انتخابات 14 أيار ومرحلة التغيير الجذري في تركيا - تم التحديث
ان انتخابات 14 أيار من أهم الانتخابات في تاريخ الجمهورية. ولذلك يجب أن يصوت شعبنا والنساء والشبيبة بهذا الفهم والحماس من دون أخطاء. ومن المهم جداً التصويت لحزب الخضر اليساري.
ان انتخابات 14 أيار من أهم الانتخابات في تاريخ الجمهورية. ولذلك يجب أن يصوت شعبنا والنساء والشبيبة بهذا الفهم والحماس من دون أخطاء. ومن المهم جداً التصويت لحزب الخضر اليساري.
ومن الواضح أنه عندما تم نشر هذه المقالة، أننا سنكون بين 1 أيار و 6 أيار. وأهنئ حلول يوم الأول من أيار، عيد العمال العالمي، للطبقة العاملة والعمال ولشعبنا. ومن المؤكد أن روح الأول من أيار، سيكون لها تأثير قوي على انتخابات 14 أيار، وسيتم تدمير هذه السلطة الناهبة والسارقة والفاشية والمستغلة.
ويصادف السادس من أيار، ذكرى إعدام دنيز كزميش ورفاقه. وفي نفس الوقت، تم تنفيذ مؤامرة ضد القائد عبد الله أوجلان في دمشق عام 1996. وصلت هذه العقلية المتآمرة والقاتلة إلى أعلى مستوياتها مع التحالف العنصري الفاشي بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية. ونحن ندين بشدة هذه السياسة والعقلية، ونستذكر دنيز كزميش ورفاقه، الرفيقة زيلان (زينب كناجي) التي نفذت عملية فدائية ضد مؤامرة 6 أيار في مركز ديرسم، باحترام وامتنان وحب. ولقد تعزز نضال حزب العمال الكردستاني على إرث هؤلاء الثوار العظام ووصل إلى هذا المستوى. ولقد أصبح تحالف الكدح والحرية رداً ذو مغزى لهذا التقليد المقاوم.
ان انتخابات 14 أيار هي واحدة من أكثر الانتخابات أهمية في التاريخ
تعتبر انتخابات 14 أيار من أهم الانتخابات في تاريخ الجمهورية. وان السبب الرئيسي للأهمية الكبرى لهذه الانتخابات، هو أن النظام الفاشي لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية يريد البقاء خلال هذه الانتخابات. كما يريد هذا النظام الفاشي تتويج الذكرى المئوية لمعاهدة لوزان والجمهورية بنظام دكتاتوري فاشي بناءً على استكمال الإبادة ضد الكرد. وإذا فازت السلطة الفاشية في الانتخابات، فسيتم تنظيم الفاشية بالكامل وسوف تعمق سياسة الإبادة ضد الكرد ومفهوم الحرب الشاملة، بشكل أكثر.
حيث يريد النظام الفاشي استغلال انتخابات 14 أيار لتبرير سياسات الإبادة ويرى ضرورة في ذلك. وافتضحت مشكلة النظام الكبيرة، الشرعية التي يواجهها، لأنه يحارب في الداخل والخارج. ولقد وضعت هذه السلطة، تركيا في أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية خطيرة. وتم إنفاق جميع موارد تركيا الاقتصادية على الحرب. كما كان الجنود والشرطة والجندرمة يقتلون الكرد في وضع كان ينتظر فيه مئات الآلاف من الأشخاص ان يتم إنقاذ من تحت الأنقاض، وحاولوا قمع المعارضة الديمقراطية وتعذيب النساء. وتنظر هذه السلطة الفاشية، التي فقدت شرعيتها، للانتخابات كانتخابات الوجود او الفناء، وتقيمها كمشكلة لبقاء سلطة أردوغان. وان هذه الانتخابات مهمة ليس فقط للسلطة الفاشية، ولكن أيضاً للشعب الكردي وشعب تركيا، لأن هذه الانتخابات تتيح الفرصة للتحرر من النظام الفاشي. وفي البداية، يجب ان يتعامل الشعب والمرأة والمظلومين وأنصار الحرية والديمقراطية في تركيا بهذه الطريقة. وان ما يجعل هذه الانتخابات مهمة، هي أنها تمنح الشعب والنساء والقوى الديمقراطية الثورية الفرصة لتدمير السلطة الفاشية وبدء مرحلة جديدة.
