة الحرية الكبرى التي تبلغ من العمر 49 عاما بنتيجة نضال دؤوب وكبير للتغلب على العقبات، القضاء على الصعوبات وعلى الرغم من أن النضال من أجل الحرية والديمقراطية استمر بلا هوادة تحت قيادة القائد آبو وحزب العمال الكردستاني، فقد طور الشعب الكردي والمراة والإنسانية قيما عظيمة خلال 49 عاما.
خلال الأعوام الــــ 49 الماضية، يمكن تلخيص بعض التطورات الأساسية التي حدثت على النحو التالي: بالطبع، وقبل كل شيء تعد ولادة القيادة أعظم تطور تاريخي بحد ذاتها كما أن هذه الولادة جاءت في أصعب المراحل التاريخية، كما أن جميع التطورات الأخرى مرتبطة بها. تمكن القائد آبو، بعد مغادرته في غضون ثلاث سنوات، من تأسيس مجموعة ثورية وخط حرية قوي في أنقرة. ، تمكنت المجموعة الآبوجية من العودة إلى كردستان في العامين الرابع والخامس وشكلت حركة الشبيبة الثورية في كردستان. في السنة السادسة من الولادة وفي مؤتمره التأسيسي الذي انعقد في تاريخ 26-27 تشرين الثاني 1978، في قرية فيس في لجه قام بتشكيل حزب ، وأطلق عليه اسم حزب العمال الكردستاني (PKK) )، وحيث تأسس حزب العمال الكردستاني ضمن مقاومة حلوان التاريخية وقدم نفسه للشعب الكردي الرأي العام مع مقاومة سيورك.
قادت ولادة القيادة الآبوجية والحركة، في عامها الثامن، العدو الفاشي الغاشم إلى انقلاب 12 ايلول الفاشي العسكري ، وعلى أساس هذا الانقلاب ، أجبرت النظام على إعادة تشكيل نفسه وبالتالي إطالة عمره. . في السنة العاشرة، تم تصعيد المقاومة في السجون ضد النظام الفاشي العسكري في 12 أيلول والتي تكللت بالنصرمن ناحية، ومن ناحية أخرى، قدمت دعما كبيرا لمقاومة الشعب الفلسطيني ضد الصهيونية في لبنان. . في عامها الثاني عشر ، مع تطور حملة الكريلا الثورية في 15 اب ، انتقلت المقاومة الكبرى للسجن إلى الكريلا و الجبال ، مما هز كيان النظام التركي التابع لحلف شمال الأطلسي. وعلى هذا الأساس، بدأت الانتفاضات الشعبية كنتيجة للمقاومة الحربية الكبرى والنضال الأيديولوجي، وفي السنة السابعة عشر انطلقت ثورة الانبعاث الوطنية.
تعتبر ثورة الانبعاث الوطنية، التي بدأت في 1990، حدث مهمة للغاية وتطور تاريخي في تاريخ كردستان والشعب الكردي، حيث تتجلى مقاومة الشعب مع الكريلا، وحتى ذلك الحين، أصبحت الانشقاقات الشخصية عن نظام الإبادة الجماعية للاحتلال تأخذ في الازدياد وتصل إلى المستوى الوطني.، وقد تمكن الشعب الكرد من التخلي عن الجنسية التركية والبدء بعملية القومية الكردية الديمقراطية، وفي الوقت نفسه، قد تكون هذه العملية، التي تجري تحت قيادة المرأة الكردية بداية ثورة تحرير المرأة، حيث أن تطور هذه العملية ارتبط بتطور الكريلا النسائية والتنظيم الذاتي للمرأة، وعلى هذا الأساس، تطورت أيديولوجية خلاص المرأة وظهرت عملية حزب المرأة الذاتي.
بدأ القائد آبو وحزب العمال الكردستاني عملية الحل الديمقراطي للقضية الكردية قبل نوروز في عام 1993 بإعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد،فقط بسبب نشوب أعمال التخريب التي قام بها المرتزقة في الداخل والخارج، لم تسفر محاولة وقف إطلاق النار عن النتيجة المنشود ة، فقد بدأت حرب كبيرة وشرسة بعد ذلك بوقت قصير. عندما استولت المرتزقة على الإدارة التركية وروجت لهجمات التدمير تحت شعار "اما سيتم إنقاذها، أو سيتم إنقاذها"، نفذت مقاومة الكريلا الكبرى كحملة بين عامي 1993 و 1998. هذا التطور هو أكبر حدث عسكري في تاريخ الدولة التركية وكردستان، لذلك من المهم فهم هذا الحادث بشكل صحيح.
واجه القائد آبو وحزب العمال الكردستاني مؤامرة دولية نظمتها ونفذتها الإدارة الأمريكية في العام السادس والعشرين. على مدى 24 عاما، حيث بدأ الكفاح المسلح ضد خطط تدمير الهجمات التآمرية التي بدأت في 9 تشري الأول 1998 للقضاء عليها، تم احباط المساعي حول محاولة هزيمة القائد ومنع الإعدام، تقويض سياسة تحرير في إمرالي، والقضاء على الفتن بفضل هذه المقاومة التاريخية، مع نظرية الحداثة الديمقراطية تم الحكم على النظام التآمري وإدانته، إخراج القيادة من حدود القيادة الوطنية الكردية، وايصالها إلى المستوى العالمي، وخاصة بالنسبة للمراة ، وأصبح القائد آبو قائداَ لجميع المضطهدين. في 19 تموز 2012 ، بدأت ثورة الحرية في روج افا ، وبالتالي تطوير كل من ممارسة النموذج الجديد ومثل هذه الممارسة الثورية التي تصبح مصدرا للحماس والإثارة للبشرية جمعاء.
كانت هناك مقاومة ضد مرتزقة تنظيم داعش الإرهابي لمدة ثماني سنوات لحماية البشرية جمعاء بقيادة القائد آبو وحزب العمال الكردستاني، إن النضال الذي دار في مقاومة مخمور شنكال وكوباني قد هزم داعش وطور التحالف الديمقراطي للشعب الكردي، وخاصة العرب مع الشعوب الأخرى، ولعب دورا تاريخيا وأسفر عن نتائج مهمةوهذه العملية، التي لا تزال مستمرة حتى اليوم، ستفهم بشكل أفضل أهميتها التاريخية في الأيام المقبلة بشكل خاص في شنكال، حيث تمكنت من منع الإبادة الجماعية التي فرضها داعش على المجتمع الكردي الإيزيدي و أنقذ الكرامة الإنسانية
وفي اطار المقاومة ضد المؤامرة الدولية، ما فتئت المقاومة عن مواصلة النضال مخطط " الإرضاخ" في السنوات السبع الماضية، أولئك الذين حسبوا أنه مع هذا الهجوم الأكثر وحشية في التاريخ سيكونون قادرين على إرضاخ الشعب الكردي والقيادة، هؤلاء الذين يقفون في وجه الحقيقة الآبوجية، ويسعون إلى سد الطريق أمام قوات الكريلا، إلا أنهم هم من أُجبِروا على الرضوخ والاستسلام، حيث تمكنت قوات الكريلا من هزيمة جنرالات هيئة أركان الجيش التركي في شباط 2008 ، وفي شباط 2021 حصدت إدارة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية في كاري ثمار الخيبة وتمت هزيمتها في مواجهة مقاومة متينا وزاب وافاشين، وأنفقت إدارة «حزب العدالة والتنمية» و«حزب الحركة القومية» كل قوتها ، وهي الآن على وشك الانهيار وأيا كان ما عانوا منه خلال هذه السنوات الـــ 49، ومهما كان مصيرهم، فإن نهاية إدارة «حزب العدالة والتنمية» و«حزب الحركة القومية» الفاشية لن تكون مختلفة، ربما ستكون نهاية الفاشية بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية أسوأ بكثير مثل الديكتاتوريين الفاشيين في مناطق أخرى.
