ربع قرن على اعتقال أوجلان "مانديلا الشرق"

في إطار فعاليات المرحلة الثانية من حملة "الحرية للقائد أوجلان والحل السياسي للقضية الكردية"، صدر في العاصمة المصرية القاهرة كتاب "ربع قرن على اعتقال مانديلا الشرق".

صدر مؤخراً كتاب "ربع قرن على اعتقال مانديلا الشرق: 500 شخصية ومنظمة دولية تطالب بالإفراج عن القائد عبد الله أوجلان"، للكاتب والباحث شريف عبد الحميد، في إطار فعاليات المرحلة الثانية من حملة "الحرية للقائد أوجلان والحل السياسي للقضية الكردية"، لرصد الآراء وتوثيق المطالبات بحرية القائد أوجلان، في ظل تصاعد الحملة الدولية وانضمام الكثير من المثقفين والأكاديميين والسياسيين والإعلاميين لها، إيمانًا منهم بأن حرية القائد أوجلان وحل المسألة الكردية سيكون لها تداعيات إيجابية على معظم المنطقة والعالم، لما تشكله القضية الكردية من محورية وأهمية في المشهد الإقليمي والدولي.

يلقي الكتاب الضوء على سيرة المفكر والقائد عبد الله أوجلان المعتقل في تركيا منذ 26 عاماً بمؤامرة دولية استهدفت في شخصه الشعب الكردي وحركة حرية كردستان، والذي يتعرض لعزلة تامة منذ عدة سنوات في سجن جزيرة "إمرالي" التركي.

وحسب الكتاب، فإنه "رغم مرور 25 عاماً على اعتقاله وسجنه في تركيا بمؤامرة دولية معلومة للكافة، سيظل القائد والمفكر الكردي الأممي عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني، أيقونة عالمية ورمزاً إنسانياً للكفاح الوطني من أجل التحرر والعدالة، ليس فقط بالنسبة للكُرد، بل أيضًا لشعوب الشرق الأوسط والعالم أجمع".

رداً على سياسات الإبادة الجماعية التي مارستها الدولة التركية تجاه الشعب الكردي، أسس عبدالله أوجلان ورفاقه المناضلون "حزب العمال الكردستاني" عام 1978، الذي لا يمثل حركة نضالية من أجل الحرية والديمقراطية فقط، بل كان حركة مجتمعية وإنسانية فريدة من نوعها في التاريخ البشري الحديث، لاستعادة حياة شعب حُرم الحرية لقرون طويلة، تلك الميزة والحياة التي سرقها العثمانيون ومن بعدهم الأتراك الجدد الذين حوّلوا شعبًا أصيلًا من أهم مكونات الإقليم إلى مكون بشري مجرد، يقع تحت نير الإبادة ورحمة مزاج رجال السياسة والسلطة التركية، الذين حرموا الكُرد من لغتهم الأصلية وأناشيدهم القومية ولباسهم، وأرضهم التي ولدوا وعاشوا عليها منذ آلاف السنين.

يبلغ أوجلان من العمر الآن 76 عاماً، وهو سجين منذ ربع قرن في جزيرة "إمرالي" التركية شديدة الحراسة، بعد اعتقاله في 15 فبراير/شباط 1999، أي إنه قضى نحو ثُلث عمره في السجن، وهو يتعرض لعزلة مطلقة ليس لها مثيل.

وفق المؤلف، عبد الله أوجلان، أكثر من مجرد قائد سياسي بارز؛ إنه مفكر وفيلسوف استطاع عبر فكره وفلسفته أن يقدم حلولاً جديدة للتعايش بسلام وحل الأزمات المتراكمة في منطقة الشرق الأوسط.

ومن خلال فكر "الأمة الديمقراطية"، قدّم أوجلان رؤية جديدة لعالم أكثر عدلاً وتسامحاً، ودعا إلى نظام يكرم التنوع والحرية والعدالة. إرثه الفكري يظل حياً وملهماً للملايين الذين يطمحون إلى عالم خالٍ من القهر والقمع والظلم.

وهذا الكتاب هو تسجيل لآراء ومطالبات عدد كبير من الرموز والشخصيات السياسية ومنظمات وحركات، عالمية وعربية وكردية، بإطلاق سراح "طائر الحرية الأسير" من محبسه، من أجل التوصل إلى حل جذري للقضية الكردية العادلة، والتي لن يتم حلها ما دام أوجلان أسيراً، وعند حل القضية الكردية مع مخاطبها الرئيسي سيكون هناك إسهام كبير في الاستقرار والأمن في كل منطقة الشرق الأوسط.