أزمة المياه في الشهباء خطر يهدد حياة مهجري عفرين

مئات الآلاف من أهالي عفرين و نتيجة الهجمات التركية على عفرين بهدف الاحتلال و استهداف المنديين وأدت إلى مجازر بحقهم هجروا من مناطقهم, فتوجوا نحو مناطق الشهباء. مع قبول فصل الصيف و ارتفاع درجات الحرارة هؤلاء يواجهون أزمة كبيرة و هي ندرة المياه.

 أهالي عفرين و بعد أن تعرضت قراهم, بلداتهم و منازلهم للقصف التركي و أدى هذا الهجوم الوحشي إلى وقوع المئات من الضحايا المدنيين أجبر مئات الآلاف منهم على النزوح من مناطقهم و التوجه نحو مناطق الشهباء. شعب و مقاتلي عفرين الذين قاوموا الاحتلال التركي و مرتزقته على مدار شهرين وبعد ان تمكنت تركيا من احتلال عفرين أكدوا استمرار المقاومة والانتقال إلى المرحلة الثانية بعد تأمين حياة المدنيين. الأهالي الذين هجروا من مناطقهم ورغم كل الأوضاع الإنسانية الصعبة مصرين على البقاء إلى جوار عفرين, لكن أزمة أخرى تلوح في الأفق و تهدد حياة الآلاف منهم مع قبول فصل الصيف و ارتفاع درجات الحرارة ألا وهي عدم توفر المياه.

مناطق الشهباء معروفة بندرة مياه الشرب فيها و التي تستخرج بصعوبة من الآبار. لكن ومع وصول مئات الآلاف من أهالي عفرين إلى تلك المناطق باتت كميات المياه المستخرجة غير كافية. رغم هذا فالمؤسسات المعنية في مقاطعة الشهباء بالإضافة إلى مؤسسات عفرين تعمل جنباً إلى جنب بكل إمكانياتها و طاقاتها بهدف تأمين الكميات الضرورية من المياه.

عن هذه الأزمة مسؤولة العلاقات الشعبية في بلدية فافين زهرا حاج موسى أوضحت ان إمكانيات البلدية محدودة وهم غير قادرون على تأمين الكميات الضرورية من مياه الشرب لمهجري عفرين وقالت: مناطق الشهباء وفي السابق تعاني من أزمة في تامين مياه الشرب لكن كان عدد المتواجدين في هذه المناطق قليل و بإمكانياتنا المحدودة كنا نؤمن لهم الماء. لكن ومع وصل هذا العدد الكبير من أهالي عفرين إلى هذه المناطق باتت الأزمة كبيراً جداً و نحن لا نملك تلك الإمكانيات التي تمكننا من تأمين الكميات الضرورية من المياه.

زهرا حاج موسى أوضحت ان المياه المستخرجة من الآبار لم يتم تحليلها اذا ما كانت صالحة للشرب أم لا وهذا خطر كبير يهدد حياة الناس. وتابعت بالقول: أولى واهم مهام البلدية هي تأمين المياه للشعب لكن يتم استخراج المياه من الآبار بصعوبة تامه هذا لعدم توفر الكهرباء و مولدات تشغيل المضخات التي هي في الأساس عددها قليل و عدد الآبار قليل أيضاً. و البلدية لا تملك تلك الإمكانيات لتوفير هذه المعدات.

السيد سيدو سيدو احد موظفي بلدية عفرين واليوم هو موجود في مناطق الشهباء ويعمل مع الجهات المعنية لحل أزمة المياه يقول: في عفرين كنت اعمل في بلدية عفرين وبعد أن أجبرنا على النزوح منها اليوم اعمل إلى جانب بلديات مناطق الشهباء من اجل تلبية احتياجات أهالي عفرين المهجرين. نحن هنا نركز على مسائل عدة أهمها تأمين المياه و النظافة. لكن حل مشكلة مياه الشرب هي الأهم لان المياه هي مصدر الحياة. نحن نعمل بكل طاقاتنا على حل هذه الأزمة إلى ان يحين وقت العودة إلى عفرين و سنعود إليها لأننا نحن أصحاب هذه الأرض.

سيدو سيدو اختتم حديثة بالقول: حتى لو كان هناك تهجير, معارك و قتل, بالنسبة لنا الأهم من كل هذا هو إثبات على المقاومة. فمع المقاومة قد لا يكون التهجير مشكلة كبيرة لان المقاومة هي السبيل إلى الخلاص من هذه المشكلة. ومع هذا نحن نعمل بجد في سبيل تامين احتياجات أهلنا المهجرين وسنعمل من اجل التغلب على الصعوبات و حل مشاكلهم وسنكون إلى جانبهم و بدعمهم سنحقق النجاح.