"الحشاشين".. مسلسل مصري يثير غضب جماعة الإخوان الإرهابية
أصيبت الأبواق الإعلامية واللجان الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية بحالة هياج غير مسبوقة بسبب مسلسل الحشاشين المصري، ما أثار كثيراً من علامات الاستفهام حول دوافع هجومهم تجاهه.
أصيبت الأبواق الإعلامية واللجان الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية بحالة هياج غير مسبوقة بسبب مسلسل الحشاشين المصري، ما أثار كثيراً من علامات الاستفهام حول دوافع هجومهم تجاهه.
المسلسل من تأليف الكاتب عبد الرحيم كمال ومن بطولة النجم المصري كريم عبد العزيز، ومن إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وفي إطار درامي يعيد تقديم شخصية حسن الصباح زعيم ومؤسس جماعة الحشاشين، التي اتخذت من نهج القتل والتخريب والحرق والإرهاب سبيلاً لتحقيق أهدافها وغاياتها، التي يجمع كثير من المراقبين على أنها تتطابق بدرجة كبيرة مع أفكار جماعة الإخوان الإرهابية.
وما إن تم الكشف عن المسلسل ثم بعرض حلقاته، حتى وأصبح مادة دسمة للهجوم من جماعة الإخوان عبر منصاتها المختلفة، بوسائل عدة منها أن المسلسل يتضمن مغالطات تاريخية، أو يتحدثون عن بعض المشكلات المتعلقة بعدم استخدام اللغة العربية الفصحى، أو يوجهون انتقادات للإخراج والتمثيل، وكلها أمور يرى مراقبون أنها دعايات سوداء ضد هذا العمل الفني الذي يكشف جذور التطرف التي نهل منها تنظيم مثل الإخوان.
الإخوان والحشاشين
في هذا السياق، يقول عمرو فاروق الباحث في شؤون الحركات الإسلامية إن الأسس الفكرية التي تشكلت بها جماعة الحشاشين، متشابهة إلى حد التطابق بينها وبين أدبيات الإسلام السياسي والجماعات المتشددة ابتداء من جماعة الإخوان والتنظيم والهجرة، والجماعة الإسلامية والقاعدة وداعش.
وأضاف، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF) أن قادة هذه التنظيمات اطّلعوا على أفكار جماعة الحشاشين وما أحدثوه من حالة فريدة في وقتها الزمني، فهي مختلفة كجماعة تضع نوعاً من الأدبيات السرية وعلم المخابرات، لافتاً إلى أنها ليست ملهمة للجماعات الأصولية فقط وتيارات الإسلام السياسي، ولكن كانت كذلك لمنظمات المرتزقة العالمية وبعض أجهزة الاستخبارات الدولية.
وأرجع ذلك إلى أن جماعة الحشاشين بنت أطرها الفكرية والأصولية على مبادئ مثل السمع والطاعة والولاء والبراء والبيعة وتقديس القيادات، ومسألة توظيف الخيال في إبراز مكانة الأعضاء، واللعب على وتر الاصطفاء الإلهي لهؤلاء والفئة المؤمنة والفئة المنصورة، وهذه نفس الأفكار لدى جماعة الإخوان وغيرهم من التنظيمات، ولهذا فإن أفكار أبو الأعلى المودودي وسيد قطب وحسن البنا مرجعيتها جماعة الحشاشين، خصوصاً العزلة الشعورية.
دراما الوعي
ويقول عمرو فاروق إن حسن الصباح لجأ إلى فكرة عزل الأطفال على سبيل المثال وكذلك فعل الإخوان وتنظيم داعش الإرهابي، معتبراً أن الرسالة الأهم من دراما الحشاشين هي أن الدولة المصرية لا تزال تسير في مشروع الوعي المجتمعي، وقد بدأت مصر ذلك عبر مجموعة من الأعمال مثل الاختيار والكتيبة (101)، وهذه الأعمال الدرامية لها تأثير قوي فيما يتعلق بتشكيل الوعي لدى الأجيال القادمة، مشيراً إلى أن الوعي عدو الإخوان والجماعات المتطرفة.
