منتدىً حوارياً حول مستقبل سوريا من منظور المرأة على صعيد الأديان

نظّمت منسقية المرأة في مجلس الأديان والمعتقدات في إقليم شمال وشرق سوريا، اليوم، منتدىً حوارياً حول مستقبل سوريا من منظور المرأة على صعيد الأديان.

وحضر المنتدى 100 مندوبة من مختلف أديان ومعتقدات شعوب إقليم شمال وشرق سوريا؛ العلوية، الإيزيدية، الزردشتية، الإسلامية، الإسماعيلية، المسيحية والدرزية.

وبدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت، ثم ألقت عضوة منسقية المرأة في مجلس الأديان والمعتقدات، وليدة بوطي كلمة قالت فيها: "نحيي المقاومة البطولية التي تبديها وحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية في سد تشرين، ومقاومة مكونات إقليم شمال وشرق سوريا الذين يناوبون على السد، ونترحم على جميع شهدائنا الأبرار".

وأضافت إن "نضال المرأة في الوقت الحالي هو امتداد لتاريخ نضالها عبر التاريخ، وما حققته من مكتسبات لأن قضية المرأة هي قضية واحدة وإن اختلفت المستويات ودرجات التحرر باختلاف المكان والزمان".

وأوضحت وليدة "قدمت المرأة السورية تضحيات كبيرة، وما زالت تقدم من أجل العيش بحرية وكرامة، وتقلدت مناصب قيادية في جميع مجالات الحياة لتساهم في الارتقاء بالمجتمع والتخلص من الصور النمطية المفروضة عليها".

وأضافت: "يتطلب في الوقت الحالي إجراء حوارات على جميع الأصعدة، وخاصة على صعيد الأديان والمعتقدات، حيث يتم التأكيد على جوهر وهوية المجتمع السوري متعدد الأطياف والأديان".

من جانبها، قالت باسم الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا، سمر العبد الله: "شاهدنا المرأة السورية في كثير من المراحل بلا هوية ومسلوبة الحرية، صاغتها عقائد وميول متطرفة، أرادت أن تبقى المرأة مهمشة مع تجاهل كامل لدورها وشخصيتها وكيانها".

وبيّنت أن ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا سعت للقضاء على كل أشكال الظلم والاستبداد التي تستهدف وجود المرأة.
وأكدت "لقد حققت النساء اللواتي قدن ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا نجاحاً كبيراً في العديد من المجالات، وعززن قدرتهن في المجال العسكري وخاصة ضمن وحدات حماية المرأة".

وأشارت عضوة منسقية مؤتمر ستار في إقليم شمال وشرق سوريا، شيراز حمو، إلى أن الدول الرأسمالية تحاول كسر إرادة وعزيمة المرأة الحرة في القرن الـ 21 والذي هو قرن حرية المرأة، وتابعت قائلة: "قبل الأديان والمعتقدات كان هناك مبدأ الإنسانية والآلهة والتي كانت تدير المجتمع بعدالة وحرية، والآن باسم الأديان يهدفون إلى انحلال وانصهار المجتمعات، والوصول إلى أهدافهم عبر الإسلام السياسي".

وقالت عضوة تجمّع نساء زنوبيا، بشرى المحمد إن "المرأة في سوريا قادرة على بناء سوريا الجديدة، القائمة على التعددية لا مركزية بقيادة المرأة الحرة، وإن جميع الأديان تناشد العدالة والتسامح، المساواة، ولا تقبل بانصهار أو انحلال أي مكون آخر، ويتطلب إبعاد الأديان عن سياسة الدول".

من جانبها قالت ممثلة الديانة الإيزيدية في الإقليم، ليلى مهمو: "إن نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية مثالي، يحمي جميع المكونات ونحن الإيزيديين استطعنا أن نحمي وننظم أنفسنا مع بدء الثورة في إقليم شمال وشرق سوريا".