انجازات السنوات الـــ 49:
لقد حاولنا تلخيص مرحلة ظهور القيادة والنضال الدؤوب الذي دام 49 عاماً، كما أعربنا بإيجاز عن التطورات التي حدثت بالتوازي مع الهجمات الاستعمارية والإبادة الجماعية، ومما لا شك فيه أن السنوات الـ 49 الماضية حققت الكثير للشعب الكردي والمجتمع والإنسانية؛ وقبل كل شيء نعلم جيدًا أن القائد آبو وحزب العمال الكردستاني كانا من أهم القضايا التي نوقشت في كردستان وتركيا والعالم طيلة السنوات الـ 49 الماضية؛ ومن الواضح أن تلك المناقشات سوف تتطور وتصبح أكثر أهمية في الخمسين سنة القادمة، لأن أمراض الحداثة الرأسمالية تتزايد يوماً بعد يوم، والنظام الحاكم والدولة يعانيان من التفكك والانهيار الكاملين، ومن ناحية أخرى، لا يوجد حل أو نموذج فعال ومتكامل مثل البديل الذي تم تطويره في كردستان وصاغه القائد آبو؛ كل ذلك يزيد التركيز على حقيقة القائد آبو وثورة الحرية الكردستانية.
مما لا شك فيه أننا لا نستطيع أن نشرح ما حققه القائد آبو وحزب العمال الكردستاني للشعب الكردي وشعوب الشرق الأوسط والانسانية بكل جوانبها وتفاصيلها في السنوات الـ 49 الماضية؛ ولكن من المهم أيضاً الخوض في أهم التطورات والإنجازات التي تحققت في هذه السنوات الـ 49. ولا شك أن الولادة القيادية في كردستان هي ثورة بحد ذاتها، إنها ثورة بشرية حرة، وعلى هذا الأساس فإنها تشير إلى بداية مسيرة ثورية جديدة في المجتمع الكردي؛ لذلك فقد اندلعت ثورة الحرية في كردستان قبل 49 عاماً، وهذه الثورة نطلق عليها اسم "الحركة التحررية الآبوجية"، وقد عرّف القائد آبو هذه الثورة بأنها "ثورة الحقيقة" وذكر أن ثورة الحقيقة هي ثورة في العقلية وأسلوب الحياة، وهذا يعني أنه تم تغيير العقلية ونمط الحياة في كردستان منذ 49 عاماً. إن العقلية الرجعية القديمة وأسلوب الحياة المنتمي إلى قوى الإبادة الجماعية والاستعمار والمتواطئين معها قد تم هدمها، و يتم بناء العقلية الآبوجية وأسلوب الحياة بديلاً لها، ولا شك في أنه من عظيم الأهمية الخوض في هذه القضايا وتقييم التطورات الجديدة التي ظهرت على هذا الأساس.
من الواضح أنه في هذا الإطار ، حدثت تغيرات وتطورات مهمة للغاية في الشعب والمجتمع الكردي منذ 49 عاماً. قد لا يبدو الأمر كثيراً عندما تعيش فيه، لكن من المؤكد أن مثل هذا التغيير والتطور قد حدث. مقارنة بما كان عليه قبل 49 عامًا، كانت هناك تغييرات مهمة وذات معنى في المجتمع الكردي برجالة ونسائه في العقلية والأحكام القيمية ومقاييس الرفض والقبول والبنية الأخلاقية والثقافية، والشجاعة والتضحية بالنفس قد لا تكون بالمستوى الذي نريده، وقد لا يزال هناك العديد من الميزات التي نجدها خاطئة؛ ولكن كل هذا لا يلقي بظلاله على ثورة الحقيقة الكبرى في كردستان.
بالطبع لأجل ملاحظة التغييرات التي أحدثها القائد آبو وحزب العمال الكردستاني في الشعب والمجتمع الكردي، يجب علينا أولاً أن ننظر إلى التغييرات في الروح والعاطفة والفكر والسلوك والعلاقات الاجتماعية والأولويات القيمية؛ لأن تغييراً ثورياً حدث على المستوى النموذجي في كردستان؛ على سبيل المثال: في السنوات الـ 49 الماضية، كان هناك تغيير كبير في آثار الإبادة الجماعية الثقافية، لقد رحل ذلك الكردي المتطرف، الفرداني، العائلي ، اليائس، اللا واعي ، الضعيف الإرادة ، الغير منظم، الخجول، وبدلاً من ذلك أعطوا المزيد من الأهمية والأولوية للقيم الوطنية والاجتماعية بروح الحرية وظهر ذلك الكردي المتسلح بالوعي والإرادة والأخلاق والثقافة والشجاعة والتضحية؛ وقد تطور الانتماء الوطني الكردي والتنشئة الاجتماعية على اساس الفكر التحرري الديمقراطية، وتحسنت مقاييس حب الوطن وبرز مفهوم جديد كلياً عن الوطنية.
بطبيعة الحال ، فإن المجال الأكثر وضوحاً وملموساً لمراقبة التغيير الاجتماعي، هو ما يحدث للمرأة الكردية. لأن وضع المرأة في المجتمع يعكس الواقع الحقيقي لذلك المجتمع. عندما ننظر إلى القضية من وجهة النظر هذه، يمكننا أن نرى بشكل أفضل التغيرات والتطورات الفردية والوطنية في المرأة الكردية والمجتمع الكردي مع آبو وحزب العمال الكردستاني. هناك فرق بين المرأة الكردية قبل 49 سنة والنساء الكرديات اليوم. قبل تسعة وأربعين عاماً، تشهد النساء الكرديات، اللائي لم يكن بإمكانهن مغادرة منازلهن والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، أكثر ثورات الحرية عمقاً ومعنىً في التاريخ، إنها ثورة واعية جداً ومنظمة، وها هي المرأة باتت تشارك في الحياة الاجتماعية والسياسية على مستوى الريادة، لقد طورت تنظيمها الفريد على أساس الدفاع الذاتي، وجرت تغييرات جذرية في وجهات النظر والأحكام القيمية للمرأة والمجتمع تجاه المرأة، فقد كان المجتمع الكردي والرجال فيه يقولون حينها : "مكان المرأة في بيتها فقط"، ولكننا نشهد اليوم على بنية اجتماعية وواقع اجتماعي آخر، يكون فيه الرجال تحت إدارة المرأة ويقاتل الرجال في جبهات القتال تحت قيادة المرأة المقاتلة؛ إن الوعي والتنظيم والثقة بالنفس والشجاعة والتضحية بالنفس للمرأة، حدد أبعاد المجتمع الجديد، وعلى هذا الأساس يتم تشكيل واقع حياة حرة قائم على معايير المرأة وتشكل الفرد الحر الجديد والمجتمع الديمقراطي القائم على الرجل الحر والمرأة الحرة.
