مع اقتراب انتخابات الـ 14 من أيار، هناك مطالب شعبية واسعة وتُبذل جهود كبيرة في كل مكان في تركيا وكردستان لهزيمة فاشية حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية ونصرة حزب الخضر اليساري.
إذا هُزمت الفاشية وانتصرت الديمقراطية في هذه الانتخابات، ماهي الأمور التي ستنتج جراء ذلك؟ وضمن هذا السياق، تحدثت الرئيسة المشتركة لمجلس الشعب الديمقراطي في مخيم الشهيد رستم جودي للاجئين (مخمور)، فيليز بوداك، إلى وكالة فرات للأنباء.
وذكرت فيليز بوداك إن التحالف الفاشي بين حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية يضعف تركيا بشكل متزايد لا سيما في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية ويخلق البؤس والفقر، وقالت: " إنها حكومة استهلاكية، تأخذ من دم الشعب وأمواله، لا تهتم بما يعانيه الناس من فقر ومشاكل في المجتمع، الدولة بطبيعتها لا تهتم ولا تفكر بالمجتمع، لا يوجد فيها شيء لبناء حياة عادلة ومتساوية ومشتركة في المجتمع، الدولة في أساسها مبنية على الجشع والنهب، علاوة على ذلك، ترى من مال المجتمع وأملاكه غنيمة لها، بأي حال من الأحوال لا تستطيع الدولة أن تحل مشاكل المجتمع وأن تخلصه من البؤس والفقر، وظهر هذا الوجه الفاشي لحكومة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية في زلزال 6 شباط الذي كان مركزه بازارجخ، الذي راح ضحيته وفقاً للإحصاءات الرسمية، 50 ألف شخص، لكن هذا الرقم غير صحيح والمزيد من الناس فقدوا حياتهم وظلوا تحت الأنقاض، ولم تصل حكومة حزب العدالة والتنمية والحركة القومية الفاشية إلى المناطق التي وقع فيها الزلزال إلا بعد ثلاثة أيام، وبدلاً من التفكير بالاستفادة من الإمكانات الموجودة لمساعدة الشعب وتغطية خسائره وتضميد جراحه، فكرت بشن الحرب على حركة حرية كردستان، لم تهتم قط بالأشخاص العالقين تحت الأنقاض، لم تهتم بالأشخاص الذين عانوا من البرد والجوع في الشوارع، كانت تفكر بمصالحها فقط، لم تهتم إلا بكيفية النجاح في إنكار ومحو الشعب الكردي في شخص القائد أوجلان وحركة حرية كردستان".
" كان حزب الشعوب الديمقراطي يجمع المساعدات من أجل ضحايا الزلزال، لكن هيئة إدارة الطوارئ والكوارث التركية والهلال الأحمر التركي كانا يبيعانها"
وأشارت بوداك إلى أنه على الجانب الآخر هناك قوى اجتماعية آتت من داخل المجتمع ويؤمن بها المجتمع؛ مثل حزب الشعوب الديمقراطي والمنظمات المدنية والمؤتمرات والنقابات العمالية، وتابعت: "كل هذه القوى وضعت كافة أعمالها جانباً وبدأت بالعمل من أجل تغطية جروح ضحايا الزلزال وتوفير احتياجاتهم، صنعت الأمهات الخبز والطعام في مدن كردستان، وفي أماكن أخرى، غادر بعض الأشخاص الأوفياء منازلهم وعملوا بطريقة لا مثيل لها في المناطق المنكوبة، في المقابل، انشغلت الدولة بشن الهجمات على مناطق الدفاع المشروع، ارتكبوا المجازر ونفذوا حملات اعتقالات طالت قيادات حزب الشعوب الديمقراطي ومؤسسات المجتمع المدني، 50 ألف شخص فقدوا حياتهم هنا، لكن الدولة لم تهتم، حتى عندما حاولت التصرف حيال ذلك؛ أخذت المساعدات من القوى الدولية ووضعتها في مصارفها وبنوكها، كان التناقض الذي ظهر حينها واضحاً جداً، كان الناس بلا خيام هناك، لكن هيئة إدارة الكوارث والطوارئ والهلال الأحمر التركي ومؤسساتهم، التي من المفترض أن تكون مهتمة بالناس، باعت تلك الخيام، باعوا المساعدات التي كان من المفترض أن تُعطى لضحايا الزلزال، من ناحية أخرى، قام حزب الشعوب الديمقراطي والمنظمات المدنية بجمع المساعدات ونادوا الشعب من أجل تقديم المساندة والدعم لضحايا الزلزال".
