شيخ عيسى: المقاومة مستمرة حتى القضاء على الاحتلال

في حديثة إلى وكالة فرات للأنباء الرئيس المشترك لمقاطعة عفرين الدكتور عثمان شيخ عيسى حول الاحتلال التركي لعفرين و المرحلة الثانية للمقاومة يقول: لن نجهل العدو يهنئ لحظة في عفرين و المقاومة مستمرة حتى إنهاء الاحتلال لعفرين.

في حوار خاص أجراه مراسل وكالة فرات للأنباء ANF مع الرئيس المشترك لمقاطعة عفرين الدكتور عثمان شيخ عيسى تحدث عن أخر التطورات في عفرين بعد الاحتلال و المرحلة الثانية من المقاومة وعن الاتفاقات الدولية و أهداف تركيا من الاحتلال.

عثمان وصف الموقف الدولي من احتلال تركيا لعفرين بالموقف" الغير مسؤول" مؤكداً ان مقاومة عفرين مستمرة حتى إنهاء الاحتلال التركي لعفرين و تابع بالقول: على الجميع ان يفهم أننا لن نترك العدو يهنئ بتواجده و احتلاله لعفرين. نضالنا و مقاومتنا مستمرة حتى إخراج العدو من أرضنا.

الهجمات التركية على عفرين ليست بالجديدة

عثمان في بداية حديثة أوضح ان تركيا ومنذ بادية ثورة روج آفا تعادي هذه الثورة ودائما ما كانت تحاول إفشال هذه الثورة عبر المرتزقة و الجماعات الإرهابية مشيراً إلى هجمات الجماعات الإرهابية على سري كانيه, جزيرة, عفرين و كوباني. تابع بالقول: رغم جميع تلك المحاولات إلا ان تركيا فشلت في القضاء على الثورة وبالتزامن مع تلك الهزائم لتركيا ثورة روج آفا كانت تنتشر و تزداد قوة على الصعيد العسكري, السياسي و الإداري. تركيا التي تنظر إلى هذه الثورة الديمقراطية على أنها تهديد لنظامها سخرت كل الإمكانات في سبيل القضاء عليها.

عثمان أشار إلى ان هذه الهجمات التركية ليست بالجديدة في السابق كانت الجماعات المرتزقة تشن هجماتها على عفرين بمفردها لكن الأن تركيا تشن هذا الهجوم بنفسها و أضاف: تركيا اليوم وبأحدث أنواع الأسلحة و الصواريخ و بدعم من فلول الجماعات الإرهابية المهزومة و طائراتها الحربية استهدفت عفرين ومن اجل ان تحصل تركيا على إذن لاحتلال عفرين قدمت الكثير من التنازلات لدول العالم.

عفرين ضحية اتفاق روسي, تركي والنظام السوري

عثمان وفي حديثة أشار إلى الدول الروسي الداعم لتركيا لاحتلال عفرين وقال: جميعنا نعلم انه لولا الضوء الأخضر الروسي للطائرات التركية لما كانت تركيا قادرة على التقدم نحو عفرين و احتلالها. النظام السوري أيضاً ورغم ضعفة ومن اجل كسب بعض المناطق الأخرى رأت ان التضحية بعفرين تصب في مصلحتها. لكن عفرين جزء من سوريا و سابقاً النظام ومن اجل تحقيق بعض التقدم على الأرض و تمتين ركائزه من جديد تجاهل رفع علم تركيا في جرابلس و غيرها من المناطق المحيطة و ضحت بتراب و شعب سوريا. وما حصل في عفرين هو نتاج اتفاق روسي, تركي و النظام الحاكم لسوريا. تركيا لم يكن بمقدورها التقدم نحو عفرين ما لم يكن هناك اتفاق مع النظام السوري حول الغوطة الشرقية و إدلب في مقابل عفرين.

عثمان أضاف: هذا يعني ان الحدود التي رسمت بعد الحرب العالمية الأولى للدول لم يعد لها معنى وهذا يعني ان القوانين الدولية لم يعد لها معنى و وزن في ظل هذه الانتهاكات التي لا يهتم لها العالم.

الأمم المتحدة لم تهتم لقرارها

عثان قال: هناك صمت حيال بيع الأرض السورية مشيراً إلى قرار الهدنة الإنسانية الصادر عن مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة مضيفاً ان الأمم المتحدة أصدرت قرار الهدنة لكنها لم تفرض الالتزام بالقرار على اطراف النزاع و تركيا.

التاريخ يسجل المقاومة و الخديعة

عثمان أشار إلى الاتفاقات حول مدن الباب, جرابلس, إعزاز, حلب و عفرين وقال: حول هذه الاتفاقات ظهرت ردود أفعال عديدة و مختلفة. شعوب هذه المناطق و التي نحن جزء منها اجبروا على الخضوع لهذا الاتفاقات لكن شعب عفرين و مقاتليها اثبتوا رفضهم لهذه الاتفاقيات و تصدوا له بكل قوة ورغم احتلال عفرين إلا ان الشعب لن يستسلم ولن يقبل بهذه الاتفاقات. التاريخ يسجل كل هذا ويسجل المقاومة أيضاً وعلى أساس هذا المقاومة ستكون المقاومة اكبر و اعنف.