ولا شك أن الدولة التركية قد تحولت إلى شخصية فاشية بمرحلة العشرين عاماً من سلطة حزب العدالة والتنمية. وإن فلسفة التأسيس لنظام الدولة التركية القومية، الذي أكمل مائة عام، هي إبادة الكرد، وإنكار العقيدة العلوية، والصهر وتدمير جميع الهويات المختلفة. وان عقلية الإبادة هذه موجودة دائماً في أساس هذه الدولة وفي فلسفتها. وما زال مخطط اصلاح الشرق، الذي تم إعداده في السنوات الأولى للدولة، مستمر حتى الآن على شكل سياسات الإبادة الممنهجة. واستمرت مجزرة كوجكري عام 1921، وإعدام الشيخ سعيد ورفاقه عام 1925، ومجزرة آكري - زيلان عام 1931، ومجزرة ديرسم عام 1938، إضافة الى مجزرة مرعش عام 1978 وهجمات الإبادة في أوقات مختلفة. كما بدأ حزب العمال الكردستاني بالنضال كحركة منتفضة ضد سياسات الإبادة لهذه الدولة. ولقد أحبط النضال الكبير لحزب العمال الكردستاني، المستمر منذ نصف قرن، سياسات الإبادة هذه.
تم تشكيل التحالف الفاشي بين حزب العدالة والتنمية - حزب العدالة والتنمية – اركنكون، لإزالة عقبة حزب العمال الكردستاني الذي تأسس ضد المجازر
حيث تم تشكيل التحالف الفاشي بين حزب العدالة والتنمية - حزب الحركة القومية – اركنكون، لإزالة عقبة حزب العمال الكردستاني الذي تأسس ضد المجازر. وتم تشكيل هذا التحالف من أجل تحويل ظروف الحرب العالمية الثالثة والفوضى وعدم الاستقرار التي سببتهما هذه الحرب إلى فرصة وإبادة الكرد. كما حاول هذا التحالف العنصري الفاشي، الذي يحمل اسم "كزل إلما"، قيادة سياسات الإبادة منذ 8 سنوات من خلال انتهاك المعايير والقانون الدولي، بما في ذلك استخدام الأسلحة المحظورة. وعرفوا إبادة الكرد، على أنها قضية مقدسة ومشكلة بقاء الدولة. كما يمثل هذا التحالف، الذي يعرِّفه القائد عبد الله أوجلان، بأنه فاشية خضراء - داكنة - بيضاء، مفهوم الاتحاد والترقي للقرن الحادي والعشرين ويريد تنفيذ سياسات إبادة الكرد لمائة عام. يريد عبر مفهوم سلطة الدولة للتركيبة التركية الإسلامية لهذه العصر إعادة بناء نظام الدولة القومية التركية على شكل دكتاتورية فاشية من خلال إبادة الكرد بالكامل. وبهذا الوعي يهاجم قيم جميع الكرد. قام بقصف المزارات وتعذيب الجثامين وإرسال عظام أبنائهم داخل الصناديق إلى عوائلهم. ولقد شن التحالف الفاشي بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية واركنكون، من أجل كسر إرادة المقاومة لشعبنا وجعله يستسلم، هجمات لا يتذكرها أحد، ونفذ أساليب حرب خاصة وارتكب فظائع خطيرة. ولقد تحولت إلى شبكة منظمة من الشر.
