ثلاثة ثوار.. ثلاثة أصلاء

كان كل من علي كاني روج، غمين آمد، هلكورت باكوك رفقاء الحقيقة، سواء في التعامل، أو الكريلاتية، هكذا أصبحوا قدوى، و رواداً للشعب ورفاقهم.

فكل من علي كاني روج، غمين آمد، هلكورت باكوك جميعهم من مدن مختلفة في كردستان، كانوا ثلاثة ثوار خالدين، جالوا ولسنوات من جبل إلى آخر، ثم لجأوا إلى جبال كردستان، يحملون السلاح في يد والكاميرا في اليد الأخرى، لقد أصبحوا الوجدان للجبال، وأصبحوا لغة الكريلا وذاكرة التاريخ، ناضلوا في كل لحظة من حياتهم، وأصبحوا من أتباع الأبطال أمثال خليل، و أرمانج، و أرجين،  لقد أصبحوا تاريخاً، مفتدين شعبهم، و وطنهم.
 
ولد محمد رشيد تورغوت عام 1985 في قرية شيشمازين في كفر ومن عائلة وطنية، محمد الذي شهد قسوة الدولة وقمعها منذ طفولته، يدخل في حالة من الصراع في سن مبكرة، عندما ذهب محمد إلى مدارس المحتلين، رأى الوجه الحقيقي للعدو وفهم بشكل أفضل كيف ابتعد الشعب الكردي عن حقيقته، محمد الذي قاوم ذلك وكان يبحث عن طريق النضال، يتعرف على حزب العمال الكردستاني PKK والقائد آوجلان، كان محمد متيقن من أن أفضل مكان للنضال القوي ضد المحتلين هو الجبال،  وحياة الكريلا، وعلى هذا الأساس قرر الانضمام إلى صفوف الكريلا،  مثلما قام الكرد بحماية جبالهم، يرى محمد أن أفضل طريقة لحماية شعبه،  وعيش حياة حرة هو الإيمان بالجبال،  وكان يظهر مشاعره الوطنية من خلال جهوده،  محمد الذي شارك بحماس في المهام أثناء دراسته في جامعة وان، وبسبب أسلوبه الحازم والمخلص والناجح، ظل ضمن مهام المدينة حتى عام 2005،  وفي عام 2005، عندما عاد إلى قريته، علم أن اثنين من الكريلا قد استشهدوا، حينها زاد هذا الخبر من كراهية محمد وغضبه تجاه العدو، وعلى هذا الأساس، توجه في عام 2005 إلى جبال زاغروس في كردستان باسم علي كاني روج. 
 
حينها عندما كانت الجبال ساحة مقاومة،  ونضال الكرد لقرون، أصبحت الآن رفيقة علي كاني روج، وبات الآن علي حامي شعبه وأرضه في جبال كردستان، يصبح مقاتل كريلا من أجل حرية كردستان، فبعد تدريبه العسكري الجديد في منطقة زاب، يتوجه علي صوب مركز القرار لقوات الدفاع الشعبيHPG، فبعد إكمال مهامه بنجاح في المركز، ينتقل علي إلى مركز الإعلامي التابع لقوات الدفاع الشعبي HPG، وهناك يشارك علي مع رفيقته آرجين في الأنشطة الإعلامية، ويعمل على تقديم حياة الكريلا ورفاقيتهم، والنضال المشروع لهم للعالم أجمع، عندما تسلم علي العمل في مجال الإعلام، يلتقي أيضًا بالكريلا والمخرج خليل داغ،  علي الذي تلقى التدريب على الكاميرا من خليل داغ، يريد تصوير كل منطقة في كردستان، بعد استشهاد خليل داغ، قررعلي السير على خطاه وتحقيق تطلعاته، كان علي الذي حمل كاميرته كسلاح وحاول التقاط كل خطوة في حياة الكريلا، فكيف نضغط بالأصبع على الزناد،  كان إصبعه على الكاميرا كذلك، 
 بعد 4 سنوات من العمل الإعلامي، انتقل علي كاني روج إلى أكاديمية أبولون للتدريب، بعد تدريب ناجح، وبسلاح في يد وكاميرا في الأخرى، توجه إلى منطقة بوطان في شمال كردستان، يلتقط علي هناك كل لحظة من من لحظات الكريلا وكل ما يراه في طريقه إلى بوطان، بعد انتقاله إلى هناك شارك علي بحماس في المهام، وواصل عمله الإعلامي،  علي كاني روج أحد أبز القادة في الكريلا، وبعد 5 سنوات من القتال في بوطان، يدخل مناطق الدفاع ميديا، علي كني روج الذي تدرب في أكاديمية معصوم قورقماز، يتوجه من أجل العمل ضمن المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي HPG، لقد أصبح علي قائدًا مثاليًا ومقاتل كريلا في المجالات العسكرية والإيديولوجية والإعلامية، أصبح مصدر قوة ومعنويات بين رفاقه في كل لحظة من حياته.
 