كما أن من بين أهم القضايا التي يلاحظ فيها التغيير في الفرد والمجتمع الكردي، هي حالة النقد والنقد الذاتي؛ لقد رحل ذلك الفرد المتيبس والمثير للجدل في الماضي، وظهر الفرد والمجتمع الذي ينتقد الغير وذاته ويتقبل النقد على أساس القيم المجتمعية. لقد تطورت قوة النقد وثقافة النقد الذاتي تحت قيادة القائد آبو وحزب العمال الكردستاني وظهرت قاعدة جماهيرية واعية ومرنة ترى وتتقبل الأخطاء والعيوب في الحياة والنضال، وتظهر القدرة على تغييرها بالنقد الذاتي؛ لقد تحدث القائد آبو عن مثال ذلك "الكردي القديم الذي يكون مستعداً لإطلاق النار على جاره من أجل دجاجة دون أن يرف له جفن، ولا يأبه لما يتعرض له شعبة ووطنه"، ومن الواضح اليوم التغيير الذي حدث للمجتمع الكردي، حيث يتحد الانسان مع جاره الانسان ويجتمع معه ويُناقش قضايا الوطن والحرية وينخرط في التتظيم والعمل الجماعي المشترك، نعم فقد تغيرت الأحكام القيمية والحياة وأخلاقيات العمل والنضال بالفعل لدى الشعب الكردي، وبات الوعي الاجتماعي للفرد الكردي أكثر مسؤولية وجدية، ويكون من الأفضل لو عَرّفنا هذه المتغيرات بــ الفرد الجديد والمجتمع الجديد.
مما لا شك فيه أن القائد آبو هو الذي يحدد اتجاه ومبادئ ومعايير كل هذا التغيير في المجتمع. لذلك، فإن حقيقة القيادة الآبوجية التي قبلتها الغالبية العظمى من المجتمع الكردي وانتشرت بين جميع الشعوب والمضطهدين، ينبغي اعتبارها أهم تطور على مدار 49 عاماً.
لقد أظهر الشباب الكردي المثقف عن أعظم انجاز في التاريخ عبر شخصية القائد آبو من خلال خلق القيادة التحررية، نعم، كانت ولادة القيادة الآبوجية ذات طابع وطني منذ البداية وإلى يومنا هذا، ولا يمكن توقع شيء مغاير.
بنى القائد آبو انطلاقته في نوروز 1973 على أساس أداء واجباته القيادية و وفاء لذكرى قادة الحركة الثورية في تركيا ماهر جايان ودينيز جيزميش وإبراهيم كايبكايا، ومن ثم توجه إلى كردستان وأسس حزب العمال الكردستاني على أساس الوفاء لذكرى الرفيق حقي قرر، وقد سُميّ حينها "تنظيم ذكرى حقي قرر".
بعد انفتاحه على منطقة الشرق الأوسط في بداية شهر تموز 1979، تمكن القائد آبو من تحويل حزب العمال الكردستاني إلى حزب الكريلا ضد طغمة 12 أيلول الفاشية من خلال النشاطات والتدريبات التي أدارها في لبنان وفلسطين، إذا كانت الولادة القيادية الأولى جرت بشكل أساسي عبر خلق الوعي النظري والخط الأيديولوجي السياسي، فإن الولادة القيادية الثانية اعتمدت بشكل أساسي على تطوير الخط العسكري وحرب الكريلا، وكلتا المرحلتين القياديتين كانتا في الإطار الوطني، إلا أن معناهما وقيمتهما تتجاوز ذلك كلتا عمليتي القيادة هي بشكل رئيسي في الإطار الوطني. لكن معناهما وقيمتهما تاريخيتان بالنسبة لكردستان وللإنسانية جمعاء.
لا شك أن الولادة القيادية الأعمق، هي الولادة الثالثة التي حققها القائد آبو عبر تغيير الباراديغما في مرحلة إمرالي، ومن الواضح أن انهيار الاشتراكية المشيدة وجريان المؤامرة الدولية، كان لهما الدور الأهم في هذا التركيز والتعمق الفكري؛ حيث تحول تركيز النقد الذاتي في مواجهة مشاكل المجتمع الكردي في أوائل السبعينيات، إلى تركيز النقد الذاتي على الأزمات والمشاكل التي تعاني منها البشرية جمعاء، ولهذا السبب فإن النتائج التي خلص إليها القائد آبو تتعلق بالانسانية كلها، بما في ذلك قضايا التحرر لكل المستضعفين في الأرض، وبذلك تحولت الولادة القيادية الثالثة إلى قيادة كونية، وفيما كانت الرجعية العالمية تحاول تحييد قائد حركة حركة الحرية الكردستانية عبر مؤامرة دولية، وجدت نفسها في مواجهة ولادة قيادة جديدة تنير طريق التحرر والحرية لكل المضطهدين في العالم.
من الواضح أن المفهوم الرئيسي لظهور الولادة القيادية الأولى كان "الاستعمار" والمفهوم الرئيسي لظهور الولادة القيادية الثانية كان "حرب الكريلا"، بينما كان المفهوم الرئيسي لظهور القيادة الثالثة هو "التحول الديمقراطي"، إن التطور النظري والبرنامجي الذي كشف عنه مفهوم "كردستان مستعمرة" وصل إلى خط استراتيجي وتكتيكي مع مفهوم "مقاومة الگريلا"، أما مفهوم "الحل الديمقراطي" فقد كشف عن نظرية وتكتيكات النضال ضد المؤامرة الدولية والطريقة الجديدة لحل القضية الكردية. هذا النمط الذي يُنظر إليه على أنه صالح لحل القضية الكردية في ظل ظروف الحداثة الرأسمالية، تحول إلى نموذج حل لجميع القضايا الاجتماعية، وخاصة قضية المرأة.
على أساس هذا التعريف، أعاد القائد آبو تقييم المجتمع وتقدمه الاجتماعي التاريخي. عرّف "الإدارة الديمقراطية" بأنه الإدارة الذاتية للمجتمع، المنفصلة عن السلطة والدولة. بناءً على هذا النهج الأساسي، قام بتحويل "الكونفدرالية الديمقراطية" كنموذج غير حكومي إلى نظرية مفاهيمية، و"الإدارة الذاتية الديمقراطية" كنموذج قرار يستند إلى المجتمع؛ مع الاعتراف بأن الاشتراكية تتضمن مبادئ المساواة والتضامن، القائمة على الحرية والتنوع، ولا يمكن تنفيذها بقوة آليات الدولة كونها أدوات للقمع والاستغلال، فقد عرّف "الاشتراكية الديمقراطية"؛ حل معضلة أساليب الأهداف التي تمت تجربتها في النضال من أجل الحرية والمساواة، وتحديد منهجية أكثر انسجاماً. على أساس كل هذه التحليلات المفاهيمية والنظرية، عرّف "الحداثة الديمقراطية" مقابل "الحداثة الرأسمالية"، وحول حزب العمال الكردستاني من كونه حزبًا موجهًا للسلطة والدولة إلى حزب ديمقراطي اشتراكي قائم على حرية المرأة والبيئة الاجتماعية.
