قرية كلوتيه.. بين أوابدها التاريخية ثقافة للمقاومة ونموذج للمجتمع الطبيعي
ترزخ قرية كلوتيه ما بين مشهد الحصار من جهة، ونيران جيش الاحتلال التركي من جهة أخرى، وسط مقاومة شعبية من قبل سكانها وانتهاج لمفهوم حرب الشعب الثورية لمواجهة أطماع الاحتلال.
ترزخ قرية كلوتيه ما بين مشهد الحصار من جهة، ونيران جيش الاحتلال التركي من جهة أخرى، وسط مقاومة شعبية من قبل سكانها وانتهاج لمفهوم حرب الشعب الثورية لمواجهة أطماع الاحتلال.
تقع قرية كلوتيه في جبل ليلون، وتتبع لناحية شيراوا في عفرين المحتلة، وهي قرية صغيرة تقع على سفوح جبل ليلون الجنوبية الشرقية، يحدها شمالاً سلسلة جبلية ووادي عميق مكون من الصخور وقرية برج القاص، وجنوباً وادي وسلسلة جبلية وعرة وقرية الذوق الكبير، وشرقاً سلسلة جبلية وعرة ومن أسفل السهل بلدتي نبل والزهراء، وغرباً سلسلة جبلية من جبل ليلون وسمعان وقرية كفر نبو القريبة منها وبرج حيدر، ويبلغ عدد منازلها حوالي 60 منزل وعمر القرية حوالي 80 عاماً، وغالبية مساكنها مبنية من الأحجار والإسمنت، تدل عليها بقايا كنائس وعدد كبير من الأعمدة وأبار منقورة صخرية تعود للعهدين الروماني والبيزنطي، وهناك 16 موقع أو نقطة أثرية فيها، كما توجد كنسية كبيرة لها أربعة أبواب وساحة على مرتفع الجبل تقع غرب القرية على بعد 500 متر، كما يوجد في ساحة الكنسية 4 مدافن تعود للعهدين الروماني والبيزنطي ويعمل سكان القرية بالزراعة وتربية الأغنام والابقار وإنتاج الألبان والأجبان وبيعها للقرى والبلدات المجاورة، حيث تعد القرية نموذجاً للمجتمع الطبيعي، فحب سكانها للطبيعة والزراعة وتواصلهم مع الطبيعة من خلال زراعة الخضروات والفواكه بكافة أنواعهما، تشكل رابطاً قوياً جداً بينهم وبين الطبيعة.
لكن منذ مطلع عام 2018 واحتلال مدينة عفرين من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، ازدادت معاناة المواطنين وخاصة رعاة المواشي وأصحاب الأراضي الذين لا يستطيعون العبور إلى أراضيهم المتاخمة لخطوط التماس وذلك بسبب الاستهداف التركي اليومي للقرية.
وأثناء تجولنا فيها، رصدت وكالتنا أجواء القرية المحاصرة من كافة جهاتها، فعلى أطراف القرية تنتشر عدة قواعد عسكرية تركية تستهدفها بشكل يومي، ومن ناحية أخرى، الحصار المفروض من قبل ميلشيات تتبع لحكومة دمشق.
وقال المواطن شاكر علاوي من أهالي قرية كلوتيه، عن معاناتهم اليومية في القرية: "منذ احتلال مدنية عفرين من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، أصبحت القرية محاصرة من كافة الجهات، وأصبحت أغلب الاراضي في مرمى نيران جيش الاحتلال التركي، وهو ما يمنعنا من التوجه إلى أراضينا".
وحول الحصار المفروض عليهم من قبل مليشيات حكومة دمشق المتواجدة في نبل والزهراء، قال علاوي: "هناك حالات خطف كثيرة من قبل عناصر ميليشيات حكومة دمشق المتواجدة في نبل والزهراء، فلولا وجود الادارة الذاتية لنهبوا منازلنا وأراضينا".
حرب الشعب الثورية مفهوم ونهج مهم لمواجهة الأطماع الاحتلالية
يقول القائد عبد الله أوجلان إن "الحرب الشعبية الثورية تعتبر نجاحاً عظيماً بتحقيقها الأمة الديمقراطية .... وأعدت الأرضية لتطوير التعاون والتضامن بين الشعوب وهيأت الأجواء لتنظيمها جميعاً بوصفها تجمع الأمم الديمقراطية"، ولذلك يتوجب على كل فرد ضمن مجتمع مدني ومقاتل أن يدافع عن أرضه وشعبه ووجوده، بأسلوب الحرب الشعبية الثورية، وهذا ما رصدته وكالتنا أثناء التجول في القرية المحاصرة والتي تتعرض دائماً لقصف جيش الاحتلال التركي، حيث رأينا المرأة تحرس القرية قبل الرجل.
وفي السياق، التقينا بالمواطنة عواش محمد زكريا التي قالت إن حماية القرية ليست واجباً على الرجل فقط، وأضافت: "للمرأة أيضاً دور مهم في حماية القرية والمحافظة عليها من جميع السياسات التي تهدف إلى إبادة الشعب الكردي وقمع الشعوب، حماية القرية والأرض هو واجب أساسي يقع على عاتق كل فرد منا".
المرأة تعزز اقتصاد القرية من خلال إنتاج الألبان والأجبان
وتساهم المرأة بشكلٍ كبير في تعزيز اقتصاد القرية من خلال أنتاج الألبان والأجبان وزراعة البساتين الصغيرة وذلك من أجل إعالة عوائلهم، خاصة في ظل الحصار المفروض عليهم، وهذا ما أكدته لنا المواطنة كوله محمد، حيث قالت أن "المرأة تساهم في إعالة عائلتها وتعزيز مستواها الاقتصادي، فجميع النساء هنا يعملن بصناعة الأجبان والألبان، ومن ناحية أخرى يمثلن الارتباط بين المرأة والطبيعة، حيث أن نساء قرى عفرين معروفات بحبهن للطبيعة والزراعة".