ولقد أصبح نظام العزلة والتعذيب الساري في إمرالي منذ 24 عاماً، مطلقاً من قبل التحالف الفاشي لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية واركنكون ونشروا نظام التعذيب والعزلة من إمرالي إلى المجتمع بأكمله في كردستان وتركيا. كما انقطع اتصال القائد عبد الله أوجلان بالعالم الخارجي تماماً. وكل يوم يتم الكشف عن معلومات ومزاعم جديدة وبهذه الطريقة حاولوا وضع حركتنا والشعب في قلق كبير. وتُشن حرب خاصة ونفسية ممنهجة لم يتم رؤيتها في التاريخ ضد القائد عبد الله أوجلان. حيث أرادوا كسر إرادة القائد عبد الله أوجلان، وإخضاع حركة الحرية والشعب. وتم احباط هذه السياسة عبر موقف القائد عبد الله أوجلان، ضد الضغط ونضال حركة الحرية ومقاومة شعبنا. ولكن لم توقف الفاشية سياساتها رغم هذا الوضع. ويريدون إبقاء سياسات الإبادة مع انتخابات 14 أيار.
استمرار هجمات سلطة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفاشية
واستمرت السلطة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية بشن هجمات عسكرية وثقافية وايكولوجية واقتصادية بالإضافة إلى هجمات الإبادة السياسية. واستولت على جميع بلديات حزب الشعوب الديمقراطي. ووضعت المنتَخبين في السجن، وأهانت إرادة الملايين من المنتَخبين واعتبرت إرادتهم غير موجودة. كما قامت بطرد آلاف الأشخاص من وظائفهم. وحولت السجون الى مكان للتعذيب. واحتجزت مئات المعتقلين المصابين بأمراض خطيرة في السجن وقتلت العشرات. كما لم تطلق سراح مئات الثوار الذين تم سجنهم منذ 30 عاماً، بالرغم من إنقضاء مدة محكوميتهم وابقتهم في السجون.
كما كانت قضية إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي، نتيجة لهجمات الإبادة السياسية على جدول الأعمال. وان كل هذه الهجمات تتم بالتأكيد لكسر إرادة مقاومة الشعب وهي جزء من مفهوم الإبادة. وفي الوضع الحالي، انتشرت هجمات الفاشية لتشمل المجتمع بأسره. وهناك رفض كبير للفاشية في المجتمع التركي. ولقد رأينا ذلك بوضوح أثناء الزلزال. حيث سلط زلزال 6 شباط في كردستان الضوء بشكل واضح على حقيقة معارضة المجتمع للسلطة الفاشية والدولة التي تمارس الإبادة. وعندما وقع الزلزال، لم تفعل الدولة شيئاً في الأيام الأولى، ولم تساعد أو تتدخل. حيث تُرك 20 مليون شخص ليموتوا أمام أعينهم في الجغرافية الموجودين فيها. وعشرات الآلاف من الاشخاص فقدوا حياتهم بسبب الجوع والبرد تحت الأنقاض. وان السلطة لم تساعد ولم تسمح للمساعدات التي قٌدمت من قبل الأهالي ومنظمات المجتمع المدني، بالوصول إلى مناطق الزلزال. وقد تصدى الشعب والمؤسسات المنظمة والمرأة والمنظمات الاجتماعية وأحزاب المعارضة لهذه العوائق ووصلوا بالقوة إلى مناطق الزلزال وساعدوا الشعب. حيث تم إنقاذ بقية الأشخاص بفضل هذه المساعدة والدعم الاجتماعي.
كما نفذ التحالف الفاشي سياسات مماثلة للتدمير ونهب الطبيعة. وقام بأعمال نهب كثيرة في جغرافية كردستان وتركيا بسياسات الإستغلال والنهب. وتم تنفيذ سياسات إبادة الطبيعة كجزء من سياسات الإبادة في كردستان. وقُطعت مصادر المياه بالسدود، من أجل محاصرة مناطق الكريلا. حيث تضرر توازن الطبيعة والمناخ واختفت العديد من أنواع الكائنات الحية نتيجة لهذه السياسات. ولقد تُركت عشرات القرى والبساتين والحدائق والتراث الثقافي التاريخي تحت الماء. وتم محو تاريخ كامل بثقافته وحيويته. كما تم نهب الأشجار وبناء السدود وهجمات النهب والإبادة، لتدمير مناطق المعيشة.
