فاطمة عمر: فضلتُ المشاركة في الحرب على أن أتخلى عن أرضي وشعبي

قالت الرئيسة المشتركة لاتحاد جرحى الحرب في شمال وشرق سوريا، فاطمة عمر، أنها فضلت المشاركة في الحرب على أن تتخلى عن أرضها وشعبها، لذلك انضمت إلى صفوف وحدات حماية المرأة، وجعلت لحياتها معنى.

قالت الرئيسة المشتركة لاتحاد جرحى الحرب في شمال وشرق سوريا، فاطمة عمر، التي فقدت ذراعها خلال مشاركتها في معركة الحسكة في عام 2014: إن حركة التحرر الوطني الكردستاني، بثت الروح في المجتمع الذي كان على وشك الموت والإبادة.

وتحدثت فاطمة عمر إلى وكالة فرات للأنباء (ANF) عن انضمامها إلى صفوف حركة الحرية الكردية، وقالت: " تدور حربٌ قوية في روج آفا، وفي إطار هذه الحرب هاجر بعض الأشخاص من الوطن، وأنا بدوري قررت القتال بدلاً من التخلي عن روج آفا كردستان وشعبنا، لذا انضممت عام 2014 إلى صفوف وحدات حماية المرأة (YPJ)، ولم أغادر روج آفا بسبب حبي وعشقي لأرضي…. أولئك الذين هاجموا مناطقنا سعوا لإبادة الشعب، لذلك كان الخطر يهدد حياة جميع الشعوب، وبدلاً من مغادرة الوطن، الشيء الصحيح الذي كان يجب القيام به هو حماية الوطن والشعب، وكنت على دراية تامة بهذه الحقيقة".

تأثرت بشجاعة المرأة المقاتلة

وذكرت فاطمة عمر وطنية عائلتها ودور عائلتها في انضمامها إلى حركة الحرية، وقالت: " بعد قدوم القائد عبد الله أوجلان إلى روج أفا، كانت عائلتي من بين العائلات الأوائل التي سارت على فكره وفلسفته، حيث كانت عائلتي تعمل مع الأحزاب الكردية الأخرى في السابق، وفي ذلك الوقت انتقلنا إلى دمشق، وكان القائد آبو في دمشق أيضاً وكان الرفاق دائماً يأتون إلى منزلنا، والرفيقة الأولى التي رأيتها كانت من قوات الكريلا، وكنت صغيرة جداً آنذاك، لكنها لفتت انتباهي جداً حيث أن فتاة مثلها تقف على أقدامها بمفردها وفي وقت متأخر من الليل تأتي سراً إلى منزلنا، كان نظام البعث قوياً في سلطته آنذاك، إذا كان النظام عرف مكانها لكان بالتأكيد سيعتقلها، كان الرفاق يدركون ذلك جيداً لذلك كانوا يتحركون سراً، ورغم ذلك كانت تأتي إلى منزلنا بدون خوف وبكل شجاعة، وكانت تحب وتهتم بالأطفال كثيراً، كانت دائماً تحادثني، ومثال على ذلك، فكنا نخفي مرافعات وكتب القائد في منزلنا، وبهذه الطريقة تعرفنا على بعضنا البعض وكان لهؤلاء الرفاق تأثير كبير علي وعلى عائلتي، في ذلك الوقت من الملفت جداً أن تحمل المرأة سلاحاً وتتحرك بمفردها، والمجتمع يراها كامرأة قديرة وذو أهمية".

فهمت المعنى الحقيقي للحياة

وتحدثت فاطمة عمر عن التغيير الذي حصل في شخصيتها خلال انضمامها، وتابعت قائلةً: " قبل كل شيء، عرفت حقيقة شخصيتي كامرأة، ومعاناة التي يواجهها الشعب الكردي، والواقع التاريخي الذي يفرض وينكر وجود شعبنا الكردي، والحقيقة التاريخية التي لم يكن يستطيع أحد التحدث عنها بسهولة، الدفاع والحفاظ على اللغة الأم، وكان لكل هذه أهمية كبيرة في القضية الكردية، وأنا كفتاة كردية فهمت هذه الأهمية وانبعاثها في ذاتي، أصبحت حياتي ذات معنى وأهمية، وخاصةً فهمت المعنى الحقيقي لحياتي النضالي مع انضمامي لحركة الحرية الكردية".

الشعب الكردي انبعث من جديد ونوهت الرئيسة المشتركة لاتحاد جرحى الحرب في شمال وشرق سوريا، فاطمة عمر، في ختام حديثها، أن الشعب الكردي وكردستان أعيد إحياؤهما وانبعاثهما بفضل مرحلة القائد عبد الله أوجلان وحركة التحرر الكردستانية، وقالت:أن " حركة التحرر الكردستانية قامت بثورة المقاومة وامتدت هذه الثورة إلى جميع أجزاء كردستان الأربعة وجميع أنحاء العالم، الثورة لم تكن ثورة الشعب الكردي فحسب بل ثورة جميع الشعوب المضطهدة، وحركة التحرر الكردستانية تدخل عامها الخمسين من نضالها ومقاومتها، كما أنها تتوسع وتنبعث كل يوم خلال مسيرتها الثورية في الخمسينيات، وهذه الحركة انبعثت الروح في المجتمع الذي كان على وشك الإبادة والموت".