عقدت اللجنة القيادية لقوات الدفاع الشعبي (HPG)، اجتماعها السنوي بحضور 50 رفيق من قوات الكريلا لمناقشة آخر التطورات على كافة الأصعدة وأبرزهما العسكرية والسياسية.
وقالت اللجنة في بيانها الذي وصلت نسخة منه لوكالة فرات للأنباء (ANF): "عقدنا اجتماعنا السنوي في الأيام الأولى من فصل الربيع الذي يشهد حقبة جديدة بالغة الأهمية في نضال شعبنا ضد الفاشية. وجرى الاجتماع بمشاركة 50 رفيقاً يمثلون جميع فرق قوات الكريلا بمختلف اختصاصاتهم، حيث تطرق رفاقنا إلى الحديث بإسهاب عن العمليات والمهمات التي نفذتها قوات الكريلا خلال العام الفائت على أساس فكر وباراديغما القائد أوجلان. وبناء على ذلك تم اتخاذ قرارات مهمة. وشهد اجتماعنا الذي استمر 9 أيام تحليلاً سياسياً وعسكرياً واسعاً لعام 2021 والوضع الحالي لقوات الدفاع الشعبي في المناطق الساخنة والواقعة على الخطوط الأمامية في مواجهة العدو ووضع خطة شاملة للاستعداد لمواجهة الاحتلال خلال العام الحالي وتحديد التكتيكات العسكرية للفترة من خلال الكشف عن الآفاق اللازمة ليكون عام 2022 عام الانتصار في النضال من أجل الحرية لشعبنا."
وجاء في نص البيان:
كما هو معروف، وصل النضال من أجل الحرية في كردستان، بقيادة حزب العمال الكردستاني، إلى مستوى عالٍ خلال عام 2021، حيث تمكنت قوات الكريلا من إحباط مخططات النظام الفاشي التركي عبر تصعيد النضال خلال السنوات الفائتة رغم كافة التحديات التي واجهتها قوات الكريلا ولا تزال. ومع مقاومة كارى التي اندلعت في بداية العام، والمقاومة التي تطورت مع حملة صقور زاغروس، مقاومة خابور وحملة أبطال بوطان، التي أحبطت خطط العدو وتسببت في أزمة داخل نظام الاحتلال الفاشي، بلغت ذروتها خلال الفترة الفائتة في وجه دولة الاحتلال التركي.
ولا تشمل الأزمة التي يمر بها النظام الفاشي التركي، القطاع العسكري لوحده، بل تتجاوز ذلك لتشمل المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية أيضاً. وتعمل الحكومة التركية الفاشية بقيادة لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية على خداع الرأي العام وتضليله بشتى الطرق أبرزها الحرب الخاصة التي تسعى من خلالها إلى إخفاء مشاكل القطاع العسكري. النظام الفاشي الذي اضطهد شعبنا على مدار السنوات يمكن إسقاطه في أي لحظة إذا تم إنجاز المهام النضالية التي تتطلبها هذه المرحلة الحاسمة بشكل دقيق.
وتناول اجتماعنا الهجمات اليومية لحكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وسياسات الإنكار ضد مناطق كردستان المختلفة، وهجمات الهيمنة التي تجري في إطار الحداثة الرأسمالية التي تستهدف شعبنا وتنتج عنها تحديات تكتيكية وسياسية وإيديولوجية والتي ناقشها الاجتماع بشكل مفصل وتوصل إلى نتائج مهمة بشأنها. وحددت دور ومهمة قوات الدفاع الشعبي الكردستاني في مواجهة واقع الحرب الحديثة القائمة على استخدام أحدث التقنيات ضد الكريلا، وأوضحت الخطوط العريضة لحقبة الحرب الجديدة وخط النضال لمقاتلي الحداثة الديمقراطية، وفي هذا السياق، كشف اجتماعنا بشكل شامل عن أوجه القصور والمشاكل التكتيكية التي ظهرت في نضالنا ضد الفاشية خلال عام 2021، وحققت مستوى جدياً في عملة اتخاذ القرار موقفه القوي من النقد والنقد الذاتي في مواجهة العملية برمتها، واستناداً إلى تجارب رفاقنا الذين استشهدوا خلال الحرب، كشرط للولاء لشهدائنا الأبطال ولقائدنا أوجلان، فقد أرست الأساس لخلق روح النضال لدى مقاتلي الحرية في عام 2022، لذلك أكدت القيادة في اجتماعها على استعدادها التام للرد على جميع أنواع الهجمات ضد شعبنا، قائدنا وقواتنا بالروح الفدائية التي غرسها القائد اوجلان في قلوبنا.
وكانت إحدى القضايا الرئيسية التي ظهرت خلال عملية النضال في عام 2021 هي الحرب الخاصة التركية، التي سعت إلى زرع الفتنة بين الشعب الكردي وتنشيط خط التواطؤ والخيانة بين بعض الجهات الكردية بشكل فعال، وبالنظر إلى تواطؤ الحزب الديمقراطي الكردستاني مع دولة الاحتلال الذي يشن حرباً عدوانياً شاملاً على جميع مكاسب وإنجازات القيمة لشعب كردستان، وقضية الاستشهاد هي القضية الأكثر خطورة، لذلك قرر اجتماعنا أن الوحدة الوطنية أصبحت حاجة ملحة وهامة لإفراغ مخخطات العدو من مضمونها، كما شدد اجتماعنا على ضرورة رفع الجهوزية لمواجهة جميع أنواع المواقف الطارئة في ظل جميع الظروف، إلى جانب جهود الاقتراب من المسؤولية الوطنية مثل إحباط خطط الحرب الخاصة للعدو وإنهاء النزاعات بين الكرد.
وتعتبر القرارات التاريخية التي اتخذها اجتماعنا، الذي انتهى بنجاح في هذه المرحلة الهامة والحاسمة من نضالنا، خطوة مهمة نحو النصر في عام 2022، حيث أن نتائج مقاومتنا في جميع أنحاء كردستان، لا سيما في كارى، سيانه، زندورا، مام رشو، كري صور وورخليه، ضد الهجمات التي شنها جيش الاحتلال التركي عام 2021، تحمل إشارات مهمة تتعلق بالعام الحالي. ومن المؤكد أننا سنحقق مكاسب أكبر كشعب وكحركة، إذا تم تنفيذ الخبرات المكتسبة في هذا المحور بشكل خلاق على أساس منظور الحرب الشعبية الثورية، لذا حدد اجتماعنا إن المقياس الوحيد لتحقيق النصر هو كسر المؤامرة الدولية وضمان الحرية الجسدية للقائد أوجلان، والقيام بالواجبات على هذه المبادئ.
وعلى هذا الأساس وباسم قوات الدفاع عن كردستان، ومع الروح البطولية لرفاقنا الذين ارتقوا إلى مرتبة الشهادة في العام الماضي جومالي جوروم، شورش بيت الشباب، ريبر زانا، هورام أوير، نوجين آمد، زردشت نافدار، شيلان كوي، عكيد بسمل، دلجين ماريا، نوجين كوجر، هجار أورفا، سرحد كرافي، بوطان أوزغور، مونزور ديرسم وجافري كاموران، نؤكد تصميمنا بالسير على خطاهم وتحقيق حرية شعبنا وقائدنا، ونتمنى التوفيق لجميع رفاقنا وشعبنا الوطني وأصدقاء شعبنا والقوات التي تناضل من اجل حرية الشعوب المضطهدة في هذه المرحلة التاريخية والحاسمة من النضال".