واجه نظام التعليم الذي تم إنشاؤه بجهد كبير في ثورة 19 تموز في روج آفا العديد من الصعوبات والعوائق حتى وصل لهذا المستوى، وتستمر عملية التعلم باللغة الكردية التي بدأت بإعطاء كورسات اللغة بشكل سري في المنازل، اليوم في ظل الإدارة الذاتية الديمقراطية بمناهج مستقلة بثلاثة لغات.
وفي السياق، تحدثت الرئيسة المشتركة لهيئة التربية في شمال وشرق سوريا سميرة حاج علي لوكالة فرات للأنباء.
وصرحت سميرة حاج علي أنه كان نظام البعث يتبع نظاماً تعليمياً أحادي الجانب قبل ثورة روج آفا، وواصلت:" أي أنهم كانوا يدرسون لغة واحدة، ثقافة واحدة وتاريخ واحد، وكان يضع العديد من العقبات والصعوبات أمام الشعب السرياني، الأرمني، الآشوري، التركماني، الكرد والشعوب الاخرى ودائمًا كانت هناك ضغوطات من ناحية التحدث بلغتهم الأم والعيش بحسب لغتهم، ثقافتهم وتاريخهم الخاص، وقد اتبع الشعب الكردي النضال من اجل الحفاظ على لغته وحمايته وناضل كثيراً بشكل خاص من اجل هذا".
وتابعت سميرة حاج علي إنه لم يكن بإمكان أحد الذهاب إلى الجامعة مالم يكن منضماً إلى حزب البعث في ذلك الوقت، وقالت "حتى لم يكن يستطيع ممارسة المهنة التي درسها، ولهذا كان عدد الكرد، الأرمن والسريان الذين يلتحقون بالمدارس الثانوية منخفضا للغاية، وقد أزال النظام كل الفرص، شروط التعليم، أراد نظام البعث نفي الشعوب بهذه الطريقة ".
وتابعت سميرة حج علي، :" بدأت عملية بناء شاملة للنظام من أجل حماية ساحات روج آفا، وبناء نظام التعليم والبناء في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، الحملة الأكثر أهمية في 19 تموز انه تم البدء سرًا أعمال التعليم واللغة الكردية في المنازل، كما ولعبت مؤسسة اللغة الكردية دوراً مهماً، وأيضاً تم القيام بالعديد من الأعمال المهمة لتعليم المعلمين، وتأسيس نظام التعليم، حيث تم البدء بكورسات اللغة الكردية بين الشعب، وتم بناء المدارس رويداً رويداً فيما بعد".
وأوضحت سميرة حاج علي أنه بعد هذه العملية كان يجب أن يتم التعليم بطريقة أكاديمية، أو كان يجب أن يدخل النظام المدرسي، وبينت: "لأن تدريس اللغة الكردية لم يعد كافياً، فقد بدأنا بعملية إعداد المعلمين بعد تحرير مناطق روج آفا من النظام البعثي وأيضاً من المرتزقة، انعقد في 19/ أيار 2012 مؤتمر مؤسسة اللغة الكردية، واتخذ في ذلك المؤتمر قرار ببدء عملية تعليم اللغة الكردية في المدارس، وضعنا هذا النظام في البداية في المدراس الابتدائية تم إدخالها إلى المدارس الإعدادية والثانوية فيما بعد، بالتأكيد واجهنا في هذه العملية العديد من التحديات والصعوبات، لأن كان لا يزال مناهج نظام البعث موجوداً في المدارس، كما كانت هناك معارضة في المدارس ضد اللغة الكردية والكرد، لقد كان نظام البعث معارضاً بشكل تام، وقد سبب هذا الوضع المصاعب والعقبات، وبالرغم من ذلك تم تدريب المعلمين في جميع أنحاء روج آفا، تم تدريب عدد قليل من المعلمين، إلا أن هؤلاء المعلمين لم يتم إعدادهم إلا على أساس تدريس الحروف الكردية، وقاموا في العديد من المرات بإغلاق المدرسة لعدة أيام لإظهار استياء المجتمع، وبهذه الطريقة كانوا يحاولون إظهار أننا السبب في إعاقة تعليم الأطفال وبهذا الشكل أرادوا إثارة استياء المجتمع، لكن كان موقف الشعب مختلفا جدا، وكسر الشعب أبواب بعض المدارس المغلقة، وقيل لهم إن المدارس لن تغلق، وأيضاً سيكمل الأطفال تعليمهم، بالإضافة سيتم إعطاء دروس في اللغة الكردية، وبهذا الشكل وبمساعدة المعلمين وبمساعدة الشعب فُتحت أبواب المدارس مرة أخرى أمام الشعب، كان معلمو النظام في ذلك الوقت في بعض الأحيان لا يأتون إلى المدارس لعدة أشهر، أرادوا بهذه الطريقة إجبارنا وإظهار أننا لا نستطيع النصر.