الفاشية خائفة من مستوى نضال المرأة
وما زالت سياسات الإبادة تنفذ ضد المرأة بطريقة مخيفة. وان الفاشية هي في الأساس عدوة المرأة. وتستند أيديولوجيتها وفلسفتها وسياستها بالكامل إلى عداء المرأة. وجعلت الجنسوية سياسة أساسية، واستخدمت المجتمع لشرعنة سلطتها. وتستخدم هذه السلطة كل من المرأة المستعبَدة - المجتمع المستعبَد فقط كأداة للبقاء وديمومة السلطة. ولهذا السبب تهاجم سلطة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفاشية النضال التنظيمي للمرأة. وجعل النضال من أجل حرية المرأة، المجتمع كمصدر للحياة. وتخلق المناضلات الوعي والإرادة للكفاح في المجتمع. حيث اعتقل النظام الفاشي آلاف الثوريات والسياسيات والناشطات. ووصل العنف والإبادة ضد المرأة إلى أعلى مستوى. ولقد حاولوا تدمير الإنجازات التي حققتها النساء بالكفاح والبدائل الباهظة. وهاجموا بعنف القيادات والمؤسسات والمنظمات النسائية، وحاولوا تدمير إرادة المرأة في النضال. ومن الواضح أن حركة المرأة في كردستان وتركيا أصبحت قوية للغاية، مما أثر على المجتمع والسياسة. ان الفاشية تخاف من هذا المستوى من نضال المرأة، وتخشى قوتها في التغيير الديمقراطي في السياسة. وان الانتخابات هي مرحلة تاريخية لمحاسبة هذه السلطة التي هي عدوة المرأة.
ان انتخابات 14 أيار هي انتخابات لمحاسبة النظام الفاشي لحزب العدالة والتنمية - حزب الحركة القومية
ولذلك، فإن انتخابات 14 أيار هي انتخابات لمحاسبة النظام الفاشي لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية بسبب النهب والمجازر ضد شعب كردستان وتركيا والنساء والشبيبة والعمال والطبيعة. وعلاوة على ذلك، فإن تدمير السلطة الفاشية العنصرية سيكسر سياسات الإبادة وسيعزز أرضية النضال الديمقراطي. ومن المؤكد أن هذه الانتخابات لن تهزم السياسة والعقلية الفاشية للدولة التركية بالكامل. ولكنها ستخلق أرضية واسعة للنضال الديمقراطي، وستخلق ديناميكية النضال وفرصه. ولذلك، ستكون انتخابات 14 أيار مرحلة بالغة الأهمية لكسر النظام الفاشي.
وأدت مقاومة القائد عبد الله أوجلان في إمرالي، والمقاومة الفدائية المشرفة للكريلا، ونضال شعبنا ونسائنا، إلى احباط سياسات الإبادة للدولة التركية الفاشية وانهيار نظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفاشي. ولقد وجهت إردة مقاومة الكريلا في زاب وأفاشين ومتينا، والتي استمرت لمدة عام، ضربة كبيرة للخطط القذرة للدولة التركية الفاشية وشريكها الحزب الديمقراطي الكردستاني. ولطالما كانت مقاومة الكريلا تتمتع بديناميكيات المقاومة الاجتماعية. وكانت نتيجة مقاومة زاب هي اعطاء شعبنا رسالة "سننتصر بالمقاومة" في نوروز. كما كان لمقاومة الكريلا تأثير عميق على جميع القطاعات الاجتماعية والسياسية. ويتفق الجميع على أن أكبر نضال ضد فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية كان من قبل حركة الحرية الكردية والكريلا وشعبنا ونسائنا، وقد احتجوا في طريق بقاء الفاشية. وأثرت هذه المقاومة بشكل كبير على المجتمع التركي.