من ناحية أخرى، فإن التركيز العميق على النقد الذاتي والظروف الصعبة التي مر بها القائد آبو في إمرالي وضعت حزب العمال الكردستاني في وضع يسمح له بالتغلب على السلطة ونظام الدولة وتوجيه معركة ناجحة ضد المؤامرة الدولية. من ناحية أخرى، فقد مهد الطريق للتحرر والحرية لجميع المضطهدين من خلال خلق النظرية والبرنامج والاستراتيجية للحل الديمقراطي، كبديل لجميع المشاكل الاجتماعية التي يسببها نظام السلطة والدولة. نتيجة لذلك، شهد حزب العمال الكردستاني تغييرًا جذريًا وتحولًا وتجديدًا، وتمكن القائد آبو من تعميم نفسه من خلال إظهار طريق الخلاص للمضطهدين في جميع أنحاء العالم. وهكذا، فإن الظهور الأولي، الذي قاد الطبقة العاملة والأمة الكردية، أصبح رائدًا لجميع المضطهدين في العالم مع الميلاد الثالث. في هذا السياق، أصبحت "ولادة القائد"، وهو تطور تاريخي للكرد، تطوراً تاريخياً وإنجازاً لجميع المضطهدين. إن هذا التقدم في القيادة بالتحديد هو الذي يحدث تأثيرًا أكثر وأكثر على المستوى العالمي كل يوم وسنة يمر، وحتى أن القرن الحادي والعشرين أصبح قرن القيادة الآبوجية.
وتجدر الإشارة إلى أن أحد أهم الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الـ 49 الماضية مع ولادة القيادة التاريخية وتطور ثورة الحقيقة، هو قيادة الحزب وحرب الكريلا. فيما يتعلق بالحزب، فإن حزب العمال الكردستاني وحزب الحياة الحرة الكردستاني هي مؤشرات تجعل الخط الآبوجي نشطًا ومنظمًا. من ناحية أخرى، تشير حرب الكريلا إلى أسلوب المناضلين في التضحية بالنفس. بعبارة أخرى، يتم تنظيم قيادة حزب العمال الكردستاني وحزب الحياة الحرة الكردستاني كحركة حرب كريلا تضحي بالنفس والقوة الرئيسية للدفاع عن النفس وقيادة الشعب الكردي والنساء في كل من الممارسة والعقلية. إن الدفاع عن النفس للشعب والمرأة، بقيادة وتنظيم حرب الكريلا القائمة أمر مقترن بالحزب نفسه.
إذا تم النظر إليها بعناية وتقييمها وفقًا لذلك، فإن الأبعاد الثورية المتجسدة في حزب العمال الكردستاني وحزب الحياة الحرة الكردستاني عالية جدًا لدرجة أنها تستند تمامًا إلى عنصر المناضل الذي يضحى بنفسه. على الرغم من تسميتها أحزابًا، إلا أنها تختلف اختلافًا جوهريًا عن الأحزاب الموجودة في العالم اليوم سواء كانت في اليمين أو اليسار في السياسة. هذا نوع جديد من قيادة الحزب. وبالمثل، فإن حرب الكريلا المتجسدة في قوات الدفاع الشعبي الكردستاني ووحدات ستار YJA-Star موجودة من حيث التضحية بالنفس والحرية وتختلف عن تجارب حرب الكريلا التاريخية الأخرى. يجب رؤية هذا وفهمه بوضوح. هكذا ظهر وجود الحزب والمقاتلين الذين يقدمون التقدم ويشهدون النمو المستمر في كردستان ولا يقهرون. بغض النظر عن عدد المكائد والهجمات التي يتم تنفيذها لتغيير هذا الواقع، فلن يكون بمقدور أي نوع من السلطة تدمير هذا الحزب وحقيقة حرب الكريلا وخط التغيير الجذري الذي يشكل جوهره.
لقد تطرقنا بإيجاز إلى الأهمية التاريخية لثورة النهضة الوطنية التي بدأت في تسعينيات القرن الماضي وتطورت بعد ذلك، من أجل وجود المجتمع الكردي وقوميته الديمقراطية. يعد هذا من أهم التطورات والإنجازات المستمرة منذ 49 عامًا. وبالمثل، ذكرنا أيضًا أن ثورة حرية المرأة بدأت بهذه العملية. تتكون ثورة الحقيقة الآبوجية من هاتين الثورتين وتتجسد في ثورة الحرية في روجافا في عصرنا. على وجه الخصوص، تكشف ثورة حرية المرأة عن نفسها على أنها ثورة الحرية الأكثر عمقًا وفعالية في التاريخ، وواقع ثوري مستمر.
مع تعمق أزمة وفوضى نظام الحداثة الرأسمالية وتوسعها، كونها أكثر طرق القمع والاستغلال وحشية التي تنظمها عقلية وسياسة يسيطر عليها الذكور، يتنامى النضال ضد هذا النظام ويتسع من أجل الحرية والمساواة لجميع الشرائح المضطهدة. المجتمعات، وخاصة النساء. كما هو الحال مع الكرد، يتضح أن الطبقة الاجتماعية الأكثر معارضة للنظام الرأسمالي هي النساء. لقد أدت ظروفهم إلى تحسين وعي وتنظيم وعمل النساء في جميع أنحاء العالم. اليوم، تقبل العديد من الدوائر وتصرح بأن القرن الحادي والعشرين هو قرن المرأة، وأن هذا سيزداد فقط. مما لا شك فيه أن المرأة الكردية والحركة النسائية الحرة في طليعة هذه الفترة من التقدم. إن ثورة الحرية الكردستانية بقيادة الحركة النسائية الكردية الحرة تتقدم وكانت مصدر القوة الأخلاقية والإلهام لجميع الإنسانية المضطهدة، وخاصة النساء. هذا النضال في كردستان يعطي الأمل والحماس والحافز للجميع.
