"صناعة السروج".. مهنة في طريقها للنسيان
يقول "فكرت دوغان"، أحد شخصين فقط يعملان في مهنة صناعة السروج في ماردين، إن هذه المهنة التي عاشت مئات السنين أصبحت على وشك النسيان.
يقول "فكرت دوغان"، أحد شخصين فقط يعملان في مهنة صناعة السروج في ماردين، إن هذه المهنة التي عاشت مئات السنين أصبحت على وشك النسيان.
مع تطور التكنولوجيا المتواصل تعرضت العديد من المهن للزوال والنسيان، ومن بينها صناعة السروج، والتي تعتبر مهنة قديمة في المجتمع الكردي عاشت مئات السنين، وهي الآن في طور الزوال.
وفي ماردين هناك فقط شخصان يعملان في هذه المهنة، أحدهما هو "فكرت دوغان" البالغ من العمر 40سنة، وهو يحترف هذا العمل ويقوم بممارسته في سوق ماردين القديمة.
يحكي دوغان أنه تعلم هذه المهنة وهو في السابعة من عمره، وأصبحت باب رزقه الوحيد، مشيراً إلى أنه تعلم هذه المهنة من والده ولا يزال يحافظ عليها حتى الآن.
نصنع السروج من أجل الأحصنة والحمير
ويسرد دوغان في حديثه عن صناعة السروج قائلاً: "فيما مضى كانت تدخل الأخشاب في صناعة السروج، لكن الآن الأمر أصبح يقتصر على الأقمشة والقش وبعض العصي الصغيرة، وأنا وشخص آخر فقط لا زلنا نعمل بهذه المهنة، وعدا عن يوم العطلة فإننا نصنع سرج الحمار في يوم واحد، وسرج حصان نصنعه خلال يومين".
ويضيف "في مهنتنا هذه لا نستطيع أن نعلم الأطفال لأنها مهنة شاقة ومتعبة لكن في حال أرادوا التعلم فسنقوم بتعليمهم، إنها مهنة تتطلب قوة جسدية، ولا نستطيع مقارنة الماضي بالوضع الحالي، ففي السابق كان يعمل في هذا المحل ستة أو سبعة أشخاص وكان هناك طلاب صنعة لكن حاليا أنا أعمل هنا وحدي".
القرويين من يشترون السروج
ويشير فكرت دوغان إلى تاريخه مع المهنة قائلاً: "أعمل في هذه المهنة منذ 30 عاماً دون انقطاع، تعلمت هذه المهنة من والدي وأنا في السابعة من العمر ولا زلت أحافظ على مهنة أبي وأجدادي، يحتاج القيام بهذا العمل إلى صبر وقوة جسدية".
ويتابع: "نقوم بإحضار مستلزمات هذه الصناعة من بدليس ورها والعثمانية بعد أن كنا سابقا نحصل عليها من أيله وسرت وماردين، أما فيما يخص بيع البضاعة فإن أهالي القرى فقط من يقوم بشراء هذه السلعة، سرج الحصان يباع ب200 ليرة تركية وسرج الحمار يباع ب170ليرة، وليس في وسعنا القيام بأي شيء حيال الأزمة الإقتصادية التي اجتاحت البلاد والتي إن استمرت أكثر من ذلك لن يتم بيع السروج حتى في القرى".