يجب أن لا يقع أحد في المواقف العنصرية الضيقة والتي تضعف تحالف الكدح والحرية
سيتحقق الحل الديمقراطي للقضية الكردية من خلال النضال الجماعي والنضال من أجل الديمقراطية الذي سيخوضه شعبنا مع القوى الاشتراكية والديمقراطية. وإن تحالف الكدح والحرية له أهمية كبيرة بهذا المعنى. ومن المهم ألا يقع المرء في المواقف التي تضيق وتضعف تحالف الكدح والحرية وان يتجنب الفهم الضيق للقومية. كما نسمع أن هناك بعض الدوائر التي تقول إن هذا التحالف ليس ضرورياً، وهم يستخفون بقوى التحالف ويعتقدون أن تحالف الكرد كاف. وإذا لم تكن هناك نية سيئة، فإن مثل هذه التفاهمات والمقاربات هي نتاج آفاق ضيقة، ومقاربات قومية ضيقة، وسطحية ورجعية. وسيكون خطأ كبيرا إذا وضعنا واقع القضية الكردية وجدلية النضال الاجتماعي وواقع السياسة في قوالب نمطية. وحتى لو تم ذلك بنوايا سيئة، فإنه يظهر بالفعل أنكم عنصر في حرب خاصة في نظام الإبادة. وتدير الدولة التركية هذه السياسة منذ مائة عام، وتحاول الفصل بين نضال الشعوب من أجل الحرية والديمقراطية وعزل الكرد.
وتقوم فلسفة تأسيس الدولة التركية على إنكار وتدمير الكرد وهويات الأمم المختلفة. وكانت الطبقة الحاكمة التركية في السلطة في تركيا منذ مائة عام، تسمم المجتمع التركي بأيديولوجية قومية عنصرية، مستخدمة عواطفها وجهودها، مستخدمة كل موارد تركيا لمحاربة وإبادة الكرد وإدارة تركيا. حيث جعلت السلطة التركية هذه السياسة بمثابة القانون الأساسي للبقاء في السلطة. وتم اعتبار أولئك الذين يعارضون هذا القانون، الذي يتم التعبير عنه كمعاهدة للتركياتية، كأعداء وأرادوا سحقهم. ولهذا السبب هاجموا بشدة مشروع حزب الشعوب الديمقراطي.
كما يقوم كل من حزب الشعوب الديمقراطي، وحزب الخضر اليساري وتحالف الكدح والحرية، الذين يقودون النضال المشترك لشعب كردستان وتركيا وهم التعبير السياسي المنظم عن هذا النضال، بهزيمة تأسيس دولة الإنكار والتدمير، وبالتالي يضعون الأساس لبناء جمهورية ديمقراطية. ولقد لعبت المقاربات القومية الضيقة التي حاولت إدخال حزب الشعوب الديمقراطي إلى كردستان وتحويله إلى حزب كردستاني في السنوات الماضية، دوراً في إضعاف حزب الشعوب الديمقراطي. وان المقاربات الواسعة والضيقة البعيدة عن الوعي التاريخي والتي لا تفهم بالكامل القوانين التأسيسية للدولة التركية، لا تعطي أي نتيجة إلا لخدمة أيديولوجية وسياسات عداء الكرد. وان مثل هذه الأساليب تسبب ضرراً كبيراً لشعبنا ونضالهم. والحقيقة هي أن؛ كلما تطورت وحدة النضال بين شعب كردستان وتركيا وتعززت، كان الحل الديمقراطي للقضية الكردية أكثر نجاحاً والنضال من أجل دمقرطة تركيا.
