"تدمير اللغة هي الإبادة الجسدية بحد ذاتها"

صرح ملا شيرين جتين، أحد مدرسي مخيم مخمور، أنه من أجل حماية كرامة، ثقافة وتاريخ أمة، يجب عدم التخلي عن اللغة وقال: "حسب المعطيات الرسمية، ليست اللغة الكردية فقط، إنما 18 لغة أخرى تواجه الابادة في تركيا".

يحتفل الشعب الكردي باليوم العالمي للغة الأم في 21 شباط كيوم تبني لغتهم الأم، حيث تم منع لغة الشعب الكردي من قبل الدولة التركية، وفي مواجهتها خاض القائد عبدالله أوجلان وحزب العمال الكردستاني نضالاً لا مثيل له، بفضل هذا النضال، يناضل الشعب الكردي الآن في كل جزء من العالم ضد سياسات القمعية التي تمارسها الدولة التركية وتعرف العالم أجمعه على اللغة الكردية، وانتفض أهالي مخيم الشهيد رستم جودي (مخمور) على سياسات دولة الاحتلال التركي واضطروا إلى النزوح، الآن، يتبنى أهالي مخمور بلغتهم من خلال تعليم اللغة الكردية في مخيم مخمور للاجئين، وفي ذات السياق تحدث ملا شيرين جتين، أحد مدرسي مخيم مخمور، الذي يدرس اللغة الكردية، لوكالة فرات للأنباء ANF.

 

لحماية كرامة الأمة وتاريخها وثقافتها، يجب عدم التخلي عن اللغة

وأوضح المدرس ملا شيرين جتين أن ما يميز كل المحتلين أنهم عندما يريدون تدمير أمة ما، فإنهم يستهدفون لغة تلك الأمة أولاً، وقال: " إذا لم يتم تدمير لغة أمة ما، من المستحيل هزيمة تلك الأمة نفسها، لأنه عندما يتم القضاء على اللغة، سيتم القضاء على الثقافة أيضاً، وعندما يتم القضاء على الثقافة، سيتم القضاء على الشخصية أيضاً، في ذلك الوقت، حتى لو بقي جسدياً، سيبدو الأمر كما لو أنه ليس من أمته، على سبيل المثال، إذا أصبحت ثقافة كردي مشابهة لثقافة تركي، وأصبحت لغته تركية، فيتم إبعاده عن حقيقته، وعندما يدخل المرء هذه الحالة، فإن وجوده لم يعد يشكل تهديداً للعدو،  ويصبح هذا الشخص عبداً للمحتلين، لهذا السبب يهدف جميع المحتلين أولاً إلى تدمير اللغة، كما يهدف جميع المقاومين إلى حماية لغتهم، لا توجد أمة تستطيع العيش بدون لغة خاصة بها، لحماية كرامة الأمة وتاريخها وثقافتها، يجب عدم التخلي عن اللغة".

أولئك الذي يأسرون مهندس الثقافة التعددية اللغوية، في نفس الوقت يعلنون هذا اليوم كيوم عالمي للغة!

وتابع ملا شيرين جتين حديثه قائلاً: " عندما تعترف الأمم المتحدة بيوم 21 شباط كيوم عالمي للغة الأم، فإن الهدف هو تعزيز الثقافة التعددية اللغوية وحمايتها، ولكن من المثير للاهتمام أنه قبل إعلان هذا اليوم بيومين، تم أسر المهندس لحماية الثقافات واللغات من أجل التعايش بين الناس، القائد أوجلان، من خلال تعاون قذر للغاية، بعبارة أخرى، إذا كان هؤلاء الأشخاص الذين يأسرون مهندس الثقافة التعددية اللغوية، فكيف يمكنهم قبول هذا اليوم كيوم عالمي للغة الأم؟

حيث يتعرض الشعب الكردي لإبادة جماعية وحظر لغته، وفي المقابل يغض العالم الطرف عن الظلم الذي يتعرض له الشعب الكردي من أجل تحسين تجارته ومفاوضاته مع تركيا، وبحسب المعطيات الرسمية، ليست اللغة الكردية فقط، إنما 18 لغة أخرى تواجه الإبادة في تركيا، بحيث تم القضاء على بعضها، وبعضها على وشك الإبادة، على سبيل المثال، واحدة من هذه هي لهجة الزازاكي، وفي مواجهته لم يعترض أحد، لأن العالم قد استسلم للمصالح الخاصة، ولم يعودوا يعتبرون كرامة أمة ما مهمة جداً، حيث تعتبر اللغة السمة التي تميز الإنسان عن الحيوان، عندما تحظر الدولة لغتك، فهذا يعني أنها لم تعد تنظر إليك كإنسان، لذلك، يجب على جميع الكرد توخي الحذر في هذا الصدد، يجب أن يجدوا أن تدمير اللغة هي الإبادة الجسدية بحد ذاتها وعلى ذلك يقوموا بمحاربتها، كيف قاوم الشعب البنغلاديشي، يجب أن يتعلم الكرد هذه المقاومة، فإذا لم يفعل الكرد ذلك، فسيحقق العدو هدفه".

منذ 24 عاماً لم يقف أحد في وجه المستبدين في أي مكان من العالم

 أفاد المعلم ملا شيرين جتين إنه على مدار 24 عاماً ، لم يتم الوقوف في وجه الظالمين في أي مكان في العالم، وتابع بالقول: "أولئك الذين قبلوا هذا اليوم يوماً عالمياً للغة الأم، عندما تدمر الدولة التركية عفرين وتؤسس مدارس تركية بدلًا من المدارس الكردية وتعلق أعلامها هناك، لا يرفعون أصواتهم ضد هذه الأفعال، عندما ترى الدولة التركية أسماء أحمد خان وملا جزيري في بعض أماكن وتزيلها وتحطم تماثيلهم التي صنعها الشعب بأيديهم، لا أحد يرفع صوته، هذا بالنسبة للعالم كله، عدامة الشرف، يعني إنك تأخذ قرار بقبول هذا اليوم باعتباره اليوم العالمي للغة الأم وتقول إنني أحمي ثقافة تعدد اللغات، لكن 70 مليون كردي يواجهون سياسات إبادة لغوية، ولكن لا يصدر منك أي صوت، عندما حرر شعب بنغلاديش نفسه في عام 1971، وفي العام 1999تم الاعتراف بيوم 21 شباط يوماً عالمياً للغة، وهم ينتظرون أن يُباد نصف الشعب الكردي،  وتقولها من جديد، نحن نعترف باللغة الكردية، هذا ليس نفاق فقط، هذا تعاون، وتعاون مع المحتلين الذين لم يتبنوا قراراتهم، بما أن منظمات حقوق الإنسان أو الأمم المتحدة تحمي التعددية اللغوية، فهل قررت معاقبة عدة دول تمارس الاضطهاد اللغوي؟ ".