"لا بد من خوض النضال الحازم وحرب الشعب المناهضة للفاشية"

أكدت عضوة اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني هيلين أوميت، أن المقاومة المهيبة للكريلا لا تزال مستمرة، وقالت: "لا يمكن توقع النضال برمته من الكريلا، بل يجب على الشعب أن يخوض نضالاً أكثر نشاطاً وحزماً، ويجب خوض حرب الشعب المناهضة للفاشية".

شاركت عضوة اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني هيلين أوميت، في برنامج على قناة مديا خبر (Medya Haber TV)، مقيّمةً الحرب التي تخوضها الكريلا ضد الاحتلال.


وحيّت هيلين أوميت في مستهل حديثها المقاومة في إمرالي بكل احترام، وقالت: "أعبر عن شوقنا ومحبتنا للقائد أوجلان باسم جميع رفاقنا ورفيقاتنا، ومما لا شك فيه، أن هناك نضال واسع النطاق يجري خوضه ضد نظام الإبادة الجماعية في إمرالي وضد العزلة المفروضة، وتتولى الكريلا قيادة خوض هذا النضال، ويعمل مقاتلو ومقاتلات حرية كردستان على خوض النضال للإطاحة بنظام إمرالي الحالي".

وأكدت هيلين أوميت أنه يتوجب على شبيبة كردستان الانخراط في موقف أكثر نشاطاً وحزماً من أجل القائد عبد الله أوجلان، وأضافت قائلةً: "خاصة في شمال كردستان، لا ينبغي للشبيبة في شمال كردستان أن تتوانى في المضي قدماً بأداء هذا الواجب الملقاة على عاتقهم، نعم، دعونا نقرأ القائد أوجلان، إنه أمر في غاية الأهمية، فالمرء لا يمكنه تنفيذ أي شيء ما لم يتمكن من فهمه، ولا يمكنه أن يمثله دون أن يعرفه، ولكن، يجب تطبيق ذلك بقدر ما يفهمه المرء، ووضعه حيز التنفيذ وإظهار موقف بما يتماشى مع ذلك الأمر".

ولفتت هيلين أوميت الانتباه إلى الهجوم الذي شنته الدولة التركية في 23 آب في السليمانية، والذي استشهد على إثره الصحفيتين كلستان تارا وهيرو بهاء الدين، واستذكرتهما بكل احترام وتقدير.

وأضافت هيلين أوميت قائلةً: "لقد تعرضت كلستان تارا وهيرو بهاء الدين للاغتيال أثناء قيامهما بالعمل الصحفي، ولا يمكن لأحد أن يخفي هذه الحقيقة بأي افتراء أو تضليل، لأن صحافة الحزب الديمقراطي الكردستاني بذلت الكثير من المساعي في هذه القضية، فمنذ الدقيقة الأولى، توجهت قناة (K24) على الفور إلى مكان الحادث على وجه الخصوص، والتي من الواضح أنها متواطئة في الجريمة، وقامت بنشره، وقالت على الفور من يكونون، ونشرت كما لو أنهم من حزب العمال الكردستاني، وقالت بأنهم مسلحون، وقالت بأنهم إداريون من حزب العمال الكردستاني، لا يمكنهم بمثل هذا الافتراء والتضليل إلغاء الحقيقة".  

وذكرت عضوة اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني أنه ينبغي لتقاليد الصحافة الحرة أن تنظم نفسها بقوة أكبر، وأن تكون أكثر فعالية، وأن تتعزز بشكل أكبر، وأضافت قائلةً: "إذا استشهدت كلستان تارا، فإنه يجب أن تحل محلها حتماً 100 شابة، وإننا بدوري، أناشد المرأة الشابة وعموم الشبيبة ومجتمعنا".  

وقيّمت هيلين أوميت في سياق حديثها الحرب التي تخوضها الكريلا ضد الاحتلال وحيت في البداية المقاومة التي تسطرها الكريلا من شمال كردستان إلى زاب، ومن آفاشين إلى آمديه، وخاكورك وخنيرا، وتابعت قائلةً: "إنها واحدة من أروع المقاومات التاريخية المدرجة على جدول الأعمال، فهي ليست مقاومة عادية، وليست حرباً عادية ومألوفة، ويمكن القول على هذا النحو، مثلما أن الحرب بين إسرائيل وحماس، أو الحرب الدائرة هناك، هي حرب هيمنة، أي أن إسرائيل تحاول فرض هيمنتها على المنطقة والقبول بها، فإن مقاومة مقاتلي ومقاتلات حرية كردستان ضد الغطرسة التركية وضد نظام الاستبداد التركي هو أيضاً حرب حرية الشعوب، ويخوضون حرب وجود الشعوب.