إن دور النضال الاجتماعي المشترك مهم في ضمان الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، وفي حل القضية الكردية على أساس الديمقراطية في تركيا. وان القوة المشتركة للمقاومة الاجتماعية والنضال هي القوة الرئيسية التي ستخلق كردستان حرة وتركيا ديمقراطية وشرق أوسط ديمقراطي. ومن الواضح أن جوهر التحرير وإقامة نظام ديمقراطي يكمن في المقاومة الاجتماعية الشاملة الموحدة. ومع ذلك، فإن النضال السياسي هو أيضاً مجال مهم في النضال الاجتماعي الموحد. وبرزت أسس النضال في المجال السياسي مع عقود من النضال الاجتماعي. ولقد تحقق مجال النضال السياسي مع موقف دام نتيجة نضال عظيم استمر نصف قرن. وان هذا الموقع هو المجال الذي يكشف السياسة الديمقراطية وفهم وإرادة الحل السياسي الثالث ضد عقلية وسياسة الإبادة للفاشية. انه من المهم للنضال من أجل كردستان حرة وتركيا ديمقراطية. وسيحدث انكساراً كبيراً في سياسات الإبادة من خلال تعزيز هذا المجال وفهم الخط السياسي الثالث. وفي هذا الصدد، ينبغي إعطاء أهمية كبيرة لمجال السياسة المشروعة.
وعلى وجه الخصوص، ستكون الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 أيار 2023 ذات أهمية كبيرة لكسر السياسة الفاشية العنصرية. وإن دخول القوى الثورية الديمقراطية في تركيا في الانتخابات مع تحالف الكدح والحرية هي المرة الأولى في تاريخ السياسة التركية. وان هذا التحالف هو قوة نضالية قيمة للغاية بالنسبة للشعب والنساء والشبيبة والمعتقدات المضطهدة، وخاصة بالنسبة للعلويين والعمال. وان هذا التحالف ليس مجرد تحالف انتخابي. وان التحالف النضالي، الذي يأتي بنتائجه التاريخية، هو المهيمن بهدف إضفاء الطابع الديمقراطي على تركيا وفهم السياسة الديمقراطية في تركيا. وإن المطالبة بالتغيير والديمقراطية والحرية متواجد بشكل قوي جداً ضمن المجتمع التركي. وإن الرغبة في التغيير للمجتمع التركي فرصة عظيمة لتطوير تحالف الكدح والحرية.
ان تركيا في مستوى منعطف تاريخي. وفي هذه المرحلة، فشلت العقلية والسياسة العنصرية والطائفية والجنسوية للدولة في مواجهة النضال من أجل الحرية. كما تخوض العقلية الديمقراطية الثورية أصعب نضال في التاريخ ضد عقلية الإنكار والتدمير في تركيا.
ونتيجة لهذا النضال الصعب الذي دام نصف قرن، فأن نظام الدولة القومية الفاشي الصارم والمركزي في خضم الانهيار، ويظهر اتجاه الديمقراطية والحرية تقدماً كبيراً. وخلق النضال بين الوعي والسياسة جواً من الصراع والفوضى الشديدة. تمنح هذه البيئة فرصة عظيمة لقوى الديمقراطية والحرية لتنظيم نفسها والتطور معاً والنجاح. وفي الواقع، دخلت تركيا في مرحلة تغيير جذري. وإذا أظهر تحالف الكدح والحرية موقفاً قوياً وخاض نضالاً فعالاً، فسيضيف قوة كبيرة للنضال من أجل الديمقراطية في تركيا. وان الخط السياسي الثالث سيكون محرك التغيير.
ويعتبر تحالف الكدح والحرية ذو خصوصية من حيث أنه يجمع كل ديناميكيات النضال الثوري والديمقراطي في تركيا ويفرز قوة نضالية عظيمة. وبهذه الطريقة، إذا كان التحالف يعمل بوتيرة عالية وأسلوب عمل مرتفع، فإنه سيفرز قوة كبيرة من المقاومة الاجتماعية. وإذا كان تحالف الكدح والحرية يخاطب بقوة المجتمع التركي وجميع أجزاء المجتمع ويخرج لغة سياسية شأنها أن تؤثر على المجتمع التركي، فإنه سيحقق نجاحاً كبيراً.
