121 عاما على تأسيس الصحافة الكردية.. "كردستان" اول صحيفة تنطلق من القاهرة ويهاجمها العثمانيون 

يحتفل الصحفيون الكرد، اليوم الاثنين، 22 نيسان، في كل اصقاع العالم بالذكرى السنوية لتأسيس الصحافة الكردية وصدور صحيفة (كردستان) كأول صحيفة كردية صدرت بالعاصمة المصرية.

واصدرت نقابة صحفي كردستان في اقليم كردستان (جنوب كردستان) بيانا بمناسبة مرور 121 عاماً على تأسيس الصحافة الكردية، حيث هنأت فيه جميع الصحفيين والاعلاميين في اقليم كردستان بمناسبة مرور 121 عاماً على تأسيس الصحافة الكردية.

وجاء في البيان: ان الاوضاع السياسية وفرت مساحة عريضة للعمل الصحفي وتعمل العديد من القنوات الاعلامية والصحفيين بشكل جيد، لكن هذه الواضاع تحتاج الى اعادة تنظيم وتقوية مساحة العمل الحر وسيادة القانون وتعزيز الديمقراطية ودولة المؤسسات.

واضاف البيان: يحتاج الفضاء الاعلامي بشكل عام الى اعادة تنظيم بشكل مناسب يضم الجانبين القانوني والمؤسساتي، وتعديل قانون نقابة صحفيي كردستان رقم 35، والفضاء علامي في اقليم كردستان يحتاج الى تشكيل المجلس الاعلى للاعلام حيث يكون بامكانه تنظيم العمل الاعلامي المعاصر.

وصدر العدد الأول من جريدة كردستان 22 نيسان 1898 في مدينة القاهرة باللغة الكردية وكتبت باللهجة الكرمانجية الشمالية وبالحروف العربية.. وكانت تصدر مرتين بالشهر وباربع صفحات، واصدرت الجريدة واحداً وثلاثين عدداً خلال اربع سنوات وباعداد متقطعة الى العام 1902م.. 

وطبعت الاعداد: (1-2-3) في مطابع دار الهلال المصرية والعددان الرابع والخامس طبعا في مطبعة كردستان في القاهرة والعائدة للشخصية الثقافية الكردية العلامة الشيخ فرج الله زكي الكردي.. والاعداد الاخرى طبعت خارج مصر بسبب الضغوط التي مورست من قبل السلطات العثمانية لغلق الجريدة، وتم نقل مقرها الى مدينة جنيف في سويسرا وطبعت الاعداد فيها من السادس الى التاسع عشر.. والاعداد من عشرين الى الثالث والعشرين رجعت الى مطبعة كردستان في القاهرة بعد اعادة مقرها بالقاهرة.. اما العدد الرابع والعشرون فطبع في مدينة لندن.. والاعداد من الخامس والعشرين الى التاسع والعشرين طبعت في مدينة فولكستن.. والعددان الثلاثون والواحد والثلاثون طبعا في مدينة جنيف مرة اخرى.. وكان العدد الاخير قد صدر في الرابع عشر من نيسان عام 1902.

ويقول الامير الكردي مقداد بدرخان صاحب الامتياز ورئيس تحرير الجريدة في مقال بالعدد الاول من الجريدة: (وضعت نصب عيني هدف ترسيخ الاهتمام بشؤون ابناء قومي الكرد ازاء التعليم ولامنح فرصة التعرف على حضارة العصر وتقدمه.. ولا ابغي من صدور هذه الجريدة ولو من بعيد سوى خدمة مصالح شعبي ولسعادته ورفع المستوى الثقافي لبني بلدي).. اراد الامير مقداد بدرخان من اصدار الجريدة ان يعرف الكرد بالعالم بان نضالهم كان ثقافيا سلمياً بعيداً عن الحروب والقتال وحمل السلاح واخراج شعبه مما هو عليه من الجهل وظلمات الامية التي مارستها ضدهم السلطات في حينها..

كما كانت مجلة الهلال المصرية قد نشرت تحقيقاً حول جريدة كردستان بعد صدورها بالقاهرة اذ عرفت القارئ العربي بان اول جريدة كردية في العالم وباللغة الكردية قد صدرت بالقاهرة.. وان الشعب المصري يفتخر بانها صدرت في بلدهم لتكون جريدة كردستان شأنها شأن الصحافة المصرية في ميدان تتسابق فيه الاقلام على اختلاف اللغات والنزعات.. وهي تصدر في القاهرة مرتين بالشهر وان بدل الاشتراك السنوي فيها ثمانون قرشاً وان غاية الجريدة تحريض وتعريف الكرد الى السعي وراء التمدن والفضيلة وحثهم على اكتساب العلم.. وقد لعبت جريدة كردستان دوراً مهماً و كبيراً في تحسين العلاقات الكردية مع القوميات الاخرى ومنهم الارمن بسبب ما روجته السلطات العثمانية بان الارمن هم اعداء الكرد.. وقد رفعت الجريدة شعاراً يقول: (العداء القومي الكردي الارمني تدمير للشعبين معاً).

وقد حافظت الجريدة على دورها الريادي في مجال الفكر السياسي والايدلوجية الكردية ولها الفضل في تسهيل و تعريف الحرية والتحرر والتقدم الحضاري. 

وقد لاقت الجريدة اهتماماً واضحاً من خلال المراسلات التي كان يرسلها المثقفون الكرد من المغتربين خارج كردستان ومن الاوربيين المهتمين بالشأن الكردي وادبه اذ اصبحت الجريدة منبراً حراً لكل الاصوات الوطنية واصحاب الاقلام المطالبة بالحقوق الوطنية والقومية المشروعة ومنها المطالب القومية للشعب الكردي.. اضافة الى الرسائل والمقالات التي كانت تأتي الى الجريدة من مدن الموصل- الجزيرة- دمشق- السليمانية- ماردين- آمد- اضنه- اسنطبول. وغيرها.