وبهذه الطريقة، يجري في الشرق الأوسط خوض نضالان ضد بعضهما البعض، فمقاومة الكريلا هي ليست فقط ضد الاحتلال، بل هي في غاية الأهمية أيضاً من حيث تحديد مستقبل المنطقة، ومستقبل العالم، ومستقبل الشعوب، ولهذا السبب أيضاً، فإن هذه المقاومة حتماً ستستمر بالمضي قدماً، فنحن لا نتحدث عن نضال للسيطرة على منطقة ما، والكريلا ليست قوة من هذا القبيل، نحن على دراية بالكريلاتية، ولقد كانت الكريلا دائماً أسلوباً للمقاومة للمضطهدين عبر التاريخ، وكانت أسلوبهم في خوض النضال، وكانت وسيلة للشعوب للبقاء صامدين ضد الطغاة والظلّام، ويستمر هذا الأمر حتى اليوم في شخص مقاتلي ومقاتلات حرية كردستان، وفي الواقع، لا توجد تقريباً أي قوة أخرى في العالم تقاوم بهذه الطريقة، ولذلك، فإن تراكمات البشرية جمعاء سوف تكتسب معنى أكبر وتحظى بتأثير أكبر ضمن الكريلا".

"الشيء الوحيد الذي يمكن أن يمنحه الحزب الديمقراطي الكردستاني للكرد هو الضرر"

وأجرت هيلين أوميت تقييماً من هذا القبيل حول تواطؤ الحزب الديمقراطي الكردستاني مع الاحتلال، وقالت بهذا الصدد: "أنا أتحدث عن الحزب الديمقراطي الكردستاني وعائلة البرزاني، بما أنهم ليسوا أي قوة، وبما أنه ليس لديهم قوة من الناحية الأيديولوجية، وليس لديهم قوة فكرية، وليس لديهم مكانة علمية، وبما أنهم ينفذون كل شيء بالاعتماد على المال والسلطة، فماذا يفعلون؟ إنهم يقومون بالمتاجرة، لأن الهدف المنشود هو المال، والعلاقات الحالية التي أقاموها مع تركيا تقوم أيضاً على هذا الأساس، فعلى سبيل المثال، يُقال إن نيجرفان بارزاني هو أحد أغنى الأشخاص في العالم".

وأردفت هيلين أوميت قائلةً: "إن الحزب الديمقراطي الكردستاني ليس كردياً، ولا يمثل الكردايتية، وليس لديه ما يقدمه للكرد، فهو لا يمنح الكرد أي شيء سوى الضرر"، وتابعت: "يقوم الحزب الديمقراطي الكردستاني باغتيال وقتل أبرز الشبيبة الكردية، ويمكنني أن أقول هذا؛ إذا كان لدى الكرد وجه مشرق، فإنه حزب العمال الكردستاني، وقد أصبح حزب العمال الكردستاني دائماً الوجه النقي والمشرق الجميل والحسن والحر، فيما الحزب الديمقراطي الكردستاني هو الوجه المظلم لكردستان، وهو الوجه المظلم والخطير والقبيح والمتخلف، ويمكن إنشاء جدلية من هذا القبيل".

وأوضحت هيلين أوميت أن الجنود الأتراك بنوا 150 قاعدة في المنطقة ونشروا عشرات الآلاف من الجنود، وأضافت: "لقد تم إعطاء هذا الرقم من قِبلهم، فإذا لم يكن هذا احتلالاً وضماً، فماذا يكون حينها؟ ما علاقة هذا الأمر بالأمن؟ فحتى إسرائيل لم تقم بأمر كهذا، ولا تجرؤ على القيام بذلك، نعم، إنها تضرب وتدمر، فما يجري هناك هو مجزرة، أعني أنني لا أقول هذا للتخفيف من وطأتها، فأنا أقول ذلك من حيث الأسلوب، فهناك أوجه تشابه وثيقة للغاية بين الأساليب التي تتبعها إسرائيل وتركيا، ولكن حتى إسرائيل بذاتها لا تغوص في الاستبداد ولا تتجه نحو الاحتلال بالقدر الذي تنغمس فيه تركيا، إلا أن الحكومة العراقية تبدي موقفاً مفتقراً للإرادة، وفي رأيي، إن ذلك سيكون بمثابة وصمة عار لحكومة السوداني ومن في تلك الحكومة، وأنا على يقين أنه في الأيام المقبلة، سوف يتزايد الاستياء أكثر في المجتمع العراقي وفي جنوب كردستان، فعلى سبيل المثال، تعرضت سيارة مدنية للهجوم قبل بضعة أيام في آمديه، واستهدفوا سيارة مدنية كانت تقل عرباً، فالسوداني هو رئيس وزراء بلد من هذا النوع.