وتعتبر هذه الانتخابات فرصة مهمة جداً لتحالف الكدح والحرية ليتمكن من الوصول إلى القطاعات الاجتماعية التي لم يستطع الوصول إليها حتى الآن. وسيتم تطوير خطة عمل وأسلوب جيد، وسيتم وضع موقف للشعب، شخصاً بشخص، ومنزل بمنزل، وشارع بشارع، وقرية بقرية، وحي تلو الآخر، ومدينة تلو الأخرى، ومنطقة بعد منطقة، باختصار سيتم اتخاذ خطوات في كل مكان في تركيا وكردستان، وسيتم تنفيذ العمل بجهد كبير، وإذا تم التنظيم، فسيكونون قادرين على تحقيق نجاح كبير. وان الحركات التي لها صلة قوية بالشوارع والساحات، تكتسب دائماً القدرة على النمو والتعزيز والحفاظ على شخصيتها الثورية والحرة والديمقراطية.
كما يعتبر تحالف الكدح والحرية وحزب الخضر اليساري، مكان للقوة الديمقراطية الموحدة حيث يمكن للشعب والنساء والشبيبة والعمال وعلماء البيئة والهويات المضطهدة الوصول إلى السياسات الديمقراطية للتوق إلى الحرية والديمقراطية. حيث إنهم أوسع حركة مناهضة للفاشية وأكثرها راديكالية.
وكجزء من هجمات الإبادة، نفذت السلطة الفاشية والعنصرية عملية لإغلاق حزب الشعوب الديمقراطي وحوّلت هذه العملية إلى مؤامرة. وإن قضية إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي تشبه الحليب المخضوض، دائماً يهز فوق رأس الشعب ويهدف إلى إجبار شعبنا على المقاطعة أثناء العملية الانتخابية، لإحداث الانقسام والتشتت. وتم إحباط هذه الخطة القذرة مع اختيار حزب الخضر اليساري. ويسير حزب الخضر اليساري مع حزب الشعوب الديمقراطي منذ تأسيسه وهو حزب جزء من تأسيس حزب الشعوب الديمقراطي. ولذلك فهو يمثل برنامج حزب الشعوب الديمقراطي وعقله السياسي. وعلى هذا الأساس، لديه عقلية وأسلوب سياسي يرى أن فهم الأمة الديمقراطية للحزب هو أساس الحل الديمقراطي للقضية الكردية ودمقرطة تركيا ويشمل الفهم البيئي وحرية المرأة. ولذلك فإن لغة وصوت شعبنا هو الحل في السياسة.
وسيكون لانهيار النظام الفاشي والعنصري لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وسقوط أردوغان، نتائج مهمة للغاية للشعب. وإذا انهارت الحكومة الفاشية، فإن النضال سيدخل في مرحلة جديدة. وسوف تتطور مرحلة حيث سيحدث الكثير من النضال السياسي. وستكون مرحلة ينتصر فيها من يعمل ويكافح بشكل أفضل. وإذا أكمل حزب الخضر اليساري الانتخابات البرلمانية بنجاح وحقق أهدافه، فإنه سيزيل الفاشية من السلطة ويعزز السياسة الديمقراطية ويفتح مجالاً واسعاً للحلول الديمقراطية. ومن أجل الفوز بالانتخابات وتحقيق نجاح كبير، هناك أيضاً قيمة كبيرة للأصوات. ويجب أن يرى شعبنا هذه الانتخابات ويقيمها على أنها مرحلة نضال مهم للغاية ومساءلة من فاشية الإبادة.
ولقد لعب شعبنا الذي يعيش في أوروبا دوراً فعالاً في جميع العمليات الانتخابية. كما ذكرنا مرات عديدة ، ان انتخابات 2023 ليست مثل الانتخابات السابقة. ومن وجهة النظر هذه، يجب أن يشارك شعبنا في أوروبا، شعبنا الوطني، بفعالية أكثر من العمليات السابقة. ويجب ان يكون الموقف الضروري الذي يجب إظهاره في مسيرة النضال التاريخي هذه، حيث تكتسب كل ميادين النضال معنى وأهمية كبيرة، فإن تعزيز هذه الموقف هو ضرورة أن نكون جديرين بالقائد والشهداء ومقاومي الجبال والسجون والسجون والتعبير الأكثر أهمية لاحترام قيم الحرية التي تم الحصول عليها ببدائل باهظة.