من الواضح أن سبب ذلك هو قطيعة الحركة النسائية الكردستانية الحرة الجذرية مع العقلية والنظام الذكوريين، واستهدافها لحياة حرة منسوجة حول ظاهرة المرأة الحرة، وتطورها كثورة. إن القائد آبو نفسه هو الذي يكشف بقوة عن عمق نظام العبودية المفروض على النساء، وهو الذي يبني العقلية والنظرية والبرنامج والاستراتيجية وأسلوب نموذج تحرير المرأة. لذلك، فإن ثورة حرية المرأة في كردستان لها أسس نظرية ملموسة، وبرنامج قوي وواضح، واستراتيجيات وتكتيكات ثبت أنها قابلة للتطبيق في الممارسة. تم إنشاء هياكل تنظيمية رائدة وملموسة مثل حزب حرية المرأة الكردستانية ومنظومة المرأة الكردستانية ووحدات ستار لهذه القضية. هناك آلاف الشهداء الأبطال، وتراكم كبير من الخبرات نتجت عن الظروف الصعبة. إنه أحد أعظم الإنجازات وأكثرها فعالية في الكفاح المعجزة الذي دام 49 عامًا. لقد أصبح من الواضح بالفعل أن التطور والحركة الرئيسية التي جعلت ثورة الحرية الآبوجية لا تقهر ونشرتها لجميع البشرية هي ثورة حرية المرأة. من الواضح تمامًا أن هذا الوضع سيستمر في التدهور في الفترة المقبلة.
بالطبع، خلق المقاومة نفسها خلال 49 عامًا من أكبر الإنجازات. لقد تم كسر الاستسلام ومنطق الإصلاحات والهبات والقهر التي خلقتها هجمات الإبادة الجماعية الثقافية، وبدلاً من ذلك، تم تشكيل موقف دائم وشجاعة وتضحية بالنفس وثقافة مقاومة في البطولة. لقد تم التغلب على نوع الكردية التي ينتقدها القائد آبو والتي لا تفعل شيئًا للوطن والحرية، وبدلاً من ذلك، يعيش عشرات الآلاف من المقاتلين ويقاتلون في تضحية بالنفس وظهر شعب جديد. من حيث أخلاقيات التضحية بالنفس، تم رفع مقياس الثورة والوطنية في كردستان. تم الكشف عن إنسان يشعر بالمسؤولية عن وطنه وأمته، يفكر ويناضل على هذا الأساس.
من الواضح جدا أن حزب العمال الكردستاني حركة بطولية بالمعنى القومي وكذلك على خط الحرية. حزب العمال الكردستاني لديه أكثر من خمسين ألف شهيد بطولي. لقد فعلت ما لا يمكن لأي منظمة أخرى أن تفعله ونفذت عام 1982 مقاومة الزنزانة العظمى، والتي تجسدت في 14 يوليو في مقاومة السجون ضد الانقلاب العسكري الفاشي في 12 سبتمبر. وبالمثل، في حين أن المنظمات الأخرى لم تتخذ أي خطوات، بدأ حزب العمال الكردستاني ونجح في خلق حرب الكريلا في 15 أغسطس. قاوم حزب العمال الكردستاني والشعب الكردي هجمات الإبادة الجماعية الفاشية الشاملة وهجمات المؤامرة الدولية لمدة 24 عامًا. باختصار، المقاومة التاريخية في الأبراج المحصنة، قفزة حرب الكريلا في 15 أغسطس، والخط البطولي وثقافة المقاومة التي خلقتها المقاومة ضد المؤامرة الدولية هي القواسم الرئيسية المحددة لكل هذه المقاومة. لا توجد قوة تستطيع تحطيم روح المقاومة هذه ولا تدمير ثقافة المقاومة.
هناك أيضًا تطورات سياسية دائمة مهمة في كردستان وتركيا والشرق الأوسط والعالم ناشئة عن 49 عامًا من القيادة ونضال حزب العمال الكردستاني. ظهر الوضع السياسي الكردي المعترف به في كردستان الجنوبية كنتيجة غير مباشرة لنضال حزب العمال الكردستاني. على الرغم من أن البعض لا يقبل هذه الحقيقة، ويحاولون تحريفها، فإن هذا هو جوهر ما حدث. تم إنشاء هذا الوضع بنية القتال ضد حزب العمال الكردستاني، وقالت الدولة التركية "نعم" ووافقت عليه لهذا الغرض. من ناحية أخرى، اندلعت ثورة الحرية في روج آفا كنتيجة مباشرة لنضال حزب العمال الكردستاني وتقدمت حتى يومنا هذا. من الواضح أن هذه الثورة تقوم على تراكم عشرين عامًا من العمل الذي قام به القائد آبو، وتتطور تحت تأثير القيادة وحزب العمال الكردستاني من جميع النواحي، وتستند إلى نموذج الحداثة الديمقراطية. بالإضافة إلى ذلك، فإن حزب العمال الكردستاني هو الذي أوجد الحياة الديمقراطية المستقلة للمجتمع الكردي الأيزيدي من خلال منع الإبادة الجماعية لداعش في شنكال، وحماية جنوب كردستان من داعش من خلال إيقاف داعش في مخمور. لقد كان نضال حزب العمال الكردستاني هو الذي أدى إلى قيام مجتمع قومي ديمقراطي وسياسة ديمقراطية من خلال التحريض على ثورة الإحياء الوطني في شمال كردستان.
تأثير القائد آبو وحزب العمال الكردستاني في تركيا والشرق الأوسط وجميع أنحاء العالم ثنائي الأبعاد، بعد نظري وعملي. تنتشر نظرية الحداثة الديمقراطية ومقاربة الاشتراكية الديمقراطية التي تصورها القائد آبو بسرعة في هذه المناطق مع مرور كل يوم. يتزايد الاهتمام بالنموذج الجديد الذي قدمه القائد آبو، بناءً على طابعه التحليلي المفهوم والموجه نحو المستقبل، بشكل كبير. تأثيره على المثقفين الأتراك والعرب كان لافتًا بشكل خاص وهو يتقدم في جميع أنحاء العالم. يكشف النهج الآبوجي عن حقبة جديدة من التنوير في تركيا والشرق الأوسط والعالم، كما هو الحال في كردستان. على وجه الخصوص، حقيقة أنه ابتكر تركيبًا جديدًا من خلال أخذ الجوانب الإيجابية لجميع أنظمة الفكر عبر التاريخ، دفع الجميع تقريبًا إلى التعرف على أنفسهم فيه وبالتالي اعتماده.
من الواضح جدًا أن ثورة الحرية الكردستانية هي جزء ملموس من ثورة تركيا الديمقراطية. النضال من أجل الحرية في كردستان، بجميع أبعاده، أشار أيضًا إلى نضال الديمقراطية التركي. باختصار، إن تحرير الكرد ودمقرطة تركيا مرتبطان ببعضهما البعض بشكل وثيق. من هذا المنظور، فإن العلاقة بين الاثنين هي علاقة استراتيجية. لذلك، فإن كل مكسب يتم تحقيقه نحو الحرية في كردستان هو أيضًا تطور نحو دمقرطة تركيا. وينطبق الشيء نفسه على الشرق الأوسط والعالم بأسره. صيغة "كردستان الحرة، تركيا الديمقراطية" صالحة بالمثل للشرق الأوسط والعالم. بدون تحرير الكرد، لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية حقيقية في الشرق الأوسط وفي العالم. وهذا الوضع مرتبط أيضا بالمسألة الكردية المتعلقة بالشئون الإقليمية والعالمية. في واقع الأمر، فإن التأثير الديمقراطي لكل تطور في كردستان يؤدي إلى مزيد من التحرر، واضح على الفور في الشرق الأوسط والعالم.
