تستمر مقاومة مقاتلي حرية كردستان ضد هجمات الدولة التركية، وتحدثت باطوفا جكدار عضوة القيادة المركزية لوحدات المرأة الحرة عن ساحة شمال كردستان حيث تتواصل هجمات الاحتلال دون انقطاع.
وذكّرت باطوفا جكدار بأن القائد عبد الله أوجلان بدأ نضاله من أجل الحرية قبل 52 عاماً، وقالت: "مسيرة قائدنا انطلقت من شمال كردستان، وانضم ملايين الأشخاص إلى هذه المقاومة بمرور الوقت، إن النضال الذي نشأ في شمال كردستان تحولت إلى غابة كبيرة في بلادنا، وتحول كل خندق إلى جبهة مقاومة عظيمة، وبدأت حرب شعبنا مع أول رصاصة أطلقها الرفيق عكيد، ومرت 40 عاماً على تلك الرصاصة التي أصابت قلوب وعقول العدو، واليوم، يستقبل آلاف السائرين على خطى عكيد يوم 15 آب بنفس روح النضال، إن بذور الحياة الحرة التي زرعت في كردستان قبل 52 عاماً قد خلقت مجتمعاً مقاوماً، إن القادة والمناضلين الآبوجيين، الذين يقاتلون حتى أنفاسهم الأخيرة ضد الاحتلال في كل موقع منذ سنوات، هم جيش كردستان اليوم.
قوى الهيمنة تتجاهل الهجمات الوحشية للدولة التركية
وفي السنوات الثماني الماضية على وجه الخصوص، شهدت مقاومة كريلا في شمال كردستان عملية جديدة، وفي هذه العملية فإن الحرب في شمال كردستان لها استراتيجية فعالة، وقالت باطوفا جكدار عضوة القيادة المركزية لوحدات المرأة الحرة: "كانت حرب السنوات الثماني الماضية مرحلة مختلفة من الحرب في تاريخنا، من المؤكد أن أصعب حرب خلال السنوات الثماني الماضية حدثت في شمال كردستان، هناك حرب مستمرة ومتواصلة، إنها حرب ضد التكنولوجيا الأكثر تقدما في ذلك العصر، نحن نقاتل ضد عدو لا يعرف أخلاقيات الحرب، بدأت هذه الهجمات بالمؤامرة على القائد آبو، ثم غضت القوى المهيمنة الطرف عن كل الهجمات الوحشية التي تتعرض لها حركتنا وشعبنا، خاصة منذ عام 2016.
لكن هذه القوى رأت أيضاً أنها لن تستطيع إجبار شعبنا وحركة الحرية المنظمة تحت قيادة القائد آبو للاستسلام، ولهذا السبب فتحوا الباب أمام هجمات دولة الاحتلال التركي، وفي الوقت نفسه، تم وضع كل الإمكانيات والقوة التقنية لذلك العصر في خدمة الدولة التركية، لقد أرادوا ضرب عدة عصافير بحجر واحد، في البداية أرادوا كسر الإرادة المنظمة لحركتنا وشعبنا في شخص مقاتلي الحرية في شمال كردستان وجميع مناطق الكريلا، لكن الهدف لم يكن حركتنا وشعبنا فقط، ومن أجل تحقيق هذا الهدف فرضوا نظام التعذيب والإبادة ضد القائد وعزله لسنوات. وفي الوقت نفسه، أرادوا كسر إرادة وأمل الشعب التحرري في شخص مقاتلي حزب العمال الكردستاني وحزب حرية المرأة الكردستانية، كما هدفوا إلى كسر إرادة المرأة، بقيادة المرأة الكردية التي بدأت مسيرتها من أجل الحرية بفلسفة ’المرأة، الحياة، الحرية‘ وأرادوا ترك الشعب دون بدائل وفي براثن النظام الرأسمالي، ولهذا السبب، هاجموا بكل قوتهم القيم التي خلقتها فلسفة الحياة الحرة للقائد آبو، وهاجموا بشعور كبير من الكراهية والغضب والانتقام".
هدفهم الرئيسي هو ترك شمال كردستان بدون مقاتلي كريلا
وفي إشارة إلى مخططات الدولة التركية الفاشية، قالت باطوفا جكدار: "الحقيقة أن المنطقة الأكثر تعرضاً للهجوم هي شمال كردستان، والوضع لا يزال على حاله، حيث بدأت الدولة التركية هجماتها بخطة واسعة وطويلة المدى للقضاء على شعبنا ولا تزال تواصل هجماتها في إطار نفس الاستراتيجية، هدفهم الرئيسي هو ترك شمال كردستان بدون مقاتلي كريلا، ولهذا السبب قال هتلر الثاني أردوغان الفاشي، قبل أيام قليلة، إنهم نفذوا أكثر من 38 ألف عملية في شمال كردستان هذا العام، إلا أن هذا الوضع لا يقتصر على عام 2024 فقط. لقد كان هذا هو الحال منذ 8 سنوات، سيتم تنفيذ خطة الاحتلال على عدة خطوات.
