ومع قرب حلول يوم 8 آذار، اليوم العالمي للمرأة، أصدرت منسقية مؤتمر ستار في روج آفا بياناً إلى الرأي العام باركت فيه حلول هذا اليوم على عموم النساء، وقالت من خلال بيانها:

"نستقبل اليوم العالمي للمرأة الكادحة، يوم ٨ آذار لعام ٢٠٢٢ بداية نستذكر شهيداتنا اللواتي ضحين بأرواحهن وسطرن ملاحم بطولية من المقاومة ضد الأنظمة الاستبدادية وحطمن قيود العبودية في سبيل نيل الحرية وتحقيق العدالة والمساواة والديمقراطية، وننحني إجلالاً أمام تضحياتهم العظيمة.

إن اليوم العالمي للمرأة الكادحة هي ثمرة نضال ملايين النساء في مختلف أنحاء العالم، وهي حقيقة المرأة الحرة، من روزا لوكسمبورغ إلى كلارا زيتكين، من زنوبيا إلى ظريفة، من ساكينة جانسيز إلى سوسن بيرهات، نوجين آمد، تولهلدان رامان، من ليلى آكري، زهرة بركل إلى هند وسعدا، يادي عقيدة إلى هفرين خلف. فأصبحت فلسفة الحياة الحرة لجميع النساء المناضلات السائرات على دربهن، لتصبح المقاومة قوة أساسية لجميع الحركات والتنظيمات النسائية من أجل حرية المرأة والمجتمع على حد سواء.

باسم منسقية مؤتمر ستار، وتحت شعار "معاً نحمي ثورتنا ونحرر أراضينا "، نهنئ كافة النساء في روجآفا و شمال وشرق سوريا وفي أجزاء كردستان الأربعة ونساء العالم أجمع وأمهات الشهداء وكافة النساء المعتقلات في سجون الأنظمة الاستبدادية – النساء المناضلات في جميع ساحات النضال – النساء المرابطات في خنادق المقاومة من أجل حماية المرأة والمجتمع .

وبهذه المناسبة نحيي القائد عبدالله أوجلان ، قائد الأمة الديمقراطية ، والرفيق الأول والحقيقي للمرأة ، وصاحب فلسفة الحياة الحرة . وإن القرن الواحد والعشرين كما قال القائد بأنه سيكون قرن حرية المرأة .

فإن تعزيز مستوى النضال الذي تقوده المرأة من أجل الحرية ضد جميع الهجمات الفاشية والاحتلالية والسلطة الذكورية المهيمنة ، وسياسة الإبادة الجماعية التي تستهدف المرأة ، إنما يرتقي بثورتنا إلى مستوى ثورة المرأة التي تعتمد على قوة العمل والفكر وحقيقة المقاومة التي أبدتها جميع المناضلات الرائدات عبر التاريخ ، في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتنظيمية ، وإن تكاتف جميع النساء يمكن أن يحقق حياة حرة كريمة لجميع الشرائح المجتمعية .

إننا نعيش عصر حروب ممنهجة بجميع أشكالها، وعبر وسائل مختلفة، من سياسة الحرب الخاصة والإبادة الجماعية والقتل والاغتصاب والتهجير والفقر والمجازر وحروب اقتصادية وثقافية وبيولوجية و في جميع مجالات الحياة.

هذه السياسة والعقلية نُظمت على شكل نظام عالمي، خدمة ً لمصالح نظام الحداثة الرأسمالية التي تحاول بشتى الوسائل السيطرة على العالم أجمع، وهذا تجلى في افتعال الشرق الأوسط بشكل عام، وازدياد التوتر بشكل كبير في كردستان وأفغانستان وأوكرانيا والكثير واختلاق التناقضات بين الشعوب المتعايشة مع بعضها البعض، إلا إن هذا يجلب معه الكثير من الفرص الاستراتيجية للمرأة والشعوب عامة ولكنه أيضاً يحمل معه الكثير من المخاطر على الشعوب .

إن نضال المرأة المنظم في جميع أنحاء العالم والذي تتبناه القوى الديمقراطية يُمَكن المرأة لتقود نضال الديمقراطية العامة والبيئة والعدالة الاجتماعية ضد المفاهيم السلطوية إلى مستوىً عالٍ بتمثيل جميع النضالات التي تخوضها الشعوب من أجل الحرية .

فالحملات التي بدأناها من حملة "حان وقت الحرية " حان وقت حماية المرأة والمجتمع الحر " معاً نحمي ثورتنا ونحرر أراضينا " ستتحقق أهدافها بإصرارنا وتصميمنا على الوفاء للحقيقة التاريخية ليوم المرأة العالمي، والتي هي حقيقة المرأة الحرة .

ولنكون لائقين بهذه الحقيقة ، يتطلب منا نضالاً دؤوباً ، وأن نعيش كل ساعاتنا وكل لحظة حقيقة ٨ آذار .

وإن نظام العزلة المفروضة على القائد آبو والتي هي عزلة على المرأة والمجتمع عامةً، وهذا يتطلب منا تصعيد النضال لكسر هذه العزلة الممنهجة ونحطم جدار سجن امرالي ونحقق الحرية الجسدية للقائد آبو

ولتغيير الذهنية السلطوية ومناهضة العادات والتقاليد البالية وحماية البنية المجتمعية وحقيقتها التاريخية وترسيخ حياة الشراكة الندية وتحقيق العدالة والمساواة بالوعي الفكري والديمقراطي الأيكولوجي والصحي والأخلاقي الذي من شأنه حماية الإنسان والطبيعة.

إن نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تأخذ المرأة دورها الريادي بنظام الرئاسة المشتركة في جميع هياكلها التنظيمية هي ثورة مجتمعية والتي أصبحت نموذجاً يحتذى به ومصدر إلهام لجميع النساء. والمكتسبات التاريخية التي تحققت بفضل مقاومة المرأة في YPJ وجميع القوى العسكرية المنضوية تحت سقف قوات سورية الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي و وحدات الحماية الجوهرية على مبدأ حرب الشعب الثورية وترسيخ نظام الحداثة الديمقراطية ضد المفاهيم السلطوية للحداثة الرأسمالية.

إذ نبارك اليوم العالمي للمرأة الكادحة نهدي كل فعالياتنا لأرواح الشهيدات الرائدات " سوسن بيرهات – فيان- نوجيان – روجين – آواز أورميا – كريمة لوران – وداد يونان – جمانة الموسى – إيفان هوفمان – هند و سعدى – هفرين خلف".

ونحيي المقاومات البطولية للنساء في عفرين ، سري كانيه ، تل تمر ، زركان ، مقاومة المرأة الشابة ومقاومة النساء الأفغانيات ونشيد ببطولاتهم ضد جميع سياسات الإبادة والقتل والتهجير. ولإتمام مسيرة نضال شهيداتنا نعاهدهن بتصعيد وتيرة النضال في شمال وشرق سوريا حتى تحقيق جميع أهدافهن وأحلامهن في الحرية العدالة والمساواة .

ونناشد جميع النساء في العالم بالخروج إلى الساحات ولنرفع صوتنا عالياً ضد كل أشكال الإبادة حتى تحقيق العدالة والمساواة والديمقراطية".