ثورة روج آفا ثورة المكون الأرمني المضطهد

قال السيد شيخموس أحمد  فتاح، وهو من المكون الأرمني، إن ثورة روج آفا هي ثورة ولادتهم من جديد، وأنها بمثابة الانتقام التاريخي للأرمن.

مضت على انطلاقة ثورة روج آفا ثمانية اعوام، وقد انضم إليها العديد من المكونات التي تعيش في المنطقة ويؤكدون بأنهم ولدوا من جديد مع ثورة روج آفا التي انطلقت في 19 تموز.

ويعد السيد شيخموس أحمد فتاح وهو من المكون الأرمني من ناحية درباسية، أحد الأشخاص الذين واكبوا الثورة.

وفتاح، المعروف باسم أبو زانا في المنطقة التي يعيش فيها، من مدينة بدليس في شمال كردستان، اضطرت عائلته إلى الهجرة من ديارهم جراء الإبادة الجماعية والمجازر التي ارتكبتها الدولة التركية عام 1915 آنذاك والاستقرار في منطقة روج آفا.

وذكر فتاح أنه انضم إلى الثورة مع أبنائه وعائلته، وقال: "نحن من الشعوب التي شاركت في الثورة منذ البداية. وجدنا أنفسنا في هذه الثورة. لأن هذه الثورة ثورتنا، هذه هي ثورة كسب الحرية. هذه الثورة ليست لشعب واحد فقط، إنها ثورة لجميع الشعوب المضطهدة، إننا نعتبرها ثورتنا، فعندما انطلقت هذه الثورة انطلقت باسم جميع المكونات في هذه المنطقة من كرد، أرمن، سريان، إيزيديين، عرب، علويين وجميع الشعوب والمعتقدات".

وأكد فتاح أن ثورة روج آفا هي "ثورة الانتقام التاريخي للأرمن"، وقال: "إن ثورة روج آفا هي ثورة الانتقام لي ولعائلتي وجميع المكون الأرمني. هي بالنسبة لنا قرن جديد، وانطلاقتها بمثابة ولادة جديدة لنا".

واستذكر فتاح آلاف الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل هذه الثورة، وتعهد بولائه للشهداء من أجل حماية الإنجازات التي تحققت بفضل هذه الثورة.

كما أكد فتاح في حديثه، أن دولة الاحتلال التركي نهبت جميع المواقع الدينية في المنطقة، قائلاً: "لقد دمرت دولة الاحتلال التركي الأماكن المقدسة الأرمينية في سري كانيه وتل تمر، واختطفت بعض الأرمن وطالبت بفدية من عائلاتهم، وأقدموا على قتلهم تحت اسم الاسلام. لقد خدع الكثيرين باسم الدين وأقدموا على أفعال شنيعة لا تقبلها أية ديانة سماوية. حيث أرسلت دولة الاحتلال التركي مجموعات مثل داعش والنصرة إلى المنطقة، فأردوغان يمثل داعش، وهو سلطان عليهم. إن بقاءنا مرتبطاً ببقاء هذه الثورة المباركة".

وأشار شيخموس أحمد إلى الهجوم الذي قامت به دولة الاحتلال التركي من خلال الطائرات المسيرة المسلحة SIHA في 16 تموز 2020 في الدرباسية وقال: "إن الشعب بات يخشى النزوح من ديارهم. فهم يسعون إلى إخلاء المنطقة من خلال الهجمات التي يشنونها ضد المدنيين العزل. ويريدون زرع الفتنة بين المؤمنين المسلمين والمسيحيين ويعد التاريخ العثماني مصدر كل هذه الجرائم والهجمات. حيث ارتكبت الدولة العثمانية العشرات من المجازر ضد الأقليات في تركيا وأجبروهم على التجرد من أصلهم وأن يصبحوا أتراكاً. عندما يقرأ المرء التاريخ العثماني جيداً، سيدرك حينها لماذا جرت كل هذه المجازر".

وفي ختام حديثه دعا السيد شيخموس أحمد فتاح الشعب الأرمني وقال: "يجب أن تدركوا من أنتم وأن تتحدوا وتعدوا أنفسكم أصحاب هذه الثورة. لأن هذه الثورة أعادت لنا وجودنا وهويتنا وإن الذين أبعدوا انفسهم عن هذه الثورة، لن يتمكنوا من الشعور بوجودهم كأرمن لأن هذه الثورة هي ثورة الانتقام لنا".