بالطبع، سبب ظهور هذا الوضع هو نهجنا الإيديولوجي الإيجابي. علاوة على ذلك، من الناحية السياسية، فإن إضعاف الدول القومية التي تمارس الهيمنة الاستعمارية والإبادة الجماعية على كردستان يؤثر بشكل مباشر ومباشر على الوضع السياسي الراهن للشرق الأوسط ونظام الحداثة الرأسمالية العالمية. إن إضعاف الهيمنة الاستعمارية والإبادة الجماعية في كردستان يعني إضعاف نظام الدولة القومية في الشرق الأوسط والعالم. بهذا المعنى، فإن ممارسة حزب العمال الكردستاني، التي قوضت بشكل خطير مواقف العدو والتعاون وحكم الإبادة الجماعية الفاشية في كردستان، ثبت أنها فعالة للغاية في السنوات الـ 49 الماضية. من الواضح أن هذا الوضع قد أضعف بشكل خطير الديكتاتورية الفاشية - الأوليغارشية في تركيا، ووصل بفاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية إلى نقطة الانهيار. تم توجيه ضربة خطيرة لقومية الدولة القومية التي أنشأها النظام الرأسمالي في الشرق الأوسط. إن الارتباط بين مسيرة حركات المقاومة الشعبية المسماة "الينابيع العربية" وهذا الوضع واضح جدا ورائع. سيكون من الصحيح القول إن مقاومة الكرد، التي تقاتل ضد نظام الإبادة الجماعية الاستعماري الذي فرضه ودعمه النظام الرأسمالي العالمي على كردستان، تتجلى في شكل انتفاضات شنت ضد دكتاتوريات الدولة القومية في الساحة العربية.
يمكن ملاحظة الوضع الذي قمنا بتحليله هنا بشكل ملموس أكثر في الحرب العالمية الثالثة، التي يدعمها النظام الرأسمالي العالمي في الشرق الأوسط. في أوائل التسعينيات، كان الغرض منه هو منع دخول حزب العمال الكردستاني إلى جنوب كردستان ومحاولة محاصرته في شمال كردستان بـ "عملية المطرقة". بينما بدأ تدخل جديد في المنطقة من قبل النظام الرأسمالي، كان لا بد من منع حزب العمال الكردستاني من الاستفادة من البيئة السياسية المضطربة. وبهذه الطريقة، كان القصد من ذلك منع حزب العمال الكردستاني من الانتشار في جميع أنحاء كردستان وإطلاق ثورة ديمقراطية إقليمية. وبالفعل، فمن المعروف أن المؤامرة الدولية كانت منظمة لتنفيذ هذه الأهداف، وأنه في 15 شباط 1999، تم اعتقال القائد آبو مقابل دعم الدولة التركية للولايات المتحدة خلال التدخل الأمريكي في بغداد. في الواقع، كانوا يخشون ويتراجعون بسبب قوة القائد آبو وفعالية الإدارة. بينما كان القائد آبو يقود حزب العمال الكردستاني، لم تستطع الولايات المتحدة التدخل في بغداد. في حادثة مثل هذا التدخل، كان هناك خوف من أن ينتشر حزب العمال الكردستاني إلى جنوب كردستان والعراق، لذلك تم التدخل الأول ضد القائد آبو نفسه في شكل مؤامرة دولية.
كشف حزب العمال الكردستاني، من خلال صراعه حتى الآن، الوضع الراهن في الشرق الأوسط والهيمنة المهيمنة التي أوجدها النظام الرأسمالي العالمي وأضعف تدخل هذا النظام العالمي الذي يحاول زيادة تفتيت الشرق الأوسط. ومع ذلك، فهي لم تكن قادرة بعد على هزيمة هذه التدخلات الرجعية بشكل كامل. هذا يرجع إلى بعض نقاط الضعف في حزب العمال الكردستاني وعدم قدرتنا على وضع نهج القائد آبو موضع التنفيذ بنجاح كامل. من الواضح أن هجوم المؤامرة الدولية ضد القائد آبو، والذي أضعف حزب العمال الكردستاني، قد تم تنفيذه لتحقيق هذا الهدف. كما يظهر هذا الوضع حاليًا، تم التغلب على نقاط ضعف حزب العمال الكردستاني، ومع قتال حزب العمال الكردستاني بشكل فعال، يتطور النضال الديمقراطي العالمي جنبًا إلى جنب مع الكفاح الديمقراطي في الشرق الأوسط. ستكشف سنة المقاومة الخمسين هذه التطورات بشكل ملموس أكثر.
4 - مهام السنوية الخمسين
مع حملة "حان وقت الحرية" تدخل حركتنا وشعبنا واصدقائنا السنوية الخمسين للحزب والقائد. بمثل هذه الحملة يواصلون النضال من أجل الوصول باستراتيجية حرب الشعب الثورية إلى النصر. على هذا الأساس يريدون هزيمة فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وتفكيك نظام العزلة والتعذيب في إمرالي، وترسيخ الديمقراطية في تركيا والشرق الأوسط على أساس الحرية الجسدية للقائد آبو. إذا تمكنا من استخدام المعطيات الموجودة بشكل صحيح وتصعيد النضال بأساليب إبداعية ، فإننا نعتقد أننا سنحقق هذه الأهداف أيضا.
إن النضال المتواصل على مدى 23 عاماً فضح المؤامرة الدولية في أعلى المستويات ووجه لها ضربة قوية. لقد تم الكشف عن طبيعة سياسة الإبادة الجماعية وسياسات الفاشية اللاإنسانية. لقد تم الكشف للراي العام بشكل واضح عن كيف ان نظام التجريد والتعذيب في إمرالي يلحق الضرر بالجميع. إدارة رجب طيب أردوغان، التي كانت مكلفة على مدى 20 عاماً بإنجاح المؤامرة، فقدت قدرتها. وكمان أن الشخص الغريق يتمسك حتى بالثعبان، فإنه صار يستنجد بحزب الحركة القومية، الأمر يكشف بشكل واضح وجلي عن السمة الاستعمارية والقاتلة لإدارة رجب طيب أردوغان. كانت الولايات المتحدة قد كلفتها بمهمة إنجاح المؤامرة لكنها فشلت في تنفيذها، فتدهورت علاقتهما جزئيا. وهكذا أصبح نظام المتآمرين مشتتاً من الداخل وضعيفاً.
وفي الجهة المقابلة، وعلى الرغم أننا خلال مراحل النضال الدؤوب واجهتها جملة من الصعوبات الجمة، وقدمنا تضحيات جسام، فقد حققنا أيضا مكاسب كبيرة. بداية تم اكتساب تجارب جيدة ومفيدة. أعدنا بناء أنفسنا وفقًا للضرورات الاستراتيجية والتكتيكية. لقد أدى النضال الذي خضناه ضد داعش إلى انتشار حركتنا على مستوى العالم ورفعها إلى مستوى جيد جدا. ولمرات متتالية تم إفشال مخططات الإبادة لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية والتي تم وضعها بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية والحزب الديمقراطي الكردستاني. ومؤخراً، فإن المقاومة الكبيرة التي طورتها قوات الكريلا البطلة في غاري ومتينا وزاب وآفاشين، تحت قيادة النساء والشباب ونشاطات الشعب والأصدقاء، أوصلتنا إلى مستوى أعلى. ونتيجة لذلك نجحنا في عقد الاجتماعات السنوية للإدارة لتقييم هذه التجربة، واستخلاص دروس غنية من هذه الاجتماعات، ودخول السنوية الخمسين بشكل أقوى وأكثر استعدادا. على هذا الأساس فإن استعداداتنا وقوتنا أكبر. مما يعني المزيد من القدرة على النضال. لدينا الآن مثل هذه الإمكانيات.
