حزب العمال الكردستاني: لنجعل كل يوم في هذا العام نوروزاً جديداً
أصدرت اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، اليوم الاثنين، بياناً بمناسبة حلول عيد نوروز.
أصدرت اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، اليوم الاثنين، بياناً بمناسبة حلول عيد نوروز.
واستهلت اللجنة القيادية بيانها الذي وصلت نسخة منه لوكالة فرات للأنباء (ANF)، بتهنئة القائد عبداالله أوجلان وجميع أبناء وبنات الشعب الكردي بمناسبة حلول عيد نوروز الذي يختزل المقاومة في سبيل الحرية بأجمل صورها.
وشددت اللجنة في بيانها على أن نوروز هذا العام مميز جداً، حيث أنه يصادف الذكرى الخمسين للقفزة الأوجلانية وتأسيس حزب العمال الكردستاني الذي يناضل وبلا هوادة ضد الفاشية والاحتلال والظلم والعبودية منذ نصف قرن.
ودعا البيان جميع أبناء وبنات الشعب الكردي إلى تحويل كل يوم من أيام هذا العام الجديد إلى نوروز جديد ضد الفاشية والاحتلال الذي يسعى لإبادة الكرد.
وجاء في نص البيان:
في هذا العام نستقبل نوروزاً جديداً ومختلفاً. نوروز هو عيد الوحدة والمقاومة والحرية، حيث يمثل هذا اليوم أحد أعظم أعياد الحرية في تاريخ البشرية. ومع بدء القفزة الأوجلانية وتأسيس حزب العمال الكردستاني، زاد جمال هذا العيد وبات يحمل في طياته مغزىً أعمق وبات يأخذ مكانته التي تليق به. فكما تقتح الطبيعة أبوابها على الإزهار في فصل الربيع، فإننا أيضاً نجدد أنفسنا ونعيد هيكلة أنفسنا في كل نوروز ونملئ أنفسنا بروح وعي الوحدة والمقاومة والحرية.
وفي عام 2022 ينتظر الشعب الكردي وحركة حرية كردستان وأصدقائنا نوروز مليء بالعاطفة والفكر. نرحب بعام نوروز الجديد على هذا الأساس، حيث تقام احتفالات حماسية بعيد نوروز في أجزاء كردستان الأربعة وجميع أنحاء العالم. أينما يوجد كردي وطني، فإن شعلة نوروز ستكون متقدة. خلال هذا العام يتم الترحيب بعيد نوروز بحماس وتصميم. ونحن على ثقة بأن الشعور بالاحتفال سيستمر على مدار العام وأن نضالنا من أجل الحرية والديمقراطية سوف يتقدم باستمرار من خلال تحويل كل يوم من أيام السنة إلى عيد نوروز جديد.
وإنطلاقاً من ذلك، نهنئ القائد عبدالله أوجلان وجميع رفاقنا في الحزب وأبناء وبنات شعبنا الوطني وأصدقائنا الديمقراطيين الثوريين بمناسبة حلول عيد نوروز ونتمنى لهم كل النجاح في العام الجديد. نحيي النضال العظيم من أجل الحرية الذي يهدف إلى تحرير القائد أوجلان، والذي انطلق تحت قيادة مقاومة إمرالي التاريخية ويستمر بالمقاومة البطولية في الجبال وفي المدن وفي كل مكان ونحيي ذكرى كل شهدائنا الأبطال بكل احترام ومحبة وامتنان ونخص بالذكر شهيدي نوروز العظيمين مظلوم دوغان وزكية ألكان. نحتفل بأسبوع أبطال شعبنا الوطني ونحيي ذكرى شهدائنا الأبطال الوطنيين مظلوم دوغان ومعصوم قورقماز. ومن هنا نتوجه بدعوة شعبنا ورفاقنا للاحتفال إلى تحويل كل يوم من العام الجديد إلى نوروز.
وما يميز نوروز هذا العام هو أنه يصادف الذكرى الخمسين للقفزة الثورية الأوجلانية التي وضعت الأساس لولادة حزب العمال الكردستاني. وهكذا، تصادف سنة نوروز هذه الذكرى الخمسين لمسيرة القائد أوجلان وحزب العمال الكردستاني الذي تأسست نواته في نوروز عام 1973 على يد مجموعة مؤلفة من ستة أشخاص في منطقة سد جوبوك بولاية أنقرة. وهكذا ظهرت مقاومة وحقيقة حركة حرية كردستان ضد الاضطهاد وظلام فاشية حكم العسكر الانقلابيين الذين سيطروا في 12 آذار عام 1971.
