بحضور جماهيري مميز وشخصيات ثقافية من شمال وشرق سوريا، انطلقت فعاليات المهرجان في دورته الثانية على مسرح باقي خدو للثقافة والفن في مدينة كوباني.

وبدأ المهرجان بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأروح الشهداء، ثم ألقت نائبة الرئاسة المشتركة لهيئة الثقافة في إقليم الفرات، رودين يوسف، كلمة أشارت فيها إلى أن "هذا المهرجان هو أقل ما يمكن أن نعبر به عن شكرنا للشهداء الذين كان لهم الفضل فيما نحن عليه اليوم".

وأضافت: "هذا المهرجان هو طريقنا لتطوير المجال المسرحي الذي بات بحاجة لخطوة كهذه، وسنعمل ما في وسعنا للارتقاء بالمسرح".

بدوره، شكر العضو في لجنة تنظيم المهرجان، حسين خاني، الفرق المشاركة في المهرجان، متمنياً أن يكون هذا المهرجان الخطوة الأولى للارتقاء بالمسرح في المنطقة.

وبدأت فعاليات المهرجان بعرض أولى أعماله المسرحية التي حملت عنوان "شجرة الحياة" من كلمات الشاعر أوميد، وألحان حسين خاني، وإخراج روشن رشو، وقدمتها فرقة كورال التابعة لمركز باقي خدو للثقافة والفن بمدينة كوباني بطريقة غنائية وغلب فيها حب الوطن على كل شيء، وانتصر الحق على الباطل.

ودارت المسرحية حول الحرب، الحصار الذي واجه كوباني وهجوم المرتزقة عليها، وانتفاضة أهل المدينة للدفاع عنها، الصغير والكبير، الأمي والمتعلم، العامل والمثقف في إشارة منهم إلى حرب الشعب الثورية التي قادها الأهالي ضد مرتزقة داعش عام ٢٠١٤ حيث لم يبخل أحد على المدينة وضحى بروحه من أجلها.

كما لفتت المسرحية إلى الظلم الذي تتعرض له المرأة من خلال العادات والتقاليد البالية في المجتمع من خلال العقلية الذكورية،  لكن المرأة تتمكن من كسر هذا القالب بمشاركتها في معركة كوباني وحملها السلاح ووقوفها جنباً إلى جنب مع الرجل في خندق واحد، لتنتصر وتعلن ولادتها بسواعدها وبندقيتها.

لينتهي اليوم الأول من المهرجان وسط هتافات الحضور "المقاومة هي الحياة".

وسيستمر المهرجان حتى الـ 14 من الشهر الحالي، وتعرض يوم غد مسرحية "الصهيل"  يقدمها أعضاء فرقة مسرح مركز الثقافة والفن بمدينة الرقة.

يذكر أن مهرجان "آرين جدائل السلام" انطلق العام الماضي بدورته الأولى، وتصادف انطلاقته الـ5 من شهر تشرين الأول ذكرى استشهاد الشهيدة آرين ميركان الاسم الحقيقي، دلارا كينج التي استشهدت دفاعاً عن مدينة كوباني عام 2014.