جيان ريدور.. المقاتلة التي أصبحت حلقة مهمة في مقاومة متينا

أصبحت جيان ريدور، التي شاركت في مسيرة الحرية للانتقام لاستشهاد شقيقها الشهيد ريدور كوباني، واحدة من الحلقات المهمة في مقاومة متينا.

أثناء محاولته تعزيز النضال التحرري الكردستاني، جال القائد أوجلان في العديد من الأماكن، انطلاقاً من العاصمة التركية إلى قرى ومدن كردستان، ومن الأماكن التي جال فيها كانت مدينة كوباني، وأصبحت هذه المدينة، التي تحمل إرث نضال القائد، أيقونة المقاومة في العالم.

ومما لا شك فيه، أن القائد أوجلان له تأثير كبير على الناس، وتُعتبر عائلة موسى من عائلات كوباني الوطنية التي تأثرت بالقائد ومقاومته، حيث وُلدت مقاتلة الكريلا جيان ريدور (دارشين موسى) كأحد أفراد عائلة موسى الوطنية في مدينة دمشق، وعلى الرغم من ذلك، حافظت دارشين موسى، التي اضطرت إلى قضاء طفولتها بعيدةً عن كردستان، على ثقافتها ولغتها، وكانت دارشين موسى قد سمعت عن النضال التحرري لحزب العمال الكردستاني خلال فترة طفولتها، وكانت معجبة بشكل خاص بالكريلا، وخلال فترة شبابها، انخرطت في البحث عن النضال بعد انضمام شقيقها الأكبر دليل موسى (ريدور) إلى صفوف الكريلا، وقد استشهد شقيق دارشي موسى مقاتل الكريلا ريدور عام 2015، الأمر الذي من شأنه شكل أثراً كبيراً عليها، وفي عام 2017 توجهت إلى جبال كردستان وانضمت إلى صفوف الكريلا.

وأطلقت دارشين موسى على نفسها اسم جيان ريدور بين صفوف الكريلا في جبال كردستان، وتعمقت خلال مرحلة التدريب بشكل مكثف في تاريخ كردستان، وتاريخ حزب العمال الكردستاني وتاريخ المرأة، وشكلت العديد من الأحداث خلال هذه الفترة الأثر الكبير عليها واكتسبت الخبرة، وتكيفت مع حياة الكريلا والجبال في وقت قصير من خلال التدريبات التي تلقتها، وتأثر الرفيقة جيان كثيراً بالروح الرفاقية القائمة على الحقيقة والصدق والإخلاص والمساواة والحرية، وأنهت تدريباتها الأساسية في منطقة كارى وبدأت النشاط في نفس المنطقة، وبفضل رغبتها وفضولها للحياة الثورية، عملت على تطوير نفسها في العديد من المجالات في وقت قصير جداً وأصبحت مقاتلة واثقة من نفسها وقادرة على تنفيذ كل مهمة بمفردها، ونجحت مقاتلة الكريلا جيان في تطوير نفسها أيديولوجياً وعسكرياً من خلال التدريب الذي تلقته في أكاديمية الشهيدة روجين كَودا، وتعمقت أكثر في فلسفة القائد أوجلان.

تأثرت بنضال الشهيدين ريبر وهجار القائم على خط الروح الفدائية

وعملت جيان ريدور على تطوير نفسها في تكتيكات الكريلا للعصر الحديث ضد هجمات الاستبداد التي تشنها دولة الاستعمار التركية، مما عززت نفسها أيديولوجياً باعتبارها مقاتلة كريلا الحداثة الديمقراطية، وحاولت مقاتلة الكريلا جيان تمثيل معايير الحرية التي تمخضت بجهود القائد في شخصيتها واقترحت التوجه إلى تلك المناطق التي كانت تتعرض لهجمات مكثفة من دولة الاحتلال التركي، وعلى هذا الأساس، انتقلت إلى منطقة متينا، وشارك مقاتلة الكريلا جيان في المقاومة التاريخية في متينا بمنطقة زندورا إلى جانب القياديين البارزين الشهيد ريبر والشهيد هجار، وناضلت ضد العدو بشكل فدائي وأصبحت رفيقة دربهما، وتأثرت كثيراً من نضال الرفيقين البطلين الشهيد ريبر والشهيد هجار. 

وبذلت مقاتلة الكريلا جيان كمقاتلة لوحدات المرأة الحرة-ستار جهوداً حثيثة لتحظى بمقاومة نابعة من روح العصر التي تُقهر، وحاربت بشجاعة وتصميم كبيرين ضد هجمات العدو إلى جانب رفيقات دربها، وشاركت في العديد من العمليات النوعية ضد العدو ووجهت ضربات قاصمة للمحتلين، وكانت تشعر بالسعادة في كل رصاصة تطلقها انتقاماً للشهيد ريدور وللمئات من رفيقات ورفاق دربها، ولذلك، كان إصبعها على الزناد دائماً، وانتباهها منصباً دائماً على الهدف.

وقامت مقاتلة الكريلا بالممارسة العملية في العديد من ساحات متينا، وكانت مؤخراً واحدة من بين تلك المقاتلات اللواتي قمنَّ بالرد الأولي على هجوم الاحتلال في ساحة المقاومة في سري متينا.

والتحقت جيان ريدور في 30 حزيران 2024، في الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيدة زيلان (زينب كناجي)، إحدى الكوادر القيادية في حزب العمال الكردستاني، بقافلة الشهداء برفقة رفيقي دربها دجوار كلش ونوال ميردين، نتيجة هجوم لدولة الاحتلال التركي، وقد شاركت في مسيرة الحرية للانتقام لاستشهاد شقيقها الشهيد ريدور كوباني، وكان لـ جيان ريدور مساهمات كثيرة لرفيقات ورفاق دربها خلال هذه المسيرة.