الآن، دخلت مسيرة الحقيقة الأوجلانية عامها الخمسين، وبات من الواضح أن القائد أوجلان هو قائد نوروز. وُلد حزب العمال الكردستاني وتطور كحزب نوروز. تحت ريادة القائد أوجلان وحزب العمال الكردستاني، تحول الشعب الكردي إلى شعب نوروز عبر مواصلة نضاله وكفاحه من أجل الحرية على مدى السنوات الـ 49 الماضية. هذه هي المرة الأولى في تاريخ كردستان التي تمكنت قيادة حركة حرية كردستان المتمثلة بحزب العمال الكردستاني من الاستمرار بالنضال والقتال في سبيل الحرية دون انقطاع لمدة خمسين عام وتمكنت من تحقيق نجاحات تاريخية كثيرة.
وعلى هذا الأساس، نحيي حلول العام الخمسين لهذه القفزة التاريخية للقائد أوجلان والمتمثلة بولادة حركة حرية كردستان. نهنئ الشعب الكردي والنساء والشباب على نجاحهم في خلق قائد وحزب ناضلا بلا هوادة في ظل ظروف قاسية بشكل لا يصدق على مدى خمسين عاماً. نحيي ذكرى الشهداء الأبطال في مسيرة الحرية المقدسة هذه باحترام وامتنان وشرف ونستذكرهم جميعاً في شخصيات الرفاق حقي قرار ومظلوم دوغان وخيري دورموش وكمال بير وساكينة جانسيز ومحمد كاراسونغور وعكيد وبيريتان وزيلان. ونعطيهم مرة أخرى وعدًا بأننا سنحقق أهدافهم ونحيي ذكراهم.
ومما لا شك فيه أن أكثر من عمل بجد من أجل تبقى مسيرة الحرية المقدسة هذه قائمة، والتي لا تزال شعلة مقاومتها متقدة منذ نصف قرن، هو القائد عبدالله أوجلان، حيث أنه أطلق هذا النضال العظيم وتحمل العبء الأثقل وأنجز أصعب المهام. إنه من حررنا كمقاتلين وحزب وشعب من نظام الإبادة الجماعية المتخلف وأعاد خلقنا بما يتماشى مع الحياة الحرة. لقد جعل طريق الحرية هذا مقدسًا وأبقاه منيراً على الدوام، مما مهد الطريق للنصر. لذلك، بقلوب مفعمة بالوقار، لا يمكننا أن نظهر احترامنا وحبنا وتقديرنا الكافي له على هذه الإنجازات العظيمة والتفاني في سبيل حرية شعبه. فقط الشخص الصادق والمنخرط في النضال هو الشخص الذي يفهم حقيقة القائد آبو بعمق ونجاح. نحن نعلم هذه الحقيقة، وعلى دراية ووعي بذلك ونعلن بأننا سنعمل ونناضل وفقًا لذلك في كل لحظة من عام الكفاح الخمسين.
ويجب ألا ننسى أن شهداءنا الأبطال قدموا أكبر دعم خلال مسيرة الحرية المقدسة التي استمرت نصف قرن تحت ريادة القائد أوجلان. هم الشهداء الذين أوصلوا نضال شعبنا إلى نقطة اللاعودة وضَمِنوا النصر. جنبًا إلى جنب مع القائد آبو، كان شهداءنا الأبطال هم من علمونا ونظمونا ووحدونا وقاموا بقيادتنا. هم من كانوا مصدر إلهامنا وإصرارنا على تحقيق النصر. بدونهم، لن نكون قادرين على فعل أي شيء، ولا حتى اتخاذ خطوة واحدة. كحركة وشعب، خرجنا إلى الوجود على خطى الشهداء، وقد وصلنا إلى هذه المرحلة بفضلهم. لذلك، نحن بحاجة إلى فهم حقيقة الشهداء وتنفيذها بنجاح جنبًا إلى جنب مع حقيقة القائد أوجلان. نحيي ذكرى شهدائنا الأبطال دائمًا باحترام وامتنان، وسنظل نتذكرهم دائماً. إن نضالنا القائم على الإصرار والنصر في العام الخمسين سيتم تنفيذه أيضًا استناداً على هذه الحقيقة التي تمثل أساساً لحركتنا.
مما لا شك فيه أن قيادتنا المقاومة هي قوات الكريلا الشجاعة التي عاشت وقاتلت على طول جبهات التضحية. انطلاقا من شجاعة الكريلا وروح التفاني في سبيل الحرية والكرامة، خلقت النساء والشباب الكرد هذه المسيرة البطولية المستمرة منذ خمسين عاما. قدمت جميع الشعوب المضطهدة، وخاصة الشعب التركي والفلسطيني العربي والأرمني والآشوري السرياني، وشرائح المجتمع المضطهدة من الحركات الديمقراطية والإنسانية، دعما ومساهمات قيّمة لمسيرة الحرية المقدسة هذه. وبهذه المناسبة نحيي كل من ساهم في مسيرة الحرية المقدسة باحترام ومحبة.
اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني
14 آذار عام 2022