وقالت باسم المعتقد العلوي داراف جمعة آلا: "اليوم جميع النساء اللواتي في شمال وشرق سوريا يستطعن إظهار هويتهن بكل حرية، وهذا من إنجازات الثورة في إقليم شمال وشرق سوريا تحت مظلة الإدارة الذاتية الديمقراطية، ونطمح إلى تحقيق هذا الفكر في جميع سوريا، لنستطيع بناء سوريا الجديدة".

وعاهدت داراف آلا "على السير على خطا القيادية العلوية ساكنة جانسيز، والتي أنارت طريق الحرية لجميع النساء دون التفرقة بينهن".

وقالت المشاركة دلال خليل: "جميع الهجمات التي حصلت في إقليم شمال وشرق سوريا كانت باسم الدين الإسلامي، بهدف تشويه صورة الإسلام الحقيقي والوصول إلى أهدافهم ومصالحهم، لكن لكل معتقد ميراث خاص به ووصلوا إلى قناعة تامة بأن الدين أصبح يُستخدم كوسيلة لتحقيق الأهداف والاحتلالات".

وقالت ممثلة الديانة المسيحية ومجلس الكنائس، كاتيا رزق الله هلون: "نحن نتطلع في هذه المرحلة المصيرية في سوريا الجديدة إلى دور المرأة، لأنها عانت على مر السنين من الظلم والاستغلال من كل الطوائف والديانات".

وقالت عضوة الاتحاد السرياني ماري لحدو: "المرأة متساومة مع الرجل في الكرامة والدور، أما تطلعات المرأة السريانية المسيحية ومطالبها رغم التحديات تحمل آمالاً كبيرة ومستقبلها ومجتمعها وتطلعاتها ليست شخصية بل تشمل كل ما يمكن لأجيالها القادمة في المساواة والحقوق".

وبعدها عرض سنفزيون عن تنوع الحضارات والثقافات للمرأة السورية بكل أطيافها وأديانها.

ومن ثم فتح باب النقاش بين الحاضرات، وتمحورت النقاشات حول واقع المرأة السورية، ودورها الأساسي في بناء سوريا الجديدة، والابتعاد عن اضطهاد المرأة باسم العادات والتقاليد.

وانتهت الندوة ببيان، تضمن توصيات، أشير إلى أنها ركائز ورؤية المرأة لما يتوجب العمل والبناء وفقه من أجل مستقبل البلاد وما يجب أن يكون عليه:

1ـ العمل على بناء مجتمع مدني وديمقراطي حر يسوده الدستور والقانون لبناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية.

2ـ أن تعمل كل الشرائح والمكونات السورية على تنظيم نفسها وأن تكون تجربتنا هي الطليعة النيرة لها.

3ـ إعطاء المرأة كل الحقوق والواجبات في إبداء الرأي والمشاركة السياسية وصناعة القرار وتولي المناصب البارزة وتمثيل الحكومات في السياسات.

4ـ منع فرض أي قيود على حقوق المرأة في التعليم والعمل وأسلوب الحياة واللباس.

5ـ التأكيد على حرية الأديان والمعتقدات وحرية ممارسة عباداتهم وطقوسهم الدينية ونبذ خطاب الكراهية والتعصب الديني من خلال قراءة الواقع الديني بكل أطيافه على مبدأ الأخلاق والإنسانية.

6ـ الاعتراف بالأعياد الدينية لكل الأديان والمعتقدات وإدراج الثقافة والتراث الديني ومشاعر الأخوة والمحبة في المناهج التعليمية كجزء من التنوع الثقافي والفكري.

7ـ محاسبة مرتكبي جرائم الحرب بحق النساء الإيزيديات في عفرين وسري كانيه وشنكال أمام القضاء الدولي.

8ـ إلغاء مصطلح الأقليات والاثنية والعرقية والدعوة لمفهوم الأخوة الإنسانية لبناء سوريا الجديدة.

9ـ افتتاح المنتديات النسوية وإقامة تنظيمات نسائية في كل جغرافية سوريا وكذلك العمل على إعداد دراسات وأبحاث عن تاريخ المرأة السورية على مختلف الأديان والمعتقدات".