ذكرى محمد شيخو تبقى حية بالثقافة والفن

يبقى محمد شيخو، الذي يتطرق إلى الواقع التاريخي والاجتماعي ومعاناة الشعب الكردي في ألبوماته الأربعة عشر، حياً من خلال الثقافة والفن.

يضم مركز محمد شيخو للثقافة والفنون، الذي تأسس عام 2012 في مدينة قامشلو، 11 فرقة ثقافية وفنية، وتشارك فرق مثل فرق الموسيقى والمسرح والفلكلور في كافة الفعاليات التي تجري في شمال وشرق سوريا.

وُلد محمد شيخو، واسمه الحقيقي محمد صالح شيخموس، عام 1948، وهو الابن البكر لعائلة فقيرة في قرية خجوك في قامشلو، ونظراً للظروف الاقتصادية، درس محمد شيخو حتى الصف الثالث، وذهب محمد شيخو، الذي تعلم العزف على الطنبور في سن مبكرة، إلى لبنان عام 1969 ودرس الموسيقى لمدة عامين وشكل فرقة موسيقية تسمى "سركت"، وسرعان ما جذبت الفرقة المكونة من فنانين كرد شباب مثل رمضان أومري ومحمود عزيز وبروين، انتباه الشعب والفنانين في لبنان، وبعد لبنان ذهب محمد شيخو إلى بغداد وعمل في إذاعة بغداد وأصبح معروفاً بين الشعب، وعاد محمد شيخو إلى روج آفا بعد رحلته إلى لبنان وبغداد وأصدر ألبومه الأول بعنوان Ay Gewrê"" ، وبعد أن أصبح محمد شيخو معروفاً ومحبوباً لدى الشعب، تزايدت ضغوط الدولة السورية عليه، وبسبب الضغوط والاعتقالات، اضطر محمد شيخو إلى الانتقال إلى جنوب كردستان، وهناك انضم إلى البيشمركة وفي نفس الوقت واصل العمل في أنشطته الفنية.

ومارس محمد شيخو فنه ونضاله معاً، فبعد هزيمة البيشمركة وانسحابهم إلى شرق كردستان، اتجه إلى شرق كردستان مع البيشمركة، ولفتت أعمال محمد شيخو، الذي واصل فنه وكان يعمل مدرساً أيضاً، انتباه النظام الإيراني في وقت قصير، ونظراً لاستخدام جمل مثل ( Ey felek / ji bo çi bextê me hoye/ Em bê dost û bê kes in) تم فتح تحقيق معه، ولعرض أعمال محمد شيخو على إذاعة طهران، اُشترط عليه استبدال كلمة "كردستان" بـ "كلستان".

ولم يقبل محمد شيخو بهذا الشرط، وعاد إلى مسقط رأسه بعد 11 عاماً من المنفى واستمر في أعماله الفنية مرة أخرى. 

البحث عن الحقيقة في 14 ألبوماً

محمد شيخو الذي أنتج أعمالاً مثل: (Ay Lê Gulê, Eman Dilo, Nesrîn, Xemcivîn, Gewrê, Şêrînê Nû Gihayê, Ax û Yeman Şikrayê, Di Xewde, Ez Der Bûm, Were Were, Min Canek Dît, Dilvîna Min, Cana Şêrîn, Rabe ji Xewê, Hebs û Zîndan, Gulîzar, Perwîn, Eyd û Erefat, Kê Dinya Hêjand, Pir Şêrîne, Aso Ey Hawar, Şivan, Mixabin Dil Kuştiyê, Keça Delal, Ji Min Dûr Ket, Ey Felek, Her Erom, Di Zîndanê Dinalim, Rewşa Ciwata, Kewê, Şermîn ê Dil, Xortên Me, Çavên Xwe Veke, Xem û Xeyal, Çipka Xunavê, Sînem, Keçka Gundê Me, Min Bihîstî, Axina Min Tim ji Dil Tê, Êmê, Axîna min û Azade Şêrîn) أصدر ما مجموعه 14 ألبوماً، والتي تعبر عن حقائق تاريخية، و تسلط الضوء على المعاناة الاجتماعية والمعاناة التي يعيشها الشعب الكردي، كما يؤكد محمد شيخو على ضرورة وصول الناس إلى الحقيقة والوفاء بمسؤولياتهم الاجتماعية:
ودعه عشرات الآلاف

وحظي محمد شيخو، الذي عاش في المنفى في أجزاء كردستان الأربعة حتى بلغ 41 عاماً وحقق نجاحات كبيرة، بمكانة مرموقة في قلوب الكرد من خلال الأغاني التي كتبها، حيث احتشد 70 ألف شخص في قامشلو لتشييع جنازة محمد شيخو الذي توفي في 9 آذار 1989.

السير على خطى محمد شيخو

ويضم مركز محمد شيخو للثقافة والفنون، الذي تأسس عام 2012 في مدينة قامشلو، 11 فرقة ثقافية وفنية، وتشارك الفرق مثل فرق الموسيقى والمسرح والفلكلور في كافة الفعاليات التي تُقام في شمال وشرق سوريا، وتحافظ فرقة بوطان الموسيقية المكونة من 17 شخصاً، وفرقة باله الموسيقية المكونة من 5 أشخاص، وفرقة ساكينة الموسيقية المكونة من 10 نساء، وفرقة الشهيد ولات للفنون الشعبية المكونة من 20 شخصاً، وفرقة الشهيد عثمان المسرحية للأطفال المكونة من 8 أشخاص، وفرقة المسرح المكونة من 6 أشخاص، وفرقة كرباوي الموسيقية المكونة من 5 أشخاص، وفرقة كرباوي الموسيقية للأطفال المكونة من 14 شخصاً، وفرقة قدور بك الموسيقية المكونة من 11 شخصاً، وفرقة كُليلكين روج آفا الموسيقية المكونة من 12 شخصاً وفرقة باور الموسيقية المكونة من 4 أشخاص، على حب الثقافة والفن الموروث عن محمد شيخو في مركز محمد شيخو للثقافة والفنون.

وفي فرق الثقافة والفنون التي تتكون من 112 شخصاً، يعملون على إحياء ثقافة الشعوب التي تعيش في شمال وشرق سوريا ونقلها إلى الأجيال الجديدة.

مواصلة التدريبات دون انقطاع 

في مركز محمد شيخو للثقافة والفنون، حيث يتم إجراء التدريبات على الموسيقى والمسرح والفلكلور بطريقة منهجية، يتم التدريب على العزف على آلة الكمان والغيتار والطمبور يومين في الأسبوع.

واستضاف مركز محمد شيخو للثقافة والفنون مهرجان أوركيش الموسيقي الثاني، ومهرجان مسرح الشهيد يكتا هركول السادس، ومهرجان الشهيدة روناهي باور للفنون الشعبية السادس، ومهرجان "جدائل الحرية" الثامن.