عائد من عفرين: لم أستطع البقاء هناك فعدت مجدداً للمخيمات

عاد المواطن "أ.ج" إلى مقاطعة عفرين للاطمئنان على منزله، وأملاً في أن يعاود الحية في قريته، لكن ما جرى أن الحال على الأرض لم يمكنه من تنفيذ رغبته ليغادرها مجدداً وهو على يقين أنه لا شيء للعفرينيين في أرضهم طالما بقيت محتلة.

مرت ستة شهور على احتلال مقاطعة عفرين من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته. ولا تزال قوات الاحتلال التركي، والمرتزقة التابعين لها يواصلون ممارساتهم من النهب، الانتهاكات، خطف المدنيين، السرقة وتغيير ديموغرافية عفرين.

 بعض من سكان عفرين الذين اضطروا إلى الخروج من مدينتهم قسراً جراء هجمات الاحتلال التركي، وبعد وقت من الإقامة في مخيمات شهباء وشيراوا، سعوا إلى العودة إلى عفرين مجدداً لإعادة تعمير منازلهم ولمباشرة ممتلكاتهم، لكنهم لم يصمدوا أمام شتى ألوان الممارسات غير الإنسانية التي يمارسها مليشيا المرتزقة التابعين للجيش التركي.

من بين هؤلاء المواطنين كان ( أ . خ) الذي عاد ليتفقد منزله ويرى انمكانية عودة الحياة إلى في قريته التي اشتاق لها، ففيها جذوره وكل تاريخه وذكرياته.

لا وجود للشعب الكردي فيها

وتحدث (أ.خ) عما قابله في رحلة العودة إلى عفرين قائلاً: "نحن عدنا إلى مدينتنا عفرين لأجل تفقد منازلنا وممتلكاتنا، لكن فوجئنا أنه لم يبق شيء من ممتلكاتنا التي نهبت وتمت سرقتها وتدميرها من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته".

وأوضح أن الشعب الكردي لم يستطع للأسف أن يحمي أرضه في عفرين ولا المقاومة من أجلها في ظل هذه الآلة الجبارة التي يواجهونها، ففي عفرين لا يستطيع المواطنين حماية أرضهو ولا المقاومة من أجلها وهذا أصعب ما قد يتعرض له شعب في أي مكان خاصة الشعب الكردي الذي لم يعد موجودا فعليا على أرضه في عفرين.

وأشار إلى أنه عندما عاد لعفرين فوجيء أنه لم يعد شيء يمكنه من البقاء فقد سلبوا منزله وايتولوا عليه، وكذلك أجار الزيتون التي يملكها، ومن هنا عاد ليقول سأخرج من هنا.

تواصل الانتهاكات

وأضاف "إذا دخلت أية من مجموعات المرتزقة إلى قرى عفرين فتصبح هذه القرية لهم، واستولوا بهذه الطريقة على ممتلكات القرويين ونهبوها.. قريتنا ومنزلي تم الاستيلاء عليه بهذا الشكل، ويرون أيضا أن الشبان الكرد يشكلون خطورة كبيرة ضدهم، وعليه فإنهم يمارسون أقسى صور التعذيب ضدهم، وكل هذا يحدث تحت إمرة الاحتلال التركي".

وتابع: "عندما يخرج الأهالي لبحث عن أولادهم يطلبون منهم فدية المالية لإطلاق سراحهم، ويجدوا أنفسهم مضطرين لدفع الفدية لتخليصهم من التعذيب داخل معتقلات المرتزقة، أما الفقراء من المواطنين ممن لا يستطيعون تقديم الفدية عنهم فإن أولادهم يختفون ويصبح مصيرهم مجهول.

لا يوجد منزل فارغ

ويسرد أنه "عندما تتجول الآن في وسط عفرين، وكأنك تتجول في مكان غريب، أصبحت عفرين غريبة، وأبناءها من الكرد أصبحوا مثل الغرباء."

ويكمل: الغريب أنه لا يوجد منزل واحد فارغ في مركز المدينة والقرى، 603 قرية ممتلئة بالكامل، وتم توطين عائلات المرتزقة من الغوطة الشرقية، حمص ودير الزور فيها، وعندما يدخلوا إلى منزل أحدهم، فلا يخرجون منه، وعندما يريد القرويون العودة إلى قريتهم، يتم تهديدهم بالسلاح، ولا يسمحون لهم بالعودة.

لا يمكن العيش هناك 

وتابع: "أموال وممتلكات الدنيا لا قيمة لها عندما تسير الحياة في أجواء من التعذيب والظلم الممنهج وامتواصل، وعليه غادرت منزلي ومنازل أولادي. تركت خلي ثلاث منازل لعائلتي، إضافة إلى 10 آلاف دولار سلبها مني المرتزقة، وكذا ذهب زوجتي، وحتى سيارتي لم يتركوها لي واغتصبوها مني. أولادي يعملون في الخارج، كل مدخراتهم نهبها المرتزقة وتركت كل شي وراء ظهري واتيت، فلم استطيع العيش بينهم، فهم لا يعرفون سوى النهب والسرقة والاستيلاء على ممتلكات غيرهم".

ويختم حديثه قائلاً تركت كافة ممتلكاتي وأموالي وأتيت إلى الشهباء، فلا شيء مهم وعفرين لا يمكن أن نسكنها طالما أن هؤلاء فيها، وأنا الآن على قناعة ويقين أنها لن تعد لي ولن يكون لي فيها شيء مع وجود هؤلاء المرتزقة فيها".