تعرض لهجمات العدو منذ طفولته

يفتح غمين آمد (يلدراي أرسلان) عينيه على العالم عندما بين كنف عائلة وطنية في آمد، لقد عاش غمكين آمد الذي نشأ في بيئة وطنية، سياسات الإبادة الجماعية للدولة التركية في طفولته، و لأن الشعب الكردي واجه سياسات الإبادة الجماعية للعدو ، كان لذلك تأثير كبير عليه، غمكين، الذي يبحث عن سبب تعرض الشعب الكردي لهذه الهجمات، ونتيجة لأبحاثه يكتشف غمكين شيئًا عن حركة حرية كردستان، كيف لا وهو من أبناء الشعب الكردي ولا يقبل الفظائع والمجازر التي ترتكبها الدولة التركية، حيث أخذ مكانه في الأنشطة الاجتماعية، و قرر غمكين الذي تبعه العدو بسبب أنشطته، مواصلة نضاله في جبال كردستان، حيث انضم إلى صفوف الكريلا في عام 2013.
 
ومن أجل مقاومة العدو بكل قوته، طور غمكين آمد نفسه وفق أفكار وفلسفة القائد آوجلان، وكي يخوض غمكين آمد نضالاً أكثر فعالية، يتلقى تدريبات عسكرية في منطقة متينا، ويخل بعدها أكاديمية الشهيد كوربيتلي للإعلام, بعد إكمال تدريبه بنجاح، يعمل في مطبعة آزادي، ثم ينتقل إلى منطقة قنديل حيث عمل هناك لفترة وشارك في أنشطة لجنة شهداء حزب العمال الكردستانيPKK، غمكين الذي انتقل إلى منطقة خاكورك في عام 2016، ينخرط بالمهام العسكرية عسكرية هناك, لقد دخل غمكين آمد أكاديمية الشهيد إبراهيم أبولون وذلك من أجل قيادة نضال أكثر قوى،غمكين الذي شارك في العمل الإعلامي مع رفيقه علي كاني روج، كان على الدوام يسعى لتطوير ذاته خلال مسيرة حياته الكريلاتية.
 
لقد أصبحوا قدوى ومضرب المثل
 
هنا أرض الأبطال، ومناضلي الحرية وأرض الثوار في جبال كردستان، هنا سقيت التربة بدماء الشهداء، هنا الجبال لا تقبل حياة بلا نضال, لقد اختار كل بطل هنا حياة مشرفة وأصبحوا السائرين على طريق الحقيقة، لقد شارك هؤلاء الأبطال ذات المشاعر والآلام والأفراح والآمال, كانت الحياة تحلو معهم، كانت ذات معنى بهم.
 

كان هلكورت باكوك (جلال أوزلوك) أحد هؤلاء السائرين، الرفيق هلكورت ولد في حضن عائلة وطنية في نصبين إحدى مناطق المقاومة في كردستان، ولأنه نشأ في بيئة وطنية، تعرّف على حركة حرية كردستان في سن مبكرة.

ومع ذلك، ورغم عمره، كان يعرف هلكورت باكوك حقيقة العدو، هيلكورت باكوك الذي رفض سياسات الصهر, والإبادة الجماعية للدولة التركية، رأى معاناة شعبه منذ شبابه وقرر القيام بمسؤولياته كشاب كردي, على هذا الأساس، تأثر هيلكورت باكوك، الذي انضم إلى صفوف الكريلا في عام 2014، وبرفاقية الكريلا في جبال كردستان، كان هيلكورت يفكر، وهمه الشاغل  دائمًا أن يصبح مناضلاً أبوجياً فدائياً، كان يفكر في حرية وطنه وشعبه في كل لحظة من حياته، لقد طور هيلكورت باكوك ذاته دائمًا من أجل تحقيق نتيجة ناجحة في نضاله، في جبال كردستان كان يمارس عنله الإعلامي إلى جانب مهامه ككريلا، هيلكورت باكوك مع رفاقه علي كاني روج، وغمكين آمد ومن أجل أن يدخلوا رفاقهم كريلا حرية حرية كردستان في صفحات التاريخ كانوا يبذلون جهوداً ومهاماً كبيرة, هيلكورت باكوك، الذي أثار إعجاب رفاقه بأسلوبه الصادق، أصبح مناضلاً أبوجياً يمنح القوة والمعنويات.
 
الثوار الثلاثة،  الأصلاء الثلاثة في عام 2018 انضموا إلى قافلة الشهداء نتيجة الهجوم الوحشي للدولة التركية، الرفاق الثلاثة الذين كانوا يبحثون عن الحقيقة، سواء في عملهم الإعلامي، أو في حياتهم الكريلاتية، أصبحوا مضرب مثل وقدوى لدى الشعب ورفقاهم.