تشتهر جغرافية كردستان بطبيعتها الخلابة ومناظرها الجميلة ،كما وتوجد في كل منطقة من مناطقها أثر تاريخي،حيث تشتهر بوجود المغارات والكهوف الطبيعية ،التي كانت ملجأً للحماية والعيش لكثير من الناس على مر العصور.
يقع كهف زارميرد على بعد 13كم جنوبي غربي مدينة السليمانية .في جبل برانان . كما وتوجد على الجهة اليسرى واليمنى من الكهف ،العديد من المغارات الصغيرة . كما وتقع في أسفلها قرية هزار ميرد ،وهي قرية صغيرة.تعتمد على الزراعة وتربية الحيوانات في تأمين سبل عيشها.
وهناك روايات عديدة وأراء مختلفة حول تسميته بهذا الإسم .أحدى هذه الروايات وهي تعتبر الأقرب إلى الحقيقة ،نسبة إلى حجمه وقدرته على أحتواء ألف رجل.
أجراء دراسات من قبل بعثة أمريكية
الباحثة (آني أليزاليب)،والتي اختصت في دراسة التاريخ القديم قبل الميلاد،وفي عام 1928م توجهت مع بعثة أثرية من عدة مدارس في أمريكيا لأجراء أبحاث على كهف هزار ميرد.
نتائج البحث والدراسة
وفق الدراسة فقد تم العثور على بعض السلع التي يعود تاريخها إلى العصر الإسلامي .وكذلك تم العثور على ثلاثة قبور ،كان واحدة منها يرجع لطفلٍ صغير .وقد عثروا بجانب كل قبر على جرة فخارية.وكذلك تم العثور على ثلاثة قطع من الحديد .وكان أحد القطع عبارة عن رأس لسهم ،يستخدم لأجل الحماية .وكما تم العثور على قطعتين من النقود يعود تاريخ أحداها إلى العهد البيزنطي.والأخر إلى العهد الفارسي.
يعود تاريخها إلى ما بين ال 30-50 ألف سنة
الأحجار التي تم العثور عليها يعود تاريخها إلى ما بين ال30-50ألف سنة .بعض الأشياء التي تم أكتشافها ،تشبه الأشياء التي تم العثور عليها في كهف شانيدار. وكذلك الأحجار الموجودة في كهف هزارميرد تشابه الأحجار الموجودة في كهف( زوتية)وكهف (شقبا)في فلسطين.وفي عام 1926م قام سبايزربأجراء أبحاث حول الكهف .ولكن الدراسة والأبحاث أهملت .
تتمتع بإطلالة رائعة
من قرية هزار ميرد ،سرنا على الطريق الترابي متوجهين نحو الكهف ،وبعد حوالي 10-15 دقيقة وصلنا إلى مدخل كهف هزار ميرد.ومن ثم سرنا على الأقدام متوجهين إلى داخل الكهف.وصعدنا نحوالكهف.كنا نعاني من تعب الصعود ولكن لم نشعر بها من شدة دهشتنا برؤية المناظرهنا.وكلما أقتربنا من الكهف ،كلما تبين حجمها الكبير و أوضحت رؤيتنا لها أكثر .يوجد لها باباً كبيراً يبلغ 15-20متراً. ويوجد على يسارها ويمينها العديد من الثقوب و المغارات الصغيرة .وكذلك توجد مغارتان صغيرتان يبلغ عمق احدها 5-6م والأخرى 3-4م.وهذا الكهف هوالوحيدالذي لفتت نظرنا.
كهف هزارميرد
توجهنا إلى الكهف الأساسي ، كهف هزارميرد .وبعد مضي 10 دقائق من سيرنا ،وصلنا إلى الكهف ،كان كبيراً جداً .طوله وعرضه على حد سواء ،كما كأسمه كان ملجأً لألاف الناس .ويتكون الكهف من الصخور السوداء،وتشير رطوبة الصخور الى وجود الماء فوقه.ويوجد على أطرافه بعض المغارات الصغيرة.
ترك بدون رقيب
الكهف الذي كان ملجأً منذ القديم لألاف الناس ،ومركزاً لالألالف القصص والحكايات ،ترك بدون أهتمام
الكتابات التي كتبت عليها ،تذهب بجمالها وروعتها
بسبب الكتابات التي كتبت على جدرانها من قبل الزوار ،أصبح منظره بشعاً.في كل مكان من الكهف ترى الكتابات موجودة.وهذا أيضاً يوثر عليه من الناحية التاريخية ،كونه موقعٌ أثري.
إهمال المواقع الأثرية
لا يوجد أمام الكهف لائحة ،يتعرف من خلالها الزوار على تاريخ الكهف ومعرفة موقعه.لم يبقى له سوى أسمه ،أنه محروم من الحماية كموقع اثري ،بل تراه أصبح مكاناً لتربية الأغنام وحظيرة لها. ،
لماذا لا تقم وزارة الزراعة والسياحة بواجبها ؟
يعتبر هذا جرماً ودماراً لموقعٍ أثريٍ ،وأمحاءً لتاريخ الشعوب التي سكنت هنالك منذ القديم . لم تقم وزارة الزراعة والسياحة بمسؤولياتها اتجاه كهف هزار ميرد ،وترك هذ الكهف التاريخي للزوال.