ويخوض النظام العنصري والفاشي حرباً خاصة بشكل كبير. ويقوم بالاستفزازات المتكررة، ويحاول كسر إرادة مقاومة الشعب، واخضاعه، وإبعاده عن النضال. وطبعاً ان معرفة الحرية والإرادة وقوة التنظيم التي نشأت لدى شعبنا من خلال النضال الذي لا مثيل له من أجل الحرية على مر السنين، تعرف جيداً هذه الحرب النفسية الخاصة. ولقد خلق هذا النضال الذي استمر نصف قرن ذاكرة تاريخية لأمتنا وشعبنا. ولديها القدرة على رؤية كل لعبة للعدو وإحباطها. وستخرج هذه القوة الطاقة التي ستقود حزب الخضر اليساري للفوز في انتخابات 14 أيار. وسوف يجلب شعبنا روح نوروز إلى 14 أيار، وسيهزم الفاشية ويضع أساساً قوياً للنضال الديمقراطي.
من المهم جداً أن يذهب شعبنا إلى صناديق الاقتراع ويصوتون لحزب الخضر اليساري
وستقوم هذه الحكومة الفاشية بالعديد من الحيل والسرقات والمؤامرات لكي لا تخسر الانتخابات، لأن هذه السلطة تعرف جيداً ماذا ستواجه وماذا سيحدث لها في حال الهزيمة. فهي تقضي كل أيامها في كوابيس لأن جرائمها كثيرة. ان هذه السلطة قد عملت مع داعش وعصابات مثلها، ونفذت عمليات احتلال وقتل جماعي، وسرقة وفساد، وسرقة إنجازات الشعب. حيث جعل أردوغان عائلته ومحيطه من أغنى أثرياء العالم بالأموال التي سرقها من الشعب. وإنهم يعلمون جيداً أن هذه الانتخابات هي أيضاً انتخابات لمحاسبة كل هؤلاء. ومن وجهة النظر هذه، من المهم جداً أن يذهب شعبنا والنساء والشبيبة إلى صناديق الاقتراع بهذه المعرفة والحماس وأن يصوتوا لحزب الخضر اليساري.
ولقد عانى العلويون أكثر من غيرهم من هذه السلطة الفاشية. حيث تعرض العلويون لصهر عقيدتهم والضغوط والإهانات التي لم تحدث من قبل في التاريخ. ولم تعتبر هذه السلطة ،العقيدة العلوية على أنها عقيدة، بل عرفتها على أنها حياة ثقافية ضيقة لجزء ابتعد عن الإسلام. ووفقاً لبيان بيت جامبوش، فقد سخروا من المعابد وهاجموا القيم والمعابد والحياة المقدسة للعلويين. وسيطلب العلويين حسابا كبيرا من أردوغان، الذي هو معاوية ويزيد يومنا هذا، ونظام الظلم.
ان هذه السلطة الفاشية حولت الدين الإسلامي إلى سلاح للحفاظ على سلطتها، وتجاهلت قيم الإسلام الديمقراطي وأعلنت الحرب على الإسلام الثقافي، الذي هو أساس عقيدة الإسلام ونمط حياته. ولقد أصبحت عدوة المسلمين الذين يعيشون الإسلام الحقيقي. وفي نفس الوقت، ستكون هذه الانتخابات هي الانتخابات التي سيطالب المسلمون الصادقون والبسطاء، الحساب من هذه السلطة التي هي عدوة الدين والإيمان.
وإضافة إلى الذهاب إلى صناديق الاقتراع والتصويت، فإن أمن صناديق الاقتراع مهم أيضاً. وان هذه السلطة الفاشية اللصة؛ تريد أن تسرق أصوات الشعب وان تقلب اللعبة بألف كذبة وحيلة. ومن هذا المنطلق يجب على شعبنا عدم مغادرة صناديق الاقتراع والساحات وتبني أصواتهم والاقتراع حتى اعلان نتائج الانتخابات. ومن المهم جداً ضمان أمان الاقتراع وتبني أصواتكم من أجل نتيجة ناجحة.
المصدر: صحيفة سرخبون (Serxwebûn)