وبناء على هذه الأسس، من الضرورة بمكان وقبل كل شيء فهم حقيقة القائد وحزب العمال الكردستاني بشكل أكثر دقة وعمقاً في السنوية الخمسين. سنفعل ذلك في أجزاء كردستان الأربعة وفي أنحاء العالم الأربعة. سوف ننشر النهج الآبوجي بين شعوب العالم المضطهدة بشكل أوسع، ونحولها إلى مزيد من التنظيم والنشاط. لأن النضال الناجح وتحقيق النصر مرتبطان بهذا. سيتم اتخاذ القرارات الصحيحة والتنفيذ الخلاق على هذا الأساس.
وبناء عليه فإن بعض جوانب مقارباتنا للقائد يجب أن تخضع للنقد والتصحيح. من المؤكد أننا مرتبطون بحقيقة القائد، ونكافح بشجاعة وتضحية كبيرين. لا يوجد تقصير في هذا الصدد. لكن هذا الوضع غير كاف. من الضرورة بمكان فهم القيادة بشكل صحيح وتطبيق حقيقة القيادة بشكل صائب وناجح. في هذه النقطة تكمل مشكلتنا في الفهم الصحيح والتطبيق الناجح لحقيقة القيادة. والأهم من ذلك أننا لا نتوقف بإمعان على موضوع حقيقة القيادة، ولا نقوم بالتعمق في الأمر. مستوى بحثنا لا يكفي. مع أنه من الضروري التركيز كثيرا على الموضوع والبحث فيه والعمل فقاً لنهج القيادة وتطوير حلول للمشاكل الموجودة على أساس نهج القيادة.
لكن في معظم الأحيان لا نفعل ذلك ونطرح أفكارنا الشخصية. وعدا عن ذلك فإننا نصر على أفكارنا الشخصية ونفرضها. أي أننا نعاني من الضعف في إدارة العمل الجماعي والاستماع إلى رفاقنا. لا يمكننا خوض نضال مستدام. نحن نخلط بين النضال الذي نخوضه ضد النظام من داخل النظام، وبين الاضمحلال. مما يؤدي إلى بروز نزعات الحل التي يتبعها النظام، أي أننا نبحث عن الحلول السريعة. مع أن الحل الديمقراطي يتطلب منا إيجاد نظام بديل، ويتطلب نضالاً دائماً ضد النظام الحاكم. بالطبع يجب القيام بذلك بالطرق والسبل الصحيحة. على هذا الأساس يجب التوجه نحو التصحيح، والوصول إلى سمات المناضل الوطني المحترف الذي يوصل الثورة الآبوجية، ثورة الحقيقة إلى النصر.
تستمر حملة "حان وقت الحرية" على أساس استراتيجية حرب الشعب الثورية. في هذا السياق فإن الأهداف التي وضعناها نصب أعيينا لأجل تحقيق النصر واضحة. سوف نسقط فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية. ونحطم نظام التجريد والتعذيب في إيمرالي، وتحقيق الحرية الجسدية للقائد آبو. وتحقيق كردستان الحرة، وتحقيق الديمقراطية في تركيا والشرق الأوسط. هذه المهام واضحة وملموسة للغاية. كما نحتاج إلى تكثيف كل كفاحنا في الخارج وأجزاء كوردستان الأربعة لإنجاح هذه المهام. يجب أن يكون كل نضالنا الأيديولوجي والسياسي والاجتماعي والعسكري ونضالنا الخاص بالنساء والشباب من أجل نجاح وتحقيق هذه المسؤوليات. يجب أن نضع مخططاتنا بناءً على هذه الأهداف ووضع مهام مختلفة على جدول الأعمال.
من ناحية أخرى ، لا يمكن تحقيق المهام الحالية إلا من خلال مقاومة شاملة قائمة على استراتيجية حرب الشعب الثورية، فمن الواضح أن النصر لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال أساليب النضال المتنوعة. وعليه لا يمكن تحقيق أهدافنا الحالية إلا من خلال استراتيجية حرب الشعب الثورية. مما يعني أن نضالنا الأساسي هو حرب الشعب الثورية. يجب أن يرتكز عملنا ونضالنا على هذا في كل مكان وعلى أساس نجاح استراتيجية حرب الشعب الثورية. وكهدف فإن علينا اعتماد النضال على أسس حرب الشعب الثورية لتحقيق أهدافنا المرحلية. وعدا ذلك فإن اية مقاربات مغايرة لن تكون صائبة وكافية. أحياناً لا يتم النضال والكفاح وفقًا لاستراتيجية حرب الشعب الثورية، وفي بعض الأحيان يتم النضال وفقاً لاستراتيجيات أخرى. عندما يعتمد أحدنا هذه الإستراتيجية، فإن الآخر منا لا يستطيع النضال على أساس إستراتيجية مختلفة ومواصلة النضال. ولهذا السبب ، يظهر الضعف والتشرذم في الممارسة العملية.
فإذا من الضرورة بمكان أن يكون النضال والعمل الجاري في كل الميادين في خدمة تحقيق أهداف المرحلة ووفق أساليب حرب الشعب الثورية. يجب أن تطوير وخوض كل نضالنا وكفاحنا الثوري في جميع الميادين وفق ضرورات حرب الشعب الثورية وإيصاله إلى النصر. بدون استثناء يجب أن يكون كل نضالنا وكفاحنا على هذا الأساس وبناء على هذه الأهداف ووفق الضرورات الاستراتيجية. لا يمكننا البقاء خارج الإستراتيجية بالقول "هناك حرب في هذه الإستراتيجية ، لكني أقوم بالدعاية أو النضال الجماعي". يجب تنظيم كل نشاطاتنا الاجتماعية والسياسية والعسكرية والأيديولوجية وفق احتياجات الاستراتيجية الحالية بما يضمن تحقيق النصر.
على هذا الأساس ، فإن قوات الكريلا البطلة على وجه الخصوص سوف تستخدم كل قوات حرب الكريلا الفدائية، وتظهر كل إبداع وبراعة أسلوب حرب الكريلا، وبالتالي تقود مرحلة السنوية الخمسين، في الجبال والسهول والمدن، في كل مكان نتعرض فيه لهجمات فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وسوف تستهدفها بضربات ممية. سوف تطور الدفاع الذاتي الشعبي، وتقوي العمل الاستخباراتي والاستطلاعي، وتضرب العدو الفاشي القاتل أينما توجه. ستوجه المزيد من الشباب نحو الكريلا والحماية الذاتية، وتنشر الحرب الثورية وتوسعها في كل مكان.