فعلى سبيل المثال، في الاتفاقية الأخيرة، قام العراق بأدراجنا ضمن المنظمات المحظورة، نحن لم نلحق أي ضرر بالعراق، وقد أفدنا العراق، ولكن لم نضر به، وطالما أنه ينخدع بفم الحزب الديمقراطي الكردستاني وينخدع بدعاية الحزب الديمقراطي الكردستاني، فإنه سيقع في مستنقع الشر، ولأن الحزب الديمقراطي الكردستاني يقول إن حزب العمال الكردستاني يضر بالكرد، فأنا لا أعرف أين يضر حزب العمال الكردستاني، ويقول إن "هناك هجمات لأن حزب العمال الكردستاني موجود"، ما علاقته بهذا؟ حزب العمال الكردستاني موجود، لذلك الكردايتية موجودة، ولولا حزب العمال الكردستاني، لما استطاع أحد أن يقول أنا كردي، ولا يمكن إجراء المناقشة حول أعضاء حزب العمال الكردستاني أو الكردايتية في أي مكان، وإذا كانوا قادرين على الجلوس في هولير، فإن ذلك بفضل حزب العمال الكردستاني، فهم يجلسون هناك بفضل معارضة حزب العمال الكردستاني".  

"الحزب الديمقراطي الكردستاني ليس حزباً كردياً"

وقالت هيلين أوميت: "قبل كل شيء، يجب على المرء إيضاح هذه المسألة، الحزب الديمقراطي الكردستاني ليس حزباً كردياً، فهو كان قد فقد هذه الميزة منذ فترة طويلة، ومن الضروري للغاية التعبير عن ذلك واتخاذ إجراءات فعّالة ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني".

وأفادت هيلين أوميت بأنه يجب إظهار موقف ضروري للنضال، ويجب عدم مشاهدة برامجهم التي يجري بثها، ويجب إظهار الموقف اللازم ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني في كل مكان، ويجب عدم المشاركة في اجتماعاتهم، ولا بد من خوض النضال.

وفي نهاية حديثها، أشارت هيلين أوميت إلى أهمية نضال الشعب ضد الاحتلال، وقالت بهذا الخصوص: إن "شعبنا مخلص لقائده، ومخلص للكريلا، وهناك تقليد ثوري وديمقراطي في غاية الأهمية في تركيا، الشبيبة الجدد لا يستسلمون، وينبغي لنا أن نؤمن بالشبيبة، ونفسح المجال أمام الشبيبة.

وبهذه الطريقة، إذا تمكنا من هزيمة فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، فإننا سوف نخلق مستقبلاً، وسيُفسح المجال أمام نموذج الحداثة الديمقراطية وسيُمهد الطريق أمام الحريات، وفي الواقع، عند كسر هذا الأمر، سيتم اتخاذ خطوة في كل من تركيا وكردستان والشرق الأوسط نحو حقبة جديدة.

ونحن منخرطين في خضم مرحلة من هذا القبيل، ويجب على الجميع التصرف بعناية وجدية ومسؤولية، ولذلك، لا يمكن ترك المسؤولية فقط على عاتق الكريلا.

ولا يجوز توقع كل شيء من الكريلا، وقد قلنا حرب الشعب الثورية، فنحن نتحدث عن الحرب الشعب، فإذا تمكنت الشعوب معاً من إظهار جبهة مناهضة للفاشية، وموقف مناهض للفاشية، فيمكنهم إيقاف الحرب، وبهذه الطريقة، دعونا نعطي أيضاً رسالة الأول من أيلول".