اللغة.. الأداة الجامعة للأمم تحت مظلة الهوية الوطنية

تعد اللغة، بطبيعة الحال، الأداة الرئيسية التي يستطيع المرء من خلالها التعبير عن أفكاره ومشاعره للمجتمع، سواء بالقول أو الكتابة أو غير ذلك من أساليب التعبير.

اللغة هي الشرط الأهم لكي تصبح الأمة

لكل أمة ثقافتها وفنها ولغتها الخاصة، لا يمكن لأيّ أمة أن تعبر عن ثقافتها وفنها بلغة أمة أخرى، فاللغة هي جسر الأمم بين ماضيها وحاضرها، وإذا لم يكن للأمة لغة، فإنها ستفقد ماضيها وتقاليدها ولن تتمكن من بناء مستقبل لنفسها، اللغة هي أهم شيء في حياة الأمم، اللغة هي الثروة الأهم للأمم.

واللغة هي الشرط الأهم لكي تصبح الأمة أمة، أو يمكن القول إن اللغة هي الشرط الأول لكي تصبح الأمة أمة، لا توجد جنسية بدون لغة، وهناك قول مأثور في جاليريا يقول: " Ga tanga، gan thira"لا توجد أمة بدون أطفال ولغة"، أي أن الجنسية ترتبط باللغة ومن ثم بالأرض الحرة، وكردستان مضطهدة والكرد بعيدون عن الوحدة السياسية، واليوم تبقى وحدة الكرد مجرد كلمات، ومن الضروري على كل كردي أن يحمي رابطة الوحدة القائمة بين الكرد.

اللغة هي رمز الجنسية، إن ظهور اللغة الكردية هو مسؤولية القوميين الكرد أكثر من أي أحد آخر، ويؤدي المثقفون والقوميون الكرد الدور الأكبر في الحفاظ على اللغة الكردية، وإذا أدى المثقفون والقوميون دورهم بشكل جيد فسيتم إعداد مستقبل مشرق للكرد المعدومي الهوية.

العرق، ولون البشرة واللغة، والجغرافيا/البلد، والجنس وأشياء أخرى كثيرة معظمها وراثية، هي الأسباب التي تدفع الناس إلى التعريف عن أنفسه، وبالمثل أيضاً، فإن بعض الصفات أو الخصائص الأكاديمية والطبية والتدريسية والهندسية وغيرها التي تم اكتسابها لاحقاً تسمح أيضاً للمرء بالتعريف عن نفسه، ومن بين هذه الخصائص، تعد اللغة سمة طبيعية محددة جداً للناس لفصل أنفسهم عن الآخرين والمجتمعات الأخرى والأمم الأخرى وتعريف أنفسهم كأشخاص مختلفين، وهذا الخط اللغوي الذي يميز الناس عن بعضهم البعض يؤدي بالتأكيد إلى تكوين الهوية وخلقها.

إنهم يجمعون البلدان والأمم والمجتمعات معاً أو يفرقونها بسبب بعض الاختلافات؛ اللغة والثقافة والحدود السياسية والدين/المعتقد والأيديولوجية وأصلهم العنصري، إن عملية تعريف الذات وتشكيل هويتهم تحدث أيضاً مع هذه العوامل أو بتأثير هذه الديناميكيات ومن بين هذه العوامل تأثير اللغة والثقافة مرتفع جداً.

وفي جميع المجتمعات، يفضل الناس، بطبيعة الحال، الأشخاص الذين نشأوا معهم في نفس الثقافة أو اللغة التي يعيشون بها في تلك الثقافة، الثقافة واللغة وهذه العلاقة تصبح العاملان الرئيسيان والحاسمان في تشكيل الهوية.

مفهوم اللغة والهوية

معنى مفهوم الهوية في أجوبة أسئلة من أنا؟ أو "من نحن؟" هو بالفعل مخفي وواضح، الإجابة على هذه الأسئلة تعطي تعريفاً للأشخاص وهويتهم..

في هذا المكان، تأتي اللغة في المقدمة ضمن الإجابة على هذه الأسئلة، وتصبح الآن بسهولة أداة تعطي تعبيراً وشكلاً عن هوية الشخص الشخصية والاجتماعية، ولأن اللغة نفسها تصبح مفهوماً ملموساً، فإنها تأتي قبل العديد من العوامل الأخرى، وباعتبارها أداة للتواصل الاجتماعي، تحدد اللغة هوية الأشخاص والمجتمعات، وهذا التعريف أيضاً يحدث بطريقة طبيعية.

إن عملية تكوين الهوية ليست العملية التي يرتقي بها الإنسان في الحياة الاجتماعية ويحقق ذاته، لا أحد يبني تلك الهوية بنفسه، بل يبني هويته في مجتمع، مع البعض ضد البعض الآخر وفي هذه العملية، تؤثر أشياء كثيرة على قلب الإنسان وروحه، الشخصيات الأسطورية، الرموز الاجتماعية، واللغة، والمعتقد الديني، والعرق، وعادات الحياة اليومية، والتاريخ المشترك، وما إلى ذلك كلها مقبولة من قبل الشخص والآن تعكس هذه العناصر حياته كلها.

لكي يشعر الإنسان بأنه ينتمي إلى مجتمع ما، أو يتمكن من النظر إلى تلك الهوية من قلبه وروحه، تصبح اللغة هي مفتاح باب الانتماء حتى بكلمة واحدة ويمكن لأي شخص أن يفتح هذا الباب أو يقفله.

وبدون لغة، من المستحيل أن يكون هناك مجتمع وثقافة، الأمة معروفة بأشياء كثيرة، ولكن أهمها هي اللغة، ففي نهاية المطاف اللغة هي أقوى أداة على المستوى الثقافي للأمة ولهذا السبب لا ينبغي أن ننسى أن الأمة التي تعتمد على لغتها.

والفلسفة والأدب والفن والعلم وعادات الحياة كلها مجتمعة في الثقافة، وترتبط تلك الثقافة ارتباطاً مباشراً باللغة، كما إن الجسر الذي يسمح لثقافة الأمم والمجتمعات بالوصول إلى الأجيال القادمة هو اللغة مرة أخرى.

إن الأداة التي تجمع الناس تحت مظلة الهوية الوطنية هي لغة تلك الأمة وبالتأكيد ثقافتها بشكل عام.

وفي هذا السياق تكون اللغة، باختصار لون الهوية الوطنية بعد كل شيء ما يميز الأمم عن بعضها البعض هو اللون.