شعبنا الوطني بقيادة الحركات النسائية والشبابية سيطور تدريبة وتنظيمه في أجزاء كردستان الاربعة وفي الخارج، وسيواصل النضال بشكل متواصل على هذا الأساس، ومن خلال تطوير الأنشطة المبتكرة سيعززون من الحرب الثورية وتنظيم الشعب. وستقوم بجميع أنشطة البناء الاجتماعي على أساس التدريب والتنظيم وفقا لاحتياجات الحرب الشعبية الثورية، وعلى أساس الحماية الذاتية، وعلى هذا الأساس سيتم تصعيد وتعزيز المقاومة الثورية الشاملة. ستقود حركاتنا النسائية والشبابية الحركة الاجتماعية بنجاح، وستلعب دورها بنجاح في الانخراط في حرب الكريلا وتصعيد المقاومة.
سترتكز جميع نشاطاتنا الدعائية والتحريضية على مرحلة السنوية الخمسين، حيث ستعمل من ناحية على تطوير تدريب شعبنا وأصدقائنا على نهج القائد، ومن ناحية أخرى ستخوض نضالاً إيديولوجياً ناجحاً، من ناحية أخرى ستصل إلى المستوى الذي يمكنها فيه من إفشال الحرب النفسية الخاصة، وخوض دعاية ناجحة وفعالية للحرب الثورية.
ستساهم نشاطاتنا الفنية والأدبية في السنوية الخمسين في إبراز أهمية المرحلة، فمن ناحية ستحارب هجمات الإبادة الجماعية الثقافية، وتعرف كيف تتصدى لها وتفشلها، ومن ناحية أخرى ستطور الثورة الثقافية من جميع النواحي، والتي تعتبر ضرورة كبيرة من أجل ثورة الحرية.
كفاحنا النظري والتربوي ، سيظهر مستوى حركتنا، بما ينسجم مع المستوى الذي وصلت إليه في السنوية الخمسين، يجب أن تصل إلى المستوى المطلوب من أجل نشر وتطوير الثورة الفكرية التي أطلقها القائد آبو، وإعداد الكوادر اللازمة للنضال.
مما لا شك فيه أن من أهم أعمال السنوية الخمسون هو نضالنا في مجال العلاقات الخارجية والتحالفات. إن لجاننا وممثلينا الذين يقومون بالعمل الدبلوماسي في كل مكان، وخاصة مع شعوب تركيا وسوريا والعراق وإيران، سيطورون العلاقات والتحالفات ويركزون على النضال المشترك، بما في ذلك التحالفات الاستراتيجية، وسيسعون من أجل الوحدة وتعزيز التحالفات. ستعمل الشعوب التركية والعربية والفارسية والأرمن والسوريون على وجه الخصوص مع شعوب المنطقة بأسرها من أجل النهوض بمساعي وحدة الشرق الأوسط الديمقراطي على جميع المستويات. وعلى الصعيد العالمي، يجب تعزيز التحالفات والتوافقات مع الحركات النسائية والشباب، مع العمال والكادحين، مع الحركات والمنظمات البيئية، مع كل القوى المناهضة للفاشية والرأسمالية. سنكون منفتحين على التحالف التكتيكي مع الجميع، والاستفادة من الصراعات داخل نظام الدولة وعزل وفضح فاشية حزب العدالة والتنمية - حزب الحركة القومية على هذا الأساس.
ستتخذ كل اللجان والمنظمات الحزبية القرارات اللازمة، وتخطط وتتولي زمام المبادرة في تطوير الممارسة الثورية الناجحة من أجل تحقيق النصر في مرحلة السنوية الخمسون.
على هذا الأساس، ندعو جميع لجاننا ومنظماتنا الحزبية، وجميع رفاق الحزب، وقوات الكريلا البطلة، والحركات النسائية والشبابية، وجميع أبناء شعبنا الوطني في كل مكان، إلى فهم واستيعاب حقيقة القائد والحزب التي وصلت إلى السنوية الخمسون، وإدراك مسؤوليات السنوية الخمسون، والعمل على تحقيقها بقوة. وفي الذكرى السنوية الخمسون إيصال حملة "حان وقت الحرية" إلى النصر، والتي تهدف إلى تحقيق الحرية الجسدية للقائد آبو.
ندعو أصدقائنا الأعزاء؛ وجميع القوى الثورية والديمقراطية في تركيا، وحركات النساء والشباب والمنظمات العمالية والكادحين، وجميع الشعوب المضطهدة، إلى تعزيز النضال الثوري المشترك ضد الجهورية التركية وفاشية حزب العدالة والتنمية - حزب الحركة القومية، وبالتزامن مع السنوية الخمسون للقيادة والحزب، الإطاحة بفاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وتحقيق تركيا ديمقراطية قائمة على أساس حرية الشعب الكردي.
ندعو جميع القوى العربية، وخاصة القوى الديمقراطية، والثوار والشعوب المضطهدة، والمنظمات النسائية والشبابية، والأوساط المناهضة للرأسمالية والمناهضة للإمبريالية في الشرق الأوسط ، للنضال معا من أجل الديمقراطية والحرية ضد الدول القومية الدكتاتورية والهيمنة الأجنبية في منطقتنا. وتحقيق الكونفدرالية الديمقراطية في الشرق الأوسط لكي تتمكن شعوبنا من العيش في أخوة وحرية!
ندعو جميع القوى الاشتراكية والثورية والديمقراطية، والمنظمات النسائية والشبابية، والحركات البيئية، والأوساط العمالية والكادحين، وجميع المنظمات والأحزاب المناهضة للرأسمالية والامبريالية، والأوساط الديمقراطية المناهضة للفاشية في العالم، لخوض نضال الحرية والديمقراطية والأخوة المشترك، ضد نظام السلطة والدولة ونظام الحداثة الرأسمالية الذي ولى زمانه ويتسبب بالمزيد من الامراض. وتحقيق الكونفدرالية الديمقراطية العالمية حيث يعيش فيه كل فرد بحرية وديمقراطية.
يجب أن تشعر الرجعية بالخوف في كل مكان، فالحركة الآبوجية للقرن الجديد قادمة! ثورة الحقيقة الآبوجية تتمدد في كل الميادين.
ما قمنا به في السنوات الـ 49 الماضية ستكون مرآة تعكس ما سوف نفعله في السنوية الخمسون للقائد وحزب العمال الكردستاني!
على هذا الأساس، نهنئ بداية القائد آبو وجميع رفاق حزبنا وأبناء شعبنا الوطني وجميع أصدقائنا الثوريين الديمقراطيين، بمناسبة عيد نوروز الحرية. ولنجعل من السنوية الخمسون للقائد والحرب عام النصر والنضال العظيم والتاريخي.
الموت للدكتاتورية الفاشية الاستعمارية القاتلة
عاش نضال الحرية والديمقراطية
عاشت مقاومة السنوية الخمسون
عاش رائد نصر شعبنا
عاشت نوروز
عاش القائد آبو
آذار 2022