فرهاد مردي: لتذهب أيام المجازر بلا عودة

لفت الشاعر فرهاد مردي الانتباه إلى مجزرة 2014 وقال: "لا يجوز ارتكاب مجزرة بحق مجتمع شنكال ونبقى صامتين . لايجوز قيام مقاومة دون أن نمدحها. لايجوز وجود خيانة في شنكال ولا نفضحها عبر الأغاني والقصائد ".

لقد كان الشاعر فرهاد مردي متواجد في ناحية الدرباسية أثناء وقوع مجزرة شنكال في 3 آب 2014, ما لبث إلا وبدأ بتحضير وكتابة قصيدة حول مجزرة شنكال التي مازالت محط إعجاب الكثيرين وتسمع حتى يومنا هذا . كما  زار فرهاد مردي شنكال 3 مرات قبل المجزرة  وشاهد جغرافية شنكال ودفء وكرم شعبها.

https://1649452211.rsc.cdn77.org/vod/2022-07-25-sengal-Ferhad-Merd%C3%AA-helbestvan-bila-ev-rojen-fermane-venegerin_1.mp4

فرهاد مردي ، كان في الدرباسية أثتاء وقوع مجزرة شنكال, حيث حاول أن يصل إلى أولئك الفارين الذين هجروا نتيجة المجزرة, وتحدث مردي عن قصيدته قائلا:" لقد استخدمت اسم شنكال في الكثير من قصائدي, لكن جميعها لم تكن بقدر تلك التي كتبتها بصدد المجزرة, ولا أدري كيف خرجت من بين كتاباتي, حتى أنني لم اذكر الكثير من الكلمات بسبب الوحي الوجداني الذي أصابني واكتفت القصيدة بالكلمات التي خرجت من فمي."

لم أكن أعرف كيف أصرخ معهم

مردي الذي رأى حالة المجتمع بأم عينيه وصف الوضع على هذا النحو ؛ "رأيت بأم عيني معاناتهم. سقطت أم هناك ، طفل يصرخ ، ورجل عجوز متهالك. لم أكن أعرف كيف أبكي معهم. كان الطقس حارًا ، كان شهر آب. كانوا ينهلون الماء بكثرة دون أن يكسر عطشهم ، لقد فعلت شعوب روجافا ما بوسعها واستنفرت من أجل إنقاذهم. لكن الكارثة كانت كبيرة والأعداد أكبر حين وصلوا رميلان ونقلوا للمخيمات.

مردي قال إنه كتب قصيدته في نفس اليوم وأكملها في اليوم التالي. قال مردي إنه لم يخرج القصيدة بدراية وتنسيق, لقد كان الأمر ارتجالياً, وألقى قصيدته لأهل شنكال وتابع حديثه: "ألقيت عليهم القصيدة ، بكينا سويًا. أردت أن أعطيهم هذه الرسالة. لستم وحدكم من تعانون، أننا نعاني معكم, الأمر وجداني . نعلم أن شعبنا الإيزيدي يقول في كل مرة "لقد بقينا لوحدنا " لقد أصبح هذا لهم عقدة إذ يكررونها على الدوام  يقولون الشيء نفسه الآن وهذا أمر خاطئ فلو حتى نزف إصبع طفل منكم نشعر بالألم.

وعليه، فأنني ادعوا  جميع الأيزيديين والكرد. لا أستطيع أن أقولها بلغة أخرى ، سأقولها بالكردية. كتبنا القصيدة في تلك الليلة ، وحفظناها في اليوم التالي ولم نصنع حتى كليب مصور. كتبناها في يوم واحد ".

"نطلب من الخالق أن لا تتكرر تلك الأيام"

وعبر مردي عن مشاعره في تلك اللحظة ؛ "لم أكن أعرف ماذا أقول وماذا أفعل. الأم تحزن وعندما تنوح تحترق معها القلوب. كأنما الصرخة والحسرة امتزجت وعصت في حنجرتها. وعندما بكى أحدهم بكيت معهم. كنا على تلك الحالة, وقتها لمن نقول كفى يا أمي , يا أبي , كانوا كثر، لم نعد نستطيع الوصول للكل ومواساتهم,. إذا أردت الذهاب إلى أم وتمسك بيدها ، كانت هناك 10 أمهات أخريات ، هناك العشرات من الأطفال يصرخون . كان هناك 10 آباء آخرين مرضى. أطلب من الخالق أن لا تتكرر تلك الايام  من أجل. ما رأيناه وما لم نراه. لا أعرف كم من الناس يمكنهم التعبير عن مشاعرهم ، أنا لا أستطيع. عبّرنا عن أنفسنا من خلال قصيدة ، لكن هذا لا يكفي. لأن مجتمعنا الإيزيدي هو روح الأمة الكردية. لم أصدق أن مجتمعنا الأيزيدي سيكون في هذا الوضع. لقد حطم قلبي. لم نكن ندري أن الكثير من الأمهات والنساء والأطفال وقعوا في أيدي مرتزقة داعش ".

