ادين بحياتي للمقاتلات.. مقاتل في معارك سري كانية يروي تفاصيل عن مقاومة المرأة وشجاعتهن

تحدث المقاتل في صفوف وحدات حماية الشعب، دفريم باران، عن الهجمات التي شنتها دولة الاحتلال التركي ضد سري كانيه وأشار بأن مقاومة الكرامة شهدت إرادة المرأة وتصميمها في النضال مرأة اخرى".

خاض مقاتلوا ومقاتلات في صفوف قوات سوريا الديمقراطية (QSD)، وحدات حماية الشعب (YPG) ووحدات حماية المرأة (YPJ) الذين دافعوا عن مكتسبات ثورة روج افا، نضالاً تاريخياً اثناء الهجوم الشرس الذي شنه الاحتلال التركي وتنظيم داعش الارهابي المدعوم من قبله ضد سري كانيه وكري سبيه.

وفي هذا السياق، تحدث المقاتل في صفوف وحدات حماية الشعب (YPG)، افريم باران، لوكالة فرات للانباء ANF عن المقاومة الملحمية التي خاضها المقاتلون خلال مقاومة الكرامة:

وقال باران"لقد توجهنا انا ورفاقي للانضمام الى المقاومة اثناء الهجمات العسكرية التي شنتها دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها من العصابات الارهابية ضد سري كانيه وكري سبي؛ في 18 تشرين الأول 2019، أخذت مكاني في جبهة حي الصناعة الواقع في المدخل الشرقي لناحية سري كانيه؛ كانت الهجمات شرسة في هذه المنطقة، وأصيب رفاقنا بجروح، وهناك لم يبقى الكثير من رفاقنا، لان هذه الجبهة كانت بحاجة الى دعم عسكري، لهذا جاء رفاقنا وتمركزوا في الجبهة التي كنت فيها؛ كان جيش الاحتلال التركي يشن هجمات شرسة ضد منطقتنا، لهذا كنا ننسحب تكتيكياً، لكن عندما جاء رفاقنا لمساعدتنا، دخلنا مرة أخرى إلى الأحياء التي انسحبنا منها، لتطهيرها من العدو؛ لقد كنا ننسحب من بعض الاماكن بسبب الهجمات الشرسة ومن ثم نعود اليها، كنا ننتقل من حي إلى آخر، وكانت العصابات الارهابية  تختبئ في بعض المنازل؛ عاودت العصابات الارهابية في شن هجماته ضد الحي الذي كنت متمركزا فيه، الا اننا كنا نتجاوز جميع الصعوبات بالقوة والمعنويات التي قدمها رفاقنا لمساعدتنا، وكنا نتقدم بحماس دون خوف؛ كنا نحقق نتائج جيدة في العمليات التي كنا ننفذها ضد المدرعات التابعة  لعصابات دولة الاحتلال التركي وكنا نتصدى لجميع هجماتها على الرغم من انها لم تكترث للمعايير الأخلاقية للحرب، إلا أننا كنا نأخذها بعين الاعتبار".

عندما ادرك جيش الاحتلال التركي تقدمنا ، غير وجهة هجماته وشنها على جبهة تل حلف. لم تكن بيننا وبين العصابات الارهابية سوى 20 الى 25 متر من المسافة؛ وحينها اصبت ولم يبقى بيننا وبين العصابات الارهابية سوى مسافة قليلة، حينها قامت مقاتلة كنا في نفس المجموعة، بمواجهة العصابات واطلقت عليهم النار  وأمسكتني من ذراعي وسحبتني من تلك الجبهة.

حينها كنت ثقيل الوزن ولم اكن اعتقد بأن بإمكان المقاتلة حملي، لكن الروح الفدائية التي غرست في نفوسنا في ذاك الوقت تغلبت على ضعفنا؛ لقد فقدت وعيي حينها ولم ارى شيئا سوى ان تلك المقاتلة حملتني على ظهرها وابعدتني عن ساحة المعركة، لم اكن اصدق عيناني لكني لم اجد نفسي الا انني فوق ظهرها وهي تحملني لتبعدني عن الخطر وهكذا عبرنا الى الحي الاخر والتقينا بمقاتلين من مقاتلينا؛ وحينها اصيبت تلك المقاتلة عندما كانت تنقذني.

اراد رفاقنا ابعادنا عن ساحة الحرب، وضعونا على متن عربة وحينها اصبت ببعض الطلقات على ضهري وارتميت ارضاً، ومن ثم حملني رفاقي ووضعوني على الرصيف، وكنت افقد الوعي تدريجياً، كانت اصوات القنابل تسمع بشدة في المكان واشتدت وطأة الحرب، وحينها تم نقلي من قبل الرفاق عن المكان ونقلوني الى المستشفى للعلاج، وبفضلهم انا اعيش الى هذه اللحظة.

الشي الذي ارغب بذكره هو ان دور ومبادرة المرأة في الحرب كانت تمدنا بالمعنويات والروح الفدائية ولقد شهدت بعيني كيف للمرأة إرادة قوية وصلبة وتعجبت من ذلك.

لقد شهدنا خلال ثورة روج افا إرادة المرأة في العديد من المواقف؛ عندما عدت الى المجموعة التي انتمي اليها، سألني رفاقي من انقذني؟ اجبتهم بأن مقاتلة شجاعة انقذتني.

لقد أصبت 3 مرات في صفوف القتال، وقد أنقذتني رفيقاتي مرتين. لولا تضحياتهن لما كنت على قيد الحياة اليوم.

ادين بحياتي للقائد عبدالله اوجلان اولا ولرفيقاتي المقاتلات ثانياً، وسأتصدى لجميع الهجمات التي يشنها الاحتلال التركي الفاشي بفضل الروح الفدائية التي استمددتها من المقاتلات الجسورات والتي اعطاني فرصة اخرى للدفاع عن ارضي وشعبي؛ مهما قلت عن المقاتلات في صفوف وحدات حماية المرأة فهو قليل عليهن والشيء الوحيد الذي استطيع فعله هو انني سأحافظ على ذكراهم ما حييت".