وهنا أود أن أشكر جميع الطلاب الذين ذهبوا إلى الجامعة لمدة 2-3 سنوات وساعدونا والمعلمين، وبفضل مساعدتهم، تمكنا من تدريس دروسنا، وكانت المواد التعليمية لنظام البعث موجودة أيضاً، ولكن بطريقة مختلفة، قمنا بتدريس الدروس اللازمة، وبهذا لم نسمح لأطفالنا بالبقاء دون تعليم، واستمر تعليم الأطفال لعدة أشهر، وكنا نقوم أيضًا بإعطاء دورس اللغة الكردية إلى جانب ذلك، ولا شك تم اتباع نضال مهم من أجل هذا، بدأنا من المدارس الابتدائية، ثم انتقلنا إلى المدارس الإعدادية والتعليم الثانوي في منطقة روج آفا، وكان سعادة الأطفال أجمل شيء هنا، كان التعليم باللغة الأم، الدراسة والتحدث بلغة الأم يسعدهم، بالطبع كان عدد الطلاب قليلاً في البداية، لكن كان العدد يرتفع في المدارس بشكل يومي، بهذا العمل وهذه الخطوات تمكنا اليوم من إعداد منهاج الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، ربما كانت خطوات صغيرة ولكن تم اتباع نضال كبير من أجل هذا وكانت الصعوبات كثيرة جداً، إلا أن الروح المعنوية كانت أعظم وأجمل من الصعوبات التي واجهتها، أصبح حب الشعب للمعلمين والجهود المبذولة لدعمهم وسيلة انتصارنا، وتم إعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا في عام 2014 في مقاطعات عفرين، كوباني والجزيرة، وأصبحت هيئة التربية واحدة من أهم المؤسسات ضمن الإدارة الذاتية، لأن نظام التعليم هو الذي يحافظ على وجود المجتمعات ويوصلها إلى ثقافتها، تاريخها ويبقيها واقفة على أقدامها، واليوم نرى ذلك في واقع شمال وشرق سوريا.
تطورت العملية التعليمية والنظام المدرسي ضمن العملية التعليمية على مر السنين منذ تأسيس الإدارة الذاتية وحتى الآن على النحو التالي:" كان التعليم في عامي 2015 و2016 في عفرين وكوباني من الصف الأول حتى الصف الثالث وفق منهاج التعليم الخاص بالإدارة الذاتية، وكان في الجزيرة من الصف الأول إلى الصف الثاني، وكان التعليم في الجزيرة خلال فترة 2016 و2017 بمنهاج الإدارة الذاتية حتى الصف السادس، وكان التعليم بمنهاج الإدارة الذاتية بالصف الثاني عشر في كوباني وعفرين، وفي عام 2017-2018 أصبح التعليم بمنهاج الإدارة الذاتية من الصف السادس إلى الصف الثاني عشر في الجزيرة، ولابد انه كانت هناك بعض الصعوبات، ومع ذلك أستطيع أن أقول هذا، في الفترة من 2015 إلى 2018، تم إدخال منهاج الإدارة الذاتية بشكل كامل إلى
جميع المدارس".
واختتمت سميرة حاج علي حديثها مشيرةً إلى أن نظامهم نظام ديمقراطي ، وقالت:" يتم الحفاظ على حقوق كل طفل في المدرسة، لذلك يتخذ كل طفل مكانه ضمن هذا النظام تعليمه بلغته الام، إلى جانب هذا يتعلم لغات المكونات الأخرى أيضاً".