وأكد الباحث في شؤون الحركات الإسلامية أن ما قدمته دراما الحشاشين من فضح لحقيقة تنظيمات الإسلام السياسي وخططها التخريبية ونزوعها إلى السلطة، جعل الإخوان يوجهون سهامهم تجاه هذا المسلسل والقائمين عليه، لأنه يأتي استكمالاً لمشروع الدراما الوطنية، ويفضح منبع أفكار الإسلام السياسي والمنبع الحركي لهم، كما أنه يفضح آليات خلق المتطرفين أو الأجيال التي تتشبع بإطار فكري معين، وتشبع هؤلاء بهذا الفكر عبر عزلهم عن إطارهم المحيطي وخضوعهم طوال الوقت للقيادة والإطار الفكري لهذه الجماعة.
وتعود نشأة جماعة الحشاشين إلى أواخر القرن الحادي عشر الميلادي، وأتباعها من الطائفة الشيعية الإسماعيلية النزارية وكانت معاقلهم الرئيسية في بلاد فارس، وقد اعتمدت استراتيجيتهم الأساسية على فكرة الاغتيالات وإلقاء الرعب في قلوب الناس، ومنها خرجت الأفكار التي غذت أدبيات كثير من الجماعات الإرهابية حول العالم.
إظهار الفكر المتطرف
وعن مهاجمة المسلسل تحت مزاعم أنه يتضمن مغالطات تاريخية، يقول الناقد الفني المصري عماد يسري، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن مسلسل الحشاشين منذ أن أعلن عنه الكاتب عبد الرحيم كمال وهو يتعرض لهجمات واسعة من تنظيم الإخوان الإرهابي، وهو عمل فني الهدف منه إيصال رسالة أن الإرهاب الموجود في العالم له جذور تعود إلى فترات تاريخية وليس من وقت حسن البنا فقط مؤسس جماعة الإخوان.
وأضاف أن المسلسل حاول أن يظهر الفكر المتطرف من واقع شخصية حسن الصباح، لافتاً إلى أن هذا المسلسل ليس دراما تاريخية أو توثيق للتاريخ، وإنما عمل فني من وحي التاريخ، وعلى سبيل المثال من قبل كان هناك فيلم الناصر صلاح الدين للفنان أحمد مظهر وقد كان كذلك من وحي التاريخ لكن ليس كل ما به تاريخ، فلم تكن هناك شخصيات مثل فرجينيا أو عيسى العوام، ولم يكن والي عكا خائناً كما جاء في الفيلم.
ويرى أنه بالتالي مسألة الهجوم من الزاوية التاريخية ليست في محلها، لأن المسلسل كتب أن هذا من وحي الخيال، فنحن لسنا أمام فيلم وثائقي تاريخي، وبالتالي هناك اختلافات عن التاريخ لأن هذا عمل درامي، والمسلسل يعطي رسالة حول منبع الفكر المتطرف وكيف يتم غسل العقول عبر وعود الجنة على سبيل المثال وهو ما اتضح فيما قبل نشر الحلقة الأولى، عندما قفز أحد أتباع حسن الصباح من فوق القلعة لمجرد أنه وعده بالجنة.
وعلى مدار السنوات الماضية، استطاعت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في مصر تقديم مجموعة من الأعمال الدرامية التي كان لها تأثيرها في كشف وفضح الأفكار المتطرفة لجماعة الإخوان وأفكارها والجماعات القريبة منها، ورفع وعي المواطنين تجاه مخططات هذا التنظيم مثل مسلسل الاختيار بأجزائه الثلاثة ومسلسل هجمة مرتدة والكتيبة 101، ومسلسل حرب وغيرهم.