"ستستمر الكارثة البيئية في لجك على مدار مائة عام على الأقل"

ذكّر عالم البيئي توكبا قهرمان أن الإبادة البيئية انتشرت على مساحة واسعة في لجك، وقال: "سيختلط السيانيد والمواد الكيماوية الثقيلة بنهر الفرات، وستستمر الكارثة 100 عام على الأقل".

لُقي 9 عمال حتفهم جراء انهيار منجم ذهب كوبلر في ناحية لجك بمدينة أرزينجان، وفيما بعد تم إيقاف عمليات البحث، وحول هذه الكارثة، تحدث العالم البيئي توكبا قهرمان لوكالتنا وكالة فرات للأنباء (ANF).

وذكر توكبا قهرمان أنه من الصعب تقدير مستوى الدمار الذي سيلحق بالبيئة بهذا الحجم الكبير وقال: "إن الانهيار انتشر على مساحة واسعة جداً، وقد حدثت كارثة ستطال نهري الفرات ودجلة ومنطقة ميزوبوتاميا بأسرها، وسيختلط السيانيد والمواد الكيماوية الثقيلة بنهر الفرات، وستستمر الكارثة مائة عام على الأقل، حيث تنتشر هذه التربة السامة يميناً وشمالاً بطول 2 مليون متر مكعب، وبعد هطول الأمطار سوف تتسرب وتختلط هذه المواد السامة إلى المياه الجوفية ولأن الكتلة الكيمياوية تبلغ حوالي 27 مليون طن، فإن مستوى الدمار ستكون كبيرة جداً لدرجة أنه من الصعب تقديره، سيموت الناس والحيوانات والتراب، وأرى بأنهم سوف يُغرمون الشركات المسؤولة وشركائها وبعد المحاكمة سوف تستمر هذه الشركات في عملهم".

وقال توكبا قهرمان إنه بحسب تقدير المهندسين وخبراء البيئة، فإن مادة السيانيد الموجودة في الهواء والمواد الكيمياوية الأخرى التي تم استخدامها ستخلط مع الهواء عبر التبخير أو الدخان، وقال "بهذه الطريقة ستنتشر هذه المواد السامة بين جميع الكائنات الحية في المنطقة مما يؤدي إلى ابتلاعه عبر الهواء، وهذا سيكون مشكلة خطيرة على صحة الناس والبيئة، وعندما تؤثر هذه المواد السامة على التربة فإنها ستؤثر على الكائنات الحية والناس من خلال الغطاء النباتي في هذه المنطقة، كما وستنتشر أمراض مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن والسرطان بين الجيل الجديد، وعندما تختلط هذه المواد السامة بالمياه الجوفية فإنها ستشكل تهديداً خطيراً في الانتشار على مساحات واسعة".

وأوضح توكبا قهرمان أن تركيا أصبحت مكب نفايات للاتحاد الأوروبي، وقال إن "استخدام السيانيد والأسبستوس على هذا المستوى يظهر أن الطلب على ربح رأس المال أصبح أهم من حياة الناس وجميع الكائنات الحية في الحياة، وهو ما يظهر علاقة تركيا القوية مع رأس المال الدولي، ومع ممارسة النضال البيئي في السنوات القليلة الماضية، تبين أن المشكلة ترجع أساساً إلى الرأسمالية ومن خلال تعزيز النضال يمكن منع الإبادة البيئية.