وأوضحت باطوفا على الرغم من استخدامهم لطائرات الاستطلاع وعملاء منذ سنوات، إلا أنهم ما زالوا غير قادرين على السيطرة على جبال وجغرافية كردستان، قائلة: "وجه مقاتلو الكريلا في كل مواقف لهم ضربات موجعة، ولهذا السبب فإنهم يولون اهتمامهم لتكنولوجيا المتقدمة، والتي ترتبط جميعها بمراكز الإنترنت وتتم مراقبتها لحظة بلحظة، لقد وضعوا نظام كاميرات المراقبة في كل مكان، على أية حال، طائرات الاستطلاع تحلق كل ساعة، كما قاموا ببناء جدار بين حدود شمال وشرق وروج آفا كردستان، ووسعوا عملياتهم في شمال وجنوب كردستان، ومن خلال العملية التي أطلقوا عليها اسم "مخلب القفل" أرادوا توسيع هذه الحدود بمقدار 40 كيلومتراً وبناء مئات نقاط التفتيش ومخافر الشرطة، لهذا السبب تستمر الحرب والمقاومة المستمرة منذ 8 سنوات في هذه المناطق بكل صعوباتها".
لم يرضخ الشعب رغم كل الهجمات
وأشارت باطوفا جكدار إلى أن الدولة التركية تحاول التستر على الهزيمة والمأزق الذي تعيشه عن طريق العملاء -الخونة، وأضافت: "عندما لم تتمكن الدولة التركية من تحقيق النجاح ضد الكريلا رغم كل مواردها، لقد هدفت إلى تدمير المجتمع في شمال كردستان على وجه الخصوص في السنوات الثماني الماضية، ولهذا السبب استهدفت مقاتلي الحرية من خلال تقديم المئات من العملاء وعناصر الكونترا، وتبحث عناصر الكونترا عن مقاتلي الكريلا في شمال كردستان لحظة بلحظة، وهذا الوضع هو تكرار لتاريخ الخيانة في بلادنا، ولهذا السبب كان علينا أن نقدم تضحيات عظيمة طوال السنوات الثماني الماضية، لكن رغم كل هذا، لم يتنازل شعبنا عن كرامته، وتبنى قيمه وقائده.
وقاوم الكريلا كل الهجمات الوحشية للدولة التركية بالدبابات والطائرات والأسلحة الكيماوية في شمال كردستان، وحدثت هذه المقاومة أيضاً في عام 2024، وقال أردوغان إنه تم تنفيذ 38 ألف عملية، لقد قدمنا تضحيات عظيمة نتيجة هذه العمليات، وبهذه المناسبة، استذكر جميع شهداء 2024 بكل احترام وامتنان، في شخص القيادية العظيمة بيريتان نورحق، بروار ديرسم، شيخموس ملاذكر، آخين كابار، هركول، بروسك كاتو، بندا آمد وهبون الذين دافعوا عن كرامة شعبنا، إن حياة وحرب ونضال كل منهم كانت ملحمة في حد ذاتها، لقد احتلوا المراكز الأولى في صفحات تاريخ الحرب والمقاومة لحزب العمال الكردستاني، وفي الوقت نفسه، سطروا أسمائهم بأحرف من ذهب في تاريخ نضال شعبنا.
بالطبع، ليس فقط في عام 2024، ولكن أيضاً في السنوات الثماني الماضية، استشهد العديد من قادتنا الأسطوريين في حرب المقاومة والكرامة في شمال كردستان، خلال هذه السنوات الثماني، أظهر المئات من القادة الفدائيين القيميين مثل الرفيقة دلال، برجم، آزاد، شفين، ليلى، يلماز، آخين، بروار، شيخموس، هورامان، رزكار، آزي، ميديا، دلجين، روجبين وعكيد جفيان مقاومة كبيرة وانضموا إلى قوافل الشهداء في هذه الأراضي المقدسة في شمال كردستان، فيما لا تزال هناك حرب كبيرة مستمرة من ديرسم إلى سرحد، ومن بوطان إلى آمد وغرزان وأرضروم ووان وميردين، وتستمر المقاومة والنضال في شمال كردستان بأساليب جديدة، ويخوض مقاتلو الحرية نضالاً لا هوادة فيه ضد جيش دولة الاحتلال التركي في الجبال، وتجري الآن مقاومة غير مسبوقة، وستكسر قوات الكريلا قوة وإرادة جيش الاحتلال، ومع ذلك، فإن هذا النضال سوف يصبح أقوى مع حرب الشعب الثورية، من الآن فصاعداً، يجب على مقاتلي الكريلا والشعب توحيد قواهم وجعل كل مكان ساحة للمقاومة".