مئات الآلاف من المهجرين يعيشون في مناطق الشهباء

عثمان أوضح ان عدد أهالي عفرين المهجرين والذين قصدوا مناطق الشهباء و ناحية شيراوا يبلغ نحو 300 الف يعيشون في ظل أوضاع و ظروف إنسانية قاسية. في كل منزل يعيش نحو 4-5 عائلات بحاجة إلى الطعام, الماء, اللباس, فرش, أغطية , دواء و علاج والى اليوم لم تقدم اي مساعدات إنسانية لهم من قبل المنظمات الدولية. الأمم المتحدة التي تدعي الإنسانية أين هي من كل هذه الأوضاع فالمساعدات التي تقدم من أهالي باقي مناطق شمال سوريا لا تكفي و الإمكانيات محدودة و تباع بالقول: لم تقدم المؤسسات و المنظمات الدولية اي دعم لاهالي عفرين حتى اليوم. هذه مسؤولية كبيرة للعام تجاه هذا الشعب  الذي يحارب الإرهاب منذ سنوات لكن العالم يتجاهل هذا الواقع و لا يتحمل مسؤولياته.

الإدارة في الشهباء و عفرين و بإمكانياتهم المحدودة يحاولون تأمين متطلبات المهجرين من عفرين, لكن رغم هذا هناك مخاطر حقيقية تهدد هؤلاء مع قدوم فصل الصيف ستكون هناك حاجة كبيرة إلى المياه قبل كل شيء. ونحن إلى اليوم بانتظار ان تتدخل المنظمات الدولية و تتحمل واجبتها التي هي و إلى الأن لم تقم بواجبها الإنساني تجاه شعب عفرين المهجر. و نتمنى ان تقوم بواجباتها.

اللصوص و المرتزقة لم ولن يكونوا ممثلين للشعوب

عثمان تطرق بالحديث عن الاجتماع الذي عقد في ديلوك من اجل تشكيل إدارة جديدة في عفرين وقال: هؤلاء الذين يدعون انهم إدارة عفرين و ممثلين عن شعب عفرين هم مرتزقة لتركيا و رجال من المخابرات التركية. مهما كانوا سواء أكانوا كرد, عرب أو أتراك هم لصوص و مرتزقة. تابع بالقول: الذين نهبوا ممتلكات الشعب, لصوص الدجاج و الخراف لن يكونوا يوماً ممثلين لشعب عفرين. ولا يمكن ان نسميهم سوى بالمرتزقة. هؤلاء ومنذ سنوات يحصلون على رواتبهم من تركيا لا شك انهم مرتزقة لتركيا التي تأويهم وهم جزء من الاحتلال التركي ولا يمكن قبولهم كممثلين لعشب عفرين.

تجنبوا الخديعة

عثمان وفي حديثة وجه نداء إلى شعب عفرين وقال: تجنبوا الخديعة, هم يدعونكم للعودة إلى عفرين ونحن ندعوكم لعدم الاستماع إلى هذه النداءات المخادعة. في السابق وجهنا هذا النداء باسم الإدارة الذاتية في عفرين و باسم قواتها و اليوم نكرر نداءنا. عفرين اليوم هي ساحة عسكرية و ميدان للمعارك و العمليات العسكرية و التفجيرات ستستمر هناك حتى يخرج الاحتلال من عفرين. قوات الـ YPG و YPJ أوضحت هذا و أكدت ان العمليات ستكون مستمرة ولن يمثل احد شعب عفرين سوى من يمثل خط مقاومة شهداء عفرين.

أردوغان يعيش الحلم العثماني

عن تهديدات أردوغان لاحتلال منبج و تل رفعت عثمان شيخ عيسى قال: أردوغان يريد إحياء الحلم العثماني و يعيش فيها. واذا ما كان بمقدوره ان يحقق هذا الحلم فانه سيتوجه إلى حلب أيضاً و الموصل أيضاً. وهذا مرتبط بالاتفاقات. هذا لان الاتفاقات الدولية و المواثيق الدولية لم يهد لها وزن على الأرض. وحده الذي يتصدى لهذا الحلم العثماني هي مقاومة و نضال الشعب ونحن على ثقة ان المقاومة ستنتصر على هذا العدوان.

بالنسبة لتركيا الكردي المثالي هو الكردي الميت

الرئيس المشترك لمقاطعة عفرين الدكتور عثمان شيخ عيسى وفي ختام حديثة قال: تركيا ومنذ بداية ثورة روج آفا تحاول القضاء عليها و اتبعت جميع السبل و سخرت جميع الإمكانيات. في البداية عبر المرتزقة و الجواسيس لكن بعد الهزيمة تدخلت تركيا بنفسها بهدف القضاء على الثورة. إلى جانب هذا يجب ان نفهم ان تركيا لم تأتي بمفردها إنما تدخلت بدعم من الناتو و روسيا و بدأت بتنفيذ مشروعها الاحتلالي للمنطقة. و تركيا بهدف البقاء و احتلال عفرين حضرت نفسها على مدار سبعة سنوات لهذا قدمت الكثير من التعويضات للغير. تركيا كانت قد وضعت نصب عينها إحراق كامل تركيا في سبيل تحقيق هذا الهدف و احتلال عفرين. و هناك مثل تركي معروف يقول:" الكردي المثالي هو الكردي الميت", لهذا تركيا مستعدة للتضحية بكل شيء في سبيل عدم حصول الشعب الكردي على حقوقه.