هدفهم كان إنهاء الإيزيدية

الشاعر فرهاد مردي أشار إلى أن الغرض من المجزرة هو إنهاء الإيزيدية جسديًا وثقافيًا واسهب في حديثه؛ أرادوا تدمير الثقافة الإيزيدية. نقول إن تاريخنا الكردي يأتي من الإيزيديين مثل خرز المسبحة . يجب أن نعرف من أين أتينا. يجب أن نحمي المكان الذي أتينا منه. بفضل حركة الحرية و وبطولة الحركة تمكنا مع وصول 12 فارساً مع من تجمع حولهم حماية الأمة حيث لم يسمحوا لداعش بدخول جبال شنكال وهذا ما أعطى أملاً كبيراً للشعب ".

"تجولوا في مزار الشهداء, سترون من قاوم وضحى بنفسه"

وتحدث  الشاعر مردي عن خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني والدعاية الكاذبة بأنهم حموا  شنكال. هناك قول مأثور يقول ؛ "تحياتي للنجوم الحاضرة ". فبعد أن تعمل بجد ، تقاوم وتصبح شهيدًا ، يخرج البعض ويقول إننا نحن من قاومنا  ، لكن كل شيء واضح. واضح من قاوم. عندما نتجول في مزار الشهيد دلكش والشهيد برخدان في جبل شنكال ، يتبين من أنقذ شنكال وحررها هم مقاتلو وحدات حماية الشعب ومن دعمهم. لكن في النهاية ومع حجم جحود العالم ،. يقال إنه لايتوجب أن تدير ظهرك لمن ساعدك وتنكر جميله, بالطبع يعرف التاريخ , المناضلون الأممين ما جرى في شنكال من مقاومة وتحرير. ليس هناك شك في ذلك فبفضل أبطالنا أمثال عكيد جفيان ومام زكي ومئات الرفاق الآخرين. لقد كتب التاريخ ووثق من خلال الصور".

وذكّر فرهاد مردي أن قصة المقاومة لم تكتب بعد ودعا إلى دعم ومساندة  المجتمع الأيزيدي وتابع حديثه قائلاً:  "حتى قبل بضعة أشهر ، تم إنقاذ بعض الفتيات من أيدي تلك المرتزقة. يعودون إلى الجانب الآخر في اليوم التالي يتحدثون ويقولون نشكر فلان وفلان . لا يمكننا لهذه الدرجة أن نكون ناكري المعروف , نقول هذا لشعبنا لدينا شنكالنا المقدسة فلماذا لا نعتني, لماذا نتركها تتلقفها الإيادي, فهناك من اعتنى بها , وهناك من تركها و فر."

يجب أن يعمل الفنانون بجد من أجل شنكال

وضرب الشاعر فرهاد مردي مثالاً عن فناني العالم كيف يخدمون شعوبهم, يؤلفون الكتب, يقدمون الأغاني, ويكتبون القصائد, ويخرجون الأفلام, من أجل الدراما والقيم وخيالات مجتمعهم. يجب القيام بنفس العمل للمجتمع الايزيدي. وتابع مردي  حديثه. "مهما كتب فنانينا أغانيهم وقصائدهم ، يبقى غير كاف . كان هناك تاريخ يضيع ، والأمة تتعرض للإبادة. في شخص شنكال ، كانت كردستان تزول، ولهذا بقيت كل تلك الأعمال غير كافية. نحن ايضا نعتبر انفسنا مقصّرون, من غير المعقول حدوث مجزرة على شنكال ونبقى صامتين, لا يمكن أن تكون هناك مقاومة  ونحن لا نمدحها , تحصل خيانة في شنكال ولا نفضحها من خلال أغانينا وقصائدنا ".

وذكر الشاعر فرهاد مردي أن الآلام والمعاناة التي مرت يجب استذكارها بكل تفاصيلها في كل عام, ، وواصل حديثه بهذه الكلمات. "في كل ذكرى سنوية لمجزرة شنكال  ، هي فرصة لتذكر ذلك اليوم. يجب أن نغني أغانينا وألحاننا كفنانين وشعراء في كل ذكرى سنوية لتلك المجزرة . يجب ألا نترك هذه المهمة فقط على أكتاف المجتمع الإيزيدي حي هناك اليوم مقاومة كبيرة  ضد الحكومة العراقية وضد الحزب الديمقراطي الكردستاني والدولة التركية.

"استمد قوتي من الأمهات الإيزيديات المقاومات"

كما حيا مردي مقاومة أمهات شنكال ,وقال إنه يستمد قوته من مقاومة الأمهات في شنكال وختم بذلك حديثه: "أشعر تجاه تلك الأمهات المقاومات بالقوة . كيف كانوا سابقا ، وكيف أصبحن اليوم صاحبات كلمة. ونقول  نحن من يتولى زمام الأمور في شنكال . ونقول ياليتهن كنا كذلك منذ البداية. نحن مدينين لهؤلاء الأمهات والشباب. أبعث بتحياتي إليهم من هنا حتى شنكال . لن ننسى المجزرة ، سنصعد من غضبنا  ونؤكد أن هناك من أبطال دافعوا عن شنكال وحرروها. ندائي لجميع المجتمعات، لجميع الفنانين أيضا. يجب على الجميع مساندة شنكال ووقف مخططات إبادة  المجتمع الإيزيدي . يجب علينا إلا ننسى تلك المجازر ، لا تنسوا من تسبب بها على الأمة . يجب أن ندرك ذلك . علينا أن نقول ونكشف من قام بها".