"هُزمت الفاشية أمام حركة الحرية والفعاليات الشعبية"
وأفادت بوداك أنه على الرغم من نداء منظومة المجتمع الكردستاني إلى وقف إطلاق النار، هاجم جيش الاحتلال التركي قوات الكريلا الذين قد اتخذوا وضعية دفاعية لحماية أنفسهم، وقالت:" يوضح هذا أيضاً الفرق بين الذين يريدون بناء المجتمع والسلطات، هذه الفاشية هُزمت أمام حركة الحرية والفعاليات الشعبية، لذلك، تتم مناقشة وضع الحكومة في الانتخابات، وفي الوضع الحالي، من الواضح أنها لا تستطيع البقاء في السلطة، هذه الحكومة التي كان وعدها؛ سأقضي على حزب العمال الكردستاني، لن أسمح بالتحدث باللغة الكردية، ومن خلال مهاجمة شنكال ومخمور وروج آفا كردستان، كانت تريد إعلان ذلك على أنه انتصار في الانتخابات، وكانت الهجمات التي شُنت على مناطق الدفاع المشروع ضمن هذا السياق أيضاً، خاصة مع استخدام الغازات الكيماوية ضد حركة حرية كوردستان، فإنها تريد استخدامها كاستثمار للانتخابات".
"النضال الذي نخوضه، لا يجب أن يقتصر على الانتخابات فقط"
وأشار بوداك إلى أن نظام الدولة والنظام الوطني الديمقراطي يريدان خوض حرب ذهنية وقالت: "ولذلك، النضال الذي نخوضه، لا يجب أن يقتصر على الانتخابات فقط، كأشخاص يعيشون في تركيا وكردستان، إذا ربطنا كل شيء بالانتخابات، فسوف يجعلنا ذلك نعاني من خلل وثغرات كبيرة، وإذا كانت الحكومات التي تصل إلى السلطة لديها نفس عقلية الفاشية، فلن يكون هناك الكثير من التغيير، ما أوصل حكومة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية إلى حافة الهاوية وجعلتها بحاجة إلى كل شخص هو نضال القائد أوجلان، الشعب الكردي وكريلا حرية كردستان، ولذلك، انتخابات 14 أيار مهمة، لكن كل شيء لا يعتمد عليها، النجاح فيها سيكسبنا بعض الأشياء، لكن ليس كل شيء.
لذلك، يجب على أولئك الذين سيصوتون لحزب العدالة والتنمية، الذي يرتكب جميع أنواع السرقة والانتهاكات ضد الذين هُجروا من بلدانهم ولجأوا إلى تركيا، وأولئك الذين سيصوتون لحزب الخضر اليساري، الذي يمثل الديمقراطية وحرية المجتمع، التصرف بحكمة، وعليه فإن الانتخابات ستجري بين خطين، بين خط الوطنية الديمقراطية وخط السلطة".
وفي نهاية حديثها، دعت الرئيسة المشتركة لمجلس الشعب الديمقراطي في مخمور، فيليز بوداك، الشعب الكردي والنساء والشباب إلى عدم التصويت لصالح فاشية حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، التي تنكر إرادة ووجود وهوية الشعب الكردي، وذكرت أنه يجب على الجميع التصويت لصالح حزب الخضر اليساري، الذي يمثل الحياة المتساوية والديمقراطية للشعوب.