أطفال  ونساء داعش قنابل موقوتة في مخيم الهول

نساء يطعن الحراس ويحاولن الهرب، وأطفال يرشقون قوات الأمن والعاملين الإنسانيين بالحجارة وهتافات توجها رفع راية تنظيم داعش، كلها مشاهد من مخيم الهول للنازحين في شمال شرق سوريا، فعائلات التنظيم الإرهابي لا يستسلمون ويصعبون مهمة القوات الكردية.

 في مخيم الهول نساء كثيرات تُسارعنّ  فور رؤية الكاميرا إلى تحية زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، والتأكيد أنهنّ ينتظرن أوامره للعودة إلى "أرض الخلافة" وترفع بعضهن إشارات ذات دلالات دينية.

أم صهيب، عراقية وأم لثلاثة أطفال، قدمت إلى سوريا قبل سنوات وتزوجت من أبو صهيب، مقاتل تونسي في صفوف التنظيم تقول إنه عمل في زرع العبوات الناسفة وقتل خلال عملية نفذها ضد قوات سوريا الديموقراطية في الباغوز، أم صهيب تقر بأنه "تمّ مرتين أو ثلاثة طعن الأساييش".. ومن يقمن بذلك هن المهاجرات.

شكلت الباغوز الجيب الأخير للتنظيم في شرق سوريا قبل أن تطرده منها قوات سوريا الديموقراطية إثر هجوم بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن لتعلن في 23 آذار/مارس القضاء على دولة "الخلافة" المزعومة.

وخرج عشرات الآلاف من المدنيين وبينهم أفراد عائلات مقاتلي التنظيم وأنصاره مع تقدم العمليات العسكرية التي استمرت أشهراً، بينما أوقفت قوات سوريا الديموقراطية الآلاف من مقاتلي التنظيم من جنسيات عدة. 

ويشهد مخيم الهول الذي يؤوي حوالي 12 ألف أجنبي من عائلات الجهاديين محاولات عديدة للهرب لإعادة تنظيم أنفسهم وهذا ما أكده مسؤول أمني في المخيم بأنه لن يكون سهلاً على الأشخاص الذين انضموا إلى داعش وقطعوا كل المسافات من بلدان بعيدة أن يتنازلوا عن أفكارهم.

ويروي مسؤول شؤون النازحين في الإدارة الذاتية شيخموس أحمد إنه في وقت سابق هذا الشهر "عمد البعض إلى مناشدة خليفتهم"، وقال إن النساء في مخيم الهول يهاجمنّ "القوات الأمنية والعاملين في المنظمات الدولية أيضا".

ويعرب مراقبون عن خشيتهم من أن تشكل المخيمات سبباً لانتعاش التنظيم مجدداً، ما يدفع الإدارة الذاتية إلى مطالبة الدول المعنية باستعادة مواطنيها، إلا أن دول قليلة تجاوبت معها وبشكل محدود.